عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2010, 05:28 PM   #2
معصومة
مشرفة منتدى عالم الاسرة والطفل والمطبخ
 
الصورة الرمزية معصومة
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 3,086
معدل تقييم المستوى: 19
معصومة is on a distinguished road

اوسمتي

المستوى : 43 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 106 / 1062

النشاط 1028 / 47030
المؤشر 48%

افتراضي رد: وصاياووصايا.. لضيوف الرحمن‎

- ان من ثمار الحج الكبرى ان يعود الانسان من الحج بحالة من السكينة والطمأنينة تبقى معه بعد رجوعه من الحج، وهذه علامة من علامات تميز حجه. فكما انه بذكر الله تطمئن القلوب، فكذلك بالحج تسكن القلوب كما روي عن الامام الباقر(عليه السلام) حيث قال: (الحج تسكين القلوب) البحار ج 75 ص 183.

22- يبلغ الاكرام الالهي مداه في موسم الحج عندما يقف الانسان بعرفة ، مقرا بالذنوب بين يدي ربه وحينها تغمره الرحمة بحيث يرجع من ذلك الوادي ولا ذنب له .. والملفت في هذا المجال- كما تدل عليه الروايات - ان الذي يشك في المغفرة فقد وقع في الخطيئة ، لانه استخف برحمة مولاه الذي لايعقل الرجوع من فنائه بالخيبة والخذلان .. ومن هنا لزم على الحاج ان يتفنن في الدعاء في ذلك الموقف العظيم الذي لا نسك ولا عمل فيه سوى الدعاء والالتجاء .

23- ان الله تعالى آلى على نفسه ان يكرم زوار بيته الحرام حتى فى مجال التعويض المادي في الدنيا ، مقابل الدريهمات التي ينفقها في كسب الاجر المخلد الذي لاحساب له .. ومن هنا تعددت الروايات في ان الحج من موجبات الاستغناء ونفي الفقر ، مثل هذه النصوص المباركة : ( حجوا تستغنوا ) و ( تتسع ارزاقكم ) و ( الحج ينفي الفقر ) .

24- ان بعض بركات الحج مما لا تتجلى الا في الحياة الاخرة ، ولو علم الناس بها في الحياة الدنيا لاتوا البيت ولو حبوا على الثلوج ، وزحفا على الركب .. الا يكفي في هذا المجال هذا الحديث الوارد في مستدرك الوسائل في جواب موسى (عليه السلام) حينما سال الله تعالى عن ثواب من حج هذا البيت بنية صادقة ونفقة طيبة ؟!.. فقال تعالى: ( اجعله في الرفيق الاعلى مع النبييين والصديقين والشهداء والصالحين ) الوسائل ج 8 ص 102 .. اوهل هنالك جزاء فوق هذا الجزاء ؟!.

25- هنالك الكثيرون ممن يمكنهم الحج الواجب وكذلك المستحب ، ولكنهم يبذرون اموالهم في ما لايحل ولا يجمل .. ولو ادخروا شيئا من اموالهم لهذا السفر العظيم ، لاستطاع الكثيرون التمتع ببركات هذه السفر الالهي .. فيقول الصادق(عليه السلام) : (ان استطعت ان تأكل الخبز والملح ، وتحج في كل سنة فافعل) الوافي ج 4 ص 280.

26- ليس الحاج هو المستفيد الوحيد من زيارته لبيت الرب ، بل ان كل منتسب اليه تشملههذه الرحمة الغامرة .. وقد ورد عن الصادق (عليه السلام) : ( ان الحاج ليشفع في ولده واهله وجيرانه ) المستدرك ج 2 ص 10 .. فاذا كان هذا عطاء الله تعالى بالنسبة للمقربين اليه فكيف بالعطاء لنفسه ؟

27- تدل بعض الروايات على ان الحاج يعيش اجواء الحج وبركاته حتى بعد عودته من الحج ، اذ عليه نور الحج ما لم يلم بذنب .. وقد ورد في خبر طريف انه : ( لايزال العبد في حد الطواف بالكعبة مادام حلق الراس عليه) بمعنى انه يعد طائفا مادام الشعر قد نبت على راسه بعد الحلق في منى .

28- لابد من الدقة ومراعاة الاحتياط في بذل المال الذي يكون عوضا في سفر الحج ، فان الله تعالى لا يقبل الا ماكان اصله من الطيب لا من السحت .. فان الدين الالهى مجموع متكامل ، فلاقيمة لعمل من يؤمن ببعض ويكفر ببعض .. وقد ورد في الخبر : ( اذا حججت بمال اصله سحت ، فما حججت ولكن حجت البعير) محاسن البرقي .. وفي خبر اخر عن الامام الباقر (ع) : (لا يقبل الله عزوجل حجا ولا عمرة من مال حرام ) البحار ج 99 ص 120.

29- ان اخلاص النية في العمل من مقومات القبول في فروع الدين جميعها .. اذ كيف يزكي رب العالمين مالم يقصد وجهه الكريم ؟.. اوليس من الخسران ان يشد احدهم الرحال الى ذلك البيت العتيق متجشما عناء الطريق ، ليفوز بمتاع رخيص من متاع الحياة الدنيا ؟!.. فقد روي عن السجاد (ع) انه قال: ( من حج يريد به وجه الله ، لايريد به رياءا ولا سمعه غفر الله له البته ) الوافي ج 2 ص 47 .. ولكن ما اصعب مقياس القبول حيث فسر بأنه ( العمل الخالص الذي لاتريد ان يحمدك عليه احد الا الله عزوجل ) .. وما اصعبه من مقياس !!.

30- من التوفيقات في الحج ان يكون الانسان في خدمة اخوانه من حجاج بيته الحرام .. وقد كان ائمة الهدى (عليه السلام) يخفون انفسهم بين الحجاج لئلا يحرموا مثل هذا التوفيق .. وقد روي عن النبي (ص) : (سيد القوم خادمهم في السفر) البحار ج76 ص 273.. ولا شك ان اي حركة في هذا السفر انما هى مرتبطة بشأن من شؤون صاحب البيت ، فلا ينبغي الاستخفاف باي طاعه فلعلها هي المنجيه ، اوذلك لان المقصود اكرم الاكرمين .. وقد ورد عن الصادق (عليه السلام) التأكيد على تمريض ذلك الحاج المريض الذي كان مع الراوي في المدينه قائلا : ( قعودك عنده افضل من صلاتك في المسجد ) فروع الكافي ج4 ص 545 .

31- ان الحاج مطالب بالبذل وسعة الانفاق سواءا على نفسه او على غيره ، مادام كل ذلك يصب في كسب السعادة الابدية التي لاتقدر بثمن .. فقد ورد عن الصادق (عليه السلام) ( درهم في الحج افضل من الفي الف فيما سوى ذلك في سبيل الله ) .. كماورد ان : الله تعالى يبغض الاسراف الا في الحج والعمره .

32- من الممكن لمن لم يوفق لحج بيت ربه ، ان يعوض ذلك من خلال خدمة ذوي الحاج وخصوصا اذا كانوا ممن يحتاجون لمثل هذه الرعاية في غياب ولي امرهم .. وقد ورد عن الامام السجاد انه قال : (من خلف حاجا في اهله وماله كان له كأجره) سفينة البحار .

33- ان واقع الحج لا يبدا من الميقات ، وانما يبدأ من اللحظة الاولى من الخروج من المنزل .. فليحاول الحاج ان يجعل الحج هى الفترة الزمنية المحدودة بين خروجه من المنزل والعودة اليه .. فلابد من ان يكون مراقبا لنفسه في تمام هذه الفترة ، والا فان الخاسر هو الذي يحاول التوجه الى ربه في الحرمين الشريفين فحسب ، ناسيا بان توفيق التوجه هناك ، انما هى ثمرة لمجموع المجاهدة والذكر المستمر : خفيه وجليه .

34- ان الوسوسه والمبالغة في اتقان ظاهر الحج زيادة عما امر به المشرع المقدس ، قد يسلب الانسان جوهر العباده .. ومن هنا قد يطوف مراعيا لاحكام الموازاة للكعبة وغير ذلك من الاحكام ، قاصرا نظره على ذلك ، ومن دون ان يعيش ادنى المشاعر العرفانيةالتي تعيشها الملائكة التي تطوف حول ذلك البيت المنصوب في العرش ، والذي يوازي هذه الكعبه الارضية .

35- ان الحجر الاسود يمين الله في ارضه ، فلابد من استحضار معنى المعاهدة مع رب العالمين ، والبناء على عدم الاخلال بذلك حتى اخر العمر ، وذلك عندما نصل الى تلك النقطة بدلا من مدافعة الحجاج والهجوم اللاواعي عليها .. وقد كان الصادق (عليه السلام) يعفي نفسه من ملامسة الحجر معللا ذلك وهو يشير الى جده المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم) : انه كان يفرج له وانا لا يفرج لي !!.

36- اننا لا نعلم ماهو هذا السر في عدد السبع المتكرر في الطواف والسعي ورمي الجمرات .. ولعل هنلك تناسبا بينها وبين السماوات السبع والارضين السبع ، فعالم التشريع وعالم التكوين مترابطان اذ ان صاحبهما هو الحكيم المتعال .. والحج مجموعه من الاسرار لا نعرف كنهها ومن هناك كان الحج درسا بليغا فى التعبد بين يدى المولى الذى بيده نواصى الخلق طرا .

37- الطواف درس بليغ من دروس الحياة ففيه : حركة دائبة ، وفيه اتجاه ثابت ، وفيه مساحة محددة ، وفيه محورية حول نقطة واحدة ، وفيه معايشة ومعاشرة للخلق ، وفيه ابتداء وانتهاء ، وفيه صلاة متعقبة ، وفيه طهارة للثوب ، وفيه عدد لاينبغي تجاوزه ، وفيه شكوك مبطلة ، وفيه منع للزيادة والنقيصة ، وفيه اشتراط للطهارة من الحدث والخبث .. كل ذلك عناصر لابد من تواجدها في حركتنا في الحياة: سواءا في تعاملنا مع الناس او مع الله رب العالمين .

38- ان التأكيد على عنصر الامامة واتباع حماة لواء التوحيد، لايكاد يفرغ منه موقف من مواقف الحج .. فان الحاج بعد الطواف مأمور بأن يتخذ من مقام ابراهيم (عليه السلام) مصلى .. بمعنى انه مامور - وهو يريد مناجاة الرب - بان يقف في ذلك الموقف الذي وقف فيه بطل التوحيد ، متحديا طواغيت زمانه .. فالصلاة المقبوله هي ماكانت على موقع الامامة والولاية .

39- كما ان ابراهيم الخليل (عليه السلام) امر بتطهير البيت الحرام من الاصنام الظاهرية ، فاننا مامورون ايضا بتحطيم الاصنام الباطنية التي نتوجه اليها في الخفاء وان لم نعلن عبادتنا لها في الجلاء ، الا وهي الشهوات التي زينت لنا والتي ذكرها القران بأصنافها وانواعها .. فلنتأمل في هذه المقولة لامامنا الصادق (عليه السلام) التي تفتح لك افاقا من المعرفة وهي : ( القلب حرم الله فلاتسكن حرم الله غير الله) بحار الانوار ج 67 ص 25.

40- ان من الجفاء ان لايقوم الحاج بزيارة حبيبه المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم) وذريته الطاهرة وعمه سيد الشهداء (عليهم السلام ) مراعيا لاداب الزيارة كما هو حقها : استذكارا لحياتهم عند الله تعالى ، ومرزوقيتهم من عطاء الله تعالى ، وكرامتهم في قبول شفاعتهم عند الله تعالى ، والبناء على اثبات الصدق في محبتهم وذلك في الاجتهاد في طاعة الله تعالى .. وقد ورد عن النبي انه قال : ( من زارني حيا وميتا كنت له شفيعا يوم القيامة ) البحار ج 97 ص .. 139 .. كما روي عن علي (ع) : واتموا برسول الله حجكم ، اذا خرجتم الى بيت الله .

معصومة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس