المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تدركه الأبصار


ابو بسام قصار
03-28-2010, 07:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد الله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
لا تدركه الأبصار
ذهب بعض أبناء الفِرق الاسلاميّة الى أنه جلّ شأنه يُرى بالبصر في الآخرة فقط، أو في الدنيا والآخرة معاً وما زال أهل البيت - لا سيّما الصادق عليه السلام - يبطلون هذه النسبة ويمنعون عليه تعالى الرؤية، وسوف نورد عليك بعض الحجج من كلامه.
قال هشام: كنت عند الصادق عليه السّلام إِذ دخل عليه معاوية بن وهب وعبد الملك بن أعين(2) فقال له معاوية بن وهب: يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ما تقول في الخبر الذي روي أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله رأى ربه، على أي صورة رآه ؟ وعن الحديث الذي رووه أن المؤمنين يرون ربّهم في الجنّة على أيّ صورة يرونه ؟ فتبسّم عليه السّلام ثمّ قال: يا معاوية ما أقبح بالرجل يأتي عليه سبعون سنة أو ثمانون سنة يعيش في مُلك اللّه ويأكل من نعمه ثمّ لا يعرف اللّه حقّ معرفته، ثمّ قال عليه السّلام: يا معاوية إِن محمّداً صلّى اللّه عليه وآله لم يَر الربّ تبارك وتعالى بمشاهدة العيان وأن الرؤية على وجهين: رؤية
(2) هما من أصحاب الصادق عليه السلام وأعلامهم المشهورين.
القلب، ورؤية البصر، فمن عنى برؤية القلب فهو مصيب ومن عنى برؤية البصر فقد كفر باللّه وبآياته لقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: من شبّه اللّه بخلقه فقد كفر، ولقد حدّثني أبي عن أبيه عن الحسين بن علي عليهم السّلام قال: سئل أمير المؤمنين عليه السّلام فقيل: يا أخا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله هل رأيت ربّك ؟ فقال: وكيف أعبد من لم أره، لم تره العيون بمشاهدة العيان، ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان، فإذا كان المؤمن يرى ربّه بمشاهدة البصر فإن كلّ من جاز عليه البصر والرؤية فهو مخلوق، ولا بدّ للمخلوق من الخالق، فقد جعلته إِذن محدثاً مخلوقاً، ومن شبّهه بخلقه فقد اتخذ مع اللّه شريكاً، ويلَهُم أَوَلم يسمعوا بقول اللّه تعالى «لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير»(1) وقوله «لن تراني ولكن انظر الى الجبل فإن استقرّ مكانه فسوف تراني فلمّا تجلّى ربّه للجبل جعله دكّاً»(2) وإِنما طلع من نوره على الجبل كضوء يخرج من سمّ الخياط فدكدكت الأرض وصعقت الجبال فخرّ موسى صعقاً - أي ميّتاً - فلمّا أفاق وردّ عليه روحه قال: سبحانك تبت اليك من قول مَن زعم أنك تُرى ورجعت الى معرفتي بك أن الأبصار لا تدركك، وأنا أول المؤمنين وأول المقرّين بأنك تَرى ولا تُرى وأنت بالمنظر الأعلى.
ثمّ قال عليه السّلام: إِن أفضل الفرائض وأوجبها على الإنسان معرفة الربّ، والإقرار له بالعبوديّة، وحدّ المعرفة أن يعرف أنه لا إِله غيره، ولا شبيه له ولا نظير، وأن يعرف أنه قديم مثبت موجود غير فقيد، موصوف من غير شبيه ولا مبطل، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وبعده معرفة الرسول والشهادة
(1) الأنعام: 103.
(2) الأعراف: 143.
بالنبوّة، وأدنى معرفة الرسول الإقرار بنبوّته وأن ما أتى به من كتاب أو أمر أو نهي فذلك من اللّه عزّ وجل، وبعده معرفة الإمام الذي تأتمّ به بنعمته وصفته واسمه، في حال العسر واليسر، وأدنى معرفة الإمام أنه عدل النبي إِلا درجة النبوّة ووارثه وأن طاعته طاعة اللّه وطاعة رسول اللّه والتسليم له في كلّ أمر، والردّ اليه والأخذ بقوله.
ثمّ أنه أورد على معاوية ذكر الأئمة وأسمائهم، ثمّ قال: يا معاوية جعلت لك أصلاً في هذا فاعمل عليه، فلو كنت تموت على ما كنت عليه لكان حالك أسوأ الأحوال، فلا يغرّنك قول من زعم أن اللّه تعالى يُرى بالبصر.
ثمّ ذكر لمعاوية أعاجيب ما نسبوه من المكروه والباطل للأنبياء ولأبويه النبيّ وعليّ عليهم السّلام جميعاً.
وهذا بعض ما جاء عن الصادق في استحالة الرؤية البصريّة عليه تعالى وبما سبق غنى، كما وأن للصادق عليه السّلام كلاماً في كلّ باب من أبواب التوحيد، وفي كلّ آية من الآيات المتشابهة وما كان القصد أن نأتي بكلّ ماله من بيان في ذلك لأن بسط البحث والإتيان بكلّ شاردة وواردة له يبعدنا عن الغاية، وبما وافيناك به كفاية.
نسألكم
الدعاء
ابو بسام قصار

نور علي
03-28-2010, 08:07 PM
الله يعطيك العافية اخوووي ع الطرررح ..

ابو بسام قصار
03-28-2010, 09:49 PM
خادمة الزهراء اسعدني حضورك في متصفحي
ممنون مرورك العطر

فوادالركابي
03-29-2010, 01:28 AM
مشكور اخي ابو بسام على هذا الموضوع وجزاك الله خير الجزاء

التلميذ
05-13-2010, 03:41 PM
مشكور اخي ابو بسام على هذا الموضوع وجزاك الله خير الجزاء

خالد الاسدي
05-13-2010, 05:16 PM
سلمت اناملك اخي ابو بسام قصارعلى الطرح المبار