التاسع :
اعداد السلاح للجهاد بين يديه والمرابطة
جاء في البحار عن الامام الصادق عليه السلام قال : ليعدن احدكم لخروج القائم ولو سهما فإن الله تعالى اذا علم ذلك من نيته رجوت لأن ينسئ في عمره حتى يدركه .
والمرابطة على ما ذكره الفقهاء أقسام أذكر منها : الاول وهو أن يقيم المؤمن في ثغر من الثغور قريبا من بلاد الكفار لاجل أن يخبر المسلمين ان اراد الكفار الهجوم عليهم او يدافع عن المسلمين حال تعرضهم لاعتداءات الكفرة ان لزم الامر ، وهذا العمل سواء في زمان حضور الامام عليه السلام أو في غيبته ، وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله : كل ميت يختم عمله الا المرابط في سبيل الله فانه ينمو له عمله الى يوم القيامة ويؤمن فتان القبر .
والثاني من الرباط هو تهيئة السلاح استعدادا لظهور الامام عليه السلام لنصرته وليس لهذا زمان ولا مكان بعينه بل هو في كل زمان ومكان وقد جاء في روضة الكافي عن أبي عبد الله الجعفي أنه قال : قال لي أبو جعفر محمد بن علي عليه السلام : كم الرباط عندكم ؟ قلت : أربعون ، قال عليه السلام : لكن رباطنا رباط الدهر ، ومن ارتبط فينا دابة كان له وزنها ووزن وزنها ما كانت عنده ، ومن ارتبط فينا سلاحاً كان له وزنه ما كان عنده ، لا تجزعوا من مرة ولا من مرتين ولا من ثلاث ولا من اربع ، فانما مثلنا ومثلكم مثل نبي كان في بني اسرائيل ، فاوحى الله عز وجل اليه ان ادع قومك للقتال فاني سانصرك ، فجمعهم من رؤوس الجبال ومن غير ذلك ثم توجه بهم فما ضربوا بسيف ولا طعنوا برمح حتى انهزموا ، ثم اوحى الله اليه ادع قومك الى القتال فاني سانصرك ، فدعهاهم فقالوا : وعدتنا النصر فما نصرنا ، فاوحى الله تعالى اليه : اما ان يختاروا القتال او النار ، فقال : يارب القتال احب الي من النار ، فدعاهم فاجابه منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر عدة اهل بدر ، فتوجه بهم ، فما ضربوا بسيف ولا طعنوا برمح حتى فتح الله عز وجل لهم .
العاشر :
التوسل به عليه السلام في المهمات وارسال رسائل الاستغاثة له والقسم على الله تعالى به عليه السلام في الدعاء وجعله شفيعاً في قضاء الحوائج .
الحادي عشر :
الثبات على الدين القويم وعدم اتباع الدعوات الباطلة المزخرفة .
ذلك أن الظهور لا يكون قبل خروج السفياني والصيحة في السماء ، كما جاء في أمالي الطوسي : اسكن ما سكنت السماء من النداء والأرض من الخسف بالجيش .
الثاني عشر :
حفظ النفس وصونها للامام اذ جاء في كمال الدين عن الامام الباقر عليه السلام انه قال : يأتي زمان على الناس يغيب عنهم امامهم ، فيا طوبى للثابتين على امرنا في ذلك الزمان ، إن أدنى ما يكون لهم من الثواب أن يناديهم الباري جل جلاله : عبادي وإمائي آمنتم بسري وصدقتم بغيبي فأبشروا بحسن الثواب مني فأنتم عبادي وإمائي حقاً ، منكم اتقبل وعنكم اعفو ولكم اغفر وبكم اسقي عبادي الغيث وادفع عنهم البلاء ولولاكم لانزلت عليهم عذابي . قال جابر : فقلت : يا ابن رسول الله فما أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان ؟ قال : حفظ اللسان ولزوم البيت .
والرواية اوضح من ان تبين فعلينا اجتناب كل ما يشغلنا او ينسينا ذكر إمامنا صلوات الله عليه .
الثالث عشر :
الصلاة عليه وذكر فضائله ومناقبه واظهار الشوق لرؤية جماله المبارك
وهذه الامور مصاديق لمودته التي أمر الله تعالى بها في كتابه اذ قال جل وعلا (( قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى )) بل ان مظاهر التودد لاهل البيت عليهم السلام ولامام زماننا الحجة ابن الحسن عليه السلام اكثر من ان تحصى ومنها ايضاً دعوة الناس لمعرفته وخدمته وآبائه الطاهرين و زيارتهم واهداء ثواب الاعمال الصالحة كقراءة القران اليهم والحج او الطواف نيابة عنهم وغير ذلك ، .
الرابع عشر :
الدعاء لتعجيل ظهوره وطلب الفتح والنصر له عليه السلام .
ولهذا العمل فوائد وثمار وآثار كثيرة ويكفي ما خرج في التوقيع الشريف المروي في الاحتجاج عن عليه السلام : وأكثروا من الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم .
وروي عن الامام الحسن العسكري عليه السلام : والله ليغيبن غيبة لا ينجو فيها من الهلكة الا من ثبته الله عز وجل على القول بامامته ووفقه للدعاء بتعجيل فرجه .
اللهم عجل لوليك ما وعدته من النصر وظهور الامر
الخامس عشر :
الصبر في غيبته فقد ورد عن سيد الشهداء عليه السلام : أما ان الصابر في غيبته على الاذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله .
السادس عشر :
ان يظهر العلماء علمهم ويرشدوا المتحيرين ، روي عن الامام علي النقي عليه السلام : لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم من العلماء الداعين اليه والدالين عليه والذابين عن دينه بحجج الله والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك ابليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي احد الا ارتد عن دين الله ولكنهم الذين يمسكون ازمة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكانها ، أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل .
وجاء في الرواية عن الصادق عليه السلام : الراوية لحديثنا يشدد به قلوب شيعتنا أفضل من ألف عابد .
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله : اذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه فمن لم يفعل فعليه لعنة الله .
ولا ننسى قول رسول الله صلى الله عليه وآله لامير المؤمنين عليه السلام : يا علي ، لو هدى الله بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس .
يتبع ان شاء الله