ابو بسام قصار
12-12-2009, 02:36 PM
علي (عليه السلام) يوم الغدير
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله كما يرضى وسلام على النبي المصطفى وأخيه المرتضى وآله.
قال الله تبارك وتعالى: (يا أيها الرســـول بلغ ما أنـــزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)(1) (http://www.14masom.com/14masom/03/mktba3/book02/11.htm#1).
أيها الأخوة كلامنا ـ الليلة ـ حول واقعة الغدير، تلك الواقعة التي أكمل الله فيها الدين وأتم فيها النعمة، يوم تتويج الإمام المرتضى (عليه السلام) بتاج الخلافة العظمى والإمامة الكبرى.
وهذا البحث من أهم البحوث الإسلامية، وهنا مفترق الطرق بين المذاهب الإسلامية، ويمكن لنا أن نقول: إن الكتب والمؤلفات التي كتبت حول هذا الموضوع بالذات وحول الإمامة والخلافة بصورة عامة ـ قد جاوزت العد والضبط والإحصاء، من إثبات أو رد أو مناقشة وما يدور في هذا الفلك.
ولا تسألوا عن الأرواح التي زهقت في سبيل هذه الواقعة ومضاعفاتها في خلال أربعة عشر قرناً، وما هناك من مآسي وكوارث ومصائب ومجازر وفتن تتعب القارئ وتجهد السامع.
وحيث إن الإمامة ـ عندنا ـ تالية للنبوة من حيث كونها وظيفة إلهية ومنصب رباني ليس لأحد حق الانتخاب أو الرد فيها، كما قال تعالى (وما كان لمؤمن ولا مؤمنه إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة)(2) (http://www.14masom.com/14masom/03/mktba3/book02/11.htm#2) ولهذا لا بأس بذكر هذه الواقعة وما يتعلق بها من أقوال الصحابة وأهل البيت والتابعين وتابعيهم من المحدثين والمفسرين والمؤرخين والشعراء والأئمة والأعلام والحفاظ.
ومن العجب أن عدداً من النصارى ذكروا هذه الحادثة نظماً ونثراً ولعلنا نشير إلى بعض أقوال هؤلاء بصورة موجزة رعاية للاختصار.
ومن أعجب العجب أن بعض المسلمين بعد إقامة الأدلة الكافية والبراهين الشافية والحجج القاطعة على خلافة أمير المؤمنين (عليه السلام) وبعد المناقشة في سند الحديث ودلالة متنه ومفهومه قال: إن عليا هو الأفضل ولكن غيره أصلح!! سبحان الله هذه كلمة تضحك الثكلى! لأن معناها، إن الله ورسوله ما كانا يعرفان الأصلح؟ أو كانا يعرفانه ولكنهما قدما غير الأصلح، نعوذ بالله من الباطل.
والأفضل أن نذكر الواقعة بصورة موجزة ثم ننظر أين ينتهي بنا الكلام؟ وأقوال المفسرين والمحدثين تختلف من حيث الإيجاز والتفصيل، ولكن المفاد واحد، وهذه صورة الواقعة: لما قضى رسول الله مناسكه وانصرف راجعاً إلى المدينة ومعه من كان من الجموع الغفيرة ووصل إلى غدير خم من الجحفة التي تتشعب فيها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين وذلك يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة نزل إليه جبرائيل الأمين عن الله بقوله: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك)(3) (http://www.14masom.com/14masom/03/mktba3/book02/11.htm#3) الآية.
وأمره أن يقيم علياً علماً للناس ويبلغهم ما نزل فيه من الولاية وفرض الطاعة على كل أحد، وكان أوائل القوم قريباً من الجحفة فأمر رسول الله أن يرد من تقدم منهم، ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان ونهى عن سمرات خمس متقاربات دوحات عظام أن لا ينزل تحتهن أحد، حتى إذا أخذ القوم منازلهم فقم (كنس) ما تحتهن حتى إذا نؤدي بالصلاة صلاة الظهر عمد إليهن فصلى بالناس تحتهن، وكان يوماً هاجراً يضع الرجل بعض رداءه على رأسه وبعضه تحت قدميه من شدة الرمضاء، وظلل لرسول الله بثوب على شجرة سمرة من الشمس، فلما انصرف الرسول (صلّى الله عليه وآله) من صلاته قام خطيباً وسط القوم على اقتاب الإبل وأسمع الجميع رافعاً عقيرته فقال: الحمد لله ونستعينه ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، الذي لا هادي لمن ضل، ولا مضل لمن هدى وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمد عبده ورسوله ـ أما بعد ـ : أيها الناس قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي قبله، وإني أُوشك أن أُدعى فأُجيب، وإني مسؤول وانتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت وجهدت فجزاك الله خيراً.
قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن جنته حق وناره حق وأن الموت حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلك، قال: اللهم أشهد ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون؟ قالوا نعم قال: فإني فرط علي الحوض، وانتم واردون علي الحوض، وإن عرضه ما بين صنعاء وبصرى فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله كما يرضى وسلام على النبي المصطفى وأخيه المرتضى وآله.
قال الله تبارك وتعالى: (يا أيها الرســـول بلغ ما أنـــزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)(1) (http://www.14masom.com/14masom/03/mktba3/book02/11.htm#1).
أيها الأخوة كلامنا ـ الليلة ـ حول واقعة الغدير، تلك الواقعة التي أكمل الله فيها الدين وأتم فيها النعمة، يوم تتويج الإمام المرتضى (عليه السلام) بتاج الخلافة العظمى والإمامة الكبرى.
وهذا البحث من أهم البحوث الإسلامية، وهنا مفترق الطرق بين المذاهب الإسلامية، ويمكن لنا أن نقول: إن الكتب والمؤلفات التي كتبت حول هذا الموضوع بالذات وحول الإمامة والخلافة بصورة عامة ـ قد جاوزت العد والضبط والإحصاء، من إثبات أو رد أو مناقشة وما يدور في هذا الفلك.
ولا تسألوا عن الأرواح التي زهقت في سبيل هذه الواقعة ومضاعفاتها في خلال أربعة عشر قرناً، وما هناك من مآسي وكوارث ومصائب ومجازر وفتن تتعب القارئ وتجهد السامع.
وحيث إن الإمامة ـ عندنا ـ تالية للنبوة من حيث كونها وظيفة إلهية ومنصب رباني ليس لأحد حق الانتخاب أو الرد فيها، كما قال تعالى (وما كان لمؤمن ولا مؤمنه إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة)(2) (http://www.14masom.com/14masom/03/mktba3/book02/11.htm#2) ولهذا لا بأس بذكر هذه الواقعة وما يتعلق بها من أقوال الصحابة وأهل البيت والتابعين وتابعيهم من المحدثين والمفسرين والمؤرخين والشعراء والأئمة والأعلام والحفاظ.
ومن العجب أن عدداً من النصارى ذكروا هذه الحادثة نظماً ونثراً ولعلنا نشير إلى بعض أقوال هؤلاء بصورة موجزة رعاية للاختصار.
ومن أعجب العجب أن بعض المسلمين بعد إقامة الأدلة الكافية والبراهين الشافية والحجج القاطعة على خلافة أمير المؤمنين (عليه السلام) وبعد المناقشة في سند الحديث ودلالة متنه ومفهومه قال: إن عليا هو الأفضل ولكن غيره أصلح!! سبحان الله هذه كلمة تضحك الثكلى! لأن معناها، إن الله ورسوله ما كانا يعرفان الأصلح؟ أو كانا يعرفانه ولكنهما قدما غير الأصلح، نعوذ بالله من الباطل.
والأفضل أن نذكر الواقعة بصورة موجزة ثم ننظر أين ينتهي بنا الكلام؟ وأقوال المفسرين والمحدثين تختلف من حيث الإيجاز والتفصيل، ولكن المفاد واحد، وهذه صورة الواقعة: لما قضى رسول الله مناسكه وانصرف راجعاً إلى المدينة ومعه من كان من الجموع الغفيرة ووصل إلى غدير خم من الجحفة التي تتشعب فيها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين وذلك يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة نزل إليه جبرائيل الأمين عن الله بقوله: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك)(3) (http://www.14masom.com/14masom/03/mktba3/book02/11.htm#3) الآية.
وأمره أن يقيم علياً علماً للناس ويبلغهم ما نزل فيه من الولاية وفرض الطاعة على كل أحد، وكان أوائل القوم قريباً من الجحفة فأمر رسول الله أن يرد من تقدم منهم، ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان ونهى عن سمرات خمس متقاربات دوحات عظام أن لا ينزل تحتهن أحد، حتى إذا أخذ القوم منازلهم فقم (كنس) ما تحتهن حتى إذا نؤدي بالصلاة صلاة الظهر عمد إليهن فصلى بالناس تحتهن، وكان يوماً هاجراً يضع الرجل بعض رداءه على رأسه وبعضه تحت قدميه من شدة الرمضاء، وظلل لرسول الله بثوب على شجرة سمرة من الشمس، فلما انصرف الرسول (صلّى الله عليه وآله) من صلاته قام خطيباً وسط القوم على اقتاب الإبل وأسمع الجميع رافعاً عقيرته فقال: الحمد لله ونستعينه ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، الذي لا هادي لمن ضل، ولا مضل لمن هدى وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمد عبده ورسوله ـ أما بعد ـ : أيها الناس قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي قبله، وإني أُوشك أن أُدعى فأُجيب، وإني مسؤول وانتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت وجهدت فجزاك الله خيراً.
قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن جنته حق وناره حق وأن الموت حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلك، قال: اللهم أشهد ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون؟ قالوا نعم قال: فإني فرط علي الحوض، وانتم واردون علي الحوض، وإن عرضه ما بين صنعاء وبصرى فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين