ابو بسام قصار
01-18-2010, 11:44 PM
وكان من دعائه (عليه السلام) في الرهبة:
أَللَّهُمَّ إِنَّكَ خَلَقْتَنِي سَوِيّاً، وَرَبَّيْتَنِي صَغِيراً، وَرَزَقْتَنِي مَكْفِيّاً أَللّهُمَّ إِنِّي وَجَدْتُ فِي مَا أَنْزَلْتَ مِنْ كِتَابِكَ، وَبَشَّرْتَ بِهِ عِبَادَكَ أَنْ قُلْتَ: ﴿يَا عِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً﴾،
ـــــــــــ
الشرح : (أَللَّهُمَّ إِنَّكَ خَلَقْتَنِي سَوِيّاً) أي: مستوي الخلقة (وَرَبَّيْتَنِي صَغِيراً) أي: في حال كوني صغيراً (وَرَزَقْتَنِي) في حال كوني (مَكْفِيّاً) كفيتني ولم أحتج إلى رزق من سواك (أَللّهُمَّ إِنِّي وَجَدْتُ فِي مَا أَنْزَلْتَ مِنْ كِتَابِكَ) القرآن الحكيم (وَبَشَّرْتَ بِهِ عِبَادَكَ أَنْ قُلْتَ) ببشرى حسنة ﴿يَا عِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ﴾ الإسراف على النفس، إنما هو بفعل المعاصي الموجبة لهلاكها، والقنوط اليأس عن الغفران والرضوان ﴿ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً﴾ [1] مع التوبة، وبلا توبة فيما عدا الشرك وما يشبهه قال سبحانه: ﴿إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء﴾ [2].
ـــــــــــ
وَقَدْ تَقَدَّمَ مِنِّي مَا قَدْ عَلِمْتَ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، فَيَا سَوْأَتٰا مِمَّا أَحْصَاهُ عَلَيَّ كِتَابُكَ، فَلَوْلاَ الْمَوَاقِفُ ٱلَّتِي أُؤمِّلُ مِنْ عَفْوِكَ ٱلَّذِي شَمِلَ كُلَّ شَيْءٍ لأَلْقَيْتُ بِيَدِي،
ـــــــــــ
(وَقَدْ تَقَدَّمَ مِنِّي) يا رب (مَا قَدْ عَلِمْتَ) من أنواع الإساءة والعصيان (وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي) فإن الإنسان لا يعرف كم أذنب ولا كيف بالدقة والتفصيل بخلافه سبحانه (فَيَا سَوْأَتٰا) السوءة كل عمل قبيح يوجب إساءة الإنسان وحزنه و (يا) حرف نداء مناداه (القوم) المحذوف، أي: يا قوم أنعى إليكم سوءتي، وألف (سوأتا) عوض ياء المتكلم المحذوف، أو المراد: يا سوءتي احضري فهذا وقتك، نحو يا للعجب (مِمَّا أَحْصَاهُ عَلَيَّ كِتَابُكَ) المراد: الكتاب الذي يكتبه الملكان، ومما أحصاه، ما كتبه، من أنواع الآثام (فَلَوْلاَ الْمَوَاقِفُ ٱلَّتِي أُؤمِّلُ مِنْ عَفْوِكَ) أي: محلات عفوك عن المذنبين كأيام شهر رمضان وليالي الجمعات، وسائر الأوقات المباركات، وعند الدعاء، ومواقف العفو في القيامة، وما أشبه (ٱلَّذِي شَمِلَ) ذلك العفو (كُلَّ شَيْءٍ لأَلْقَيْتُ بِيَدِي) يقال: ألقى بيده، إذا استسلم ومدّ يده نحو المحذور ضارعاً، والمراد: يأست عن نجاتي، كما ييأس الملقي يده إلى خصمه بعد يأسه عن قدرة إنقاذ نفسه.
ـــــــــــ
وَلَوْ أَنَّ أَحَداً ٱسْتَطَاعَ الْهَرَبَ مِنْ رَبِّهِ لَكُنْتُ أَنَا أَحَقُّ بِالْهَرَبِ، وَأَنْتَ لاَ تَخْفَىٰ عَلَيْكَ خَافِيَةٌ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَاءِ إِلاَ أَتَيْتَ بِهَا، وَكَفَىٰ بِكَ جَازِياً، وَكَفَىٰ بِكَ حَسِيباً، أَللّهُمَّ إِنَّكَ طَالِبِي إِنْ أَنَا هَرَبْتُ، وَمُدْرِكِي إِنْ أَنَا فَرَرْتُ، فَهَا أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ خَاضِعٌ ذَلِيْلٌ رَاغِمٌ إِنْ تُعَذِّبْنِي فَإِنِّي لِذَلِكَ أَهْلٌ، وَهُو يَا رَبِّ مِنْكَ عَدْلٌ، وَإِنْ تَعْفُ عَنِّي فَقَدِيماً شَمَلَنِي عَفْوُكَ وَأَلْبَسْتَنِي عَافِيَتَكَ،
أَللَّهُمَّ إِنَّكَ خَلَقْتَنِي سَوِيّاً، وَرَبَّيْتَنِي صَغِيراً، وَرَزَقْتَنِي مَكْفِيّاً أَللّهُمَّ إِنِّي وَجَدْتُ فِي مَا أَنْزَلْتَ مِنْ كِتَابِكَ، وَبَشَّرْتَ بِهِ عِبَادَكَ أَنْ قُلْتَ: ﴿يَا عِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً﴾،
ـــــــــــ
الشرح : (أَللَّهُمَّ إِنَّكَ خَلَقْتَنِي سَوِيّاً) أي: مستوي الخلقة (وَرَبَّيْتَنِي صَغِيراً) أي: في حال كوني صغيراً (وَرَزَقْتَنِي) في حال كوني (مَكْفِيّاً) كفيتني ولم أحتج إلى رزق من سواك (أَللّهُمَّ إِنِّي وَجَدْتُ فِي مَا أَنْزَلْتَ مِنْ كِتَابِكَ) القرآن الحكيم (وَبَشَّرْتَ بِهِ عِبَادَكَ أَنْ قُلْتَ) ببشرى حسنة ﴿يَا عِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ﴾ الإسراف على النفس، إنما هو بفعل المعاصي الموجبة لهلاكها، والقنوط اليأس عن الغفران والرضوان ﴿ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً﴾ [1] مع التوبة، وبلا توبة فيما عدا الشرك وما يشبهه قال سبحانه: ﴿إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء﴾ [2].
ـــــــــــ
وَقَدْ تَقَدَّمَ مِنِّي مَا قَدْ عَلِمْتَ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، فَيَا سَوْأَتٰا مِمَّا أَحْصَاهُ عَلَيَّ كِتَابُكَ، فَلَوْلاَ الْمَوَاقِفُ ٱلَّتِي أُؤمِّلُ مِنْ عَفْوِكَ ٱلَّذِي شَمِلَ كُلَّ شَيْءٍ لأَلْقَيْتُ بِيَدِي،
ـــــــــــ
(وَقَدْ تَقَدَّمَ مِنِّي) يا رب (مَا قَدْ عَلِمْتَ) من أنواع الإساءة والعصيان (وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي) فإن الإنسان لا يعرف كم أذنب ولا كيف بالدقة والتفصيل بخلافه سبحانه (فَيَا سَوْأَتٰا) السوءة كل عمل قبيح يوجب إساءة الإنسان وحزنه و (يا) حرف نداء مناداه (القوم) المحذوف، أي: يا قوم أنعى إليكم سوءتي، وألف (سوأتا) عوض ياء المتكلم المحذوف، أو المراد: يا سوءتي احضري فهذا وقتك، نحو يا للعجب (مِمَّا أَحْصَاهُ عَلَيَّ كِتَابُكَ) المراد: الكتاب الذي يكتبه الملكان، ومما أحصاه، ما كتبه، من أنواع الآثام (فَلَوْلاَ الْمَوَاقِفُ ٱلَّتِي أُؤمِّلُ مِنْ عَفْوِكَ) أي: محلات عفوك عن المذنبين كأيام شهر رمضان وليالي الجمعات، وسائر الأوقات المباركات، وعند الدعاء، ومواقف العفو في القيامة، وما أشبه (ٱلَّذِي شَمِلَ) ذلك العفو (كُلَّ شَيْءٍ لأَلْقَيْتُ بِيَدِي) يقال: ألقى بيده، إذا استسلم ومدّ يده نحو المحذور ضارعاً، والمراد: يأست عن نجاتي، كما ييأس الملقي يده إلى خصمه بعد يأسه عن قدرة إنقاذ نفسه.
ـــــــــــ
وَلَوْ أَنَّ أَحَداً ٱسْتَطَاعَ الْهَرَبَ مِنْ رَبِّهِ لَكُنْتُ أَنَا أَحَقُّ بِالْهَرَبِ، وَأَنْتَ لاَ تَخْفَىٰ عَلَيْكَ خَافِيَةٌ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَاءِ إِلاَ أَتَيْتَ بِهَا، وَكَفَىٰ بِكَ جَازِياً، وَكَفَىٰ بِكَ حَسِيباً، أَللّهُمَّ إِنَّكَ طَالِبِي إِنْ أَنَا هَرَبْتُ، وَمُدْرِكِي إِنْ أَنَا فَرَرْتُ، فَهَا أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ خَاضِعٌ ذَلِيْلٌ رَاغِمٌ إِنْ تُعَذِّبْنِي فَإِنِّي لِذَلِكَ أَهْلٌ، وَهُو يَا رَبِّ مِنْكَ عَدْلٌ، وَإِنْ تَعْفُ عَنِّي فَقَدِيماً شَمَلَنِي عَفْوُكَ وَأَلْبَسْتَنِي عَافِيَتَكَ،