سبل النجاة
03-02-2011, 10:46 AM
قبل الدخول في الحديث عن الإصغاء والإستماع ..
نُفرق في عُـجالة بين السماع والأستماع و الإنصات .
هما مهـارة تتطلب توفر قدرة معينة لممارسة سلوك مُعين ..
فالسماع يعني:
مجرد التقاط الأذن لذبذبات صوتية من مصدرها دون إعارتها أي انتباه ، وهو عملية سهلة غير معقدة ، تعتمد على فسيولوجية الأذن ، وسلامتها العضوية ، وقدرتها على التقاط الذبذبات .
أما الإنصات فيــعني: تركيز الانتباه على ما يسمعه الإنسان من أجل تحقيق غرض معين .
والإستماع يعني:
مهارة معقدة يعطي فيها الشخص المستمع المتحدث كل اهتماماته ، ويركز انتباهه إلى حديثه ، ويحاول تفسير أصواته ، وإماءاته ، وكل حركاته ، وسكناته .
من المفاهيم السابقة نستنتج أن السماع عملية فسيولوجية تولد مع الإنسان وتعتمد على سلامة العضو المخصص لها وهو الأذن . في حين يكون الإنصات والاستماع مهارتين مكتسبتين . والفرق بين الإنصات والاستماع : اعتماد الأول على الأصوات المنطوقة ليس غير ، بينما يتضمن الاستماع ربط هذه الأصوات بالإماءات الحسية والحركية للمتحدث .
لصعوبة مهارة الاستماع ،
واعتمادها على عدد من أجهزة الاستقبال ، لا يمكن تحققها إلا بتوفر عدة شروط ، أهمها :
1 ـ الجلوس في مكان بعيد عن الضوضاء .
2 ـ النظر باهتمام إلى المتحدث ، وإبداء الرغبة في مشاركته .
3 ـ التكيف ذهنيا مع سرعة المتحدث .
4 ـ الدقة السمعية التي بدونا تتعطل جميع مهارات الاستماع .
5 ـ القدرة على التفسير ، والتمثيل اللذين عن طريقهما يفهم المستمع ما يقال .
6 ـ القدرة على التمييز بين الأصوات المتعددة ، والإيماءات المختلفة .
7 ـ القدرة على التمييز بين الأفكار الرئيسة ، والأفكار الثانوية في الحديث .
8 ـ القدرة على الاحتفاظ بالأفكار الرئيسة حية في الذهن .
نكتفي بهذا القدر .
أما مانحنُ بحاجة له هنا هما الإستماع والإنصات ..
يقول الإمام الصادق (عليه السلام) : « ممّـا يستدلّ به على إصابة الرأي حسن اللقاء وحسن الاستماع »
، وقال (ع) : « من أخلاق الجاهل الإجابة قبل أن يسمع ، والمعارضة قبل أن يفهم ، والحكم بما لا يعلم » ،
« وإذا كان الكلام من فضّة ، فإنّ السكوت من ذهب »
ويقول الإمام الكاظم (عليه السلام) : « لكلّ شيء دليل ، ودليل العاقل التفكّر ، ودليل التفكّر الصمت »
فإذاً نفهم مما سبق أن الإصغاء مهارة عقلية يُمكن تطويرها بالتدريب عملياً.., ووللعلم فإنه من لا يُحسنُ الإنصات فإنه لا يُحسن الكلام وسرعان مايفقد صبره وتضيع أفكاره ...
فإنك حين تصغي إلى النهاية ستُلِمُ (صديقاً كان أو غير ذلك) ستتمكن من الإلمام بما يريد قوله هكذا سيكون بينكما تخاطب بالأفكار لا كلاماً سطحياً ..لأنك بإنصاتك لك ستقرأ أفكاره عميقاً ..وستخاطبه بأفكارك ..
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « من تحدّث في كلام أخيه فكأ نّما شرخ وجهه » ،
وفي آخر : « من المروءة أن ينصت الأخ لأخيه إذا حدّثه ، وحسن المماشاة أن يقف الأخ لأخيه إذا انقطع شسع نعله ».
إيضاً مما يُضيع الفرص ..( الجدل ) وكثرة الكلام .
ماهو الجدل أصلاً.!؟
الجدل هو حديث حول وجهات نظر مختلفة مع طرف آخر ..يكون الغاية منه افحام الخصم وتنقيصه والتفوق عليه..وهو مذموم لأنه لا ينتج عنه إلا خِلاف بين الطرفين ويحمل على العِناد أو أكثر من ذلك ...
تكون نتيجة الجدال ( في الغالب ) فساد في العلاقة بين المتجادلين وكثير ما فقدنا أناساً بسبب هذه المجادلات والنقاشات فإنّ الجدال جذوره من حبّ الذات والأنانيّة الممقوتة والشيطانية ، وعلينا أن يكون النقاش في جوّ هادئ معطّر بالمحبّة والصفاء والوصول إلى الصواب والحقّ ، لا فرض الرأي وإن كان مخطئ على الآخرين ، فإن الله أدّب نبيّه أن يجادل الكفّار ولكن ( وَجادِلـْهُمْ بِالَّتي هِيَ أحْسَنُ فَإذا الَّذي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأ نَّهُ وَليٌّ حَميمٌ )..
ولا يفوتني ذِكرُ أن الجدل والمِراء قرينان لا ينفصلان ..
فالمِراء.. يقصد من اعتراضه وتخطيئه للطرف الثاني....أن يُري الناس حجته وعلمه وتفوقه
« لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتّى يترك المراء وإن كان محقّاً » ،
وفي آخر : « من ترك المراء وهو محقّ يبني له بيت في أعلى الجنّة ، ومن ترك المراء وهو مبطل يبني له بيت في ربض الجنّة »
، ويقول الإمام الحسن (عليه السلام) : « لا تمارينّ حليماً ولا سفيهاً ، فإنّ الحليم يقنيك ، والسفيه يؤذيك » ، فالحليم يترك من كان مجادلا ، والسفيه يحاول أن ينتقم .
وفي الحديث الشريف : « إيّاكم والخصومة فإنّها تشغل القلب وتورث النفاق وتكسب الضغائن » .
وقال الأمير (عليه السلام) : « إيّاكم والمراء والخصومة ، فإنّهما يمرضان القلوب على الإخوان وينبت عليهما النفاق » ،
« إيّاك والمراء ، فإنّك تغري بنفسك السفهاء » ،
« لا تماري فيذهب بهاؤك » .
وقال الإمام الصادق (عليه السلام) : « إن أردت أن يصفو لك ودّ أخيك فلا تمازحنّه ولا تمارينّه ولا تباهينّه ولا تشادّنّه » .
ويقول الإمام الهادي (عليه السلام) : « المراء يفسد الصداقة القديمة ويحلّل العقدة الوثيقة ، وأقلّ ما فيه أن تكون فيه المغالبة ، والمغالبة اُسّ أسباب القطيعة » ...
فـالجدل والـمِراء أمران ممقوتان ..إذا كان يصاحبه الغرض السيء كالرغبة في إهانة الطرف الثاني أو الإسائة لشخصه أو عقله وتفكيره ...فإذا كان الجدل أمر مُنفر للنـاس عامة فمــا الحال مع صديقك الذي يتوقع منك الإصغاء والإنتهاء به ومعه إلى الحق ..فـلو جادلته لن ولم يخلص معك إلى مايرغب ..
ولكن يختلف الأمر لو كان جدلاً سليماً ,... نعم نحن نحتاج الجدل لكن في مواضع مُعينة وبالمُمارسة الصحيحة ..
والجدال السليم ما كان المقصود منه الحقّ ، وبلا إهانة الطرف الآخر ، ولا بذائة في الحوار ، وإثبات ما نؤمن بصحّته من دون تمزيق آراء الآخرين .
نُفرق في عُـجالة بين السماع والأستماع و الإنصات .
هما مهـارة تتطلب توفر قدرة معينة لممارسة سلوك مُعين ..
فالسماع يعني:
مجرد التقاط الأذن لذبذبات صوتية من مصدرها دون إعارتها أي انتباه ، وهو عملية سهلة غير معقدة ، تعتمد على فسيولوجية الأذن ، وسلامتها العضوية ، وقدرتها على التقاط الذبذبات .
أما الإنصات فيــعني: تركيز الانتباه على ما يسمعه الإنسان من أجل تحقيق غرض معين .
والإستماع يعني:
مهارة معقدة يعطي فيها الشخص المستمع المتحدث كل اهتماماته ، ويركز انتباهه إلى حديثه ، ويحاول تفسير أصواته ، وإماءاته ، وكل حركاته ، وسكناته .
من المفاهيم السابقة نستنتج أن السماع عملية فسيولوجية تولد مع الإنسان وتعتمد على سلامة العضو المخصص لها وهو الأذن . في حين يكون الإنصات والاستماع مهارتين مكتسبتين . والفرق بين الإنصات والاستماع : اعتماد الأول على الأصوات المنطوقة ليس غير ، بينما يتضمن الاستماع ربط هذه الأصوات بالإماءات الحسية والحركية للمتحدث .
لصعوبة مهارة الاستماع ،
واعتمادها على عدد من أجهزة الاستقبال ، لا يمكن تحققها إلا بتوفر عدة شروط ، أهمها :
1 ـ الجلوس في مكان بعيد عن الضوضاء .
2 ـ النظر باهتمام إلى المتحدث ، وإبداء الرغبة في مشاركته .
3 ـ التكيف ذهنيا مع سرعة المتحدث .
4 ـ الدقة السمعية التي بدونا تتعطل جميع مهارات الاستماع .
5 ـ القدرة على التفسير ، والتمثيل اللذين عن طريقهما يفهم المستمع ما يقال .
6 ـ القدرة على التمييز بين الأصوات المتعددة ، والإيماءات المختلفة .
7 ـ القدرة على التمييز بين الأفكار الرئيسة ، والأفكار الثانوية في الحديث .
8 ـ القدرة على الاحتفاظ بالأفكار الرئيسة حية في الذهن .
نكتفي بهذا القدر .
أما مانحنُ بحاجة له هنا هما الإستماع والإنصات ..
يقول الإمام الصادق (عليه السلام) : « ممّـا يستدلّ به على إصابة الرأي حسن اللقاء وحسن الاستماع »
، وقال (ع) : « من أخلاق الجاهل الإجابة قبل أن يسمع ، والمعارضة قبل أن يفهم ، والحكم بما لا يعلم » ،
« وإذا كان الكلام من فضّة ، فإنّ السكوت من ذهب »
ويقول الإمام الكاظم (عليه السلام) : « لكلّ شيء دليل ، ودليل العاقل التفكّر ، ودليل التفكّر الصمت »
فإذاً نفهم مما سبق أن الإصغاء مهارة عقلية يُمكن تطويرها بالتدريب عملياً.., ووللعلم فإنه من لا يُحسنُ الإنصات فإنه لا يُحسن الكلام وسرعان مايفقد صبره وتضيع أفكاره ...
فإنك حين تصغي إلى النهاية ستُلِمُ (صديقاً كان أو غير ذلك) ستتمكن من الإلمام بما يريد قوله هكذا سيكون بينكما تخاطب بالأفكار لا كلاماً سطحياً ..لأنك بإنصاتك لك ستقرأ أفكاره عميقاً ..وستخاطبه بأفكارك ..
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « من تحدّث في كلام أخيه فكأ نّما شرخ وجهه » ،
وفي آخر : « من المروءة أن ينصت الأخ لأخيه إذا حدّثه ، وحسن المماشاة أن يقف الأخ لأخيه إذا انقطع شسع نعله ».
إيضاً مما يُضيع الفرص ..( الجدل ) وكثرة الكلام .
ماهو الجدل أصلاً.!؟
الجدل هو حديث حول وجهات نظر مختلفة مع طرف آخر ..يكون الغاية منه افحام الخصم وتنقيصه والتفوق عليه..وهو مذموم لأنه لا ينتج عنه إلا خِلاف بين الطرفين ويحمل على العِناد أو أكثر من ذلك ...
تكون نتيجة الجدال ( في الغالب ) فساد في العلاقة بين المتجادلين وكثير ما فقدنا أناساً بسبب هذه المجادلات والنقاشات فإنّ الجدال جذوره من حبّ الذات والأنانيّة الممقوتة والشيطانية ، وعلينا أن يكون النقاش في جوّ هادئ معطّر بالمحبّة والصفاء والوصول إلى الصواب والحقّ ، لا فرض الرأي وإن كان مخطئ على الآخرين ، فإن الله أدّب نبيّه أن يجادل الكفّار ولكن ( وَجادِلـْهُمْ بِالَّتي هِيَ أحْسَنُ فَإذا الَّذي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأ نَّهُ وَليٌّ حَميمٌ )..
ولا يفوتني ذِكرُ أن الجدل والمِراء قرينان لا ينفصلان ..
فالمِراء.. يقصد من اعتراضه وتخطيئه للطرف الثاني....أن يُري الناس حجته وعلمه وتفوقه
« لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتّى يترك المراء وإن كان محقّاً » ،
وفي آخر : « من ترك المراء وهو محقّ يبني له بيت في أعلى الجنّة ، ومن ترك المراء وهو مبطل يبني له بيت في ربض الجنّة »
، ويقول الإمام الحسن (عليه السلام) : « لا تمارينّ حليماً ولا سفيهاً ، فإنّ الحليم يقنيك ، والسفيه يؤذيك » ، فالحليم يترك من كان مجادلا ، والسفيه يحاول أن ينتقم .
وفي الحديث الشريف : « إيّاكم والخصومة فإنّها تشغل القلب وتورث النفاق وتكسب الضغائن » .
وقال الأمير (عليه السلام) : « إيّاكم والمراء والخصومة ، فإنّهما يمرضان القلوب على الإخوان وينبت عليهما النفاق » ،
« إيّاك والمراء ، فإنّك تغري بنفسك السفهاء » ،
« لا تماري فيذهب بهاؤك » .
وقال الإمام الصادق (عليه السلام) : « إن أردت أن يصفو لك ودّ أخيك فلا تمازحنّه ولا تمارينّه ولا تباهينّه ولا تشادّنّه » .
ويقول الإمام الهادي (عليه السلام) : « المراء يفسد الصداقة القديمة ويحلّل العقدة الوثيقة ، وأقلّ ما فيه أن تكون فيه المغالبة ، والمغالبة اُسّ أسباب القطيعة » ...
فـالجدل والـمِراء أمران ممقوتان ..إذا كان يصاحبه الغرض السيء كالرغبة في إهانة الطرف الثاني أو الإسائة لشخصه أو عقله وتفكيره ...فإذا كان الجدل أمر مُنفر للنـاس عامة فمــا الحال مع صديقك الذي يتوقع منك الإصغاء والإنتهاء به ومعه إلى الحق ..فـلو جادلته لن ولم يخلص معك إلى مايرغب ..
ولكن يختلف الأمر لو كان جدلاً سليماً ,... نعم نحن نحتاج الجدل لكن في مواضع مُعينة وبالمُمارسة الصحيحة ..
والجدال السليم ما كان المقصود منه الحقّ ، وبلا إهانة الطرف الآخر ، ولا بذائة في الحوار ، وإثبات ما نؤمن بصحّته من دون تمزيق آراء الآخرين .