ابو بسام قصار
12-20-2009, 01:02 AM
(http://www.yazeinab.org/arabic/aqaed/books/02/algader/index1.html)
اثنا عشر إماماً واثنا عشر شهراً (http://www.yazeinab.org/arabic/aqaed/books/02/algader/index1.html)
ذكرت روايات الخطب الشريفة في حجة الوداع، أن النبي صلى الله عليه وآله ذكر الأئمة الإثني عشر، وذكر استدارة الزمن كأول ما خلق الله الأرض، وقرأ آية: إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً.. ففي صحيح البخاري: 5|126:
عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض. السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب. انتهى. ورواه أيضاً في: 5|204، و: 6|235، وكذا أبو داود في: 1|435، وأحمد في: 5|37
ـ ورواه في مجمع الزوائد: 3|265، بصيغة أقرب الى أسلوب النبي صلى الله عليه وآله من رواية البخاري، جاء فيها (ألا وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والأرض، ثم قرأ: إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم، ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم) ألا لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض...) انتهى.
وقد ذكر المفسرون والشراح السنيون أن قصده صلى الله عليه وآله إلغاء النسيء الذي ابتدعته العرب للأشهر الحرم، وأن وضع التوقيت والزمن قد رجع الى هيئته الأولى، فلا نسيء
بعد اليوم.. ولكنه تفسير غير مقنع، فإن نسيء العرب لم يكن مؤثراً في الزمن والفلك، حتى يرجع الزمن الى حالته الأولى بإلغاء النسيء!
كما أني لم أجد دليلاً على ارتباط استدارة الزمان بالنسىَ في كلامه صلى الله عليه وآله
ولا يبعد أن تكون استدارة الزمان موضوعاً مستقلاً عن النسيء.
وبما أن النبي صلى الله عليه وآله في مقام توديع أمته، وبيان مرحلة مابعده من الهدى والضلال، والعقائد والأحكام، وطريق الجنة والنار.. فقد يقصد بإخباره باستدارة الزمن: أن مرحلةً جديدة بدأت من ذلك اليوم فما بعده، من قوانين الهداية والإضلال الإلهي، ومعالم ذلك هم الأئمة الإثنا عشر عليهم السلام، الذين ينسجم وجودهم مع نظام الإثني عشر شهراً في تكوين السماوات والأرض.
ويؤيد ذلك: قداسة عدد الإثني عشر في القرآن، وأن النبي صلى الله عليه وآله طلب من الأنصار في أول بيعتهم له أن يختاروا منهم اثني عشر نقيباً..
وأنه بشر الأمة بالأئمة الإثني عشر من بعده..
ويؤيده: أنه صلى الله عليه وآله أخبر الأمة بوجود أئمة مضلين من بعده، وشدد على التحذير منهم، وبين أن أخطرهم الإثنا عشر منافقاً من أصحابه!
فمقابل كل إمام هدىً إمامُ ضلالٍ، كما أن مقابل كل نبيٍّ عدوٌّ من المجرمين، يعمل لإضلال الناس! قال الله تعالى:
ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا.
يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلاناً خليلا.
لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا.
وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا.
وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين وكفى بربك هادياً ونصيرا. الفرقان 27 ـ 31
ـ وفي صحيح مسلم: 8|122 ـ 123:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: في أصحابي اثنا عشر منافقاً، فيهم ثمانية لا
يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط، ثمانيةٌ منهم تكفيكهم الدبيلة، وأربعةٌ لم أحفظ ما قال شعبة فيهم!
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن في أمتي ـ قال شعبة: وأحسبه قال حدثني حذيفة، وقال غندر: أراه قال في أمتي ـ اثنا عشر منافقاً، لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها حتى يلج الجمل في سم الخياط، ثمانيةٌ منهم تكفيكهم الدبيلة، سراجٌ من النار يظهر في أكتافهم، حتى ينجم من صدورهم.
حدثنا أبو الطفيل قال: كان بين رجلٍ من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس، فقال: أنشدك بالله كم كان أصحاب العقبة؟!
قال فقال له القوم: أخبره إذ سألك.
قال: كنا نُخْبَرُ أنهم أربعة عشر، فإن كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر، وأشهد بالله أن اثني عشر منهم حربٌ لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد. انتهى. ورواه أحمد في: 4|320، وغيرها، ورواه كثيرون.
والنتيجة: أنه لا يبعد أن يكون قصد النبي صلى الله عليه وآله أن يخبر المسلمين بأن الله تعالى أقام الحياة البشرية من يوم خلق السماوات والأرض، وخلق الجنس البشري، على قانون الهداية والضلال بإتمام الحجة، وإمهال الناس ليعملوا بالهدى أو بالضلال.. فكان لا بد من وجود عنصري الهدى وعناصر الضلال معاً، كعنصري السلب والإيجاب في الطاقة، فألهم النفس البشرية فجورها وتقواها، وأنزل آدم الى الأرض ومعه إبليس، وبعث الأنبياء عليهم السلام ومع كل نبي عدو مضلٌّ أو أكثر، وجعل بعدهم أئمة ربانيين يهدون، وأئمة ضلال منافقين يضلون.. وعدد كل منهم في هذه الأمة اثنا عشر.. وأنه قد بدأت بهم دورةٌ جديدةٌ من الهدى والضلال، كما بدأت بآدم وإبليس.. ولذلك استدار الزمن كهيئته في أوله بانتهاء الفترة، ووضوح الحجة.
ويؤيد ذلك ما ورد من طريق أهل البيت عليهم السلام في تفسير آية (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً).
اثنا عشر إماماً واثنا عشر شهراً (http://www.yazeinab.org/arabic/aqaed/books/02/algader/index1.html)
ذكرت روايات الخطب الشريفة في حجة الوداع، أن النبي صلى الله عليه وآله ذكر الأئمة الإثني عشر، وذكر استدارة الزمن كأول ما خلق الله الأرض، وقرأ آية: إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً.. ففي صحيح البخاري: 5|126:
عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض. السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب. انتهى. ورواه أيضاً في: 5|204، و: 6|235، وكذا أبو داود في: 1|435، وأحمد في: 5|37
ـ ورواه في مجمع الزوائد: 3|265، بصيغة أقرب الى أسلوب النبي صلى الله عليه وآله من رواية البخاري، جاء فيها (ألا وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والأرض، ثم قرأ: إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم، ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم) ألا لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض...) انتهى.
وقد ذكر المفسرون والشراح السنيون أن قصده صلى الله عليه وآله إلغاء النسيء الذي ابتدعته العرب للأشهر الحرم، وأن وضع التوقيت والزمن قد رجع الى هيئته الأولى، فلا نسيء
بعد اليوم.. ولكنه تفسير غير مقنع، فإن نسيء العرب لم يكن مؤثراً في الزمن والفلك، حتى يرجع الزمن الى حالته الأولى بإلغاء النسيء!
كما أني لم أجد دليلاً على ارتباط استدارة الزمان بالنسىَ في كلامه صلى الله عليه وآله
ولا يبعد أن تكون استدارة الزمان موضوعاً مستقلاً عن النسيء.
وبما أن النبي صلى الله عليه وآله في مقام توديع أمته، وبيان مرحلة مابعده من الهدى والضلال، والعقائد والأحكام، وطريق الجنة والنار.. فقد يقصد بإخباره باستدارة الزمن: أن مرحلةً جديدة بدأت من ذلك اليوم فما بعده، من قوانين الهداية والإضلال الإلهي، ومعالم ذلك هم الأئمة الإثنا عشر عليهم السلام، الذين ينسجم وجودهم مع نظام الإثني عشر شهراً في تكوين السماوات والأرض.
ويؤيد ذلك: قداسة عدد الإثني عشر في القرآن، وأن النبي صلى الله عليه وآله طلب من الأنصار في أول بيعتهم له أن يختاروا منهم اثني عشر نقيباً..
وأنه بشر الأمة بالأئمة الإثني عشر من بعده..
ويؤيده: أنه صلى الله عليه وآله أخبر الأمة بوجود أئمة مضلين من بعده، وشدد على التحذير منهم، وبين أن أخطرهم الإثنا عشر منافقاً من أصحابه!
فمقابل كل إمام هدىً إمامُ ضلالٍ، كما أن مقابل كل نبيٍّ عدوٌّ من المجرمين، يعمل لإضلال الناس! قال الله تعالى:
ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا.
يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلاناً خليلا.
لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا.
وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا.
وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين وكفى بربك هادياً ونصيرا. الفرقان 27 ـ 31
ـ وفي صحيح مسلم: 8|122 ـ 123:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: في أصحابي اثنا عشر منافقاً، فيهم ثمانية لا
يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط، ثمانيةٌ منهم تكفيكهم الدبيلة، وأربعةٌ لم أحفظ ما قال شعبة فيهم!
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن في أمتي ـ قال شعبة: وأحسبه قال حدثني حذيفة، وقال غندر: أراه قال في أمتي ـ اثنا عشر منافقاً، لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها حتى يلج الجمل في سم الخياط، ثمانيةٌ منهم تكفيكهم الدبيلة، سراجٌ من النار يظهر في أكتافهم، حتى ينجم من صدورهم.
حدثنا أبو الطفيل قال: كان بين رجلٍ من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس، فقال: أنشدك بالله كم كان أصحاب العقبة؟!
قال فقال له القوم: أخبره إذ سألك.
قال: كنا نُخْبَرُ أنهم أربعة عشر، فإن كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر، وأشهد بالله أن اثني عشر منهم حربٌ لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد. انتهى. ورواه أحمد في: 4|320، وغيرها، ورواه كثيرون.
والنتيجة: أنه لا يبعد أن يكون قصد النبي صلى الله عليه وآله أن يخبر المسلمين بأن الله تعالى أقام الحياة البشرية من يوم خلق السماوات والأرض، وخلق الجنس البشري، على قانون الهداية والضلال بإتمام الحجة، وإمهال الناس ليعملوا بالهدى أو بالضلال.. فكان لا بد من وجود عنصري الهدى وعناصر الضلال معاً، كعنصري السلب والإيجاب في الطاقة، فألهم النفس البشرية فجورها وتقواها، وأنزل آدم الى الأرض ومعه إبليس، وبعث الأنبياء عليهم السلام ومع كل نبي عدو مضلٌّ أو أكثر، وجعل بعدهم أئمة ربانيين يهدون، وأئمة ضلال منافقين يضلون.. وعدد كل منهم في هذه الأمة اثنا عشر.. وأنه قد بدأت بهم دورةٌ جديدةٌ من الهدى والضلال، كما بدأت بآدم وإبليس.. ولذلك استدار الزمن كهيئته في أوله بانتهاء الفترة، ووضوح الحجة.
ويؤيد ذلك ما ورد من طريق أهل البيت عليهم السلام في تفسير آية (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً).