
علاجات أولية
هناك أربعة أمور مهمة لا بد من مراعاتها في علاج الوسواس القهري، وهي:
- معرفة الشخص المريض بالمرض والتحدث مع المختصين في مجال الطب النفسي لتشخيص المرض بالطريقة الصحيحة.
- تعريف أهل المريض بالمرض لمراعاة المريض والاهتمام به بالشكل الصحيح وعدم اليأس والاستسلام.
- قيام المريض بالعلاج النفسي السلوكي لمقاومة المرض.
- قيام المريض بأخذ الدواء وعدم تركه إلى النهاية إذا ما وصف له (خصوصا أن بعض أدوية مرض الوسواس القهري تتطلب وقتا لا يقل عن 6 أسابيع قبل أن تعمل بالشكل الصحيح).
وفي العلاجات الأولية لاضطراب الوسواس القهري، توصي جمعية الأمراض العقلية الأميركية باستخدام العلاج السلوكي الإدراكي (المعرفي)، والعلاج بالأدوية باستخدام مثبطات استرجاع السيروتونين serotonin reuptake inhibitors (SSRIs) المنتقاة، أو استخدام توليفة علاجية من هذين العلاجين.
- العلاج السلوكي: ومن أكثر أنواع العلاج السلوكي لاضطراب الوسواس القهري فاعلية، طريقة «التعريض مع الوقاية من الاستجابة» exposure and response prevention.
وفي هذا العلاج يتواجه المصابون، بشكل متكرر، مع مصدر وساوسهم، لكي يتعلموا الوسائل التي تتيح لهم التوقف عن تنفيذ الطقوس المرتبطة بها، إلى أن يحين الوقت الذي يتمكنون فيه من مقاومة حالة القهر لديهم. ففي حالة الشخص الذي يمتنع عن استخدام المنتجات الفضية تخوفا من أن تكون ملوثة بالميكروبات، قد يقوم الطبيب بتوجيهه نحو التقاط شوكة للطعام ثم التصور بوجود الميكروبات فيها ـ إلا أنه يؤخر قيام المصاب بعملية غسل اليدين.
وقد يكون العلاج السلوكي خيارا منفردا للمصابين الذين تكون لديهم أعراض طفيفة لاضطراب الوسواس القهري، أو لأولئك الذين لا يرغبون في تناول الأدوية.
إلا أنهم سيكونون بحاجة إلى ما بين ثلاثة إلى خمسة شهور من الجلسات الأسبوعية للحصول على النتائج.
ويتمثل الهدف من العلاج في الإخماد التدريجي لنمط السلوك المحدد. أما فكرة استخدام العلاجات الإدراكية (المعرفية) فإن الدلائل لا تدعمها إلا قليلا، إلا إذا كانت تشتمل على عناصر العلاجات السلوكية.
- أدوية مثبطات استرجاع السيروتونين SSRI: إن العلاج بالأدوية يمكن تجربته منذ البداية، إن كان العلاج السلوكي غير متوفر، أو غير مناسب، أو إن كانت أعراض المصاب شديدة.
ورغم أن وكالة الغذاء والدواء FDA قد أجازت استخدام مضاد الاكتئاب الثلاثي الحلقات «كلوميبرامين» clomipramine («أنافرانيل» Anafranil) لعلاج اضطراب الوسواس القهري، فإن هذا العقار قد يتسبب في ظهور أعراض جانبية مضادة لمادة الكولين side effects anticholinergic، مثل جفاف الفم، غشاوة الرؤية، تأخر البول، وتسارع نبضات القلب.
ولذلك توصي جمعية الأمراض العقلية الأميركية بالبدء بواحد من أدوية مثبطات استرجاع السيروتونين لأن أعراضها الجانبية يمكن تحملها بشكل أفضل.
- وكل أدوية SSRI هذه فعالة: رغم أن بعض المصابين قد يستجيبون بشكل أفضل لدواء دون آخر.
كما يمكن المرور في مرحلة التجربة والخطأ للتعرف على أفضل دواء لكل مصاب. وعموما فإن 40 إلى 60 في المائة من المصابين باضطراب الوسواس القهري سيتعرضون إلى انحسار جزئي في الأعراض بعد العلاج بأدوية SSRI، ومع ذلك فالكثير منهم سيظلون يعانون من الأعراض المتبقية للاضطراب.
ولعلاج اضطراب الوسواس القهري، تكون جرعات أدوية SSRI في العادة أعلى من الجرعات المستخدمة لعلاج الكآبة.
كما أن هذه الأدوية تحتاج إلى فترة أطول لتخفيف أعراض الاضطراب. فبينما يحتاج المصابون بالكآبة الشديدة إلى ما بين أسبوعين إلى ستة أسابيع للاستجابة إلى أدوية SSRI، يحتاج المصابون باضطراب الوسواس القهري إلى ما بين 10 إلى 12 أسبوعا.
وأكثر الأعراض الجانبية شيوعا لهذه الأدوية، هي تلبّك الجهاز الهضمي، الحركة الدائمة، الأرق، واختلال وظائف الجنس (مثل قلة الشهوة الجنسية، ضعف الانتصاب، وعدم القدرة على الوصول إلى ذروة النشوة).
وقد يتعرض اختيار الدواء المنتقى إلى تغييرات بسبب الوضع الصحي للمصاب واستخدامه لأدوية أخرى. ودواء «باروكسيتين» Paroxetine («باكسيل» Paxil) مثلا، هو من أدوية SSRI التي تتسبب، في الغالب، في زيادة الوزن وفي حدوث الأعراض المضادة لمادة الكولين.
ولذلك فإن جمعية الأمراض العقلية الأميركية لا توصي باستخدامه كخيار أول للمصابين السمينين، أو المصابين بداء السكري من النوع الثاني، أو المعانين من التردد في التبول أو من الإمساك.
يتبع