ابو بسام قصار
12-08-2009, 06:58 PM
كيف نحن والنبي محمد (صلّى الله عليه وآله)؟
محمد (صلّى الله عليه وآله) يبدو لنا بعد مضي أربعة عشر قرناً وكأنه لا زال واقفاً منتصب الجبين، داعياً إلى الله، وسراجاً منيراً في دروب الحياة، وشاهداً علينا وعلى الأمة، ومبشراً ونذيراً، إذا كان محمد (صلّى الله عليه وآله) إمام الرحمة فهو يبحث عن اتباع.. إذ لابد لكل مأموم اماماً يقتدي به ويستضيء بنور علمه، ونحن أمامنا هو نبي الرحمة محمد (صلّى الله عليه وآله)..
فماذا يمكن أن نتوقع أن يقوله النبي وهو ينظر إلى واقعنا الزاخر بالضعف والخوف، والمليء بالذل والشهوات.
ألا نسمعه يقول وهو يعلق على واقعنا الحالي: (كيف بكم إذا تداعت عليكم الأمم كتداعي الأكلة على القصعة؟).
قالوا: يا رسول الله ونحن يومئذ قلة..
(قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكن كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور العدو. هم الذين يخطب العالم ودهم، ويتملق على باب دارهم الشرق والغرب.. وهم أذلاء في نفس الوقت يتسكعون على أبواب الأمم الأخرى ويطلبون فتات موائد الشرق والغرب فلم يحصلوا عليه ما هو السر؟ (أمن قلة نحن يومئذ)؟ (لا: بل أنتم كثرة ولكن غثاء كغثاء السيل، ولينزعن من صدور العدو المهابة منكم!)
ضعفنا في قوتنا، ومع كثرتنا نبدو قليلين لا نساوي شيئاً أمام العالم، ولا يزن العالم لنا أي وزن حين يتخذ القرارات المصيرية بشأننا، فيقسمنا ويبيعنا ويقرر استعمارنا ونحن نرضى ونقبل بذلك لماذا؟
لأننا أمة لا تستحق الحياة أبداً..
لماذا: يا رسول الله.. وهل فينا شيء.. وهل فينا نقص؟
نعم، ويقذفنّ الله في قلوبكم الوهن!
الوهن، ما هو الوهن؟
الوهن: هو القوة الخائرة.
قوى موجودة ولكنها خائرة معنوياً... ضعيفة من الداخل.. مثلما قال زكريا لربه: (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً).
العظم موجود بالبدن ولكنه خائر من اثر الشيخوخة والسبب هو: هذا الضعف المعنوي الذي فسره النبي بشيئين: (حب الدنيا.. وكراهة الموت).
حب الدنيا بمعنى تحويلها إلى هدف معبود وشيء مقدس لا أن تكون الدنيا وسيلة، وجسراً، ومزرعة للآخر، وساحة سباق واختبار على الخير والتقرب إلى رضوان الله.
لهذا فالدنيا تأخذ بمجامح القلب، وتصرع الإنسان وتقوده إلى السقوط والانحطاط.. وتسد أبواب التفكير الإنساني فلا تدعه يفكر في تحرير نفسه أو تحقيق هدفه الإنساني.. وتراه يكره الموت الذي يكون طريقاً إلى الحياة.. ويخاف الشهادة في سبيل العقيدة والكرامة والوطن.. الشهادة التي هي طريق الخلود والكرامة والرفعة وشبيه هذا المضمون.
كلام آخر للنبي محمد (صلّى الله عليه وآله).. أيضاً يقول تعليقاً على واقع على الإسلام اليوم:
(بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء).
فهل الإسلام يعيش في غربة وحواليه اكثر من ثمانمائة مليون مسلم وتحيطه مئات الآلاف من المساجد والمآذن، والمنائر مزروعة في أرجاء الأرض.. في كل بلد من بلاد الدنيا يوجد مسجد ومسلمون.. وهذا على عكس ما بدأ به الإسلام حيث لم يتجاوز أتباعه ذلك اليوم العشرة والعشرين.
فماذا يقصد النبي (وسيعود الإسلام غريباً) مع هذه الشعبية المنقطعة النظير للإسلام اليوم؟ إلا اللّهم إذا كانوا هؤلاء الكثرة غير المسلمين حقيقة وغير المسلمين فعلاً بل اسماً فقط.
فالمقصود غربة مبادئ الإسلام وتعاليمه.. وأحكامه!!
وهذا هو الواقع فتعاليمه ومحتوياته تعيش غربة موحشة بين أبناء المسلمين.
التعاون عندهم غريب.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عاد عندهم غريباً.
التناصح والتآلف والتضامن والتحابب والتآخي وكل هذه الصفات التي أمر بها الإسلام عادت عندهم غريبة.
القرآن عاد غريباً.
لأنه.. لم يبق من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه.
أليس يأمر القرآن بالجهاد والبذل والتضحية.
والجهاد والبذل والتضحية أصبحت عند المسلمين معدومة..
إذا ماذا تفيد الكثرة حتى لو كانت محقة إذا انهزمت أمام شرذمة قليلة من المغتصبين والمحتلين. ماذا تفيد الملايين.. لو كانوا يقبلون الرضوخ لحاكم ظالم وطاغية مستبد، ألم يقل القرآن:
(وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ)؟! (فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ)!
أما إذا سيطر الظلم والظالمون على الأمة الإسلامية.. ولم يبدر منها رفض أو معارضة للظلم.. فإن هذه الأمة لا تكون مسلمة حقاً.. ويعود الإسلام في هذه الأمة غريباً، لأنه لو كان الإسلام يحكم حياتها لكان وضعها ومصيرها غير هذا الذي تعيشه الآن حتماً.
فالإسلام لا يرضى بواقع الذل والعبودية والخضوع للظلم والأجنبي بينما بلاد المسلمين اليوم يتقاسمها الشرق والغرب ويتحكم فيها حفنة من الظالمين والأنظمة المستبدة والديكتاتورية الحزبية والفردية.
محمد (صلّى الله عليه وآله) يبدو لنا بعد مضي أربعة عشر قرناً وكأنه لا زال واقفاً منتصب الجبين، داعياً إلى الله، وسراجاً منيراً في دروب الحياة، وشاهداً علينا وعلى الأمة، ومبشراً ونذيراً، إذا كان محمد (صلّى الله عليه وآله) إمام الرحمة فهو يبحث عن اتباع.. إذ لابد لكل مأموم اماماً يقتدي به ويستضيء بنور علمه، ونحن أمامنا هو نبي الرحمة محمد (صلّى الله عليه وآله)..
فماذا يمكن أن نتوقع أن يقوله النبي وهو ينظر إلى واقعنا الزاخر بالضعف والخوف، والمليء بالذل والشهوات.
ألا نسمعه يقول وهو يعلق على واقعنا الحالي: (كيف بكم إذا تداعت عليكم الأمم كتداعي الأكلة على القصعة؟).
قالوا: يا رسول الله ونحن يومئذ قلة..
(قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكن كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور العدو. هم الذين يخطب العالم ودهم، ويتملق على باب دارهم الشرق والغرب.. وهم أذلاء في نفس الوقت يتسكعون على أبواب الأمم الأخرى ويطلبون فتات موائد الشرق والغرب فلم يحصلوا عليه ما هو السر؟ (أمن قلة نحن يومئذ)؟ (لا: بل أنتم كثرة ولكن غثاء كغثاء السيل، ولينزعن من صدور العدو المهابة منكم!)
ضعفنا في قوتنا، ومع كثرتنا نبدو قليلين لا نساوي شيئاً أمام العالم، ولا يزن العالم لنا أي وزن حين يتخذ القرارات المصيرية بشأننا، فيقسمنا ويبيعنا ويقرر استعمارنا ونحن نرضى ونقبل بذلك لماذا؟
لأننا أمة لا تستحق الحياة أبداً..
لماذا: يا رسول الله.. وهل فينا شيء.. وهل فينا نقص؟
نعم، ويقذفنّ الله في قلوبكم الوهن!
الوهن، ما هو الوهن؟
الوهن: هو القوة الخائرة.
قوى موجودة ولكنها خائرة معنوياً... ضعيفة من الداخل.. مثلما قال زكريا لربه: (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً).
العظم موجود بالبدن ولكنه خائر من اثر الشيخوخة والسبب هو: هذا الضعف المعنوي الذي فسره النبي بشيئين: (حب الدنيا.. وكراهة الموت).
حب الدنيا بمعنى تحويلها إلى هدف معبود وشيء مقدس لا أن تكون الدنيا وسيلة، وجسراً، ومزرعة للآخر، وساحة سباق واختبار على الخير والتقرب إلى رضوان الله.
لهذا فالدنيا تأخذ بمجامح القلب، وتصرع الإنسان وتقوده إلى السقوط والانحطاط.. وتسد أبواب التفكير الإنساني فلا تدعه يفكر في تحرير نفسه أو تحقيق هدفه الإنساني.. وتراه يكره الموت الذي يكون طريقاً إلى الحياة.. ويخاف الشهادة في سبيل العقيدة والكرامة والوطن.. الشهادة التي هي طريق الخلود والكرامة والرفعة وشبيه هذا المضمون.
كلام آخر للنبي محمد (صلّى الله عليه وآله).. أيضاً يقول تعليقاً على واقع على الإسلام اليوم:
(بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء).
فهل الإسلام يعيش في غربة وحواليه اكثر من ثمانمائة مليون مسلم وتحيطه مئات الآلاف من المساجد والمآذن، والمنائر مزروعة في أرجاء الأرض.. في كل بلد من بلاد الدنيا يوجد مسجد ومسلمون.. وهذا على عكس ما بدأ به الإسلام حيث لم يتجاوز أتباعه ذلك اليوم العشرة والعشرين.
فماذا يقصد النبي (وسيعود الإسلام غريباً) مع هذه الشعبية المنقطعة النظير للإسلام اليوم؟ إلا اللّهم إذا كانوا هؤلاء الكثرة غير المسلمين حقيقة وغير المسلمين فعلاً بل اسماً فقط.
فالمقصود غربة مبادئ الإسلام وتعاليمه.. وأحكامه!!
وهذا هو الواقع فتعاليمه ومحتوياته تعيش غربة موحشة بين أبناء المسلمين.
التعاون عندهم غريب.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عاد عندهم غريباً.
التناصح والتآلف والتضامن والتحابب والتآخي وكل هذه الصفات التي أمر بها الإسلام عادت عندهم غريبة.
القرآن عاد غريباً.
لأنه.. لم يبق من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه.
أليس يأمر القرآن بالجهاد والبذل والتضحية.
والجهاد والبذل والتضحية أصبحت عند المسلمين معدومة..
إذا ماذا تفيد الكثرة حتى لو كانت محقة إذا انهزمت أمام شرذمة قليلة من المغتصبين والمحتلين. ماذا تفيد الملايين.. لو كانوا يقبلون الرضوخ لحاكم ظالم وطاغية مستبد، ألم يقل القرآن:
(وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ)؟! (فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ)!
أما إذا سيطر الظلم والظالمون على الأمة الإسلامية.. ولم يبدر منها رفض أو معارضة للظلم.. فإن هذه الأمة لا تكون مسلمة حقاً.. ويعود الإسلام في هذه الأمة غريباً، لأنه لو كان الإسلام يحكم حياتها لكان وضعها ومصيرها غير هذا الذي تعيشه الآن حتماً.
فالإسلام لا يرضى بواقع الذل والعبودية والخضوع للظلم والأجنبي بينما بلاد المسلمين اليوم يتقاسمها الشرق والغرب ويتحكم فيها حفنة من الظالمين والأنظمة المستبدة والديكتاتورية الحزبية والفردية.