منتديات فدك الثقافية

منتديات فدك الثقافية (http://www.afadak.com/forum/index.php)
-   منتدى المناجاة والإبتهال إلى الله سبحانه وتعالى (http://www.afadak.com/forum/forumdisplay.php?f=75)
-   -   السفر السابع : الالتفات إلى فناء الدنيا وزوالها (http://www.afadak.com/forum/showthread.php?t=7196)

سبل النجاة 09-08-2011 02:59 PM

السفر السابع : الالتفات إلى فناء الدنيا وزوالها
 
إنّ الالتفات إلى فناء الدنيا وزوالها من الأسباب المهمة لقطع التعلق القلبي بها ، فإنّ المذموم هو حب شهواتها ، وإلا فإنّ ذات الدنيا مما لا تصف بحسنٍ ولا قبحٍ .. فإذا كان الله تعالى هو المزين لها فلا حقّ لأحدٍ في ذمّها ، فكيف وقد استنكر الله تعالى من حرّم زينتها .. وإذا كان المزين هو الشيطان حقّ للإنسان أن يحترز منها كما يحترز من الحيّة التي يلين مسّها وفي جوفها السمّ القاتل .ومن الضروري مخادعة النفس في هذا المجال فنمنّيها بالأجر الأعظم الأدوم لترفع اليد على الأقلّ المنصرم .. وقد روي عن علي (ع) انه قال : لو كانت الدنيا ذهبا والاخرة خزفا ، لأخذت خزف الآخرة على ذهب الدنيا ، فانه خزف باق وذهب الدنيا فان .. فكيف والآخرة ذهب باق والدنيا خزف فان ؟... شجرة طوبى 2-422

فيا أيها الأخ ! الأخت !.. اعلم أنّ طريقة أهل البيت (ع) على أن تعرف بأنها ليست شيئاً في نفسها ، فمهما رأيتها شيئاً وتريد أن تتركها لشيءٍ آخر أحسن منها ، فأنت لم تهتدِ إلى طريقة أهل البيت (ع) .

فأجمع فكرك وتضرّعك إلى ربّك في أن يعرّفك الدنيا على ما هي عليه عند أهل البيت ، لتكون في الذين يقتفون آثارهم ، ويتبعون منهاجهم ، وإلا فنحن بوادٍ والعذول بوادٍ.

وإذا تبدّه عندك بعض النظر الصحيح ، والفكر الثابت المليح أن الدنيا ليست شيئاً يطلب ، ولا مما يصح أن يتوجّه إليه القصد ، فلا مناص لك عن انحصار قصدك وتوجّهك فيما يرجع إلى الله ، وفيما يطلب الله.

فإذا اتفق أنه يصدر منك بعــد ذلك شيءٌ لا لله سبحانه بل لمقتضى الطبع ، أو لميل النفس ، أو لمخادعة الشيطان (لعنه الله) فهذا مما لم يكن داخلاً تحت قصدك ، ولا مندرجاً تحت إرادتك وعزمك ، بل أشبه شيءٍ بالكلام الذي يقع منك غلطاً ، أو الكلام الذي أوقعك فيه الغير بحيلةٍ ، أو خديعةٍ ، أو أنه وقع منك نسياناً لما أنت بانٍ عليه ، أو سهواً عما أنت عازمٌ عليه ، فيصحّ لك على هذا أن تقول في الزيارة الجامعة:
( مطيعاً لكم )
حيث أنك في حال القصد والتخلية لا تطيع إلا لهم ، ولا ترى غيرهم من أعدائهم أهلاً للطاعة إلا أن تُخدع ، أو تفرّ أو تسهو ، أو تغلط فتقع في غير مرادك ، وخلاف قصدك ، فيتأتى منك حينئذ التوبة الصادقة ، والاستغفار الصادق ، حيث إنك دائماً عازم على عدم العود في الإثم ، وعلى الاستمرار على الطاعة (8) .....

أم نور 09-17-2011 09:57 AM

رد: السفر السابع : الالتفات إلى فناء الدنيا وزوالها
 
تسلمين عزيزتي سبل النجاة على الموضوع الرائع

خالد الاسدي 10-04-2011 10:15 PM

رد: السفر السابع : الالتفات إلى فناء الدنيا وزوالها
 
أحسنتِ أختي على هذا ألمجهودك المتميز
وفقكم الله لمرضاته وتقبل الله طاعتكم بأحسن القبول

سبل النجاة 10-18-2011 04:10 PM

رد: السفر السابع : الالتفات إلى فناء الدنيا وزوالها
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك عدوهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نتمنى لكم قضاء وقت ممتع في هذا السفر المبارك
دمتم برعاية الواحد الأحد
سبل النجاة


تطوير واستضافة: شبكة جنة الحسين (عليه السلام) للإنتاج الفني

الساعة الآن: 03:00 AM.

Powered by vBulletin 3.8.4 © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ: شبكة فدك الثقافية