منتديات فدك الثقافية

منتديات فدك الثقافية (http://www.afadak.com/forum/index.php)
-   منتدى المناجاة والإبتهال إلى الله سبحانه وتعالى (http://www.afadak.com/forum/forumdisplay.php?f=75)
-   -   الرّوح قبل هذا العالم . (http://www.afadak.com/forum/showthread.php?t=5342)

خالد الاسدي 01-18-2011 04:02 PM

الرّوح قبل هذا العالم .
 
الاستاذ السيّد حسن الابطحىّ عالم الارواح العجيب ترجمة :
ناصر النجفى

المقدّمة
منقول


كانت تراودنى - منذ كنت فى سنّ الخامسة عشرة والى الا ن ، ومنذ مسكت القلم لابدا بكتابة هذه السطور - فكرة هى مـن اهـمّ الامـور الّتـى صـرفـت فـيـهـا عـنـايـتـى ، وبـذلت مـافـى وسـعـى ، وحـقّقت بصددها فى النوادى العلمية والمحافل الدينيّة ومظانّ البحث ، الا وهى فكرة الرّوح والا حاطة بها .

وخـلال هـذه الحـقبة المديدة لم آل جهدا فى الاطّلاع على آراء الفلاسفة المثاليين والمادّيين ، والوقوف على فحوى كـلام عـلمـاء المـدارس المـخـتلفة ، وبحث اقوال علماء الرّوح فى هذا المضمار بدقّة متناهية . وقد افترّ الامر لى عن حـقـيـقـة انّ مـعـرفـة الرّوح وكـيـفـيـّة مـعـيـشـتـهـا وبـيـان صـفـاتـهـا ، تـنـجـلى مـن خـلال احـاديـث الرّواد الاوائل للاديان والمذاهب السماوية واقوال الاولياء وآراء من زكّى نفسه ، وطهّر روحه من لوث الشـيـطـان ، واعـرض عـن هـمـزاتـه ولمـزاتـه . اجـل ، يـنـبـغـى رؤ يـة الرّوح خلال مرآة آثار وتجارب اولئك الّذين اصفوا اذهانهم تماما من الفلسفة الّتى تمحّلها علماء الرّوح .

وقـد خـطـوت خـطـوات حثيثة فى هذا الدرب لمتابعة هذه الغاية ، فبلغت - بعون اللّه - الغرض الاقصى ؛ إ ذ رايت جـمـال الرّوح الرائق وحـسـنـهـا الفـائق ، مـن خـلال مرآة شفّافة ، وساءصفها لك - عزيزى القارى - فى طيّات هذا الكـتـاب ، ضـمـن ثـلاثـة فـصـول ، هـى مـنـازل الرّوح الثـلاثـة الّتـى عـاشـت ولا زالت تـعـيـش فـيـهـا وهـذه الفصول هى :
1 - الرّوح قبل هذا العالم .

2 - الرّوح فى هذا العالم .

3 - الرّوح بعد هذا العالم .

وساءتغاضى عمّا دوّن وقيل حول كلّ من هذه المراحل الثلاث ، واركّز خلالها على المرآة الشفّافة الّتى توصّلت إ ليـهـا طـيلة هذه المدّة ، ورايت بها صورة الرّوح الرائعة وماهيتها الناصعة ؛ لتنعكس على شاشة فكرك القويم ، وصفحة عقلك السليم ، ايّها القارى الكريم .

فـإ نـّك حـيـنـمـا تـرى وجـهـك فـى المـرآة تـسـتـغـنـى عـمـّن يـصـفـه لك ، فامل ان تعرف روحك من آثارها ، وتستغنى ايضا عن شرح العلماء والفلاسفة ، وتضرب عن تفسيرهم صفحا حينما تطالع هذا الكتاب .

واودّ ان اشـيـر هـنـا الى انّ فـريـقـا مـن القـرّاء بـعـثـوا الىّ رسـائل تـفـصـح عـن امـور عـجـيـبـة حـول الرّوح إ بـّان نـشـر كـتـبـى الثـلاثـة :
" مـعـراج الرّوح " و" بـيـن يـدى الاسـتـاذ " و" سـيـر الى اللّه " .

ولعـّل كـثـيـرا مـن مـحتويّات هذا الكتاب مستقاة من هذه الرّسائل ؛ ولكن ممّا يؤ سف له هو انّى لا استطيع ان افصح عن حقيقة محتوى بعض الرّسائل ، لانّ اغلب اصحابها إ لتمسوا منّى كتمان اسرارهم ، وإ ضمار حالاتهم الروحية تماما . ولهـذا تـصـرّفـت فـيـهـا تـصـرّفـا ما ، الامر الّذى حدابى الى ان انصرف عن تاءليف هذا الكتاب ، ولكنّ بعض اصـحـاب الفـضـيـلة اخبرنى باءنّه لاضير من إ ماطة اللثام عن هذه الاسرار إ ن كنت آمن بمحتواها وعظيم اثرها فى نـفـوس القـرّاء ؛ إ ذ تـجـب المـبـادرة الى بـثّ مـواضـيـع كـهـذه بـهـذا الاسلوب ، تلبية لمطالبهم إ ن كانت تترك بصماتها على نفوسهم ، وإ ن لم يكن هناك حافز كهذه الرّسائل .

وإ نـيّ اضـع الكـتـاب بـيـن يـديـك عـزيـزى القـارى ، راجـيـا مـنـك ان تـضـع نـصـب عـيـنـيـك المـثـل المـعـروف " الخـيـل تـجـرى عـلى مـسـاويـهـا "((1))

فـى جـمـيـع فصول الكتاب ؛ حتّى اكون فى حلّ من تهذيب الفاظه وتشذيب اوابده . وان تصبّ جلّ اهتمامك فى مطالبه العلمية ؛ لكى تسبر غور الرّوح وكنهها من آثارها الوجوديّة .

ومـن الجـدير بالذكر انّى شحذت نيّتى ، واكّدت همّتى فى هذا الموضوع ، وكذا فى كتبى الاخرى ، ممّا اقتضى عدم الاعتماد على ما يكتبه القرّاء إ لىّ ؛ إ ذ إ نّ ذاكرتى لا تسعفنى فى حفظ النصوص الواردة فى كتبى وتذكّر مـواضـيـعها ، فاءضطرّ مرغما الى التسليم بهذا الامر - اى عدم الاعتماد على الا خرين - لابرّى ذمّتى امام اللّه ولا اقـول الاّ الحـقّ . بـيـد انـّى بـذلت وسـعـى وطـاقـتـى ، وحـاولت جـهـد اسـتـطـاعـتـى ان اذكـر المـسـائل العـقـائدية والقضايا العلمية لكتبى بشكل سليم تماما لاشائبة فيها . واعدّ ذلك حجّة بينى وبين اللّه ، وانّى لم اكتب قط ولا اكتب ابدا فى كتبى شيئا ولو يسيرا خلاف ما اعتقد به ، وقد دعمت جميع ما كتبته باءدلّة دينية وبراهين علمية .



الرّوح قبل هذا العالم



انّ اكـثـر الدراسـات إ ثـارة للجـدل هـى تـلك المـتـعـلّقـة بـالرّوح قـبـل هذا العالم ، وانّى ارى انّها كانت فى ذلك العالم وعاشت فيه . وهناك فريق من الفلاسفة وعلماء الرّوح الذي يـقول بحياتها آنذاك يعتقد بالتّناسخ ، فهم يقولون :
انّ روح الانسان فى العوالم الماضية قد حلّت باءجسام مـخـتـلفـة حـيـنـمـا اقـامـت فـى الدّنـيـا ورحـلت عـنـهـا ، واسـتـمـرّت عـلى هـذا المـنـوال مـرارا وتـكـرارا حـتـّى وصـلت الى الكـمـال ، ومـن ثـمّ تـحـرّرت . وليـس لهـؤ لاء اىّ دليـل يـؤ يـّد مـدّعـاهـم سـوى مـا تـوصـّلوا اليـه بـواسطة التنويم المغناطيسى ( Hypnotism ) الّذى تحوطه الشكوك ، والحال انّ ادّعاء بحجم كهذا ينبغى ان يكون اقوى استدلالا وحجّة .

وفـى الاسـلام اطـلق على ( عالم الارواح ) - الّذى كانت مدّته الفى عام - اسماء عديدة ، واطلق على عالم آخر ايضا اسـم ( عـالم الذّر ) . وقـد اخـذ اللّه تـعـالى فـيه العهود والمواثيق من الارواح ؛ لتبنّى العقائد السليمة وإ نجاز الاعـمـال الصـالحـة .((2))

وتـكـلّم اقـطـاب المـسـلمـيـن عـلى اخـتـلاف فـرقـهـم مـن سـنـّة وشـيـعـة حـول تـرتـيـب هذه العوالم ، فقالوا :
خلق اللّه تعالى ارواح البشر حرّة طليقة بعدد ابناء آدم الى يوم القيامة ، وخـلق لهـذه الارواح بـعـد الفـى عـام ابـدانـا صـغـيـرة مـثـل ذرّات مـتـنـاهـيـة فـى الصـغـر ، ولكـنـّهـا بـشـكـل ابـدان الدنـيـا ، ثـمّ وضـع الارواح فـى الابـدان ، وسـمـّى العـالم الاوّل باسم " عالم الارواح " ، والعالم الثّانى باسم " عالم الذّر " و" عالم الميثاق " .

وقد نقل الفخر الرازى عند تفسير الا ية ( 172 ) من سورة الاعراف ((3))

روايتين بسند صحيح - بحسب رايه - عن الرّسول الاكرم ( صلى اللّه عليه و آله ) انّ اللّه تعالى حينما خلق آدم مسح ظهره ، فخرج جميع ذريّته بصورة ذرّات من ظهره من ذلك الوقت الى يوم القيامة .((4))

ونقل المجلسى رحمه اللّه فى كتاب التوحيد ، الباب الحادى عـشـر ، وفـى كـتـاب الايمان والكفر ، الباب الثالث من كتاب بحارالانوار والحويزى ((5))

والبحرانى ((6))

عشرات الروايات الّتى تسند هذا الموضوع .

وطبق ما تدلّ عليه تلك الروايات وما يعتقد به جمع غفير من علماء الشيعة والسنّة فانّ اللّه تعالى قد خلق ارواح البشر قبل الفى عام من خلق الابدان الذّرية للبشر ، وكانت بعدها فى " عالم الذّر " .

وحـيـنـمـا خـلق اللّه تـعـالى آدم - او قـبـله - كـان له بـدن ذرّى كـالّذى عـليـه شـكـل الانـسان اليوم ، الاّ انّه كان صغيرا جدّا . وعاشت الرّوح بعد ذلك الحين وما تلاه بالبدن الذرّى فى " عالم الذرّ " كـمـا نـعـيـش اليـوم بـبـدن العـالم الدنـيـوى هـذا . وكـانـت الارواح - آنـذاك - تـتـعاشر بينها وتتصاحب كما نفعل اليوم ، وتعيش حرّة مختارة كما نعيش اليوم احرارا فى اختيار المسلك الّذى نرتئيه .

وتفيد الا يات والروايات المارّة الذكر انّ ارواح البشر تاءلف فى هذا العالم من صادفتهم فى ذلك العالم ، وإ ن كانت قد نسبت اين راتهم وكيف .

وقـال الشـيـخ الصـدوق ( قـدّس سـرّه ) فـى كـتـاب الاعـتـقـادات قـال الامـام الصـادق ( عـليـه السـّلام ) :
" انّ اللّه تـعـالى آخـى بـيـن الارواح فـى الاظـلّة قبل ان يخلق الابدان باءلفى عام " .((7))

وقـال النـّبـى ( صـلى اللّه عـليـه و آله ) :
" خـلق اللّه الارواح قـبـل الاجـسـاد بـاءلفـى عـالم ، ثـمّ اسـكنها الهواء ، فما تعارف منها ثَمّ ائتلف ههنا ، وما تناكر ثَمّ اختلف ههنا " .((8))

امّا الحوادث والوقائع الّتى تعضد هذه النظرية فهى كثيرة ، ونكتفى هنا بسرد بعض النمادج منها .


تابــــــــــــــــــــــــع




خالد الاسدي 01-18-2011 04:05 PM

رد: الرّوح قبل هذا العالم .
 
الارواح والاشياء النورانيّة



نـقـل احـد العـلمـاء والكتّاب الكبار قائلا :
ارقت ليلة من الليالى على الرغم من كونى مرهقا تعبا ، وحاولت النوم فلم افلح ، فنهضت من فراشى ومشيت الى مكتبتي لاطالع ، تضمّ مكتبتى بعض الكتب الّتى تتحدّث عن الروح ، وكنت اراجـعها فى البحث عن الرّوح وآثارها وصفاتها ؛ امعانا منّى فى القضايا الرّوحية . وفجاءة جلب انتباهى صوت خـارج الغـرفـة يـشبه صوت عصافير تتنازع بينها ! خرجت من الغرفة صوب ساحة البيت ، كان الظلام حالكا ، فـرايـت فـى شـرفة البيت الكبيرة اربعين او خمسين شيئا نورانيا تقريبا يشبه شرر النار ، تناثرت هنا وهناك على غير هدى ، ولاريب فى انّ الصوت الّذى طرق سمعى قد انبعث من هذه الاشياء .

وظـنـنـت اول وهـلة انـّى اتخيّل او ارى حلما ، فطفقت افرك عينىّ واحرّك اعضائى وتيقّنت اخيرا انّ الاّمر لم يكن على ما تـوهـّمته ، فقعدت برهة فى الشرفة وانا احدّق النظر فى هذه الاشياء . وفى هذا الاثناء رايت زوجتى تقف جنبى بغتة فجفلت ، فحينما افتقدتنى فى فراشى جاءت على اثرى ، وخصوصا انّها تعلم انّى احسّ بارهاق وحالتى ليـسـت عـلى مايرام ، فراتنى مبهوتا بهذه الاشياء ، فقلت لها :
انظرى الى هناك ! اترين ما ارى ؟ قالت :
ما هذه الاشياء النورانية المتبعثرة ؟! وفى هذا الاوان اتّجه احدها صوب زوجتى ! وهى بدورها فتحت فمها قسرا وابتلعته ، وتوارت سائرها عن انظارنا فقلت لزوجتى :
لماذا ابتلعتيه ؟! قـالت :
مـا ادرى مـا تـقـول ! إ نـّى تـثـاءبـت فـحـسـب ! إ ذ حينما فتحت عينىّ بعد التثاءب لم ارها ! قلت لها :
الم تشعرى بدخول احد هذه الاشياء النورانيّة فى فمك وابتلاعك إ يّاه ؟! قالت :
نعم لم اشعر بذلك ، سوى نفحة هواء باردة ، ونشوة طيب تضوّعت فى فمى ، ولكن احسب هذا امرا ماءلوفا .

وكنت فى تلك اليلة وفى الليالى الماضية وماتلاها منكّبا على مطالعة المواضيع الروحية ، وكانت زوجتى آنذاك حبلى ، وقد مضى على حملها اربعة اشهر . فقلت فى نفسى :
لعلّ هذا الشى النورانى هو روح الجنين الهاجع بين احشاء زوجتى ، ولابدّ لها من الالتحاق بالجنين فى هذه الايّام ؛ اذ انّ روح الجنين تحلّ فى بدنه بعد اربعة اشهر .((9))

واصـبـح هـذا المـوضـوع شـغـلى الشـاغـل لعـدّة ايـّام ، ولم اعثر على تفسير له عند من حدّثته به من علماء الروح ، ولكنّى احدس انّ هؤ لاء يحتملون ذلك ايضا .

وبـعـد مـرور اربـعـة اشـهـر عـلى تـلك الحـادثـة رايت تلك الاشياء النورانيّة ثانية فى منامى ، وقد تجمّعت فى شـرفـة مـنـزلنـا وهـى تصدر اصواتا عجيبة ، بيد انّ اشكالها هذه المرّة كاءنّها اناس نورانيّون صغار ، وكاءنّى افـهـم كـلامـهـم ((10))

. وكان يقول احدهم للا خر :
سيؤ وب " حامد " الى جمعنا وسيفرح بذلك . وكان لى صديق اسـمـه " حـامـد " رحـل الى الرفـيـق الاعـلى عـلى اثر حادثة دهس فى سيّارة ، وكنت قد قرّرت ان اسمّى ولدى بهذا الاسم ان كان المولود ابنا ؛ احياء لذكرى صديقى " حامد " .

فهزّت هذه العبارة كيانى وانتبهت من النوم مرعوبا ، فرايت زوجتى تئنّ فى نومها ، وفجاءة وقع نظرى على ذلك الشـى النورانى يخرج من فم زوجتى وهى نائمة ويذهب نحو الشرفة ! فانطلقت مسرعا اقفو اثره ولكنّى لم ارَ شـيـئا . وفـى هـذا الحـين استيقظت زوجتى من النوم وهى تحسّ باءلم الطلق على الرغم من بقاء شهر واحد على موعد ولادتـهـا ، فـهرعت بها الى مستشفى الولادة ، فولدت فى نفس الليلة - بعد عسر شديد - ابنا ميّتا . وايقنت بعد مـشـاهـدة هاتين الحادثتين بوجود عالم للارواح قبل عالمنا هذا ؛ اذ اضحيت لا اصدّق بتاتا - بعد ما رايت باءمّ عينى - اىّ تخريج وتاءويل يغاير ما ذكرته .



تابــــــــــــــــــــــــــــــــــع

خالد الاسدي 01-18-2011 04:14 PM

رد: الرّوح قبل هذا العالم .
 
واحـسـّت زوجـتـى يوما باءلم الوضع ، فنقلناها للتوّالى مستشفى الولادة ، وبقيت انا اترصّد خبرها خلف غرفة العـمـليـّات عـلى احـرّ مـن الجـمـر . وفـجـاءة خـرجـت امـّى مـن الغـرفـة فـرحـة مـسـرورة فـقـبـّلتـنـى وهـى تـقـول :
مـعـذرة يـا ولدى ! كـنـت اظـنّ بـك ظـنّ السـوء عـلى غـيـر هـدى ، انـّك لم تـكـن كـاذبـا ، فـقـد ولد نـفـس الطفل الّذى وصفته لنا ، ليهنئك هذا الامر .

ويـبـلغ طـفـلى الا ن عـشـرة اعـوام مـن عـمـره ، ومـهـمـا احـاول جـاهـدا تـذكـيـره بـتـلك الذكـريـات فـانّ جـهودى تبوء الفـشـل ((12))

، ولكـنـّه كـان يـحـيـط بالحوادث الّتى سردها لى فى ذلك الوقت عفويّا ، وكاءنّه متعلّم لاينسى مواضيع دروسه .



حكاية عجيبة



وصـلتـنـى رسـالة من رجل يبلغ من العمر اربعين عاما يسكن مدينة " لاهيجان " فى محافظة " جيلان " ، وقد ذكر لى فـيـهـا القـصـّة العـجـيـبـة التـاليـة الّتـى وقـعـت وقـائعـهـا قـبـل عـشـريـن عـامـا ، وهـى تـنـاسـب هـذا الفصل من الكتاب :
لى بـيـت يـقـع فـى ضـاحـيـة مـن ضـواحـى مـديـنـة " لاهـج "((13))

عـبـر طـريـق " سـيـاهـكل "((14))

، يشرف على مزرعة شاى . جلست يوما قرب المزرعة ، وكان الجوّ صيفا ، وانا اشخص ببصرى نحو باب المزرعة ، فاءبصرت شابّا وسيما يقف وراء الباب وهو ينظر الىّ . فقمت من مكانى واتّجهت صوبه ؛ لاسـاءله عـمّ يـريـد ، وعـن سـبـب دخوله المزرعة . فاءذهلنى مرآه ! اذ اخذ يتلاشى شيئا فشيئا كلّما اقترب منه حتّى اصبح كالذرّة ، ثمّ غاب تماما عندما اصبحت المسافة بينى وبينه عشرة امتار ! فارتبت فى هذا الامر ، وتخالجنى فـيـه شـك ، وحـدّثـت نفسى :
لعلّ هذا الشاب قد تمثّل لى ، وعدت من حيث اتيت . وحينما صوّبت نظرى نحو الباب ثـانـيـة رايـتـه - كـمـا فـى المـرّة الاولى - يـقـف وراء البـاب وهو ينظر الىّ ، وكاءنّه يريد ان يتفوّه بشى الاّ انّ الخـجـل يـتـمـلّكـه فيحجم عن الكلام . فنهضت من مكانى وصرخت باءعلى صوتى وانا خائف :
من انت ؟ وماذا تريد ؟ والى اين ذهبت قبل قليل ؟ وكيف غبت ؟ فاءجابنى بصوت رخيم :
اريد ان آنسك واسلّيك ؛ لانّك اغثت مظلوما وانقذته من ظالم ، فعلىّ ان اوقفك على بعض الحقائق ، وهى بمثابة مكافاءة لك .

فقلت له :
ما اسمك ؟ ومن اين اتيت ؟ اجابنى قائلا :
لازلت فى هيئة لاتخطر على بالك ، فلذا لايمكننى ان اسمّى نـفـسـى بـاسـم ، ولعـلىّ فـى المـسـتقبل القريب اصير ذاهيئة ويطلق علىّ اسم ، فيمكننى حينئذ ان اعرّفك بنفسى .

فقلت له :
اقترب منّى ؛ لكى نقعد معا ونتحدّث عن كثب ، وهذا لايمكن ونحن متباعدان .

قـال :
لا اسـتـطـيـع الاقـتـراب مـنـك اكـثـر مـن هـذا ، ولكـنـّنـى احـاول ان اوصل صوتى اليك كما تسمع صوت من يقعد جنبك ، وساءسمع صوتك حتّى ولو كان واطئا .

ولمـّا تـجـاذبنا اطراف الحديث احسست بصوته قريبا منّى ، على الرغم من انّ المسافة بينى وبينه تقدّر بثلاثين مـتـرا . وكـان يـظـهـر لى فـى نـفس المكان كلّ يوم قبل غروب الشمس بساعة تماما ، ويغيب عنّى عند غروب الشمس مـبـاشـرة ، واسـتـمـر الحـال عـلى هـذا المـنـوال مـدّة عـشـرة ايـّام مـتـواليـة . وكـنـت اذهـب بعض الايّام الى ذلك المكان قـبـل المـوعـد بـدقـائق فلااراه فيه ، وكان يظهر حين وصول اشعّة الشمس الى المكان الّذى يقف فيه ، ويتلاشى شـيـئا فـشـيـئا بـغـيـاب الشـمـس ثـمّ يضمحلّ . ونهضت من مكانى مرّة حينما ظهر ، واتّجهت نحوه بدافع حبّ الاطّلاع ، واقـتـربـت مـنـه عـلى بـعـد عـشـرة امـتـار ، فـمـا كـان مـنـه الاّ ان تـضـاءل ثـمّ غـاب ، وعـنـد مـا ظـهـر ثـانـيـة قـال :
دعـنـى اعـلّمـك مـا اعـلم . ومـمـّا يـثـيـر الانـتـبـاه هـو انـّى مـا كـنـت اشـعـر بـخـوف او وجـل طـيـلة هـذه المـدّة ابـدا ، عـلى الرغم من كونى وحيدا فى المزرعة ؛ اذ اصبح امره ماءلوفا بالنّسبة الىّ ، فلم يـخـطـر عـلى بـالي فـيـمـن هـو ؟ وما عمله ؟ ولم اعر له اهتماما ؛ بحيث انّى ما اخبرت احدا باءمره وما ساءلته فى اليوم الاخير لرحيله عن محلّه ، وما حزنت حين رحيله عنّى .

ومـن الجـديـر بـالذكر انّى ما كنت المّ باءىّ شى من علوم الاسلام واحكامه ، على الرغم من كونى شابّا ، وقد علّمنى خـلال عـشـرة ايـّام عـلومـا واحـكـامـا ضـروريـّة . ولم اره بعد تلك المدّة ، الاّ انّه طرق سمعى ليلة صوت على غرار صوته ايقظنى من نومى ، فاءسرعت الى المكان الّذى كان يقف عنده وكان الظلام مدلهمّا ، فلم ار سوى شى نظير شـرارة النـار لكنّها بيضاء فى نفس المكان الّذى كان يقف فيه ، وحينما اقتربت منه غاب . وفى العام الماضى - اىّ بـعـد تصرّم تسعة عشر عاما على تلك الحادثة - كنت قاعدا فى الموضع الّذى الفته ، وقد طرا على المزرعة بـعـض التـغيير ؛ حيث غرست اشجارا محلّ الشاى ، وكان باب المزرعة مفتوحا . وفى هذه اللحظة رايت ذلك الشابّ بـنـفـس هـيـئتـه المـعـهـودة يـنـقـر البـاب بـاءصـابـعـه ؛ طـالبـا الاذن مـنـّى لدخـول المزرعة ، فهتفت به :
تفضّل بالدخول ، ولم اقترب منه كما هى عادتى معه سابقا ، ولكن هو اقترب منّى هـذه المـرّة ، تـقدّم نحوى وهديته الى غرفتى ، فرحّبت به واكرمته . ثمّ التفتّ اليه قائلا :
انّ شكلك لم يتغيّر قـط مـنـذ تـسـعـة عـشـر عـامـا ، الاّ انّ سـلوكـك فـقـط قـد تـغـيـّر ، فـقـال :
لاافـقـه مـا تـقـول ، انّ عـمـرى لايـتـجـاوز ثـمـانـيـة عـشـر عـامـا ، كـمـا انـّى لم ازر مـديـنـة " لاهـج " مـن قـبـل ، وجـئت الى هـنـا بـرفقة ابى قبل بضعة ايّام ؛ كى نخلد الى الدعة ونتمتّع بنسيم البحر ، فليس ‍ الامر كما تقول .

وحـاولت عـبـثـا اقـنـاع نـفـسـى بـاءنّ مـا حـدث كـان مـنـّى زلّة ، ولكـنّ جـهـودى بـاءت بالفشل ؛ اذ انّ هيئته هى بعينها ونبرة صوته هى هى ، فرايت ان اختبره لاطمئن نفسى .

فبادرته بالسؤ ال :
لماذا اتيت الى مزرعتى اذا ، فردّ قائلا :
ان كنت قد ضايقتك فساءعود من حيث اتيت ، قلت :
ما كـنـت ارمـى الى ذلك ، الاّ انـّى ارجـو مـنـك ان تـجـيـب عـلى اسـئلتـى بـدون احـراج ؛ لانّ هـذا الامـر يـهـمـّنى كثيرا .

فـقـال :
لقـد فـادتـنـى قـدمـاى الى هـذا المكان ، فتعلّق قلبى به تعلّقا شديدا ، ولا اعلم ما الباعث على ذلك ، فاستاءذنتك لدخول المزرعة .

ثـمّ اردف حـديـثـه بـالقـول :
ومـمـّا يـثـيـر دهـشـتـى هـو انـّى اتـصـوّر شكل هذه المزرعة كان مغايرا لما هو عليه الا ن ، ولا اجد تحليلا لتصوّرى هذا . فقلت :
حسنا ، كيف كان شكلها مثلا ؟ قـال :
كـانـت المـزرعـة تـحـفـل بـجـنـبـة الشـاى ، امـّا الا ن فـقـد حـلّت الاشـجـار مـحـلّهـا ، اليـس مـن الافـضـل ان تـسـتـاءصـل الاشـجـار وتـغـرس الشـاى مـحـلّهـا ؟ فـقـلت :
كـان الامـر كـمـا تـقول قبل عشرين سنة ، الاّ انّ الاشجار كانت غراسا فنمت ، فالشجرة سادت والجنبة بادت ، وسوف اجتثّ الاشجار واغـرس الشـاى ثـانـيـة عـملا باقتراحك ، وسوف تعود المزرعة الى سابق عهدها ان شاءاللّه بشرط ان تضيفنى كلّما زرت " لاهج " . قال :
تسرّنى رؤ يتك والا قامة فى منزلك ، ولكن يجب ان استاءذن ابى فى هذا الامر .

ثـمّ قـلت له :
مـا اسـمـك ؟ قـال :
كـمـا تـرانـى الا ن بهذه الهيئة امامك ، ان ابى اطلق علىّ اسم " مهدى " . فتداركت جـوابـه بـسـؤ الى :
مـاذا تـعـنـى بـقـولك :
كـمـا تـرانـى الا ن بـهـذه الهـيـئة امـامـك ؟ قال :
لااعلم ، انّ ذلك جرى على لسانى .

وهـنـا تـبـادر الى ذهـنـى انـّى سـاءلتـه قـبـل عـشـريـن سـنـة عـن اسـمـه فـقـال حينها :
لازلت فى هيئة لاتخطر على بالك ، فلذا لايمكننى ان اسمّى نفسى باسم . وتذكّرت انّه بيّن لى احـكـامـا ومسائل دينية ، وكان العلماء حولها مختلفين . فساءلته عن بعضها ، فاءبدى جهله بها بحركة من كتفيه ، وعقّب بالقول :
انا لا ادرك ما تقول ؛ لانّى ما درست العلوم الدينية . فقلت له :
صارحنى بكلّ ما يخطر على بالك ؛ لانّ ذلك يـعـنـيـنـى عـناية فائقة . قال :
ان كان الموضوع بهذه الخطورة فالاولى برايى ان يكون الاستجواب مطابقا لما حدث لى سابقا بدون ادنى تفاوت واختلاف . فساءلته :
اىّ المواقع من المزرعة يثير اعجابك وتركن اليـه نـفـسـك ؟ قـال :
انّى آنس بتلك الزاوية ( واشار بيده الى باب المزرعة ) ولا ادرى ما السبب ؟ اذ حين قدومى الى هنا دفعنى دافع للوقوف فيه ! وهـنـا انـجـلى الريـب ، فـهـذا الشـابّ هـو نـفـسـه الّذى كـان يـتـردّد الىّ قـبـل عـشـريـن سـنـة ؛ فـلقـد دلّ عـلى المـوضـع الّذى اعـتـاد الوقـوف فـيـه خـلال الايـّام العـشـرة . فـقـلت له :
ايـمـكـنـنـى الالتـقـاء بـاءبـيـك ؟ قال :
نعم . ذهبنا معا الى بيت مضيّفه ، وهو احد اصدقائى .

سـاءلت ابـاه :
مـا عـمـر ولدك ؟ قـال :
سـبـع عـشرة سنة ، فقلت :
ارجو منك ان تذكر لى نبذة مختصرة عن حياته .

قال :
ولكن لماذا هذا الطلب ؟ فقلت :
لى قصد وراء ذلك ، وربّما ساءشرحه لك . فاستعرض لى لمحة من حياته مـنذ ولادته حتّى لحظة لقائى معه ، ولم تكن فى حياته مواقف تثير الاهتمام . وانّى عزفت عن اخباره بحقيقة الامر ؛ لانـى لا اسـتـطـيـع تـفـهـيـمـه بـذلك ، وكـلّ مـا ذكـرتـه له هـو رؤ يـتـى لابـنـه فـى الحـلم قبل عشرين عاما بصورة مختصرة ، وانّه لقّننى بعض العلوم ولازلت احفظها ، فهو بمثابة الاستاذ بالنسبة الىّ ، واحبّ ان تبقى هذه الصلة بيننا دوما .

وخـتـم رسـالتـه بـالقـول :
ارجـو مـنـك ان تـوافـيـنـى بـتـخـريـج وتحليل لهذه الحادثة العجيبة .

وانا بدورى كتبت له جوابا مفصّلا ، اليك ملخّصه :
انّ ارواح البـشـر - طـبـق مـا روى عـن ائمـّة المـسـلمـيـن الاوائل - كـانـت تـحـيـى قبل عالمنا هذا بسنين ، ولها علم جمّ وقدرة على التصرّف كيفما تشاء . وكانت تتالف و تتعاشر فى ذلك العالم ، ولهـا ابـدان صـغـيـرة نـظـيـر ابـدان هـذا العالم . ويستفاد من الروايات انّها تاءنس فى هذا العالم اكثر بالبقاع والاشخاص الّذين راتهم او عاشرتهم فى ذلك العالم حتّى وان لم تتذكّر مكان وزمان رؤ يتهم ، وقد تطرّقت الى هذا الموضوع بصورة مفصّلة فى كتاب " بين يدى الاستاذ " .


تابــــــــــــــــــــــــــــــع

خالد الاسدي 01-18-2011 04:16 PM

رد: الرّوح قبل هذا العالم .
 
يتحدّث مع بنت الجيران



انـقـل اليـك عـزيـزى القـارى ادنـاه حـكـاية كتبها احد العلماء فى كتاب " عالم ماوراء القبر " بنصّها ، وهى نظير الحكاية اعلاه .

كـتـب لى السيّد " م " وهو دكتوراه فى الهندسة رسالة ، هذا نصّها :
كنت انام مع سائر افراد اسرتى فى ليلة من ليـالى الصـيـف اللافـح عـلى سـطـح مـنـزلنا ، كما كان يفعل النّاس . وكان عمرى آنذاك خمس سنوات ، وكنت انام مـلاصـقـا لامـّى . وفجاءة ايقظتنى من نومى فتاة جميلة تناهز الخامسة من عمرها ايضا ، فجلست وتجاذبت معها اطراف الحـديـث فـى بـراءة الطـفولة ، دونما سابق عهد او معرفة بها ، الاّ انّه كنت اشعر فى قرارة نفسى انّى اعرفها .

واسـتـيـقـظـت امـّى من النوم وساءلتنى على الفور :
مع من تتحدّث ؟! قلت :
مع بنت الجيران . . . فاءجالت نظرها حـواليـهـا فـلم تـجـد شـيـئا ، ثـمّ قـالت :
افـى سـاعـة مـتـاءخـرّة مـن الليـل تـتـحـدّث مـع بـيـت الجـيران ؟! ولكن اين هى اذا ؟ انت تحلم يا عزيزى ، نم ولا تحدّث ضجيجا ، دع النّاس يتوسّدون الراحة .

وانـا الا ن قـد بـلغت الاربعين ، ولازالت الفتاة تاءتى لزيارتى اغلب الليالى ، وهى ايضا قد كبرت واصبحت جـمـيـلة وخـلاّبـة . وفـي ذات يـوم كـانـت السـاعـة الثـانـيـة بـعـد مـنـتـصـف الليـل تـقريبا ، فاءحسست بشخص يوقظنى من نومى ، وحينما فتحت عينىّ رايتها تشدّ ازرار قميصى ، ثمّ ودّعتنى عند طلوع الفجر وانصرفت . ولايتخالجنى شك فى انّ هذه الفتاة الاعجوبة تقف حائلا بينى وبين الفتيات الاخر ؛ اذ كلّما اقدم على خطبة فتاة انفر منها بدون سبب عند رؤ يتها .

ولا انـكـر انـّهـا قـد اعـانـتـنـى وقـدّمـت لى خـدمـات كـثـيـرة طـيـلة هـذه المـدّة ، فـاءنـا مـديـن لهـا فـى مـضـمـار اكمال الجامعة والدراسات العليا ، واملى الوحيد هو ان اراها متجسّدة فى جسم ، وتكون زوجة لى الى نهاية عمرى .

وقـد قـمـت بـرحـلات عـديدة الى اوربا ؛ لاقف على سرّ هذه الفتاة ، واكشف كنه علاقتها بى ، الاّ انّى قد اخفقت فى ذلك ؛ اذ لم اعـتـر عـلى جـواب مـقـنـع يـشـفـى غـليـلى ، ويـرضـى دخـيـلى .

وخـلال هـذه المـدّة المـديـدة هـدّت الفـتاة ركنى ، واطارت الرقاد عن عينى ؛ لانّى اعدّ من طبقة المثقّفين الّذين لايقرّون بالخرافات ، ولا زالت تزورنى الى الا ن كلّ اسبوع او اسبوعين .

ومـمـّا يـجـدر ذكـره هـو انـّهـا تـحـيـط بـجـمـيـع شـؤ ونـى ، وتـعـلم مـا يـدور فـى خـلدى وانـا انـقـادلهـا مـرغـمـا ، واعمل بكلّ ما تشير علىّ طائعا ؛ لانّ تبعات ذلك لصالحى .

يا ليتنى اظفر بها فاءبلغ منيتى .

ارجو منك ان تحلّ هذا اللغز ، وانت لعمرى حلاّل للعقد ، كاف للمهمّات .



واقعة عجيبة



جاء فى كتاب " الروح " فى الصفحة ( 110 ) منه تحت عنوان " واقعة عجيبة " ما ياءتى :
ذكـر " ولزلى تـودوزپـول " وهـو ضـابـط بـريـطـانـى بـرتـبـة رائد هـذه القـصـّة خلال رحلة له الى مصر .

حـيـنـمـا زرت مـعـبـد " الكـرنـك " المـشـهـور لرؤ ية الا ثار المصرية القديمة ، والتفرّج على المسلّة الفرعونية المـقـدّسـة لدى الكـهـنـة قـديـمـا ، شـعـرت بـغـتـة كـاءنّ يـتـّارا كهربائيا يسرى الى جسمى ، ثمّ اصبت بالدهشة والذهـول ، وسـيـطـرت عـلى كـيـانـى حـالة غـريـبـة ، وكـانـت الافـكـار تـعـصـف بـذهـنـى ، وفـى هـذا الحـال كـنـت اكـابـد وطـاءة الطـاقـة الكـهـربـائيـة ، واسـتـغـرقـت هـذه الحـالة مـدّة عـلى هـذا المـنـوال ، حـتـّى احسست باءنّى قد تحرّرت من البعد الزمنى ، ورحلت الى العصور المتمادية فى القدم ، وكاءنّ الزمـان كـان قـبـل آلاف مـن السـنـيـن ، فـوقـفـت امـام المـسـلّة فـى نـفـس هذا المعبد ، وكان جمع من كبار الكهنة يطوف حول المسلّة وهم يتفوّهون بالدعاء والتبجيل .

واسـتـرسـل الكـاتـب فـى سـرد بـقـيـّة القـصـّة بـهـذه الكـيـفـيـة تـفـصـيـلا ، وخـتـم حـديـثـه بالقول :
القى فى روعى انّى شاهدت هذا المعبد منذ آلاف السنين .



حكاية قسّ إ نجليزى



جاء فى الصفحة ( 110 ) من كتاب ( الروح ) ايضا مايلى :
انـقـل لك عـزيـزى القـارى ء حـادثـة وقـعـت لقـسّ إ نـجـليـزى راى ( رومـا ) قبل قرون فى اليقظة .

غادرت إ نجلترا لاوّل فى حياتى ، متوجّها صوب ( روما ) عاصمة إ يطاليا ؛ لمشاهدة آثارها القديمة ، وحينما كنت اجـيـل ببصرى حول تلك الا ثار المندرسة ، والخرائب المنطمسة تبادر الى خلدى فجاءة شعور باءنّى شاهدت هذه العـمـارات مـن قـبـل والفـتـهـا ، وكـاءنـّى قـد عـشـت سـنـيـن طـوال فـى ظـلّهـا . ولم يـقـتـصـر الامـر عـلى هـذا الحـدّبل وصفت لصاحبى الذى يرافقنى صفات مغارات الرومان القديمة ومقابرهم وصفاء دقيقات ، ففغر هذا فاه تـعـجـّبـا مـن وصـفـى الدقـيـق . وزرت انـا وصـديـقـى آثـار ( ديـلى تـورهـيـد ) فـى إ يـطـاليـا اوّل مـرّة ايـضـا ، وكـان المـكـان جـالبـا للنـظـر ، وقـد اعجب به صديقى إ عجابا منقطع النظير . وقد شرح لى الحوادث التى جرت على مسرحها خلال تاريخها الحافل بالاحداث ، وكنّا قرب احد الشوارع الرومانية القديمة .

ودون سـابـق إ نـذار ايـّدت كـلامـه بـقـولى كـمـا لو كـنـت مـطـّلعـا بـكـلّ شـيـى ء :
اجـل ! مـا تـقـوله صـحـيـح ، وشـرعـت بـوصـف الشـارع بـدقـّة . واسـتـطـعـنـا العـثـور عـلى الشـارع بـسـرعـة مـن خـلال الوصـف الدقيق الذى وصفته . وحينما وصلنا إ ليه تبادر الى ذهنى فجاءة وبدون اختيار انّى مشيت عليه منذ قرون سابقة . وممّا يثير الانتباه هو انّى حينما كنت ابين تفاصيل ذلك المكان كنت اتريّث فى كلامى بين الحين والا خـر ، وكـاءنّنى تلميذ يجترّ من ذهنه ما تعلّمه ، فكنت افرغ مجهودى لكى استحضر ما نسيته ! وبعد ايّام من إ قامتنا زارنا احد القساوسة الايطاليين ، وقال لنا :
إ ن كـنـتـمـا تـرغـبان فى مشاهدة الا ثار الرومانية فهناك قلعة قديمة على بعد ثلاثة فراسخ ، ولازالت تحتفظ بمعالمها ، وانا على استعداد لمرافقتكما الى ذلك المكان . ثمّ اردف كلامه بقوله :
إ نّى احتفظ بذكرى لاتنسى فى هذه القلعة حينما كانت آهلة بالسكّان ، واحسب انّى عشت سنين فيها .

إ نّ مـا قـاله القـسّ قـد اسـتـرعـى انـتـبـاهـى وفـغـرفـاهـى ، فـشـددنـا الرحـال الى القـلعـة بـمـعـيـّة القـسّ . ولمـّا وصـلنـا الى ركـن مـن اركـانـهـا بـادر بـالقـول :
كـان هـنا برج فى الزمان الغابر واصبح - كما ترون - ركاما فى الزمان الحاضر . وإ نّى لاتذكّر جيّدا انّه كان للبرج كوّة ، وفوق البرج مرصد للرماة الرومان ، يصعدون إ ليه بواسطة سلّة مصنوعة من الجلد . واضاف القسّ قائلا :
إ نّ جميع هذه المشاهد تتجسّد الا ن امام ناظرى بصورة جليّة وحيّة ، وكاءنّى رايتها امس .

وبـيـنـمـا كـنـت مـنـكـفـئا الى مـشـاهـده آثـار البـرج مـع صـديـقـى عـثـرت عـلى قـمـّة البـرج حول الكوّة ومحلّ السلّة الجلدية منه ، وبذلك اتّضح لى صدق كلام القسّ .


تابــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

خالد الاسدي 01-18-2011 04:19 PM

رد: الرّوح قبل هذا العالم .
 
حاجّ يحيط بجبال مكّة وطرقها



سـافـرت عـام ( 1352 ه‍ ) الى الديار المقدّسة ؛ لاداء فريضة الحجّ بصحبة احد العلماء الاعلام ، هو المرحوم آية اللّه الحـاج الشـيـخ مـوسـى الزنـجـانـى ( قده ) . انطلقنا من المدينة المنوّرة نحو مكّة المكرّمة ، وكان دليلنا فى رحـلتـنـا هـو الشـيـخ نـفـسـه ، عـلى الرغـم مـن كـونـه يـزور الديـار المـقـدّسـة لاوّل مـرّة ! فـكـان هـذا العـالم الجـليـل يـهـتـدى الى جـمـيـع الطـرق ، ويـعـرف اسـمـاء جـبـال مـكّة التى يجهلها اغلب اهلها ، ويحيط باءحيائها اكثر من سكّانها . طلب منّى يوما مرافقته فى الطواف ؛ لانّ الا زدحام كان على اشدّه ، فلبيّت طلبه ، ويممنا صوب المسجد الحرام .

وإ ذا بـصـاحـبـى يلمّ بجميع الطرق المؤ دّية إ ليه ، ويعرف الامكنة فى داخله اكثر منّى انا الذى زرت هذه الديار مرّات عديدة ! فـالتـفت إ لىّ يقول :
لا اعلم كيف احطت بهذه الاماكن ؟! ثمّ اردف قائلا :
لعلىّ قضّيت فترة طويلة فى هذه البقاع خـلال " عـالم الذرّ " ، ولكـن لا اعـلم فى اىّ زمان عشت هنا . وقال لى يوما بلغته التركية :
وقعت لى حادثة سوف اقـصـّهـا عـليـك يـومـا ، فـاسـتـشـفـفـت مـن خـلالهـا انّ روحـى كـانـت تـحـوم حـول هـذه المدينة بالبدن الذرّى فى عصر النبىّ الكريم ( صلى اللّه عليه و آله ) عندما كان فى مكّة ، فتعلّمت هذه الاسماء من ذلك الوقت .



صديق قديم



كتب السيّد " صالح جودت " رئيس تحرير مجلّة " الهلال " المصرية المقالة التالية فى مجلّته :
يـجـتـمـع كـثـيـر مـن عـلماء مصر العظام وكتّابها وشعراؤ ها وفنّانوها المشهورون كلّ يوم جمعة فى جناح من فندق " سميراميس " فى القاهرة ، ويطلق على هذا الجناح اسم " رواق الحكيم " .

يـدور الحـديـث فـى هـذا الاجـتـمـاع حـول المـواضـيـع العـلمـيـة والادبـيـة ، وحول عالم الارواح وعجائبه احيانا . ويتناول كثير من الحاضرين مواضيع تتحدّث عن الامور الخارقة للعادة ، كلمس يد لمريض يرقد فى فراش المرض فيبرا من مرضه ويشفى ، وقيام بعضهم بإ حضار اشياء مادّية من مكان بعيد ، وإ طـالة اليـد وتـطـويـحـهـا فـى الفـضـاء ، وغـيـرهـا مـن الامـور التـى لايـمـكـن إ يـجـاد تحليل وتفسير لها .

وقـد شـاركـت شـخـصـيـا فـى هـذا الاجتماع ، وحكيت لهم حكاية وقعت حوادثها عام ( 1959 م ) فى الولايات المتّحدة الامريكية ، وملخّصها مايلى :
ذهـبـت فـى اليـوم الاوّل من وصولى الى امريكا الى مصرف الامم المتّحدة مع رفيقى السودانى " محجوب صالح " لتـصـريـف الصـك ( exchange ) ، فـانـتـظـرنـا امـام شـعـبـة التـصـريـف فـى صـفـّ طـويـل ريـثـمـا يـاءتـى دورنـا . وكـان مـديـر المـصـرف يـقـعـد وحـده خـلف مـنـضـدة فـى مكان بعيد من القاعة وهو يـجـيـل نـظره بالمراجعين ، فالتقت نظراتنا صدفة ، فنهض من مكانه واشار إ لىّ عن بعد ، واتّجه نحوى بوجه مـكـفـهـّر يـمـشـى مـشى من نوّم تنويما مغنطيسيّا . وحينما وصل إ لىّ عانقنى بشوق وصافحنى بحرارة ، واخذ بيدى وقادنى الى غرفته واجلسنى على كرسىّ .

ثمّ ساءلنى :
الم تعرفنى ؟


تابــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

خالد الاسدي 01-18-2011 04:21 PM

رد: الرّوح قبل هذا العالم .
 
قلت :
يبدو انّك مدير هذا المصرف .

قال :
اجل ، انا السيد " كول " ، وانت صديقى الحميم . . . انا اعرفك منذ مئات السنين .

لقـد رابـنـى هـذا الرجـل ، وظـنـنـتـه اوّل وهـلة مـعـتـوهـا ، وسـاءلت نـفـسـى :
كـيـف تـعـهـد الامـم المـتـّحـدة الى رجل مجنون فى تسنّم هذا المركز الخطير ؟ وبـيـنـمـا كـنـت مـنـهـمـكـا فـى لجـّة مـن التـفـكـيـر ، وانـا اوجـس فـيـمـا رايـت مـنـه خـيـفـة واصـل حـديـثـه قـائلا :
اجـل ، نـحـن عـشـنـا مـعـا ، وكـانـت تـجـرى بـيـنـنـا احـاديـث شـتـّى ، ولطـالمـا سـهـرنـا الليل نخوض فى حديث فاءدركنا الفجر .

ثمّ استدرك كلامه بقوله :
الست شاعرا ؟ قلت :
بلى .

وعقّب ثانية :
الست مصريا من القاهرة ؟ قلت :
بلى .

وطـفـق يـسـرد ذكـريـات عـجـيبة ، ويتحدّث عن حياتى الخاصّة على الرغم من كونى لم اره فى مصر ولم ازر امريكا قبل هذا اليوم قط .

ثمّ اخذ الصك منّى وصرّفه بنفسه . فقلت :
معى ايضا صديق سودانىّ .

فذهب الى صديقى ودعاه الى غرفته وصرّف صكّه ايضا .

واخـبـرنـى عـنـد انـصـرافـى بـاءنـّه سـيـتـاءهـّب للقـائى ثـانـيـة ؛ لمـواصـلة احـاديـثـنـا المـاضـيـة حول الادب والشعر والفنّ .

ولا اخـفـى انّى قد ارتعت من الرجل وما بدر منه ، فانطلقت من المصرف مسرعا لا الوى على شيى ء ، وما عدت إ ليه قط ، وصرّفت صكّى ثانية بواسطة صديق آخر .

وإ نّى الى الا ن ما وجدت تفسيرا وتحليلا لهذا الموضوع ، سيّما انّ علماء الروح يذكرون له نظائر كثيرة .

اقول :
إ نّ الرواية اعلاه تعدّ من المسلّمات التى لايعتريها الشك ؛ إ ذ بادر فريق من علماء المسلمين الذين يعتقدون بـوجـود الروح قـبـل هـذا العـالم الى تـفـسـيـر هـذه الظـواهـر ونظائرها وحلّلوها طبق آرائهم ، وهم يرون انّ الارواح قـبـل هـذا العـالم تـسـتـطـيـع ان تـتـقمّص اشكالا مختلفة ، فتكون صغيرة وكبيرة ، وتظهر باءىّ نحو وهيئة كانت ، وتاءنس بالامكنة التى ترعرعت فيها خلال عالم الارواح .

وقـد بيّنت فى كتاب " بين يدى الاستاذ "((15))

موضوع " عالم الذّر " و" عالم الارواح " بصورة مسهبة ، وذكرت انـّه ليـس ‍ هـنـاك ادنـى مـجـال للشك لدى المسلمين حول عالمى الارواح والذّر . إ لاّ انّ فريقا من الفلاسفة والعلماء المسلمين وغيرهم لايرون وجودا للروح قبل هذا العالم ، ولم يعيروا لهذه الظواهر اهمّية ، وطووا كشوحهم عن الا يات والروايـات ، وخـرّجـوا رايـهـم بـالقـول :
لم يـكـن للروح وجـود قـبـل البـدن الترابىّ ، وانّ المراد بعالم الذّر وعالم الميثاق هو عالم البدء وميثاق الفطرة وتكوين الخلقة ؛ إ ذ حـيـنـمـا اخـرج اللّه بـنـى آدم مـن اصـلاب آبـائهـم الى ارحـام امـّهـاتـهـم - وهـم بشكل ذرّات - اراهم صنعه ومكّنهم من معرفة دلائله ، ثمّ دلّهم بخلقه على توحيده .((16))

وإ نـّى احـسـب هـؤ لاء لايـفـرّقـون بـيـن الحـكـمـة والفـلسـفـة ، فـاعـتـاص عـليـهـم الامـر واعـضـل .((17))

وليـت شـعـرى عـن هـؤ لاء العـلمـاء مـا يـصـنـعـون بـهـذه الحوادث والحكايات ؟ وكيف يقاومون مئات الروايـات التـى وردت فـى شـتـّى الابـواب ، مـثـل " عـالم الارواح " و" عـالم الذّر " وحـول " الطـيـنـة " و" تـعـارف النـاس مـع بـعـضـهـم البـعـض " وروايـات " العـالم الاوّل " الذى يـجـعـل فـى عـداد الدنـيـا والا خـرة ، و" عـالم الاظـلّة " و" عـالم الاشـبـاح " ، والروايـات التـى تقول :
إ نّ الانسان قد اكتسب الفطرة والعلم الوجدانى فى ذلك العالم . فهذه الروايات صرّحت بصورة لاتدعو مجالا للشك باسم عالم يسبق هذا العالم .

وانـا لا اريـد ان اردّ عـلى هـؤ لاء او اعقّب على كلامهم ، بيد انّى انحى عليهم باللائمة ؛ لما فرّطوا فى حقّ النبىّ الصـادق الامـيـن الذى يـوحـى إ ليـه مـن قبل ربّ العالمين ؛ حيث صرّح باسم عالم يسبق عالمنا هذا ، وبيّن صفاته ووضـّح حـالاتـه . فـليـس حرىّ بالمرء - كما قال بعض العلماء - ان يقلب ظهر المجنّ لمئات الاحاديث المتواتره ؛ لكونه يجافى " عالم الارواح " و" عالم الذّر " .



راى القائلين بالتناسخ

تابـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

خالد الاسدي 01-18-2011 04:22 PM

رد: الرّوح قبل هذا العالم .
 
يـرى هـؤ لاء - كـمـا ذكـرنـا آنـفـا - انّ روح الانـسـان يـجـب ان تـصـل الى الكـمـال فـى إ طـار البـدن ، فـإ ذا حـلّت فـى جـسـم ولم تـصـل الى الكـمال المطلوب بعد مكوثها فيه مدّة فينبغى لها ان تعود الى الدنيا مرّة اخرى ، وتحلّ فى جسم آخر وتحيا حياة اخرى ؛ لكى تكتسب الكمال . فإ ذا رجح كمالها تماما وانعتقت من القيود تعرج - آنذاك - الى الفضاء الرحب . وقد اورد صـاحـب كـتـاب " الروح " - الذى يـعـدّ اشـدّ المـتـحـمـّسـيـن لهـذه النـظـريـة - عـدّة حـكـايـات حول هذا الموضوع .



حياة متكرّرة



يـطـلق عـلى مـن يـنـوَّم مـغـنـطـيـسـيـّا اسـم وسـيـط ( sujet ) . وقـد نـوّم العـقـيـد " روكـا " طـيـلة اشـتـغـاله فـى هـذا الحـقـل اشـخـاصـا ، اى وسـطـاء ذوى اسـتـعـداد وحـسّ مـرهف يعتمد عليهم ؛ لكى يصبحوا حينما ينوّمهم مغنطيسيّا رهن إ شـارتـه ، ويـكونوا فى هذه الحالة منقادين إ ليه . ومن الذين اجرى عليهم هذه العملية فتاة تبلغ من العمر ثمانية عـشـر عـامـا تـدعـى " جـوزفـيـن " ، وتـعـدّ افـضـل الوسـطـاء والانـمـوذج الامثل لتجارب الكونيل " روكا " .

وذات يـوم نـوّم " روكـا " الا نـسـة " جـوزفـيـن " وطـلب مـنـهـا التـحـدّث عـن ذكـريـات اوائل طـفـولتـهـا ، فـظـهـرت ردود فـعـل هـذا الامر على حالات " جوزفين " وروحيتها ؛ إ ذ شرعت فى سرد القصص الجـمـيلة التى قصّتها عليها امّها ايّام الطفولة حول الشياطين والملائكة . وكان " روكا " حاذقا فى هذا المضمار ، فقد حنّكته التجارب من خلال تنويمه لوسطائه وإ رجاعهم الى ماضيهم وايّام حداثتهم ، ممّا حفّزه على الطلب منهم التكلّم عن حياتهم منذ نعومة اظفارهم .

والامـر المـثـيـر هنا هو انّ كلاًّ من هؤ لاء واجه الحوادث الماضية فى التنويم المغنطيسى بنفس الحالة التى واجهها حـيـن مـرّت عـليه فى اليقظة خلال تاريخ حياته . فاءحد الوسطاء - وكان امراة - حينما عادت الى ايّام حملها ظهر عـليـهـا اثـر الحـمـل كـمـا يظهر على امراة ما خض ، فبدات تئنّ وتستغيث . وآخر عاد الى فترة كانت الاسقام المضنية تـعـصـف فـيـه ، فـبـانـت عـليـه نـهـكـة المـرض مـن تـوجـّع وشـحـوب . وعـاد ثـالث بـإ يـعـاز مـن الكـلونـيـل الى الايّام الاولى لتعلّمه القراءة والكتابة ، فمسك بدون وعى قلما وطفق يكتب ، والعجيب انه كتب خطّا يـشـبـه خـطـّه اثـنـاء الطـفـولة . وتـوغـّل " روكـا " فـى المـوضـوع اكـثـر ؛ إ ذ اوعـز يـومـا الى وسـيـطـه المـفـضـّل " جـوزفين " ان تعود الى اقدم ذكريات طفولتها ، وامعن فى تنويمها ، فانعكس ‍ اثره عليها ، فعادت الى ايّام طفولتها الاولى ، وغارت فى ذكرياتها اكثر فاءكثر حتّى عادت الى ايّام رضاعتها .

وفـجـاءة واجهت " روكا " ظاهرة عجيبة ، فعندما اوعز الى " جوزفين " بالعودة الى فترة ولادتها تاه وسط سكوت مـطـبـق فـى مـفـازة تـكـتـنـفـهـا الاسـرار ، ولم يـهـتـدِ الى اثـر اورسـم ، وبـقـى عـلى هـذا الحـال بـضـع دقـائق . ارتـبك " روكا " فى هذه الظاهرة ، واعتراه شعور غير طبيعى للفور باءنّ " جوزفين " قد طرقت عالما بعيدا فى القدم ، ويبدو انّها ولجت فى العالم الذى يسبق ولادتها .

مـرّت الحـادثـة بـسـرعـة خـاطـفـة اثـارت دهـشـة " روكـا " وحيرته ، وقد اعدّ إ بّان ذلك تقريرا جاء فيه :
اكتشفت خـلال هـذه التـجـربـة اثـرا جـديـدا مـن آثـار عـلم النـفـس ، لا اهـتـدى الى وصـفـه وتـحـليـل ظـاهـرتـه ، وآمـل فـى المـسـتـقـبـل القـريـب ان اشـخـّص ‍ مـاهـيـتـه وابـيـّن اعـراضـه مـن خلال مواصلة التجارب .

وهو كما يقول " روكا " ؛ إ ذ استطاع - لاوّل مرّة - ان يرجع إ نسانا الى مؤ تنف حياته ، ليجتاز من ميلاده الى ماوراء ذلك ؛ حـيـث ثـمـّة عـالم يـغـشـيـه الظـلام وتـكـتـنـفـه الاسـرار ، وإ نّ " جـوزفـيـن " قـد ولجـت هـذا العـالم المذهل .

وضـاعف " روكا " بدون وعى اثر القوّة المغنطيسية الى اقصى حدّ ، فخلدت " جوزفين " الى سبات عميق . وبينما كـانـت عـلى هـذه الحـال حـدث فـجـاءة حـادث عـجـيـب لم يـكـن بـالحـسـبـان ، فـقـد طـرق سـمـع الكـلونـيـل صـوت لانـسـان آخـر انـبـعـث مـن حـنـجـرة " جـوزفـيـن " ، وكـان الصـوت صـاخـبـا اجـشّ ، لرجل طاعن فى السنّ ، يبدو على نبرات صوته التذمّر والامتعاض ‍ .

وبـدا على " روكا " الاعياء والنصب ، ولكن حبّ الاطلاع كان ينعشه ويدفعه الى مواصلة البحث والتحقيق . فخاطب الرجل المسنّ بقوله :
من انت ؟ وما شاءنك ؟ ومـن البـديـهـىّ انّ صـوت الرجـل العـجـوز قـد انـطلق من عالم الاموات ، اى من ذلك العالم الا خر ، وإ ذا استطاع ان يـتـجاذب معه اطراف الحديث فسيحصل على اسرار كثيرة ، إ لاّ انّ المخاطب الذى ينبعث صوته من حنجرة " جوزفين " لم يـجـب اوّل الامـر عـن سـؤ اله ولزم جـانـب الصـمـت . وبـعـد ان كـرّر السـؤ ال اجاب بصوت ينتابه اللغط :
لبـّيـك ، هـا انـاذا بـيـن يـديك ، ولكنّى لا ارى شيئا ، فاءنا ملقى فى مكان مظلم . وهنا ضاعف " روكا " التاءثير المغنطيسى بكلّ ما اوتى من قوّة ، فاءضاف الرجل العجوز بصوت رخيم بعد ان لانت عريكته :
سل عمّا بدالك .

فبادر " روكا " للتوّالى سؤ اله عن شخصيته وحاله ، وانبرى الشيخ لاسئلة " روكا " مجيبا بصوت كنئيم الفهد :
اسـمـى " جـان كلود " ، ولدت فى " شانوان " ، دخلت المدرسة وواصلت الدراسة فيها حتّى السنّ الثامنة عشرة ، ثمّ ادّيت الخدمة العسكرية ، فانتسبت الى سريّة المدفعية الثانية .

وهـنـا تـذكـّر الرجـل العـجوز زملاءه اثناء خدمة العلم ، واصبح - وهو يستعرض ذكرياته - جذلان مسرورا . وكان " روكـا " يـقـف امـام " جـوزفـيـن " وهـى نـائمـة ، فـشـاهـدهـا تـمـدّيـدهـا الى طـرف فـمـهـا بـدون وعـى ، كـاءنـّهـا رجل ذو شارب غليظ منكبّ على فتله .

ومن الواضح انّ هذا الرجل المسنّ الساخط الذى ينبعث صوته من فم الفتاة ، والذى يسرد ذكريات شبابه هو روح " جـوزفـيـن " نـفـسـهـا ؛ إ ذ عـاشـت قـبـلهـا ردحـا مـن الزمـن بـشـكـل آخـر وفـى إ طـار آخـر بـصـورة رجـل ، وحـضـرت روحـه مـن عـالم الامـوات ، وتـمـثـّلت امـام " روكـا " تـحـكـى له قـصـّة حـيـاتـهـا .


تابـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

خالد الاسدي 01-18-2011 04:27 PM

رد: الرّوح قبل هذا العالم .
 
وقـال الرجـل العـجـوز خـلال اسـتـعـراض الحـوادث التـى صـادفـتـه ايـّام حـيـاتـه :
عـدت الى مـديـنـتـى بـعـد إ كـمـال الخـدمـة العسكرية . ثمّ اسهب فى سرد قصّة حياته وتفيهق ، وذكر انّه قضى حياته اعزب ، فاتّخذ عشيقة قـضـّى مـعـهـا ايـّامـا مـمـتـعـة . واخـيـرا ذكـر انـّه رحـل عـن هـذه الدار الفـانية بعد ان ناهز السبعين إ ثر مرض ‍ مزمن عضال ، واصبح فى عداد الاموات .

نـحـن امـام مـشهد مثير ومدهش ، فلاوّل مرّة نواجه روح إ نسان حىّ تعود الى ماضيها بواسطة التنويم المغنطيسى ، وتـتـقـهـقـر الى الوراء وتـجـتـاز حـدود الولادة ، وتـدخـل مـن خـلال بـوّابـة دنـيـا يـلفـّهـا الظـلام الدامـس قبل الولادة . وتمثّلت لنا هذه المرّة رجلا مسنّا ، يظهر من عالم الاموات بعد ان عاش سبعين سنة فى الدنيا ، ويشرع بالتكلّم معنا من وراء ذلك العالم .

إ نّ مـا يـقـوله هـو كـلام رجـل مـيـّت ، يـطـرق اسـمـاعـنـا مـن وراء رمـسـه . ونستطيع الا حاطة بهذه الاسرار بإ حضار الرجل العجوز ثانية بواسطة جسم " جوزفين " بإ معان من " روكا " ورغبة منه .

تابع الرجل العجوز حديثه قائلا :
حـيـنما فاضت نفسى احسست بغتة باءنّى انفصلت عن جسمى ، وبقيت مدّة محلّقا فى الفضاء ، وانا انظر الى جسدى ثاويا فى زاوية بلاروح ، وكانت روحى مبعثرة ، فاتّخذت وضعا معيّنا تدريجيّا ، فى وسط تعتوره ظلمة مدلهمّة لازلت اكابدها الى الا ن .

ولا احـسّ فـى هـذه الحال باءىّ الم ومعاناة بعد ، ولا ارى الى متى ابقى هكذا . وقد شاهدت عدّت مرّات بصيص نور يـضـيـى ء حـوالى ، وظـنـنـت فـى كـلّ مـرّة انـّى حـيـيـت ثانية ، ولكن سرعان ما يخيب ظنّى . وهذا لا يعنى انّى ميّت ، بل حىّ بشكل آخر ، متقمّصا صورة طفل اطلق علىّ فيما بعد اسم " جوزفين " .

وفـى المـحـيط الذى حللت فيه اصبح شبح امّ " جوزفين " اكثر قربا منّى شيئا فشيئا ، واحتويته رغم إ رادتى ، ثـمّ حـان مـخـاض الامّ فـولدت " جـوزفـين " اخيرا . وحللت ساعتئذ فى جسم وليد ، فكنت استطيع رؤ ية الحوادث التـى تـجـرى فـى عـالم الارواح مـن خـلال دخـان رقـيـق ، وفـى السـنـة السـابـعـة مـن عـمـرهـا اسدل ستر بينى وبين تلك الحوادث حتّى نسيتها كلّها تماما .

وهـنـا عـنـّت للعـقيد " روكا " فكرة جديدة ، وهى مواصلة التجربة ، اى إ رجاع روح الشيخ الى حياته الماضية ، والوصـول بـه الى الايـّام الاولى مـن ولادتـه ، ومـن ثـمّ إ رجـاعـه القـهـقـرى ؛ لكـى يـجـتـاز مـيـلاده ويـصـل الى مـاوراء ذلك ، يـعـنـى يـفـعـل مـعـه كـمـا فـعـل مـع " جـوزفـيـن " ، فـيـرجـعـه الى مـرحـلة مـا قـبـل الولادة ، واخـيـرا يـجـعـل الشـيـخ هـو المـخـاطـب كـمـا فـعـل بـه اوّل الامـر ؛ ليـرى هـل كـان يـحـيـا حـيـاة اخـرى ايـضـا بـصـورة شـخـص آخـر قبل ولادته ؟ إ نـكـفـاء " روكـا " الى العـمـل ، وانـهمك فى تنويم الرجل المسنّ بنفس الطريقة وبطاقة مغنطيسية مضاعفة . إ نّ هذا لشـيـى ء عـجـاب حقّا ؛ إ ذ كيف يتاءتّى لا نسان حىّ اختبار قوّته فى مختبر بواسطة جثّة متفسّخة لا نسان ميّت . عاد الشـيـخ بـتـلقـيـن مـن " روكـا " الى ايّامه الاولى ، فوصل الى شرخ شبابه وايّام صباه وولادته . وبعد ثلاثة ارباع الساعة اجتاز بوّابة حياته بجهود " روكا " وسعيه ، فتجاوز جيلا من الناس .

وهـنـا مـرّت الروح ثـانـيـة بـعـالم يـسـوده ليـل قـاتـم ، ويـهـيـمـن عـليـه سـرّكـاتـم ، وهـو عـالم مـا قـبـل المـيـلاد ، ومـرّت عـلى " روكـا " لحـظـات حـرجـة ومـضـنـيـة ، فـهـو كـسـالك فـلاة يجهل ما سيصادفه . وفجاءة ! سمع صراخا منكرا ، وكان هذه المرّة صوت امراة عجوز تئنّ من وجع ، فبادر " روكا " الى السؤ ال فورا :
من انت ؟ افصحى عن هويّتك ! فانبعث صوت مزعج من حنجرة " جوزفين " ايضا :
الظلام حالك هنا ، إ نّ الاشباح والارواح المخيفة تحوطنى ! إ لاّ انّ هـذه العـجـوزة لم تـلجـاء فـى حـديـثـهـا الى الا سـهـاب والتطويل كما فعل الرجل العجوز ، وافرغ " روكا " ما فى وسعه لا فراخ روعها ؛ ليصغى الى قصّة حياتها .

واذكـّرك - عـزيزى القارى ء - ثانية باءمر خطير ، وهو انّ روح هذه الفتاة ذات الثامنة عشرة سنة قد اجتازت جيلا فى التنويم المغنطيسى ، فتكلّمت بلسان رجل عجوز تارة ، ثمّ رجعت الى الوراء اكثر فاجتازت جيلا آخر ، فتكلّمت بلسان امراة عجوز تارة اخرى . فالمنوّم يتكلّم مع روح ميّت متوفّى منذ سنين ، كما انّ هؤ لاء الاموات اتّخذوا اشكالا مختلفة من خلال روح واحدة طيلة هذه السنوات ، وهى فى الحقيقة روح " جوزفين " ، ظهرت فى الدنيا بثلاث صور . وتـبـرهـن لنـا هـذه الظـاهـرة - إ ن ركـنـا الى هـذه التـجـربـة كـليـّة - عـلى انّ الا نـسـان مـذعـن لتـبـديـل جـسـده بـاخـر فـى هـذا العالم على الدوام ؛ لتطهير سريرته ، وللتكفير عن جريرته ، فالقائلون بالتناسخ - كما ذكرنا - يصدّقون هذه الظواهر ويؤ منون بها .

اجـل ، إ نّ روح " جـوزفـيـن " كـانـت قـد حـلّت فـى بـدن المـراة العـجـوز قبل ان تحلّ فى بدن الرجل العجوز .

وتابع " روكا " حديثه حول هذه المراة بالقول :
كـان علىّ ان انوّم " جوزفين " تنويما عميقا ؛ لكى اواصل التجربة ، ومن ثمّ اذكّرها بملامح هذه المراة العجوز . إ نـهـا تـدعـى " فـيـلومـن كارترون " كما كشفت عن هويتها ، إ نّها تتكلّم بلهجة جافية . وحينما استرسلت فى حديثها قـالت :
ولدت عـام ( 1702 م ) ، وكـنـت ادعـى قـبـل زواجـى بـاسـم " فـيـلومـن شـاربـيـنـى " . ومـا كـنـت اتـمـتـّع بجمال يجذب انظار اترابى من الشباب ، فتزوّجنى رجل من مواطنى الاتّحاد السوفيتى يدعى " كارترون " عام ( 1732 م ) ، وانـجـبـت طـفـليـن كـلاهـمـا مـاتـا . وكـانـت روح هـذه المـراة - والقـول للكـلونـيـل - تـتـقـمـّص قـبـل جـيـل مـن حـيـاتـهـا هـذه شـكل طفلة صغيرة ماتت ايّام طفولتها . وكانت متقمّصة قبل جيل من ذلك الجيل ايضا جسم رجل قاتل ، وما هذا العذاب والمعاناة بعد كلّ موت والعيش فى ظلام القبر الحالك إ لاّ جـزاء مـا اقـتـرفته من إ ثم وقتل ، ولم تنتهز الفرصة عند عودتها الى الدنيا فى جسم تلك الطفلة البريئة ؛ لكى تخفّف عن كاهلها ما تنوء به من ذنوب وآثام ، علما انّها قد قلّمت اظفارها عن اذى الناس ايضا .

وخـتـم " روكـا " حـديثه قائلا :
لم استطع مواصلة التجربة من حيث انتهيت ؛ لانّ " جوزفين " - وهى محور تجاربى هـذه - اصـبـحـت فـى حـالة يـرثـى لهـا ، إ ذ كـانـت تـحـرّك يـديـهـا ورجـليـهـا طـيـلة التـنـويـم المـغـنـطيسى كرد فعل على جزعها . ولمّا لحظت اضطرابها عزفت عن تسخيرها اكثر من ذلك .

والامـر المـثـيـر فـى هـذه التجربة الفريدة هو حضور آنسة شابّة تدعى " لويز " عند إ جراء التجربة ، كان " روكـا " قد استدعاها لمراقبة الحالات التى تطرا على " جوزفين " اثناء التنويم المغنطيسى . ويصفها " روكا " بـقـوله :
إ نّها ذات روحيّة قويّة ومتّزنة ، ولها قدرة على رؤ ية سيولة ارواح الاحياء والاموات فى حالتى الظهور والاخـتـفـاء . تـقـول " لويـز " :
حـينما تذكّرت " جوزفين " ايّام طفولتها ظهر حولها ضباب او سحاب سمحاقى ، تحوّل الى سحاب مركوم حينما اجتازت الحدّ الفاصل بين الموت والحياة .

وعـقـّب " روكـا " عـلى كـلامـهـا بـالقـول :
بـعـد سـمـاعـى قـول الا نـسـة " لويـز " تـبـادر الى ذهـنـى فـورا قـول الرجـل العـجـوز :
عند حلولى فى جسم " جوزفين " خلال مرحلة الطفولة احاط بى مايشبه السحاب او الغبار الرقيق ، فرايت من خلاله بعض ما يجرى فى عالم الارواح ، ثمّ نسيتها كلّها .((18))

ثـمّ نـقـل صـاحـب كـتـاب ( الروح ) نـفـسـه حـادثـة اخـرى تـعـضـد رايـه القـائل بـالتـنـاسـخ ، فـقـال :
لدىّ حـادثـة عـجـيـبـة اخـرى فـى هـذا المـضـمـار ايـضـا . فـقـد كـتـب " غابريل دلان " الخبير العالمى فى علم الارواح ورئيس مجمع خبراء الروح الفرنسيين فى احد كتبه الحادثة ادناه ، واثبت من خلالها وجود الروح بعد الموت ، نقلا عن السيد " واركوليه " الفرنسى صاحب كتاب ( Telepathie ) الفـراسـة ، قـصـّتـهـا عـليـه امـراة اطـلق عـليـهـا اسـم السـيـدة ( ب ) ، فـى تـمـّوز مـن عـام ( 1919 م ) ، بلهجة تدلّل على صدقها ، قالت :
كـان لى ابـن احـبّه حبّا شديدا ، قتل فى السنة الثامنة عشرة من عمره فى جبهات الحرب ، وبعد بضعة اشهر مات زوجى ايضا ، وبقيت انا وبنت لى متزوّجة منذ مدّة ، وهى تشاطرنى بعض مشاهد هذه القصّة . وكان ولدى واحد عصره وقـريـع دهـره ، لم يـدانـيـه احـد فـى حدّة ذكائه وقوّة ذاكرته . فكان يعدّ من الشخصيّات المتاءلّقة فى الميدان السـيـاسـى ؛ لمـا جـادبـه قلمه من مقالان وتحليلات سياسية . وحينما اضطرمت الحرب العالمية الاولى سارع الى التـطـوّع فـى الخـدمـة العـسـكـريـة ، وسـيـق الى جـبـهـات القـتـال بـرتـبة ملازم ثانٍ . وقد ابدى بسالة فائقة خـلال المـعـارك ، حتّى حاز على تقدير قادته واعتزازهم به ، فقلّدوه اوسمة الشجاعة لمرّات عديدة . واخيرا اصيب بجرح عميق فنقل الى مستشفى عسكرى فى الخطوط الخلفية ، ففاظت نفسه متاءثّرا بجراحه . اذا ارت ان تكمل هذا الرابط http://alhekme.com/wamaasat/DATA/fehrest.htm
اتمنى ان يعجبكم الموضوع
ولا تحرمونا من ردود كم الذووووق نـــــــسألكم الـــــــــدعاء خالد الاسدي

معصومة 01-18-2011 05:05 PM

رد: الرّوح قبل هذا العالم .
 
موضوع قيم ورائع جدا
بارك الله فيك أخي الكريم
ولا حرمنا من عطر اطروحاتك

خالد الاسدي 01-18-2011 05:38 PM

رد: الرّوح قبل هذا العالم .
 
لأقدم لك تعبيراً عن شكري وامتناني لردك الكريم
أختي الفاضله معصومةوتعـطيرك هذه الصفحة
وردك المفعم بالورد والعطاء شكرا لك
وفـقـكم الله لمـا يحـــب و يــرضـى


تطوير واستضافة: شبكة جنة الحسين (عليه السلام) للإنتاج الفني

الساعة الآن: 05:20 PM.

Powered by vBulletin 3.8.4 © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ: شبكة فدك الثقافية