الطريبيلي
11-18-2010, 05:04 PM
تظن أن إمامك ليس مطلعا على حاجتك ؟
قصة العابد الصالح التقي السيد محمد العاملي رحمه الله ابن السيد عباس سلمه الله [ آل العباس شرف الدين ] الساكن في قرية جشيث من قرى جبل عامل وكان من قصته أنه رحمه الله لكثرة تعدي الجور عليه خرج من وطنه خائفا هاربا مع شدة فقره ، وقلة بضاعته ، حتى أنه لم يكن عنده يوم خروجه إلا مقدارا لا يسوى قوت يومه ، وكان متعففا لا يسأل أحدا .
وساح في الأرض برهة من دهره ، ورأى في أيام سياحته في نومه ويقظته عجائب كثيرة ، إلى أن انتهى أمره إلى مجاورة النجف الاشرف على مشرفها آلاف التحية والتحف ، وسكن في بعض الحجرات الفوقانية من الصحن المقدس وكان في شدة الفقر ، ولم يكن يعرفه بتلك الصفة إلا قليل وتوفي رحمه الله في النجف الاشرف ، بعد مضي خمس سنوات من يوم خروجه من قريته .
وكان أحيانا يراودني ، وكان كثير العفة والحياء يحضر عندي أيام إقامة التعزية ، وربما استعار مني بعض كتب الأدعية لشدة ضيق معاشه ، حتى أن كثيرا ما لا يتمكن لقوته إلا [ على ] تميرات ، يواظب الأدعية المأثورة لسعة الرزق حتى كأنه ما ترك شيئا من الأذكار المروية والأدعية المأثورة .
واشتغل بعض أيامه على عرض حاجته على صاحب الزمان (عليه سلام) الله الملك المنان أربعين يوما وكان يكتب حاجته ، ويخرج كل يوم قبل طلوع الشمس من البلد من الباب الصغير الذي يخرج منه إلى بحر ، ويبعد عن طرف اليمين مقدار فرسخ أو أزيد ، بحيث لا يراه أحد ثم يضع عريضته في بندقة من الطين ويودعها أحد نوابه( سلام الله عليه) ، ويرميها في الماء إلى أن مضى عليه ثمانية أو تسعة وثلاثون يوما .
فلما فعل ما يفعله كل يوم ورجع قال : كنت في غاية الملالة وضيق الخلق وأمشي مطرقا رأسي ، فالتفت فإذا أنا برجل كأنه لحق بي من ورائي وكان في زى العرب ، فسلم علي فرددت عليه السلام بأقل ما يرد ، وما التفت إليه لضيق خلقي فسايرني مقدارا وأنا على حالي ، فقال بلهجة أهل قريتي : سيد محمد ما حاجتك ؟ يمضي عليك ثمانية أو تسعة وثلاثون يوما تخرج قبل طلوع الشمس إلى المكان الفلاني وترمي العريضة في الماء تظن أن إمامك ليس مطلعا على حاجتك ؟ .
قال : فتعجبت من ذلك لأني لم اطلع أحدا على شغلي ، ولا أحد رآني ، ولا أحد من أهل جبل عامل في المشهد الشريف لم أعرفه ، خصوصا أنه لابس الكفية والعقال وليس مرسوما في بلادنا ، فخطر في خاطري وصولي إلى المطلب الأقصى ، وفوزي بالنعمة العظمى ، وأنه الحجة على البرايا ، إمام العصر (عجل الله تعالى فرجه) .
وكنت سمعت قديما أن يده المباركة في النعومة بحيث لا يبلغها يد أحد من الناس ، فقلت في نفسي : أصافحه فان كان يده كما سمعت اصنع ما يحق بحضرته فمددت يدي وأنا على حالي لمصافحته ، فمد يده المباركة فصافحته ، فإذا يده كما سمعت ، فتيقنت الفوز والفلاح ، فرفعت رأسي ، ووجهت له وجهي ، وأردت تقبيل يده المباركة ، فلم أر أحدا .
قلت : ووالده السيد عباس حي إلى حال التأليف ، وهو من بني أعمام العالم الحبر الجليل ، والسيد المؤيد النبيل ، وحيد عصره ، وناموس دهره السيد صدر الدين العاملي المتوطن في إصبهان تلميذ العلامة الطباطبائي بحر العلوم أعلى الله مقامهما ) (http://www.afadak.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=36#_ftn1)1( .
1- البحار:ج53 ص249. (http://www.afadak.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=36#_ftnref1)
الشيخ عقيل الحلواجي
قصة العابد الصالح التقي السيد محمد العاملي رحمه الله ابن السيد عباس سلمه الله [ آل العباس شرف الدين ] الساكن في قرية جشيث من قرى جبل عامل وكان من قصته أنه رحمه الله لكثرة تعدي الجور عليه خرج من وطنه خائفا هاربا مع شدة فقره ، وقلة بضاعته ، حتى أنه لم يكن عنده يوم خروجه إلا مقدارا لا يسوى قوت يومه ، وكان متعففا لا يسأل أحدا .
وساح في الأرض برهة من دهره ، ورأى في أيام سياحته في نومه ويقظته عجائب كثيرة ، إلى أن انتهى أمره إلى مجاورة النجف الاشرف على مشرفها آلاف التحية والتحف ، وسكن في بعض الحجرات الفوقانية من الصحن المقدس وكان في شدة الفقر ، ولم يكن يعرفه بتلك الصفة إلا قليل وتوفي رحمه الله في النجف الاشرف ، بعد مضي خمس سنوات من يوم خروجه من قريته .
وكان أحيانا يراودني ، وكان كثير العفة والحياء يحضر عندي أيام إقامة التعزية ، وربما استعار مني بعض كتب الأدعية لشدة ضيق معاشه ، حتى أن كثيرا ما لا يتمكن لقوته إلا [ على ] تميرات ، يواظب الأدعية المأثورة لسعة الرزق حتى كأنه ما ترك شيئا من الأذكار المروية والأدعية المأثورة .
واشتغل بعض أيامه على عرض حاجته على صاحب الزمان (عليه سلام) الله الملك المنان أربعين يوما وكان يكتب حاجته ، ويخرج كل يوم قبل طلوع الشمس من البلد من الباب الصغير الذي يخرج منه إلى بحر ، ويبعد عن طرف اليمين مقدار فرسخ أو أزيد ، بحيث لا يراه أحد ثم يضع عريضته في بندقة من الطين ويودعها أحد نوابه( سلام الله عليه) ، ويرميها في الماء إلى أن مضى عليه ثمانية أو تسعة وثلاثون يوما .
فلما فعل ما يفعله كل يوم ورجع قال : كنت في غاية الملالة وضيق الخلق وأمشي مطرقا رأسي ، فالتفت فإذا أنا برجل كأنه لحق بي من ورائي وكان في زى العرب ، فسلم علي فرددت عليه السلام بأقل ما يرد ، وما التفت إليه لضيق خلقي فسايرني مقدارا وأنا على حالي ، فقال بلهجة أهل قريتي : سيد محمد ما حاجتك ؟ يمضي عليك ثمانية أو تسعة وثلاثون يوما تخرج قبل طلوع الشمس إلى المكان الفلاني وترمي العريضة في الماء تظن أن إمامك ليس مطلعا على حاجتك ؟ .
قال : فتعجبت من ذلك لأني لم اطلع أحدا على شغلي ، ولا أحد رآني ، ولا أحد من أهل جبل عامل في المشهد الشريف لم أعرفه ، خصوصا أنه لابس الكفية والعقال وليس مرسوما في بلادنا ، فخطر في خاطري وصولي إلى المطلب الأقصى ، وفوزي بالنعمة العظمى ، وأنه الحجة على البرايا ، إمام العصر (عجل الله تعالى فرجه) .
وكنت سمعت قديما أن يده المباركة في النعومة بحيث لا يبلغها يد أحد من الناس ، فقلت في نفسي : أصافحه فان كان يده كما سمعت اصنع ما يحق بحضرته فمددت يدي وأنا على حالي لمصافحته ، فمد يده المباركة فصافحته ، فإذا يده كما سمعت ، فتيقنت الفوز والفلاح ، فرفعت رأسي ، ووجهت له وجهي ، وأردت تقبيل يده المباركة ، فلم أر أحدا .
قلت : ووالده السيد عباس حي إلى حال التأليف ، وهو من بني أعمام العالم الحبر الجليل ، والسيد المؤيد النبيل ، وحيد عصره ، وناموس دهره السيد صدر الدين العاملي المتوطن في إصبهان تلميذ العلامة الطباطبائي بحر العلوم أعلى الله مقامهما ) (http://www.afadak.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=36#_ftn1)1( .
1- البحار:ج53 ص249. (http://www.afadak.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=36#_ftnref1)
الشيخ عقيل الحلواجي