![]() |
درس في العفة 1
قصة يوسف إننا حين نتحدث عن مواجهة الشهوة لا نتحدث عن أمر معجز يستحيل الحصول عليه، وإنما مطلب واقعي ممكن، وإن كان صعبًا. وقد قص علينا القرآن قصة من قصص الشباب مع الشهوة ليتخذ شبابنا منها قدوة وأسوة ودرسًا عمليًا في كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف، ويتعرف على الأسباب المعينة على الخلاص من ورطاتها. إن الواقع الذي عاشه يوسف عليه السلام هو في الحقيقة أشد من أي واقع يقابله شاب منا، فلقد تهيأت له كل أسباب الفاحشة ودواعيها : فالشباب والقوة والشهوة متوفرة؛ فقد كان في عنفوان شبابه، وهو يحتاج لتصريف شهوته وهو عزب، ولا مصرف له حلال، وقد بذلت له ولم يسع إليها.. والمرأة جميلة؛ فهي زوجة العزيز ومثله لا يتزوج إلا بأجمل النساء. ولا خوف من العقوبة؛ فالمرأة هي الطالبة والراغبة، وقد طلبت وأرادت بل وراودت، فكفته مؤنة التلميح أو التصريح بالرغبة. وقد أغلقت الأبواب عليهما ليكونا في مأمن، ولترفع عنه حرج الخوف من الفضيحة. ثم هو غريب في بلد لا يعرفه أحد؛ فلا خوف من أن يفتضح، وهو خادم وهي سيدته، فهو تحت سلطانها وقهرها، فيخاف إن لم يجبها أن يطوله أذاها. وقد عانى عظم الفتنة وشدة الإغراء.. فالمرأة لا شك قد أعدت للأمر عدته وبيتته بليل وخططت له، فدخلت وأغلقت الأبواب كل الأبواب، وبدأت في المراودة، ومثل هذه لابد أنها تزينت بكل زينة وجمعت كل فتنة، فما ملك إلا الهرب، وأنقذه هذه المرة وجود سيده لدى الباب رغم أن ردة فعله كانت مخيبة للآمال. تكرر الإغراء لقد تكرر الموقف لا شك مرات، وقد هددته وتوعدته وخوفته بالسجن، ورأى جرأتها على زوجها وقدرتها على تنفيذ أمرها، وإصرارها على تحصيل مبتغاها في قضاء وطرها، والإعلان بذلك أمام النسوة في وقاحة وعدم حياء أو خوف، مع أمنها مكر زوجها؛ فهو كأكثر رجال هذه الطبقة لا يمثل الطهر والشرف كبير قيمة لديهم وهذا ظاهر من موقفه: {يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين}[يوسف:29]. لقد أعلنتها صريحة: {ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمروه ليسجننَّ وليكونًا من الصاغرين}[يوسف:32]. فما وجد الصدّيق بعد كل هذا إلا أن يعتصم بالله، وأن يقدم رضًا الله على هوى النفس، بل ويرضى بالسجن (وأرجو أن نلاحظ ذلك) ترك اللذة والشهوة، وآثر عليها السجن بما فيه، وهو لا يدري متى سيخرج منه، ولعله لا يخرج أبدًا، لكنه كان أحب إليه من رغبة الشباب ولذة الحرام، فأطلقها صريحة: {رب السجن أحب إليَّ مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهنَّ أصب إليهنَّ وأكن من الجاهلين}[يوسف:33]. إننا يا شباب نحتاج إلى استحضار هذا الموقف وأشباهه لنتخذه أنموذجًا يحتذى، ومثلاً يقتدى، ونتشبث بما تشبث به يوسف لننجو من أغلال الشهوة وذل المعصية. للحديث تكملة .. </i> |
رد: درس في العفة 1
ادامكم الباري أختي الفاضله طالبة علم لله لايحرمنا من تواجدكم الكريم ومواضيعكم الهادفه المؤمنة الموالية لنصرة الدين والمذهب نطلب من الله العلي القدير ان يتقبل اعمالكم باحسن القبول |
رد: درس في العفة 1
أحسنتِ وبارك الله بكِ أختِ الكريمة طالبة علم على الجهود الرائعة وجزاكِ الله خير الجزاء |
رد: درس في العفة 1
جزاكم الله خير الجزاء وفي ميزان حسناتكم |
رد: درس في العفة 1
http://www.alhuda14.net/vb/images/bannar/1230.gif وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سدد الباري خطواتكم وفقكم لمرضاته انه سميع مجيب دمتم برعاية المولى عزوجل لبيك ياثار الله خادمة العترة الطاهرة طالبة علم |
رد: درس في العفة 1
احسنت اختي طالبة علم وبارك الله فيك موضوع قيم وشكرا ع الطرح الرائع المميز في ميزان حسناتك |
رد: درس في العفة 1
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار اللهم عجل لوليك الفرج جزاك الله كل الخير على الموضوع الاكثرمن القيم اختي الفاضلة جعله الله في ميزان حسناتك قضى الله حوائجك في الدنيا والاخرة بحق محمد وال محمد عليه وعليهم افضل الصلاة والسلام |
رد: درس في العفة 1
بسم الله تعالى رب الزهراء البتول اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جعلكم رب الأرباب في حصنه الحصين دمتم برعاية المولى عزوجل لبيك ياثار الله خادمة العترة الطاهرة طالبة علم |
رد: درس في العفة 1
بارك الله فيك
تحياتي |
رد: درس في العفة 1
http://www.alhuda14.net/vb/images/bannar/1230.gif وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بخدمتكم بمشيئة الله تعالى سدد الباري خطواتكم وفقكم لمرضاته انه سميع مجيب دمتم برعاية المولى عزوجل لبيك ياثار الله خادمة العترة الطاهرة طالبة علم |
تطوير واستضافة: شبكة جنة الحسين (عليه السلام) للإنتاج الفني الساعة الآن: 05:35 PM. |
Powered by vBulletin 3.8.4 © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ: شبكة فدك الثقافية