عرض مشاركة واحدة
قديم 11-20-2010, 09:57 AM   #3
الم الرحيل
مشرفة منتدى لقاء مع عضو
 
الصورة الرمزية الم الرحيل
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 4,270
معدل تقييم المستوى: 20
الم الرحيل is on a distinguished road

اوسمتي

المستوى : 48 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 119 / 1196

النشاط 1423 / 54407
المؤشر 84%

افتراضي رد: متى ننتجع من عذب مائك فقد طال الصدى؟

( 3 )

أيُّ مهمة تنتظر الإمام المهدي عند خروجه؟ إنها مهمة خطيرة لم يتحمل نقلها ولم يستوعبها تاريخ الإنسان على امتداده وسعته، ولم يتأت لها التحقيق في تاريخ البشرية


إنها إقامة دولة عالمية تخضع لها جميع الشعوب والمجتمعات حيث يصبح البشر كلهم رعية لقائد واحدة، وفي ظل حكومة مركزية واحدة، ويسود العالم نظام واحد هو النظام الإسلامي

يقول الإمام الصادق عليه السلام وهو يتحدث عن عالمية دولة الإمام المنتظر

إذا قام القائم المهدي لا تبقى أرض إلا نودي فيها بشهادة لا إله إلا اللَّه وأن محمداً رسول اللَّه

في انتظار الإمام، ص66

وعن أبي جعفر الباقر عليه السلام

المهدي وأصحابه يُمَلِّكهم اللَّه مشارق الأرض ومغاربها، ويظهر الدين ويميت اللَّه عزّ وجلّ به وبأصحابه البدع والباطل، كما أمات السفهة الحق حتى لا يرى أثر من الظلم

منتخب الأثر، ص47

وقد مرت علينا بعض الأحاديث التي تؤكد على أنه يملأ الأرض -كلها- قسطاً وعدلاً. ولكن كيف يستطيع قائد واحد أن يتحمل مسؤولية رعاية جميع أقطار العالم وشعوبه ومجتمعاته وأفراده؟ وهل تتمكن حكومة واحدة أن تلبي متطلبات وحوائج كل أفراد العالم؟

وكيف يمكن تطبيق شريعة واحدة على عالم مختلف القوميات والعادات والمشاكل؟

صحيح أن خضوع العالم وتسلميه سيجعل المهمة سهلة، ولكن هناك مشاكل طبيعية يجب أن نحسب لها حساباً في تصورنا لذلك المستقبل السعيد.. منها اختلاف اللغات وبعد المسافات، وكثرة متطلبات الحياة، وصعوبة اتصال الجميع بقائد واحدة وتعقيد قضايا الحياة.. وقد يبادر البعض إلى إلقاء المسؤولية على الإعجاز، فالإمام مؤيد من قبل اللَّه ويمكنه أن يستعين بالمعجزة لعلاج كل هذه المشاكل! ولكنها حينئذ ستكون دولة يحكمها الغيب، وتديرها المعجزة.. مع أن الغيب لا يتدخل في قضايا الحياة إلا عبر السنن والقوانين الطبيعية اللهم إلا في بعض الحالات الاستثنائية المؤقتة حيث يحدث هناك التدخل المباشر وتكون المعجزة

أما أن تتحول المعجزة إلى قانون يحكم العالم كله، فهذا خلاف سنة اللَّه التي لن تجد لها تحويلاً ولن تجد لها تبديلاً

إذن فيجب أن نعتقد أن الدولة ستدار وتحكم بشكل مركزي وطبيعي -وليس عن طريق المعجز- من قبل الإمام المهدي. وإذا كان كذلك فيجب أن تتوفر كل الوسائل اللازمة التي تمكّن حكومة واحدة من إدارة العالم كله.. والنصوص الإسلامية التي بين أيدينا تلمح إلى توفر هذه الوسائل في عصر الإمام المهدي، فالصعوبات كلها ستكون سهلة، وثروات الكون تكتشف وتتفجر جميعها، والمسافات ستصبح قريبة وتنتهي مشكلة المواصلات، والاتصال بالإمام أو بأي مسؤول في حكومته أمر ممكن لتوفر الوسائل المساعدة

يقول الإمام موسى بن جعفر عليه السلام

الثاني عشر منا، يسهِّل اللَّه تعالى له كل عسر، ويذلل كل صعب، ويظهر له كنوز الأرض، ويقرّب عليه كل بعيد

منتخب الأثر، ص239

وعن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام عن أبيه سلام اللَّه عليه

يبعث اللَّه رجلاً في آخر الزمان، وكلب من الدهر، وجهل من الناس، يؤيده اللَّه بملائكة ويعصم أنصاره، وينصره بآياته، ويظهره على أهل الأرض حتى يدينوا طوعاً أو كرهاً، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً ونوراً وبرهاناً، يدين له عرض البلاد وطولها، لا يبقى كافر إلا آمن، ولا طالح إلا صلح، وتصطلح في ملكه السباع، وتخرج الأرض نبتها، وتنزل السماء بركتها، وتظهر له الكنوز

منتخب الأثر، ص 487

وعن الإمام الرضا عليه السلام

هو الذي ستطوى له الأرض

منتخب الأثر، ص 220

أما الإمام الصادق عليه فيقول

إن قائمنا إذا قام مدّ اللَّه لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم، حتى لا يكون بينهم وبين القائم بريد، يكلمهم فيسمعون وينظرون إليه وهو في مكانه

منتخب الأثر، ص 483

وقال أيضاً

إن المؤمن في زمان القائم وهو بالمشرق ليرى أخاه الذي في المغرب، وكذا الذي في المغرب يرى أخاه الذي بالمشرق

منتخب الأثر، ص 483

إن هذه الظروف المساعدة على نجاح مهمة الإمام المهدي إذا كانت لا تعتمد كلها على المعجزة، ويكون تحققها بشكل طبيعي فلابد وأن تكون بفضل الخبرات والمكاسب البشرية التي تمكن الإنسان من توفير تلك الوسائل

وها نحن نشهد توفر بعض تلك الوسائل التي أشارت إليها بعض الأحاديث، كتقليص المسافات المعبر عنه بـ يقرب له لك بعيد أو تطوى له الأرض

وكذلك مشكلة الاتصال فليس صعباً الآن وبإنجازات العلم الباهرة أن يتكلم قائد فيسمعه أفراد رعيته في كل أنحاء العالم، كما أنه أصبح من المعتاد أن يسمع أهل المشرق صوت أهل المغرب، وبالعكس ولعل هناك اختراعات واكتشافات أخرى ستفتق عنها عقل الإنسان في مستقبل التاريخ ولتكون عوناً ودعماً لحكومة الإمام الواحدة القائدة لجميع العالم. من هنا يحق لنا أن نحتمل أن من بين أسباب تأخر خروج الإمام المهدي هو انتظار يهيؤ الأجواء والظروف المادية والآلية والاجتماعية، ليستطيع الإمام عندها من إنجاز مهمته وتنفيذ دوره الخطير على أحسن وجه مستعيناً بإنجازات العلم الحديث ومكاسب الإنسانية الجبارة
الم الرحيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس