الطريبيلي
11-11-2010, 07:40 PM
طبيعة التشريع الإسلامي
لقضية القائد المنتظر دلالة عميقة على حقيقة أساسية من حقائق هذا الدين.
ولأنّ هذه الحقيقة هي بمثابة القاعدة التي ترتكز عليها طبيعة تعاملنا مع هذا الدين، فقد جهد العدو في تحطيم هذه القاعدة، ورسم صورة معاكسة لها في فكر الإنسان المسلم.
ما هي هذه الحقيقة القاعدة؟ وكيف تؤكّدها وتعمّقها قضية القائد المنتظر؟
هذه الحقيقة هي:
جدارة النظام الإسلامي بحلّ مشاكل البشرية. فالبشرية مهما شهدت من أنحاء التقلبات، اقتصادياً، واجتماعياً، وسياسياً، ونفسياً. مهما امتدّ بها الزمن، وتصرّمت بها القرون. فإنّ الحل الإسلامي يبقى وحده هو القادر على إشباع حاجاتها، ومنهجة حياتها بالنحو الأكمل والأفضل. إنّه بمقدار ما تظلّ الحلول الوضعية المصطنعة عاجزة عن إنقاذ البشرية، وانتشالها من وديان الطيش، الضلال، الشقاء والبؤس، فإنّ الحل الإسلامي يبقى قادراً، وجديراً، بأن يجهّز البشرية بأروع خريطة لبنائها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والنفسي.
المرحلة دائماً هي مرحلة الحلّ الإسلامي. والإسلام يبقى جاهزاً للتطبيق دوماً، وقادراً على نقض الركام الذي خلّفته جاهلية القرن العشرين على متون البشرية. هذه حقيقة من حقائق الإسلام. وهي طبيعة التشريع الإسلامي. وإنّها حقيقة لم تكن بحاجة إلى برهان، فرسالة الإسلام هي خاتمة الرسالات، ونبوّة محمّد صلى الله عليه وآله هي خاتمة النبوّات، ماذا يعني ذلك؟
أليس يعني أنّ شريعة الإسلام تستقطب عمر البشرية إلى الأخير، دون حاجة إلى تعديل، أو تغيير في بنود هذه الرسالة. لقد ضاعت هذه الحقيقة على عدد من الناس. من الناس المسلمين بالطبع. حين أراد عدوّنا أن يسلب منّا الإسلام، والعمل للإسلام، بدأ بهذه الحقيقة، لنفقد ثقتنا بالإسلام، وأملنا في أن يبدأ الإسلام يوماً عملية التغيير.
بعض المساكين نجحت معهم عملية غسل الدماغ، وغسل النفس أيضاً، بدأوا يشكّون في قدرة الإسلام على حلّ مشاكل الإنسانية الضائعة، وفقدوا الأمل في قدرة الإسلام على تغيير هذا المجتمع المعقّد. ماذا يقولون؟ وما ينظر هؤلاء المساكين؟ البشرية تطوّرت. سبل الحياة تعقّدت. لم يعد المجتمع هو المجتمع الذي عاشه الإسلام قبل قرون. كل شيء تغيّر، حتى نفوس الناس وأمزجتهم.
الحياة صعبة، صعبة. الحياة أصبحت صورة جديدة، لا يوجد بينها وبين الماضي خيط شبه. مشاكل ضخمة، ومعقّدة, وجديدة. الأرض غير الأرض، الناس غير الناس، والحياة غير الحياة، كيف يبقى الحلّ الإسلامي جديراً؟ ولو كان جديراً، فكيف يستطيع أن يغيّر هذا التركيب البشري المعقّد؟ أم هل سينجح في عملية التغيير؟ يقولون: لا. الخلق الإسلامي لم يعد مقبولاً، ولا مهضوماً. والناس أينما كان الشرّ كانوا معه. إنّهم لا يقبلون الحق. وإذن.. فهم لا يقبلون الإصلاح. ومهما جهدت في تغييرهم فإنّك ستدور في فراغ. تلك مقالة أصحابنا المساكين. لقد أوحيت لهم إيحاءً، وهي نتيجة أراد العدو أن يصلوا إليها.
والحديث مع هؤلاء قد يكون طويلاً لو أردت أن أعرض لهم نظام الإسلام، وأوقفهم على جوهر التغيّر الذي تعيشه البشرية، كيما نرى جدارة الحلّ الإسلامي أم لا! لكنّي لا أستطيع هنا أن أفعل ذلك، فإنّه يكلّفني الخروج عن دائرة بحثي. ولذا فإنّ ما سأفعله الآن هو الإشارة إلى التناقض الذي يتورّط فيه هؤلاء الذين يشكّون في جدارة الإسلام.
كيف يؤمنون بأنّ رسالة الإسلام هي خاتمة الرسالات؟ ولو كان الحل الإسلامي قد استنفذ طاقته. ألسنا بحاجة إلى رسالة جديدة؟
أمّا إذا كنّا نؤمن بأنّ الإسلام هو الشريعة الخاتمة، فذاك يدعونا إلى الاحتفاظ بثقتنا بالإسلام بوصفه الحلّ الجدير لمشاكل البشرية. نحن أمام الخيار التالي: إمّا أن نثق بجدارة الإسلام في حل مشاكل البشرية، وإمّا أن نتّهم السماء التي لم تسعفنا برسالة جديدة، وختمت دورها بالإسلام.
وفي مجرى هذا الحديث يكون لقضية القائد المنتظر مشاركة فعّالة. ما تقول لنا هذه القضية؟ وماذا تشرح لنا عن قيمومة هذا الدين الأبدي؟ سأوضّح ذلك: حينما نؤمن بالقائد المنتظر. وحينما ننتظر ثورته المظفّرة. ننتظر الساعة التي يحكم فيها الحق، والإسلام، والسلام. الساعة التي تملأ فيها الأرض بالقسط وتسعد بالعدالة. إنّ ذلك يؤكّد لنا ضرورة الثقة بالإسلام.
فمهما بدت التقلّبات والتطورات البشرية كبيرة ومستوعبة، فإنّ ذلك لا يمنع عن نجاح الإسلام، وإنّ ذلك لا يمنع عن بقاء الحل الإسلامي هو الحل القادر على معالجة العقدة البشرية. وبناء أفضل مجتمع إنساني. حين نؤمن حقيقة بالقائد المنتظر لا يبقى لنا مجال للشك في الإسلام، وجدارة الإسلام. انزلوا إلى أعماق قضية القائد المنتظر، وانظروا ماذا تعكس لنا من ثقة، ومن مفاهيم. كيف نستطيع أن نصدّق بنهضته الكبرى، وانتصار الإسلام، ثمّ يراودنا الشك في قدرة الإسلام على حل مشاكل العصر.
أليس ذلك تهافتاً في القول، والعقيدة. ونحن حينما نكون على ترقّب دائم، وانتظار متّصل، لثورة الإمام المهدي عليه السلام، أليس ذلك يعني الثقة بأنّ الإسلام ليس فقط صحيحاً، وإنّما هو قادر على التغيير، وخلق المجتمع المسلم، وتطبيق أحكامه في الأرض؟! أولئك الذين أذهلتهم التقلّبات البشرية. أولئك الذين قالوا: إنّ الناس غير الناس، والحياة غير الحياة.
وتساءلوا بعجب: كيف سيغيّر الإسلام هذه النفوس التي تعوّدت على الضلال. هؤلاء ما هو رأيهم في النصر العميم الذي ستظفر به ثورة القائد العظيم. إنّ الأرض ستملأ بالقسط والعدل. إنّ الإسلام سيسود ويحكم، ويغيّر، ويخلق الإنسانية الجديدة التي هو يريدها. وإذا كنّا نشك في قدرة الإسلام على ذلك، فالأجدر بنا أن لا نؤمن بالقائد المنتظر! سيعود الذين آمنوا بالإسلام، ووثقوا بحكم الإسلام، وعرفوا حقيقة الإسلام، سيعود هؤلاء حكّاماً في الأرض، خلفاء لله على البرية. (وَعَدَ اللهُ الّذينَ آمنُوُا مِنْكُمْ وَعَمِلُوُا الصّاِلِحاتِ، لَيَسْتَخْلِفَنّهُمْ في الأَرْضِ)(1).
سوف تتحطّم كل قلاع الكفر والضلال. سوف تتبخّر كل العقبات، وتنسحب أمام تيّار الإسلام. سوف تذوب كما يذوب الجليد تحت وهج الشمس كل الحواجز الموهومة. الإسلام له يوم يثبت للناس كيف سيحقّّق لهم العدالة، والسعادة المنشودة. كيف أنّه جدير وحده بإنقاذ أبناء الأرض من وديان البؤس والشقاء. إنّه الشريعة الخالدة. الشريعة التي ستحكم، وتنتصر. حينما أكّد القرآن أنّ الأرض سيرثها عبادي الصالحون. وحينما رسّخ أهل البيت هذا المفهوم، وعبّروا عنه بقضية القائد المنتظر.
وحينما أضحت هذه القضية أهم قضية في قاموس الفكر الشيعي. لم يكن ذلك عبثاً، وبدون عطاء. لقد كان ذلك من أجل أن لا نفقد الثقة العلمية بإسلامنا. ومن أجل أن لا يغمرنا الشك في قدرة إسلامنا على التغيير.
إنّ الفكر الشيعي حينما يعمّق فكرة الإمام المنتظر عليه السلام، يكون قد خلق أمنع حصن، وبنى أركز قاعدة، تمنع عن تسرّب الشك في الإسلام إلى الإنسان المسلم.
لقد كان أروع تحصين قدّمه الفكر الشيعي في قضية القائد المنتظر.
حينما نؤمن بهذه القضية، ويكون إيماننا حقاً، وإيماناً واعياً، نكون قد ضبطنا صمّام الأمان، وكسرنا عود الشك، وتجاوزنا أوهام العدو، وعاصفته بسلام.
الهوامش
--------------------------------------------------------------------------------
(1) النور: 55.
لقضية القائد المنتظر دلالة عميقة على حقيقة أساسية من حقائق هذا الدين.
ولأنّ هذه الحقيقة هي بمثابة القاعدة التي ترتكز عليها طبيعة تعاملنا مع هذا الدين، فقد جهد العدو في تحطيم هذه القاعدة، ورسم صورة معاكسة لها في فكر الإنسان المسلم.
ما هي هذه الحقيقة القاعدة؟ وكيف تؤكّدها وتعمّقها قضية القائد المنتظر؟
هذه الحقيقة هي:
جدارة النظام الإسلامي بحلّ مشاكل البشرية. فالبشرية مهما شهدت من أنحاء التقلبات، اقتصادياً، واجتماعياً، وسياسياً، ونفسياً. مهما امتدّ بها الزمن، وتصرّمت بها القرون. فإنّ الحل الإسلامي يبقى وحده هو القادر على إشباع حاجاتها، ومنهجة حياتها بالنحو الأكمل والأفضل. إنّه بمقدار ما تظلّ الحلول الوضعية المصطنعة عاجزة عن إنقاذ البشرية، وانتشالها من وديان الطيش، الضلال، الشقاء والبؤس، فإنّ الحل الإسلامي يبقى قادراً، وجديراً، بأن يجهّز البشرية بأروع خريطة لبنائها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والنفسي.
المرحلة دائماً هي مرحلة الحلّ الإسلامي. والإسلام يبقى جاهزاً للتطبيق دوماً، وقادراً على نقض الركام الذي خلّفته جاهلية القرن العشرين على متون البشرية. هذه حقيقة من حقائق الإسلام. وهي طبيعة التشريع الإسلامي. وإنّها حقيقة لم تكن بحاجة إلى برهان، فرسالة الإسلام هي خاتمة الرسالات، ونبوّة محمّد صلى الله عليه وآله هي خاتمة النبوّات، ماذا يعني ذلك؟
أليس يعني أنّ شريعة الإسلام تستقطب عمر البشرية إلى الأخير، دون حاجة إلى تعديل، أو تغيير في بنود هذه الرسالة. لقد ضاعت هذه الحقيقة على عدد من الناس. من الناس المسلمين بالطبع. حين أراد عدوّنا أن يسلب منّا الإسلام، والعمل للإسلام، بدأ بهذه الحقيقة، لنفقد ثقتنا بالإسلام، وأملنا في أن يبدأ الإسلام يوماً عملية التغيير.
بعض المساكين نجحت معهم عملية غسل الدماغ، وغسل النفس أيضاً، بدأوا يشكّون في قدرة الإسلام على حلّ مشاكل الإنسانية الضائعة، وفقدوا الأمل في قدرة الإسلام على تغيير هذا المجتمع المعقّد. ماذا يقولون؟ وما ينظر هؤلاء المساكين؟ البشرية تطوّرت. سبل الحياة تعقّدت. لم يعد المجتمع هو المجتمع الذي عاشه الإسلام قبل قرون. كل شيء تغيّر، حتى نفوس الناس وأمزجتهم.
الحياة صعبة، صعبة. الحياة أصبحت صورة جديدة، لا يوجد بينها وبين الماضي خيط شبه. مشاكل ضخمة، ومعقّدة, وجديدة. الأرض غير الأرض، الناس غير الناس، والحياة غير الحياة، كيف يبقى الحلّ الإسلامي جديراً؟ ولو كان جديراً، فكيف يستطيع أن يغيّر هذا التركيب البشري المعقّد؟ أم هل سينجح في عملية التغيير؟ يقولون: لا. الخلق الإسلامي لم يعد مقبولاً، ولا مهضوماً. والناس أينما كان الشرّ كانوا معه. إنّهم لا يقبلون الحق. وإذن.. فهم لا يقبلون الإصلاح. ومهما جهدت في تغييرهم فإنّك ستدور في فراغ. تلك مقالة أصحابنا المساكين. لقد أوحيت لهم إيحاءً، وهي نتيجة أراد العدو أن يصلوا إليها.
والحديث مع هؤلاء قد يكون طويلاً لو أردت أن أعرض لهم نظام الإسلام، وأوقفهم على جوهر التغيّر الذي تعيشه البشرية، كيما نرى جدارة الحلّ الإسلامي أم لا! لكنّي لا أستطيع هنا أن أفعل ذلك، فإنّه يكلّفني الخروج عن دائرة بحثي. ولذا فإنّ ما سأفعله الآن هو الإشارة إلى التناقض الذي يتورّط فيه هؤلاء الذين يشكّون في جدارة الإسلام.
كيف يؤمنون بأنّ رسالة الإسلام هي خاتمة الرسالات؟ ولو كان الحل الإسلامي قد استنفذ طاقته. ألسنا بحاجة إلى رسالة جديدة؟
أمّا إذا كنّا نؤمن بأنّ الإسلام هو الشريعة الخاتمة، فذاك يدعونا إلى الاحتفاظ بثقتنا بالإسلام بوصفه الحلّ الجدير لمشاكل البشرية. نحن أمام الخيار التالي: إمّا أن نثق بجدارة الإسلام في حل مشاكل البشرية، وإمّا أن نتّهم السماء التي لم تسعفنا برسالة جديدة، وختمت دورها بالإسلام.
وفي مجرى هذا الحديث يكون لقضية القائد المنتظر مشاركة فعّالة. ما تقول لنا هذه القضية؟ وماذا تشرح لنا عن قيمومة هذا الدين الأبدي؟ سأوضّح ذلك: حينما نؤمن بالقائد المنتظر. وحينما ننتظر ثورته المظفّرة. ننتظر الساعة التي يحكم فيها الحق، والإسلام، والسلام. الساعة التي تملأ فيها الأرض بالقسط وتسعد بالعدالة. إنّ ذلك يؤكّد لنا ضرورة الثقة بالإسلام.
فمهما بدت التقلّبات والتطورات البشرية كبيرة ومستوعبة، فإنّ ذلك لا يمنع عن نجاح الإسلام، وإنّ ذلك لا يمنع عن بقاء الحل الإسلامي هو الحل القادر على معالجة العقدة البشرية. وبناء أفضل مجتمع إنساني. حين نؤمن حقيقة بالقائد المنتظر لا يبقى لنا مجال للشك في الإسلام، وجدارة الإسلام. انزلوا إلى أعماق قضية القائد المنتظر، وانظروا ماذا تعكس لنا من ثقة، ومن مفاهيم. كيف نستطيع أن نصدّق بنهضته الكبرى، وانتصار الإسلام، ثمّ يراودنا الشك في قدرة الإسلام على حل مشاكل العصر.
أليس ذلك تهافتاً في القول، والعقيدة. ونحن حينما نكون على ترقّب دائم، وانتظار متّصل، لثورة الإمام المهدي عليه السلام، أليس ذلك يعني الثقة بأنّ الإسلام ليس فقط صحيحاً، وإنّما هو قادر على التغيير، وخلق المجتمع المسلم، وتطبيق أحكامه في الأرض؟! أولئك الذين أذهلتهم التقلّبات البشرية. أولئك الذين قالوا: إنّ الناس غير الناس، والحياة غير الحياة.
وتساءلوا بعجب: كيف سيغيّر الإسلام هذه النفوس التي تعوّدت على الضلال. هؤلاء ما هو رأيهم في النصر العميم الذي ستظفر به ثورة القائد العظيم. إنّ الأرض ستملأ بالقسط والعدل. إنّ الإسلام سيسود ويحكم، ويغيّر، ويخلق الإنسانية الجديدة التي هو يريدها. وإذا كنّا نشك في قدرة الإسلام على ذلك، فالأجدر بنا أن لا نؤمن بالقائد المنتظر! سيعود الذين آمنوا بالإسلام، ووثقوا بحكم الإسلام، وعرفوا حقيقة الإسلام، سيعود هؤلاء حكّاماً في الأرض، خلفاء لله على البرية. (وَعَدَ اللهُ الّذينَ آمنُوُا مِنْكُمْ وَعَمِلُوُا الصّاِلِحاتِ، لَيَسْتَخْلِفَنّهُمْ في الأَرْضِ)(1).
سوف تتحطّم كل قلاع الكفر والضلال. سوف تتبخّر كل العقبات، وتنسحب أمام تيّار الإسلام. سوف تذوب كما يذوب الجليد تحت وهج الشمس كل الحواجز الموهومة. الإسلام له يوم يثبت للناس كيف سيحقّّق لهم العدالة، والسعادة المنشودة. كيف أنّه جدير وحده بإنقاذ أبناء الأرض من وديان البؤس والشقاء. إنّه الشريعة الخالدة. الشريعة التي ستحكم، وتنتصر. حينما أكّد القرآن أنّ الأرض سيرثها عبادي الصالحون. وحينما رسّخ أهل البيت هذا المفهوم، وعبّروا عنه بقضية القائد المنتظر.
وحينما أضحت هذه القضية أهم قضية في قاموس الفكر الشيعي. لم يكن ذلك عبثاً، وبدون عطاء. لقد كان ذلك من أجل أن لا نفقد الثقة العلمية بإسلامنا. ومن أجل أن لا يغمرنا الشك في قدرة إسلامنا على التغيير.
إنّ الفكر الشيعي حينما يعمّق فكرة الإمام المنتظر عليه السلام، يكون قد خلق أمنع حصن، وبنى أركز قاعدة، تمنع عن تسرّب الشك في الإسلام إلى الإنسان المسلم.
لقد كان أروع تحصين قدّمه الفكر الشيعي في قضية القائد المنتظر.
حينما نؤمن بهذه القضية، ويكون إيماننا حقاً، وإيماناً واعياً، نكون قد ضبطنا صمّام الأمان، وكسرنا عود الشك، وتجاوزنا أوهام العدو، وعاصفته بسلام.
الهوامش
--------------------------------------------------------------------------------
(1) النور: 55.