منتديات فدك الثقافية

منتديات فدك الثقافية (http://www.afadak.com/forum/index.php)
-   المنتدى الإسلآمي العام (http://www.afadak.com/forum/forumdisplay.php?f=8)
-   -   كيف يتخلص الإنسان من حديث النفس في الصلاة- 2- موجبات الخشوع (http://www.afadak.com/forum/showthread.php?t=6286)

سبل النجاة 04-03-2011 03:22 PM

كيف يتخلص الإنسان من حديث النفس في الصلاة- 2- موجبات الخشوع
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


موجبات الخشوع :
وبعد أن وفَّقنا الله تعالى لرفع الموانع والعقبات الموجودة أمامنا للحصول على التركيز والخشوع في العبادة ، يأتي دور الحديث عن العوامل الإيجابية في إيجاد حالة التوجه والإنقطاع إلى الله عزَّ وجَلَّ في العبادة عموماً وفي الصلاة بوجه خاص .


1. الإيمان واليقين :
إن الشرط الأول والأساس لتحصيل حالة الخشوع والإنقطاع إلى الله عزَّ وجَلَّ إنما هو تحصيل الإيمان واليقين ، فالإيمان هو الذي يجعل الأرضية خصبة لنمو روح الخشوع والتوجه التام إلى الله ، ولولا الإيمان لم يكن للخشوع من معنى كما هو واضح ، وكلَّما إزداد الإنسان إيماناً إزداد خشوعاً .
وواضحٌ أيضا بأن الإيمان إنما يزداد عن طريق زيادة معرفة الإنسان بالله سبحانه وتعالى .


2. التخلّص من كل ما يُشتِّتُ الفكر ويُشغل الذهن :
يجب أن لا ننسى بأن من أسباب شرود الذهن وعدم التركيز حين الصلاة والعبادة و إنعدام حضور القلب لدى المصلي هو إنشغال فكره بالمشاكل التي تقلق بالَه ، أو تعلُّق قلبه بما يهمه من أمور دنياه ، فما أن يدخل في صلاته إلا وتتوارد عليه الأفكار والمشاكل المختلفة وتتجاذبه المغريات الكثيرة التي تُحيط به ، فكم من مؤمن حريص على أداء صلاته بحضور القلب منعته أفكاره من الوصول إلى هدفه السامي ، وما أن يُتمُّ صلاته حتى يكتشف بأن روحه لم تكن في الصلاة بل كانت خلال فترة الصلاة سارحةً في وديان الخيال والآمال والتصورات ، أو يجد أنه كان يُتابع مسلسلاً تلفزيونياً ، أو مباريات لكرة القدم ، أو كان يعقد صفقة تجارية مبرحة ، إلى غير ذلك .


ما هو الحل ؟


لكي يتخلَّص المُصلِّي من أمثال هذه الأفكار ويتمكَّن من الإقبال بقلبه كُلِّه على الله ـ حسب ما وَرَدَ في الحديث [10]ـ لا بُدَّ له من قطع الصلة بينه و بين كل ما يدور حوله حال كونه في الصلاة ، وهذا الأمر لا يتسنى له حتى يُعطي الصلاة حقها .
فقد رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ سَيِّدِ الْعَابِدِينَ الإمام عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ( عليه السَّلام ) أنه قَالَ :
" ... وَحَقُّ الصَّلَاةِ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّهَا وِفَادَةٌ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَنْتَ فِيهَا قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَإِذَا عَلِمْتَ ذَلِكَ قُمْتَ مَقَامَ الْعَبْدِ الذَّلِيلِ الْحَقِيرِ الرَّاغِبِ الرَّاهِبِ الرَّاجِي الْخَائِفِ الْمُسْتَكِينِ الْمُتَضَرِّعِ الْمُعَظِّمِ لِمَنْ كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ بِالسُّكُونِ وَالْوَقَارِ وَتُقْبِلَ عَلَيْهَا بِقَلْبِكَ وَتُقِيمَهَا بِحُدُودِهَا وَحُقُوقِهَا .. " [11] .
فقد رَوى حَمَّادُ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جعفر بن محمد الصَّادق ( عليه السَّلام ) أنه قَالَ :
" لِلصَّلَاةِ أَرْبَعَةُ آلَافِ حَدٍّ " [12] .
نعم للصلاة الكاملة والتامة شروط وآداب ينبغي معرفتها والمواظبة عليها حتى تتوفر الأجواء المناسبة للصلاة بإبتعاد الإنسان عن كل ما يُشغل فكره وإهتمامه وينقطع عنها بصورة تامة أثناء مناجاته لرب العالمين .
وحالة الإنقطاع هذه يمكن تحصيلها عن طريق الالتزام بالمستحبات التي ترتبط بمقدمات الصلاة كالوضوء والأذان والإقامة ولباس المصلي ومكانه وغيرها .
من مميزات هذه المستحبات والآداب أنها تُبعد الإنسان عن تعلُّقاته الدنيوية رويداً رويداً ، وتهيؤه للدخول في الصلاة بقلب خاشع شيئاً فشيئاً .
أما الذي لا يواظب على هذه المستحبات ويدخل في الصلاة فجأةً من دون أي مقدمات إنما يعطي الضوء الأخضر للشيطان ويُمكِّنه من نفسه لكي يسلُب منه التوجه والخشوع ، ذلك لأنه لم يقطع صلته بَعدُ بما قبل صلاته من أفكار وأعمال ، ولم يهيء نفسه للدخول في الصلاة كما ينبغي .


لكي نُقدم مثالاً لذلك نُذكِّر المؤمنين والمؤمنات بالمواظبة على دعاء الوضوء الذي له أثرٌ فعال في إبعاد الإنسان عن الأجواء السابقة للصلاة و قطع شريط الأفكار ، كما أن لهذا الدعاء أثراً غريباً في خلق الأجواء الروحية المناسبة للدخول في الصلاة ، وإليك الدعاء :
رُوي عن الإمام جعفر بن محمد الصَّادِقُ ( عليه السَّلام ) أنه قال : " بَيْنَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) ذَاتَ يَوْمٍ جَالِسٌ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ يَا مُحَمَّدُ ائْتِنِي بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ أَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ ، فَأَتَاهُ مُحَمَّدٌ بِالْمَاءِ ، فَأَكْفَأَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى ، ثُمَّ قَالَ :
بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الْمَاءَ طَهُوراً وَلَمْ يَجْعَلْهُ نَجِساً .
قَالَ : ثُمَّ اسْتَنْجَى فَقَالَ :
اللَّهُمَّ حَصِّنْ فَرْجِي وَأَعِفَّهُ وَاسْتُرْ عَوْرَتِي وَحَرِّمْنِي عَلَى النَّارِ .
قَالَ : ثُمَّ تَمَضْمَضَ فَقَالَ :
اللَّهُمَّ لَقِّنِّي حُجَّتِي يَوْمَ أَلْقَاكَ وَأَطْلِقْ لِسَانِي بِذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ .
ثُمَّ اسْتَنْشَقَ فَقَالَ :
اللَّهُمَّ لَا تُحَرِّمْ عَلَيَّ رِيحَ الْجَنَّةِ وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يَشَمُّ رِيحَهَا وَرَوْحَهَا وَطِيبَهَا .
قَالَ : ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ فَقَالَ :
اللَّهُمَّ بَيِّضْ وَجْهِي يَوْمَ تَسْوَدُّ فِيهِ الْوُجُوهُ وَلَا تُسَوِّدْ وَجْهِي يَوْمَ تَبْيَضُّ فِيهِ الْوُجُوهُ .
ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى فَقَالَ :
اللَّهُمَّ أَعْطِنِي كِتَابِي بِيَمِينِي وَالْخُلْدَ فِي الْجِنَانِ بِيَسَارِي وَحَاسِبْنِي حِسَاباً يَسِيراً .
ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُسْرَى فَقَالَ :
اللَّهُمَّ لَا تُعْطِنِي كِتَابِي بِيَسَارِي وَلَا تَجْعَلْهَا مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِي وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّي مِنْ مُقَطَّعَاتِ النِّيرَانِ .
ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ فَقَالَ :
اللَّهُمَّ غَشِّنِي بِرَحْمَتِكَ وَبَرَكَاتِكَ وَعَفْوِكَ .
ثُمَّ مَسَحَ رِجْلَيْهِ فَقَالَ :
اللَّهُمَّ ثَبِّتْنِي عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ وَاجْعَلْ سَعْيِي فِيمَا يُرْضِيكَ عَنِّي يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ .
ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقَالَ :
يَا مُحَمَّدُ مَنْ تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِي وَقَالَ مِثْلَ قَوْلِي خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْ كُلِّ قَطْرَةٍ مَلَكاً يُقَدِّسُهُ وَيُسَبِّحُهُ وَيُكَبِّرُهُ فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ثَوَابَ ذَلِكَ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " [13] .
هذا والمتدبَّر في هذا الدعاء المتعمَّق في معانيه يلمس الأثر السريع له في معالجة حديث النفس ، خاصة إذا أضاف له آثار سائر الآداب والمقدمات كالأذان والإقامة وغيرهما .

سبل النجاة 04-03-2011 03:23 PM

رد: كيف يتخلص الإنسان من حديث النفس في الصلاة- 2- موجبات الخشوع
 
الذكر المؤثر في معالجة حديث النفس :
رَوى هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جعفر بن محمد الصَّادِقِ ( عليه السَّلام ) أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله) :
" إِنَّ آدَمَ شَكَا إِلَى اللَّهِ مَا يَلْقَى مِنْ حَدِيثِ النَّفْسِ وَالْحُزْنِ ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ ( عليه السَّلام ) ، فَقَالَ لَهُ : يَا آدَمُ ، قُلْ : لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، فَقَالَهَا فَذَهَبَ عَنْهُ الْوَسْوَسَةُ وَالْحُزْنُ" [14] .
ورُوي عَنِ الإمام جعفر بن محمد الصَّادِقِ ( عليه السَّلام ) أنه قَالَ : " لَيْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ يَمُرُّ عَلَيْهِ أَرْبَعُونَ صَبَاحاً إِلَّا حَدَّثَ نَفْسَهُ ، فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ " [15] .


عوامل أخرى مؤثرة في إيجاد الخشوع :
وهناك عوامل أخرى تؤثر في إيجاد حالة التوجه والخشوع وحصول التركيز لدى المصلِّي نُشير إليها بإيجاز كالتالي :


1. الإهتمام بأوقات الصلوات .
2. إختيار المكان المناسب للصلاة من حيث الهدوء وعدم وجود ما يُصرف إنتباه المُصلِّي أمثال الأصوات والصور وحضور الآخرين والنافذة أو الباب المفتوح أمام المصلِّي وغيرها من الأمور .
3. تركيز النظر إلى محل السجدة في حال القيام والقراءة والتشهد والسلام .
4. التدبّر في معاني الكلمات والأذكار التي تُقال في الصلاة.
5. تعويد النفس على الرجوع إلى حالة الخشوع كلما عرض للإنسان شيء من العوامل الصارفة .
6. المواظبة على النوافل .
7. المواظبة على الأدعية والأذكار والتعقيبات الخاصة بكل صلاة .
8. أكل الرمان فإنه مفيد لمعالجة الوسواس وحديث النفس حسب ما جاء في الحديث:
فقد رَوى مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جعفر بن محمد الصَّادق ( عليه السَّلام ) أنه قَالَ :
" مَنْ أَكَلَ حَبَّةً مِنْ رُمَّانٍ أَمْرَضَتْ شَيْطَانَ الْوَسْوَسَةِ أَرْبَعِينَ يَوْماً " [16] .


و أخيراً :
وأخيراً نُذَكر بأن لحديث النفس أنواع وصور مختلفة ، فمنها ما هو من قبيل الشك في العقيدة بسبب ما يلقيه الشيطان ويسببه من وساوس في صدور الناس طمعاً منه في التغلُّب عليهم وإبعادهم عن جادة الحق والصواب ، فيلقي في نفوسهم الشبهات والتشكيكات ويبذل كل ما بوسعه من أجل تحقيق مآربه ونواياه ، ويتوسل بكل الأساليب والوسائل ، إلى غيرها .
نسأل الله عزَّ وجَلَّ أن يُبعد عنا الشيطان ووساوسه في جميع الحالات خاصة حال الصلاة والعبادة ، وأن يوفقنا ويوفِّقَ جميع المؤمنين للصلاة التامة والمقبولة بقلوب خاشعة ومنقطعة إلى رب العالمين ، إنه مجيب الدعاء .
*****************************************

الإجابة للشيخ صالح الكرباسي – الجزء الثاني والأخير

معصومة 04-03-2011 06:01 PM

رد: كيف يتخلص الإنسان من حديث النفس في الصلاة- 2- موجبات الخشوع
 
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
موضوع رائع
جزاكِ الله خير
وبارك الله فيكِ
جعله الله في ميزان حسناتكafadak17

حنين الروح 04-03-2011 09:01 PM

رد: كيف يتخلص الإنسان من حديث النفس في الصلاة- 2- موجبات الخشوع
 
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
بارك الله فيكِ على الطرح القيم
جزاكِ الله خيرالجزاء
وفقكِ الله ورعاكِ

قدوتي زينب 04-03-2011 09:19 PM

رد: كيف يتخلص الإنسان من حديث النفس في الصلاة- 2- موجبات الخشوع
 
مشكوره عزيزتي على الطرح المفيد

علي الصريوي 04-04-2011 08:38 AM

رد: كيف يتخلص الإنسان من حديث النفس في الصلاة- 2- موجبات الخشوع
 
موضوع رائع ومتكامل بارك الله فيك واححسنت الاختيار الجميل

سبل النجاة 04-04-2011 09:37 AM

رد: كيف يتخلص الإنسان من حديث النفس في الصلاة- 2- موجبات الخشوع
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عددماأحاط به علمك


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفقكم الله تعالى لمرضاته وسددكم ببركة محمد وآل محمد
دمتم برعاية المولى عزوجل



خادمة العترة الطاهرة
طالبة علم

منال العرب 04-04-2011 07:39 PM

رد: كيف يتخلص الإنسان من حديث النفس في الصلاة- 2- موجبات الخشوع
 
شكرااا جزيلاااا
وفقك الله لما يحب و يرضى

دلوعه البيت 04-08-2011 03:50 PM

رد: كيف يتخلص الإنسان من حديث النفس في الصلاة- 2- موجبات الخشوع
 
http://img171.imageshack.us/img171/1155/rdd189drms9.gif

سبل النجاة 04-09-2011 02:27 PM

رد: كيف يتخلص الإنسان من حديث النفس في الصلاة- 2- موجبات الخشوع
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عددماأحاط به علمك


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفقكم الله تعالى لمرضاته وسددكم ببركة محمد وآل محمد
دمتم برعاية المولى عزوجل



خادمة العترة الطاهرة
طالبة علم


تطوير واستضافة: شبكة جنة الحسين (عليه السلام) للإنتاج الفني

الساعة الآن: 10:48 PM.

Powered by vBulletin 3.8.4 © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ: شبكة فدك الثقافية