عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-2010, 12:14 PM   #3
خالد الاسدي
 
الصورة الرمزية خالد الاسدي
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: العـــــراق
العمر: 64
المشاركات: 5,480
معدل تقييم المستوى: 21
خالد الاسدي is on a distinguished road

اوسمتي

المستوى : 53 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 130 / 1306

النشاط 1826 / 58526
المؤشر 26%

افتراضي رد: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ

الجزء الثالث
والسيد الطبطبائي يقول انه يتضح من هذه الآيات أن الإسلام مراتب:
·المرتبة الأولى : هو القبول بظواهر الأوامر والنواهي لتلك الشهادتين لسانا سواء رافقه اقلب أو خالفه القلب .
·المرتبة الثانية : ما يلي المرتبة الأولى وهو مرتبة التعلق والبيان القلبي لحمل هذه الاعتقادات الحقة التفصيلية .

وقال تعالى {الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ }[1] هذا الإسلام هو ذاك الإسلام المتعارف ومن هذه الإسلام المتعارف يقول عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }[2] ..

وهذه الآية " يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " الأمر المطلق بالكون مع الصادقين معيتهم بالإطلاق يدل على أنهم صادقين على كل المستويات على مستوى الاعتقاد على مستوى العمل وإلا لا يجوز أن يأمر بالكون معهم مطلقا .

نرجع إلى القرآن لنعرف ما هي صفات وخصائص الصادقين في القرآن الكريم وعندما رجعنا إلى الآيات القرآنية وبالرجوع إلى بعض الآيات القرآنية في سور أخرى كالتي ذكرناها من سورة البقرة تبين أن الصادقين هم الإبرار {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }[3] إذن الأبرار هم هي صفاتهم والله بعد أن يؤمنوا الإيمان الخاص بهذه الأمور يصفها الله عز وجل "أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون " .

من هم الأبرار في المفهوم القرآني ؟
القرآن أشار إلى الإبرار والذي بينها في هذه الآيات المباركة من أوصاف والأبرار هي التي ذكرها في غير هذه السورة المباركة حيث في سورة أخرى وفي آيات أخرى قال عز وجل {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورا}[4]

{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً }[5] والعباد في القرآن تطلق بعدة معاني مرة يطلق العباد يراد بها كل العباد وتارة يطلق العباد يراد بها العباد الخاص والمعنى الخاص .

والعباد واضحة تمام الوضوح يراد بها العباد بالمعنى الخاص حيث يقول عباد الله يفجرونها تفجيرا وهذه مختصة بسنخ خاص وهذه كما في الرحمة هناك رحمة خاصة ورحمة عامة َ" رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ " وكذلك المعية لها مراتب معية خاصة ومعية عامة ومن أمثلة المعية العامة يقول عز وجل " وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " وهناك معية خاصة قال عز وجل {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }[6] إذن توجد رحمة عامة ورحمة خاصة ومعية عامة ومعية خاصة وعباد عام وعباد خاص كما بينا في الآيات السابقة " يشرب بها عباد الله يفجرونها " وهذه الآية تتكلم عن العبودية الخاصة .

َ{عيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً }[7]

هؤلاء عبدوا الله عز وجل لا خوفا من النار ولا طمعا في الجنة إنما اطعموا لله لا يريدون لا جزاء ولا شكر والوجه الإلهي هو الداعي إلى هذه العبودية والعمل وهو المقام المكنون الذي لا يمسه إلى المطهرون " انه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون " ومن ذيل هذه الآية يتضح منهم مصداق الأبرار وهم سورة الإنسان التي نزلت في أهل البيت عليهم السلام إلى إن قال " وجزائهم بما صبروا جنة وحريرا " "إن الأبرار يشربون من كاس كان مزاجها كافورا عينا يشرب بها عباد اله يفجرونها تفجيرا " والذي يفجرونها هم " إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا "


__________________
السلام عليك يا أبا عبدالله الحُسينْ



لعن الله امة قتلتك يا سيدي و لعن الله امة سمعت بذلك فرضيت

خالد الاسدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس