المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نُقطة نهاية الحديث حول الإصغاء


سبل النجاة
03-07-2011, 03:21 PM
نضعُ هنا نُقطة نهاية الحديث حول الإصغاء .



و ننتقل للحديث حول العتب والملام ..



قال الإمام الباقر (عليه السلام) : « أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يواخي أخاه فيفحص عليه عثراته وزلاّته ليعنّفه بها يوماً ما »

يُعتبر من أهم مُقومات علاقة الصداقة ترك العتب والملام فيما كان يمكن التــغاضِ عنه ..



يقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : « عاتب أخاك بالإحسان إليه واربط شرّه بالإنعام عليه »



وفي آخر : « احتمل أخاك على ما فيه ، ولا تكثر العتاب فإنّه يورث الضغينة » ، و « من عاتب أخاه على كلّ ذنب كثر عدوّه »


، ويقول الإمام الباقر (عليه السلام) : « العتاب مفتاح التقالي » أي التباغض والتشاحن...


فإن علينا قبول عُذر الصديق , وإلتماس العُذر في حال لم يكُن لديه عُذر ففي الحديث الشريف : « اقبل عذر أخيك وإن لم يكن له عذر فالتمس له عذراً » ، وفي آخر : « لا يعتذر إليك أحد إلاّ قبلت عذره وإن علمت أنّه كاذب »
بل إن منطق قبول العذر وإلتماسه نابع من الحُب والصفاء والأُخوة والتنازل من أجل خلق الأجواء المُريحة والسعيدة والتعامل السلس السهل بينكما .



وفي المواضع الـمـُـحتاجة للـعتب كُن الصديق الشفيق والطبيب الـمُـعالج بِكل شفقة وحنان , ولكن حاذر أن تعتب على عيب أن تحمله ...فعليك أن تُصلح مافي نفسك من معيب



ففي الحديث الشريف : « كفى بالمرء عيباً أن يبصر من الناس ما يعمى عن نفسه ، وأن يعيّر الناس بما لا يستطيع تركه ، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه » ،



« طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس » ، « من نظر عيب نفسه انشغل عن عيب غيره » .


ويقول الإمام السجّاد (عليه السلام) : « وإنّك لعلى يقين من ذنبك وفي شكّ من ذنوب غيرك » .


ويقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : « معرفة المرء بعيوبه أنفع المعارف » . وفي الحديث الشريف : « استقبح من نفسك ما تستقبحه من غيرك » .


وقال الأمير (عليه السلام) : « إذا تمّت همّتك لإخلاص الناس فابدأ بنفسك ، فإنّ تعاطيك صلاح غيرك وأنت فاسد أكبر العيوب »


فإذاً في حين تكون أنت الـمُخطئ عليك الإعتراف بذلك فإنها فضيلةٌ تُحسب لك لا عليك وكُن بذلك إجابياً وأسعى لأصلاح المعيب منك يقول الأمير (عليه السلام) : « أعقل الناس من كان بعيبه بصيراً وعن عيوب غيره ضريراً ».



إيـضاً مما يجب أن لا نغفل عنه حُسن الظن...هنا لن أضيف شيئاً على سادتي عليهم السلام فكلامهم بليغ واضح



ففي حديث عن نبي الرحمة مُحمد صلى الله عليه وآله « إحمل فعل أخيك المؤمن على سبعين محملا من الصحّة »



وفي آخر : « كذّب سمعك وبصرك سبعين مرّة » ، و « كذّب سمعك وبصرك وصدّق أخاك »


وذُكِر فيمن يحبذ إشاعة وتتبع عيوب الأخرين ... « ذوو العيوب يحبّون إشاعة معايب الناس ليشعّ القذر في معايبهم » . ويقول الأمير (عليه السلام) : « من تتبّع خفيات العيوب حرمه الله مودّات القلوب » ، وفي الحديث الشريف :


« ليكن أبغض الناس إليك وأبعدهم أطلبهم لمعايب الناس ».


نخلُص من هذا الحديث كُله إلى أن حُسن المعاملة الأسلوب الجيد ينتج لك نِتاجاً طيباً مرضياً للعقل السليم لأنه مرضياً لله عز وجل فبحُسن الإنصات و ترك الجدل وكثرة الكلام وحسن الظن وتأدب في المُعاملة بهذا تكسب ودّ صديقك ، وسرعان ما ينصاع إلى الحقّ ، ويذعن إلى الحقيقة من دون أن تأخذه العزّة بالإثم..



ويقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « وإنّما سُمّي الصديق صديقاً لأنّه يصدقك في نفسك ومعايبك ، فمن فعل ذلك فاستلم إليه ، وإنّما سُمّي العدوّ عدوّاً لأنّه يعود عليك ويتجاوزك ، فمن داهنك في معايبك فهو العدوّ العادي عليك » ، وقال الله تعالى : ( وَقُلْ لِعِبادي يَقولوا الَّتي هِيَ أحْسَنُ إنَّ الشَّيطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إنَّ الشَّيطانَ كانَ لِلإنْسانِ عَدُوَّاً مُبيناً )
وكُل ما يعاكس ذلك فـهو كفيل بهدم الصداقة والأخوة ..



وخير ما نختم به الحديث هنا ..


جاء في مواعظ الإمام السجّاد علي بن الحسين (عليه السلام)للزهري ، وقد رآه حزيناً ممّـا رأى من جهة الحسّاد ومن أحسن إليه : « أما عليك أن تجعل المسلمين منك بمنزلة أهل بيتك ، فتجعل كبيرهم بمنزلة والدك ، وتجعل صغيرهم بمنزلة ولدك ، وتجعل تربك بمنزلة أخيك ، فأيّ هؤلاء تحبّ أن تظلم ؟ ! وإن عرض لك إبليس لعنه الله ، أنّ لك فضلا على أحد من أهل القبلة ، فانظر إن كان أكبر منك فقل قد سبقني بالإيمان والعمل الصالح فهو خيرٌ منّي ، وإن كان أصغر منك فقل قد سبقته بالمعاصي والذنوب فهو خير منّي ، وإن كان تربك فقل : أنا على يقين من ذنبي وفي شكّ من أمره ، فما أدع يقيني لشكّي ، وإن رأيت المسلمين يعظمّونك ويوقّرونك ويبجّلونك فقل : هذا فضل أخذوا به ، وإن رأيت منهم جفاء وانقباضاً عنك ، فقل هذا لذنب أحدثته ـ ومعنى ذلك أ نّك دوماً تسيء الظنّ بنفسك وتحسن الظنّ بالآخرين ـ فإنّك إن فعلت ذلك سهّل الله عليك عيشك ، وكثر أصدقاؤك ، وقلّ أعداؤك ».

الكتاب : معالم الصديق والصداقة في رحاب أحاديث أهل البيت عليهم السلام
المؤلف : السيد عادل العَلَوي ‍

akram
03-07-2011, 08:31 PM
مشكورة اختي وجزاج الله خير الجزاء

عاشق الحسين
03-07-2011, 09:04 PM
سلمت اناملكِ اختِ الكريمة

سبل النجاة
03-08-2011, 10:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.arabsys.net/pic/bsm/10.gif (http://www.koronful.net/vb/thread7263.html)
اللهم صل على محمد وآل محمد كلما ذكر الأبرار

وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
أنار قلبكم بنور الأبرار الأخيار
سدد الباري خطواتكم وفقكم لمرضاته انه سميع مجيب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دمتم برعاية المولى عزوجل
خادمة العترة الطاهرة
طالبة علم

منال العرب
03-08-2011, 06:51 PM
بارك الله بيج
جعله الله في ميزان حسناتج اختي الكريمه

معصومة
03-08-2011, 09:54 PM
الله يعطيكِ العافية
مشاركة رائعة ومفيدة
في ميزان حسناتك

سبل النجاة
03-10-2011, 10:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.arabsys.net/pic/bsm/10.gif (http://www.koronful.net/vb/thread7263.html)
اللهم صل على محمد وآل محمد كلما ذكر الأبرار

وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
سدد الباري خطواتكم وفقكم لمرضاته انه سميع مجيب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دمتم برعاية المولى عزوجل
خادمة العترة الطاهرة
طالبة علم

خالد الاسدي
03-10-2011, 11:42 AM
أحسنتِ أختي الفاضلة طالبة علم على هذا المجهودكا لرائع والمتميزننتظر جديدك

وفـقـكم الله لمـا يحـــب و يــرضـى

روح البتول
03-10-2011, 01:16 PM
مشكورة الله يعطيج العافية

يسلموووووووووووووو

حنين الروح
03-10-2011, 04:05 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
بارك الله فيكِ على الطرح القيم والمميز
جزاكِ الله خير الجـزاء
وفقكِ الله ورعاكِ

عاشق الحسين
03-11-2011, 07:45 PM
مشكورة الله يعطيج العافية

دلوعه البيت
03-17-2011, 12:22 PM
شكرااااااااااااااا جزيلاااااااااااااااااااا
::06::

سبل النجاة
03-18-2011, 04:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.. اللهم عفوك ثم رضاك رضاك عني أنك أرحم الراحمين ..
حياكم الله تعالى و حفظكم الباري جل وعلا من كل سوء
وقضى اللهم حوائجكم الدنيا والآخرة
لبيك ياثار الله
خادمة العترة الطاهرة
طالبة علم