عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2010, 09:04 AM   #6
الم الرحيل
مشرفة منتدى لقاء مع عضو
 
الصورة الرمزية الم الرحيل
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 4,270
معدل تقييم المستوى: 20
الم الرحيل is on a distinguished road

اوسمتي

المستوى : 48 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 119 / 1196

النشاط 1423 / 53768
المؤشر 84%

افتراضي رد: السَلامُ عَليك يا أنِيس النُفوس ومَلجأ العُشاق يا ليتنا كُنا الليلة فداك..(مأجوري

عرض الخلافة على الإمام (ع)من قبل المأمون ليس جديا ، فمن غير المعقول أن نرى رجلا يغصب الخلافة بالقوة ثم يعطيها إلى غيره بعدما قتل من اجلها قواده ، ووزراءه ، وحتى أخاه ، حيث أعطى الذي جاءه برأسه مليون درهم ، بعد ان سجد شكرا لله ، ونصب الرأس على خشبة ليلعنه الناس .
المأمون ذلك الرجل المتعطش إلى الحكم ، والذي قتل أخاه بتلك الصورة من اجله ، لا يمكنه التنازل لرجل غريب بالنسبة له ، ولو كان جادا في إعطاء الخلافة للإمام (ع)، فلماذا لا يجبره على قبولها ، مع انه اجبره على قبول ولاية العهد.

ولو كان المأمون جادا في عرضه لذهب إلى الإمام (ع)وهو في المدينة وتنازل له ..
وإذا كان جادا فلماذا يأمر الإمام (ع)بالسير على طريق البصرة - أهواز ، ولم يتركه يسير كيف ما شاء .
وإذا كان حقا يريد التنازل ويرجع الحق إلى أهله فلماذا يكتم فضائل الإمام (ع)عندما اخبره بها رجاء بن أبي الضحاك. الخلافة بالنسبة للمأمون قضية ملك وسلطان فلا يمكن التنازل عنها ، حيث تعلم المأمون درسا بليغا من أبيه لايمكن أن ينساه أبدا عندما قال له (... والله لو نازعتني أنت هذا الأمر لأخذت الذي فيه عيناك ، فان الملك عقيم) عندما عرض المأمون الخلافة على الإمام (ع)كانت الدولة الإسلامية تعيش في جو مملوء بالفساد والانحراف وخاصة في أوساط بني العباس ، حيث يصفهم المأمون فيقول : (..وانتم ساهون ، لاهون تائهون ، في غمرة تعمهون ، لا تعلمون ما يراد بكم ، وما ظللتم عليه من النقمة، وابتزاز النعمة ، همة أحدكم أن يمسي مركوبا ، ويصبح مخمورا ، تباهون بالمعاصي ، وتبتهجون بها ، محنثون مؤنثون ، لا يتفكر متفكر منكم في إصلاح معيشة، ولا استدامة نعمة، ولا اصطناع مكرمة، ولا كسب حسنة يمد بها عنقه يوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم ، أضعتم الصلاة ، واتبعتم الشهوات ، واكببتم على اللذات ، فسوف تلقون غيا.. ) ]. هذه الصورة لا تكشف كل الحقيقة فحالة الفساد والتسيب الإداري اكبر من ذلك ناهيك عن المجون والتحلل الأخلاقي الذي أصبح سمة ذلك العصر، فهي والحالة هذه تحتاج إلى تغيير جذري وشامل ، لا تغيير شكلي ينتهي بعد أيام . والإمام الرضا (ع)لا يمكنه أن يعمد إلى الأجهزة الموبوءة ويطلب منها أن تطبق الإسلام وتقيم حدوده ، وذلك لأن الإمام كان وحده ، لا يملك الجهاز الواعي المتفتح ولا الكوادر اللازمة التي تستطيع تطبيق مفردات المنهج الإسلامي في الحكم بكل أمانة واخلاص ، ومعنى ذلك أن أي خطأ من الأجهزة المنفذة سوف يقع لومه على الإمام(ع).
لماذا قبل الإمام (ع)ولاية العهد ؟ المحاولات التي قام بها المأمون لاقناع الإمام (ع)بولاية العهد عديدة و متنوعة ، فتارة بواسطة الرسائل حين كان الإمام (ع)لا يزال في المدينة المنورة ، و تارة يقوم بإرسال بعض الشخصيات أو القواد ، أمثال رجاء بن أبي الضحاك والفضل و الحسن ابني سهل ، لاقناع الإمام بولاية العهد. وتارة يتهدد الإمام بالقتل تلويحا و تصريحا ، و الإمام (ع)يرفض قبول ما يطرح عليه ، إلى أن علم الإمام (ع)أن المأمون لا يمكن أن يكف عنه ، فلا بد وأن يقبل ولاية العهد، فلذلك قبل ولاية العهد مكرها في السابع من شهر رمضان سنة (201هـ).
* فقد جاء عن أبي الفرج : ( .. فارسلهما (يعني الفضل و الحسن ابني سهل ) إلى علي بن موسى ، فعرضا ذلك (يعني ولاية العهد) عليه ، فأبى ، فلم يزالا به ، و هو يأبى ذلك ويمتنع منه .. إلى أن قال له أحدهما : إن فعلت ذلك ، وإلا فعلنا بك و صنعنا ، و تهدده )، ثم قال له أحدهما : (و الله امرني بضرب عنقك إذا خالفت ما يريد ) .. ثم دعا به المأمون و تهدده ، فامتنع ، فقال له قولا شبيها بالتهديد ، ثم قال له : (إن عمر جعل الشورى في ستة، أحدهم جدك و قال: من خالف فاضربوا عنقه و لا بد من قبول ذلك .. ) * و يروي آخرون : إن المأمون قال له : (.. يا ابن رسول الله إنما تريد بذلك (يعني بما اخبره به عن آبائه من موته قبله مسموما ) التخفيف عن نفسك ودفع هذا الأمر عنك ، ليقول الناس : انك زاهد في الدنيا).
فقال الإمام الرضا (ع): ( والله ما كذبت منذ خلقني ربي عزوجل ، و ما زهدت في الدنيا للدنيا ، وإني لأعلم ما تريد).
فقال المأمون : و ما أريد ؟ .
فقال الإمام (ع): الأمان على الصدق ؟ .
قال المأمون : لك الأمان .
الم الرحيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس