سبل النجاة
02-08-2011, 10:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاه والسلام على أشرف الخلق
محمد وعلى آله الطيبيين الطاهرين
واللعنه الدائمه على أعدائهم الى قيام يوم الدين
للمزاج مدخلية تامة في الصفات: فبعض الامزجة في اصل الخلقة مستعد لبعض الاخلاق، و بعضها مقتض لخلافه، فانا نقطع بان بعض الاشخاص بحسب جبلته، و لو خلى عن الاسباب الخارجية، بحيثيغضب و يخاف و يحزن بادنى سبب، و يضحك بادنى تعجب، و بعضهم بخلاف ذلك.
و قد يكون اعتدال القوى فطريا بحيثيبلغ الانسان كامل العقل، فاضل الاخلاق غالبة قوته العاقلة على قوتي الغضب و الشهوة، كما في الانبياء و الائمة عليهم السلام. و قد يكون مجاوزتها عن الوسط كذلك بحيثيبلغ ناقص العقل ردي الصفات مغلوبة عاقلته تحتسلطان الغضب و الشهوة، كما في بعض الناس.
الا ان الحق-كما ياتي-امكان زوالها بالمعالجات المقررة في علم الاخلاق، فيجب السعي في ازالة نقائضها و تحصيل فضائلها. و عجبا لاقوام يبالغون في اعادة الصحة الجسمانية الفانية، و لا يجتهدون في تحصيل الصحة الروحانية الباقية، يطيعون قول الطبيب المجوسي في شرب الاشياء الكربهة و مزاولة الاعمال القبيحة، لاجل صحة زائلة، و لا يطيعون امر الطبيب الالهي لتحصيل السعادة الدائمة.
و بقاء النفس على النقصان اما لعدم صرفها الى طلب المقصود لملابسة العوائق و الموانع، او مزاولة النقيض لتمكن موجبه، او لكثرة اشتغالها بالشواغل المحسوسة، او لضعف القوة العاقلة، فان لم تدركها العناية الالهية فلا يزال يتزايد النقصان و يبعد عن الكمال الذي خلق لاجله، الى ان تدركها الهلاكة الابدية و الشقاوة السرمدية، نعوذ بالله من ذلك و ان ادركته الرحمة الازلية، فيصرف همه في ازالة النقائص، و اكتساب الفضائل، فلا يزال يتصاعد من مرتبة من الكمال الى فوقها، حتى يصير من اهل مشاهدة الجلال و الجمال، و يتشرف بجواز الرب المتعال و يصل الى السرور الحقيقي، الذي لا عين رات، و لا اذن سمعت، و لا خطر على قلب بشر و الى قرة الاعين التي يشير اليها في قوله سبحانه:
«فلا تعلم نفس ما اخفى لهم من قرة اعين» (24) .
والصلاه والسلام على أشرف الخلق
محمد وعلى آله الطيبيين الطاهرين
واللعنه الدائمه على أعدائهم الى قيام يوم الدين
للمزاج مدخلية تامة في الصفات: فبعض الامزجة في اصل الخلقة مستعد لبعض الاخلاق، و بعضها مقتض لخلافه، فانا نقطع بان بعض الاشخاص بحسب جبلته، و لو خلى عن الاسباب الخارجية، بحيثيغضب و يخاف و يحزن بادنى سبب، و يضحك بادنى تعجب، و بعضهم بخلاف ذلك.
و قد يكون اعتدال القوى فطريا بحيثيبلغ الانسان كامل العقل، فاضل الاخلاق غالبة قوته العاقلة على قوتي الغضب و الشهوة، كما في الانبياء و الائمة عليهم السلام. و قد يكون مجاوزتها عن الوسط كذلك بحيثيبلغ ناقص العقل ردي الصفات مغلوبة عاقلته تحتسلطان الغضب و الشهوة، كما في بعض الناس.
الا ان الحق-كما ياتي-امكان زوالها بالمعالجات المقررة في علم الاخلاق، فيجب السعي في ازالة نقائضها و تحصيل فضائلها. و عجبا لاقوام يبالغون في اعادة الصحة الجسمانية الفانية، و لا يجتهدون في تحصيل الصحة الروحانية الباقية، يطيعون قول الطبيب المجوسي في شرب الاشياء الكربهة و مزاولة الاعمال القبيحة، لاجل صحة زائلة، و لا يطيعون امر الطبيب الالهي لتحصيل السعادة الدائمة.
و بقاء النفس على النقصان اما لعدم صرفها الى طلب المقصود لملابسة العوائق و الموانع، او مزاولة النقيض لتمكن موجبه، او لكثرة اشتغالها بالشواغل المحسوسة، او لضعف القوة العاقلة، فان لم تدركها العناية الالهية فلا يزال يتزايد النقصان و يبعد عن الكمال الذي خلق لاجله، الى ان تدركها الهلاكة الابدية و الشقاوة السرمدية، نعوذ بالله من ذلك و ان ادركته الرحمة الازلية، فيصرف همه في ازالة النقائص، و اكتساب الفضائل، فلا يزال يتصاعد من مرتبة من الكمال الى فوقها، حتى يصير من اهل مشاهدة الجلال و الجمال، و يتشرف بجواز الرب المتعال و يصل الى السرور الحقيقي، الذي لا عين رات، و لا اذن سمعت، و لا خطر على قلب بشر و الى قرة الاعين التي يشير اليها في قوله سبحانه:
«فلا تعلم نفس ما اخفى لهم من قرة اعين» (24) .