المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعون


سبل النجاة
12-19-2011, 05:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ (101) صدق الله العلي العظيم

الآيات تفصل القول في عذاب الآخرة التي أوعدهم الله بها في طي الآيات السابقة و هو من يوم الموت إلى يوم البعث ثم إلى الأبد، و تذكر أن الحياة الدنيا التي غرتهم و صرفتهم عن الآخرة قليلة لو كانوا يعلمون.
ثم تختم السورة بأمره (صلى الله عليه وآله وسلم) أن تسأله ما حكاه عن عباده المؤمنين الفائزين في الآخرة «رب اغفر و ارحم و أنت خير الراحمين» و قد افتتحت السورة بأنهم مفلحون وارثون للجنة.
قوله تعالى: «حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون» «حتى» متعلق بما تقدم من وصفهم له تعالى بما هو منزه منه و شركهم به، و الآيات المتخللة اعتراض في الكلام أي لا يزالون يشركون به و يصفونه بما هو منزه منه و هم مغترون بما نمدهم به من مال و بنين حتى إذا جاء أحدهم الموت.
و قوله: «قال رب ارجعون» الظاهر أن الخطاب للملائكة المتصدين لقبض روحه و «رب» استغاثة معترضة بحذف حرف النداء و المعنى قال - و هو يستغيث بربه - ارجعون.
و قيل: إن الخطاب للرب تعالى و الجمع للتعظيم كقول امرأة فرعون له على ما حكاه الله: «قرة عين لي و لك لا تقتلوه».
و قيل: هو من جمع الفعل و يفيد تعدد الخطاب، و المعنى رب ارجعني ارجعني ارجعني كما قيل في قوله: قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل.
بسقط اللوى بين الدخول فحومل.
أي قف قف نبك.
و في الوجهين أن الجمع للتعظيم إن صح ثبوته في اللغة العربية فهو شاذ لا يحمل عليه كلامه تعالى، و أشذ منه جمع الفعل بالمعنى الذي ذكر.
قوله تعالى: «لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها» «لعل» للترجي و هو رجاء تعلقوا به بمعاينة العذاب المشرف عليهم كما ربما ذكروا الرجوع بوعد العمل الصالح كقولهم: «فارجعنا نعمل صالحا: السجدة: 12، و ربما ذكروه بلفظ التمني كقولهم: «يا ليتنا نرد و لا نكذب بآيات ربنا»: الأنعام: 27.
و قوله: «أعمل صالحا فيما تركت» أي أعمل عملا صالحا فيما تركت من المال بإنفاقه في البر و الإحسان و كل ما فيه رضا الله سبحانه.
و قيل: المراد بما تركت الدنيا التي تركها بالموت و العمل الصالح أعم من العبادات المالية و غيرها من صلاة و صوم و حج و نحوها، و هو حسن غير أن الأول هو الأظهر.
و قوله: «كلا إنها كلمة هو قائلها» أي لا يرجع إلى الدنيا إن هذه الكلمة «ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت» كلمة هو قائلها أي لا أثر لها إلا أنها كلمة هو قائلها،

خالد الاسدي
12-20-2011, 10:50 PM
أحسنتِ أختي على هذا ألمجهودك الرائع والمتميز ننتظر تجديدك
وفقكم الله لمرضاته وتقبل الله طاعتكم بأحسن القبول

عاشقة الحسين(ع)
06-30-2012, 04:44 AM
مشكوره أختي الكريمه على طرحك القيم

ووفقتي لكل خير’’