المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة السيدة زينب عليها السلام في مجلس الطاغية يزيد (لعنه الله ) :


رضوي
12-03-2010, 05:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اللهم عجل لوليك الفرج
خطبة السيدة زينب عليها السلام في مجلس الطاغية يزيد (لعنه الله )
روىالشيخ الطبرسي في كتاب « الإحتجاج » ما يلي : « إحتجاج زينب بنت علي بن أبي طالب
، حين رأت يزيد ( لعنه الله ) يضرب ثنايا الحسين عليه السلام بالمخصرة (1).
روى شيخ صدوق من مشايخ بني هاشم وغيره من الناس : أنه لما دخل علي بن الحسين ( عليه السلام ) وحرمه على يزيد وجيء برأس الحسين ( عليه السلام ) ووضع بين يديه في طست ، فجعل يضرب ثناياه بمخصرة
كانت في يده ، وهو يقول :
لـعبت هـاشم بـالملك فلا ----- خـبر جـاء ولا وحي نزل
لـيت أشـياخي ببدر شهدوا------ جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهـلوا و اسـتهلوا فـرحا----- و لـقالوا يا يزيد : لا تشل
-------------------------
(1) المخصرة ـ على وزن مكنسة ـ : عصا أو شبهها ، يتوكأ عليها ... ويأخذها الملك بيده ليشير بها إلى ما يريد ، وقيل : هي عصا في رأسها حديدة محددة ، مثل حديدة رأس السهم.
المحقق

فـجزيناه بـبدر مـثلاً(1) ------- و أقـمنا مـثل بـدر فاعتدل
لـست من خندف إن لم نتقم ------- من بني أحمد ما كان فعل (2)
قالوا : فلما رأت زينب ذلك أهوت إلى جيبها فشقته (3) ثم نادت بصوت حزين يقرح القلوب:
«يا حسيناه ! يا حبيب رسول الله ، يا بن مكة ومنى ، يا بن فاطمة الزهراء سيدة النساء ، يا بن محمد المصطفى. »
---------------------------
(1) وفي نسخة : قد قتلنا القوم من ساداتهم.
(2) خندف : لقب امرأة في الجاهلية وإلى لقبها إنتمت قبيلتها .
كما يستفاد ذلك من كتاب « لسان العرب » لإبن منظور ، وقيل : هي من جدات معاوية .
المحقق
(3) جيب القميص : ما يدخل منه الرأس عند لبس القميص، كما في « المعجم الوسيط » .
قال بعض المحققين من الخطباء « كانت المرأة المحجبة تلبس أكثر من ثوب ـ في ذلك الزمان ـ ، فإذا هاج بها الحزن لدرجة كبيرة ، تشق جيبها كرد فعل طبيعي للحزن الشديد الذي صار يعصر قلبها بكيفية خطرة ، ويبقى عليها أكثر من ثوب غير الثوب الذي شقت جيبه .
المحقق

قال : فأبكت ـ والله ـ كل من كان ، ويزيد ساكت ، ثم قامت على قدميها وأشرفت على المجلس ، وشرعت في الخطبة إظهاراً لكمالات محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وإعلاناً بأنا نصبر لرضى الله ، لا لخوف ولا دهشة فقامت إليه زينب بنت علي ،( عليهما السلام )
(( الحمد لله رب العالمين ، والصلاة على جدي سيد المرسلين.
صدق الله سبحانه ، كذلك يقول:
« ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون » (1)
أظننت ـ يا يزيد ـ حين أخذت علينا أقطار الأرض (2)
وضيقت علينا آفاق السماء ، فأصبحنا لك في إسار، نساق إليك سوقاً في قطار ، وأنت علينا ذواقتدار ، أن بنا من الله هواناً ، وعليك منه كرامةً
---------------------------
(1) سورة الروم ، الآية 10.
(2) وفي نسخة : حيث أخذت...

وامتنانا (1) ، وأن ذلك لعظم خطرك وجلالة قدرك ، فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك ، تضرب أصدريك فرحاً ، وتنفض مذرويك مرحاً ، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة ، (2) ، والأمور لديك متسقة ، وحين صفى لك ملكنا ، وخلص لك سلطاننا ، فمهلاً مهلا ، لا تطش جهلاً ، أنسيت قول الله ( عزوجل) : »ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم ، إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مهين» (3)
أمن العدل ـ يابن الطلقاء ـ تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا ، قد هتكت ستورهن ، وأبديت وجوههن ، تحدوا بهن الأعداء من بلد إلى بلد ، ويستشرفهن أهل المناقل ، ويتبرزن لأهل المناهل ، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد ، والشريف والوضيع ، والدنيئ والرفيع ، ليس معهن
---------------------------
(1) وفي نسخة : ولك عليه كرامةً وامتنانا.
المحقق
(2) لعل الأصح : مستوثقة .
المحقق
(3) سورة آل عمران ، الآية 178.

من رجالهن ولي ، ولا من حماتهن حمي ، عتواً منك على الله ، وجحوداً لرسول الله ، ودفعاً لما جاء به من عند الله ولا غرو منك ولا عجب من فعلك ، وأنى ترتجى مراقبة إبن من لفظ فوه أكباد الشهداء ، ونبت لحمه بدماء السعداء ، ونصب الحرب لسيد الأنبياء ، وجمع الأحزاب ، وشهر الحراب ، وهز السيوف في وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، أشد العرب لله جحوداً ، وأنكرهم له رسولاً ، وأظهرهم له عدواناً ، وأعتاهم على الرب كفراً وطغياناً ألا إنها نتيجة خلال الكفر ، وضب يجرجر في الصدر لقتلى يوم بدر .
فلا يستبطى في بغضنا ـ أهل البيت ـ من كان نظره إلينا شنفاً وإحناً وأضغانا ، يظهر كفره برسول الله ، ويفصح ذلك بلسانه وهو يقول ـ فرحاً بقتل ولده وسبي ذريته ، غير متحوب ولا مستعظم :
لأهـلوا واسـتهلوا فرحاً------ ولقالوا يا يزيد : لا تشل
منحنياً على ثنايا أبي عبد الله ـ وكانت مقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ ينكتها بمخصرته ، قد التمع السرور بوجهه .
لعمري لقد نكأت القرحة ، واستأصلت الشأفة ، بإراقتك دم سيد شباب أهل الجنة ، وابن يعسوب الدين (1) ، وشمس آل عبد المطلب.
وهتفت بأشياخك ، وتقربت بدمه إلى الكفرة من أسلافك ، ثم صرخت بندائك
ولعمري لقد ناديتهم لو شهدوك ، ووشيكاً تشهدهم ولن يشهدوك ، ولتود يمينك ـ كما زعمت ـ شلت بك عن مرفقها وجذت ، وأحببت أمك لم تحملك ، وإياك لم تلد (2) ، حين تصير إلى سخط الله ، ومخاصمك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
اللهم خذ بحقنا ، وانتقم من ظالمنا ، واحلل غضبك على من سفك دماءنا ، ونقض ذمارنا ، وقتل
---------------------------
(1) وفي نسخة : وابن يعسوب دين العرب، وفي نسخة : وابن يعسوب العرب.
(2) وفي نسخة : وأباك لم يلدك .

حماتنا ، وهتك عنا سدولنا ، وفعلت فعلتك التي فعلت ، وما فريت إلا جلدك ، وما جزرت إلا لحمك ، وسترد على رسول الله بما تحملت من دم ذريته ، وانتهكت من حرمته ، وسفكت من دماء عترته ولحمته ، حيث يجمع به شملهم ، ويلم به شعثهم ، وينتقم من ظالمهم ، ويأخذ لهم بحقهم من أعدائهم ، فلا يستفزنك الفرح بقتلهم « وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ *فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ » (1)
وحسبك بالله ولياً وحاكماً ، وبرسول الله خصماً ، وبجبرائيل ظهيرا وسيعلم من بوأك ومكنك من رقاب المسلمين أن « بئس للظالمين بدلاً » وأيكم شر مكاناً وأضل سبيلا وما استصغاري قدرك ، ولا استعظامي تقريعك توهماً لانتجاع الخطاب فيك ، بعد أن تركت
----------------------
(1)سورة آل عمران ، الآية 169- 170

عيون المسلمين ـ به ـ عبرى ، وصدورهم ـ عند ذكره ـ حرى فتلك قلوب قاسية ، ونفوس طاغية ، وأجسام محشوة بسخط الله ، ولعنة الرسول ، قد عشش فيها الشيطان وفرخ ومن هناك مثلك ما درج (1)
فالعجب كل العجب لقتل الأتقياء ، وأسباط الأنبياء ، وسليل الأوصياء ، بأيدي الطلقاء الخبيثة ، ونسل العهرة الفجرة !!
تنطف أكفهم من دمائنا ، وتتحلب أفواههم من لحومنا تلك الجثث الزاكية على الجبوب الضاحية ، تنتابها العواسل ، وتعفرها أمهات الفواعل . (2)
فلئن اتخذتنا مغنماً ، لتجد بنا ـ وشيكاً ـ مغرماً ، حين لا تجد إلا ما قدمت يداك ، وما الله بظلام للعبيد
---------------------------
(1) وفي نسخة : ما درج ونهض.
(2) وفي نسخة : الفراعل.
فإلى الله المشتكى والمعول ، وإليه الملجأ والمؤمل . ثم كد كيدك ، واجهد جهدك ، فوالله الذي شرفنا بالوحي والكتاب ، والنبوة والإنتخاب (1) لا تدرك أمدنا ، ولا تبلغ غايتنا ، ولا تمحو ذكرنا ، ولا يرحض عنك عارها.
وهل رأيك إلا فند ؟ وأيامك إلا عدد؟ وجمعك إلا بدد ؟ يوم ينادي المنادي : ألا : لعن الله الظالم العادي.
والحمد لله الذي حكم لأوليائه بالسعادة ، وختم لأصفيائه بالشهادة ببلوغ الإرادة ، ونقلهم إلى الرحمة والرأفة ، والرضوان والمغفرة.
ولم يشق ـ بهم ـ غيرك ، ولا ابتلي ـ بهم ـ سواك ، ونسأله أن يكمل لهم الأجر ، ويجزل لهم الثواب والذخر ، ونسأله حسن الخلافة ، وجميل الإنابة ، إنه رحيم ودود ))
---------------------------
(1) وفي نسخة : والإنتجاب.

أبوعلي الكاظمي
12-04-2010, 08:49 AM
السلام على السيدة زينب " عليها السلام" ... بارك الله بك أخي رضوي على المجهود الرائع

عاشق الحسين
12-04-2010, 10:32 AM
http://www.alhsa.com/forum/imgcache/283780.imgcache


بـــارك الله فــي جــهودكـــم

خالد الاسدي
12-05-2010, 07:19 PM
احسنت اخي العزيز رضوي (http://www.afadak.com/forum/member.php?u=804)على هذا الطرح المبارك والمتميز
بورك طرحكم وثبت أجركم إنشاء الله
وفقكم الله لمرضاته وتقبل طاعاتكم وغفر لكم

رضوي
02-20-2011, 02:21 PM
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
اللهم عجل لوليك الفرج
شكرا لمروركم الاكثر من الطيب
http://blqees.com/smiles/smile_albums/welcoms/11926117253389.gifhttp://blqees.com/smiles/smile_albums/welcoms/11888853221394.gif

معصومة
02-20-2011, 06:09 PM
السلام على ام المصائب زينب ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير الجزاء اخي الفاضل
وجعله الله في ميزان حسناتك

حنين الروح
02-21-2011, 09:02 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام على السيدة زينب الحوراء (عليها السلام)
بارك الله فيك على الطرح القيم
جزاك الله خيـراً

رضوي
02-21-2011, 11:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اللهم عجل لوليك الفرج
شكرا لمروركم العطرة
http://blqees.com/smiles/smile_albums/welcoms/11921935418591.gif

منال العرب
02-23-2011, 01:34 PM
شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااا

رضوي
02-25-2011, 10:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
اللهم عجل لوليك الفرج
شكرا لمروركم الاكثر من الطيب
نُوْر الْلَّه قُلُوْبَكُم وقلوبنا بِالْايْمَان بِحَق مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد

خالد الاسدي
03-07-2011, 09:11 AM
لسلام على السيدة زينب " عليها السلام" ... بارك الله بك أخي العزيز رضوي على المجهود الرائع

خالد الاسدي
03-16-2011, 03:48 PM
السلام على السيدة زينب " عليها السلام" ... بارك الله بك أخي رضوي على المجهود الرائع وننتظر جديدك

علي الصريوي
11-26-2011, 10:43 PM
شكرا للموضوع المميز
جزاك الله خير الجزاء

رضوي
12-28-2011, 12:03 AM
http://r22.imgfast.net/users/2212/30/49/25/smiles/913180.gif
حفظكم الله وسدد خطاكم لكل خير

روح البتول
12-28-2011, 12:17 PM
السلام عليكي ياعقيلة بني هاشم
وعلى اخيكي الحسين

جزاك الله كل خير اخي الكريم

رضوي
01-07-2012, 01:29 PM
http://img488.imageshack.us/img488/9454/15uc1.gif
http://www.althkra.net/pic/ep/e3.gif

روح البتول
01-07-2012, 06:00 PM
السلام عليكي يا عقيلة بني هاشم

بارك بيك اخي الكريم علة المجهود الرائع