ما حمله العام ٢٠١١ من تغيرات في بعض الحكومات العربية والاسلوب الذي تم به ذلك التغيير والذي تراوح بين التظاهرات السلمية وبين استخدام القوة واللجوء الى العنف في بعض الاحيان وفي احيان اخرى كانت الوسيلة هي اجهاض النفس من اجل التعبير عن الرفض لواقع مرير ومؤلم عاشه الشعب لعقود طويلة وبين زمرة متمتعة بخيرات البلد وبين اناس محرمون من ابسط الحقوق جاءت الثورات الشعبية التغييرية لتعبر وبقوة عن رفضها القاطع لواقعها المؤلم , والجيد في الامر ان التغيير الذي حدث تحرك من اقصى الوطن العربي الى الوطن وفي تعبير صارخ عن الرفض لتواجد مثل تلك الانظمة الاستبدادية التي استباحت كل شيء و حرمت شعوبها من ابسط الحقوق حتى بات باقي الحكومات تخشى على حكمها من الضياع كما ضاعت سابقاتها .
و البعض من الاخر من الشعوب لا زال في مرحلة التحرر والتغيير وان تأخرت بعض الشيء هذه الحركة التغييرية ولكنها بشكل عام اعطت الضوء الاحمر ولكل الانظمة انه لا يوجد احد بمنأى عن التغيير والكل يخضع الى الرفض الشعبي والطرد من النظام اذا ما انتهج نفس الاساليب التي كان ينتهجها من شملهم التغيير وعلى كل من يريد التصدي للحكم ان يضع مصلحة الشعب والوطن فوق مصالحه الشخصية والا فأن مصيره هو السقوط والى الابد , ان الطرق والاساليب التي اتبعتها الشعوب العربية في التغيير اعطت دروس للقوى التي تدَعي انه لديها السيطرة والهيمنة على الدول العربية ان ما تدَعيه ليس الا وهم لان فوق كل تلك الاعتبارات تأتي قوة ورغبة الشعب نفسه في احداث التغيير .
و ما يهمنا في العراق ما هي الطريقة التي سوف يعبر عنها شعبنا في رغبته في احداث تغيير اذا ما فشل النظام القائم الان في تحقيق احلام الشعب وتمنياته في تغيير وضعه الذي استمر كما هو في ذاك النظام وازداد سوءا في ايامنا هذه !!...