عباس الخفاجي
12-03-2009, 08:13 AM
كان هناك طرفان يوم فتح مكة على يد رسول الله (ص) طرف يحمل بشائر النصر والعزة لله ورسوله وطرف تجره اذيال الهزيمة والخوف والفزع ....الرسول (ص) يتقدم واصحابه وقادة جيشه ينتظرون الاوامر وعيونهم بعين رسول الله (ص) ورجالات قريش وعنجهيتهم لا تسعهم الارض خوفا ورعبا مما يجدونه من قوة ورهبة .... الفرائص ترتعد والشفاه يابسة والقلوب ترتجف .... وهناك علا صوت يرتجز ويقول اليوم يوم الملحمة اليوم تسبى الحرمة ظنا منه انه يوم الثار ولتتوغل ايادي المسلمين بدماء المشركين ولتؤخذ نسائهم سبايا واموالهم غنائم دون الرجوع الى الرسول (ص) وارتجالا منه وكانه يساوي الرسول بالاوامر ..... ولكن هنا تظهر رحمة الاله واذا بالرسول يبعث في طلب امير المؤمنين علي (ع) ويامره بان ينادي اليوم يوم المرحمة اليوم تصان الحرمة وشتان ما بين هذا وذاك بعدها نادى الرسول الاكرم ( من دخل دار ابي سفيان فهو آمن ) حفاظا على دماء البشرية لان المؤمن يرحم ولا يطغي اذا انتصر في حربه فالرسول (ص) رحيما حتى مع اعدائه فلا يسرف في القتل وهناك مجال للعفو والمرحمة .