المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إذا كانت العلة في غيبة الإمام خوفه من الظالمين


ابو بسام قصار
01-07-2010, 12:19 AM
إذا كانت العلة في غيبة الإمام خوفه من الظالمين واتقاء من المخالفين فهذه العلة منتفية عن أوليائه فيجب أن يكون ظاهراً لهم أو يجب أن يسقط عنهم التكليف الذي إمامته لطف فيه .

الجواب : قد أجاب أصحابنا عن هذا السؤال باجوبة :

أحدها : أن الإمام ليس في تقية من أوليائه وإن غاب عنهم كغيبته من أعدائه لخوفه من إيقاعهم الضرر به ، وعلمه بانه لو ظهر لهم لسفكوا دمه . وغيبته عن أوليائه لغير هذه العلّة ، وهو أنّه أشفق من إشاعتهم خبره ،والتحدّث منهم كذلك على وجه التشرّف بذكره ، والاحتجاج بوجوده ، فيؤدّي ذلك إلى علم أعدائه بمكانه ، فيعقب علمهم بذلك ما ذكرناه من وقوع الضرر به .

وثانيها : أن غيبته عن أعدائه للتقيّة منهم ، وغيبته عن أوليائه للتقيّة عليهم ، والإشفاق من إيقاع الضرر بهم ، إذ لو ظهر للقائلين بإمامته وشاهده بعض أعدائه وأذاع خبره طولب أولياؤه به ، فاذا فات الطالب بالاستتار أعقب ذلك عظيم المكروه والضرر باوليائه ، وهذا معروف بالعادات .

وثالثها : أنّه لابدّ أن يكون في المعلوم أنّ في القائلين بإمامته من لا يرجع عن الحقّ من اعتقاد إمامته ، والقول بصحتها على حال من الأحوال ، فامره الله تعالى بالاستتار ليكون المقام على الإقرار بإمامته مع الشُبه في ذلك وشدّة المشقّة أعظم ثواباً من المقام على الإقرار بإمامته مع المشاهدة له ، فكانت غيبته عن أوليائه لهذا الوجه ، ولم تكن للتقية منهم .

ورابعها : وهو الذي عول عليه المرتضى ـ قدّس الله روحه ـ قال : نحن أولاً : لا نقطع على أنّه لا يظهر لجميع أوليائه ، فإنّ هذا أمر مغيّب عنّا ، ولا يعرف كل منّا إلاّ حال نفسه ، فإذا جوّزنا ظهوره لهم كما جوّزنا غيبته عنهم فنقول في علّة غيبته عنهم : إنّ الإمام عند ظهوره من الغيبة إنّما يميّز شخصه كما يعرف عينه بالمعجز الذي يظهر على يديه ، لأنّ النصوص الدالّة على إمامته لا تميّز شخصه من غيره كما ميّزت أشخاص آبائه ، والمعجز إنّما يعلم دلالته بضرب من الاستدلال ، والشبه تدخل في ذلك ، فلا يمتنع أن يكون كلّ من لم يظهر له من أوليائه ، فإن المعلوم من حاله أنّه متى ظهر له قصر في النظر في معجزه ، ولحق لهذا التقصير بمن يخاف منه من الأعداء .

على أنّ أولياء الإمام وشيعته منتفعون به في حال غيبته ، لأنهم مع علمهم بوجوده بينهم ، وقطعهم بوجوب طاعته عليهم ، لابدّ أن يخافوه في إرتكاب القبيح ، ويرهبوا من تأديبه وإنتقامه ومؤاخذته ، فيِكثر منهم فعل الواجب ، ويقلّ إرتكاب القبيح (5) (http://www.ansarh.com/maaref_details_176_مسائل_يسال_عنها_أهل_الخلاف_في_غ يبة_صاحب_الزمان_عليه_السلام_،_وحل_الشبهات_فيها.htm l#hamesh_5) ، أو يكونوا إلى ذلك أقرب ، فيحصل لهم اللّطف به مع غيبته ، بل ربما كانت الغيبة في هذا الباب أقوى ؟ لأنّ المكلّف إذا لم يعرف مكانه ، ولم يقف على موضعه ، وجوز فيمن لا يعرفه أنّه الإمام ، يكون إلى فعل الواجب أقرب منه إلى ذلك لو عرفه ولم يجوز فيه كونه اماماً .

فإن قالوا : إنّ هذا تصريح منكم بان ظهور الإمام كاستتاره في الانتفاع به والخوف منه .

فنقول : إن ظهوره لا يجوز أن يكون في المنافع كاستتاره ، وكيف يكون ذلك وفي ظهوره وقوّة سلطانه إنتفاع الولي والعدو ، والمحب والمبغض ، ولا ينتفع به في حال الغيبة إلاّ وليّه دون عدوه ، وأيضاً فإنّ في إنبساط بده منافع كثيرة لأوليائه وغيرهم ، لأنه يحمي حوزتهم ، ويسدّ ثغورهم ، ويؤمن طرقهم ، فيتمكنون من التجارات والمغانم ، ويمنع الظالمين من ظلمهم ، فتتوفر أموالهم ، وتصلح أحوالهم .
غير أن هذه منافع دنيوتة لا يجب إذا فاتت بالغيبة أن يسقط التكليف معها ، والمنافع الدينيّة الواجبة في كل حالة بالإمامة قد بيّنّا أنها ثابتة لأوليائه مع الغيبة ، فلا ي
1) (http://www.ansarh.com/maaref_details_176_مسائل_يسال_عنها_أهل_الخلاف_في_غ يبة_صاحب_الزمان_عليه_السلام_،_وحل_الشبهات_فيها.htm l#1) في نسخة« م » زيادة : وكيف يجوز أن يكون إماماً للخلق ولم يظهر قط لأحدٍ منهم .
(2) (http://www.ansarh.com/maaref_details_176_مسائل_يسال_عنها_أهل_الخلاف_في_غ يبة_صاحب_الزمان_عليه_السلام_،_وحل_الشبهات_فيها.htm l#2) في نسخنا : جناة بما ، ولعله تصحيف ، واثبتنا ما رأيناه صواباً .
(3) (http://www.ansarh.com/maaref_details_176_مسائل_يسال_عنها_أهل_الخلاف_في_غ يبة_صاحب_الزمان_عليه_السلام_،_وحل_الشبهات_فيها.htm l#3) في نسخة « م » : المنصوص بها .
(4) (http://www.ansarh.com/maaref_details_176_مسائل_يسال_عنها_أهل_الخلاف_في_غ يبة_صاحب_الزمان_عليه_السلام_،_وحل_الشبهات_فيها.htm l#4) في نسخة « ط » : ويثبته .
(5) (http://www.ansarh.com/maaref_details_176_مسائل_يسال_عنها_أهل_الخلاف_في_غ يبة_صاحب_الزمان_عليه_السلام_،_وحل_الشبهات_فيها.htm l#5) في نسخة « م » : المعصية .
(6) (http://www.ansarh.com/maaref_details_176_مسائل_يسال_عنها_أهل_الخلاف_في_غ يبة_صاحب_الزمان_عليه_السلام_،_وحل_الشبهات_فيها.htm l#6) راجع كتاب المقنع في الغيبة للسيد المرتضى رحمه الله تعالى ، والمنشور محققاً . على صفحات مجلة تراثنا الفصلية ، العدد 027 الصفحة155
(7) (http://www.ansarh.com/maaref_details_176_مسائل_يسال_عنها_أهل_الخلاف_في_غ يبة_صاحب_الزمان_عليه_السلام_،_وحل_الشبهات_فيها.htm l#7) كمال الدين : 559 .
(8) (http://www.ansarh.com/maaref_details_176_مسائل_يسال_عنها_أهل_الخلاف_في_غ يبة_صاحب_الزمان_عليه_السلام_،_وحل_الشبهات_فيها.htm l#8) في نسخة« م » :صيفي .
(9) (http://www.ansarh.com/maaref_details_176_مسائل_يسال_عنها_أهل_الخلاف_في_غ يبة_صاحب_الزمان_عليه_السلام_،_وحل_الشبهات_فيها.htm l#9) انظر : كمال الدين : 549 ، كشف الغمة : 543
(10) (http://www.ansarh.com/maaref_details_176_مسائل_يسال_عنها_أهل_الخلاف_في_غ يبة_صاحب_الزمان_عليه_السلام_،_وحل_الشبهات_فيها.htm l#10) كمال الدين : 576 ، عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 : 210 | 1 .
كتاب إعلام الورى بأعلام الهدى ، للشيخ الطبرسي ، تحقيق مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث

.

أبوعلي الكاظمي
01-07-2010, 12:23 AM
مشكور وباركـ الله بيكـ أخي على التميز الواضح

ابو بسام قصار
01-07-2010, 02:35 PM
مشكور تواجدك اخ ابو علي وممنونك على توقيع

فوادالركابي
01-22-2010, 01:39 AM
بارك الله بك اخي ابو بسام

وجزاك الله خير الجزاء

ابو بسام قصار
01-22-2010, 03:31 PM
لقد اسعدني تواصلكم ممنون مروركم العطر