نشوء العقيده
عقيدتنا (1)
نشوء العقيدة
حيثما يرسل الإنسان بصره فيما يحيط به من أشياء في الأرض وفي السماء وحينما يتمعن في نفسه والأحداث والتطورات الجارية من حوله فانه يندفع إلى التساؤل عن حقيقة واصل مايثير دهشته وانتباهه من كائنات ومظاهر وتغيرات لا تعد وكلما ارتقى مستوى الإنسان الفكري اتسع نطاق تأملاته في الكون ومحاولاته معرفة مايجهل وازداد شوقا إلى إدراك أصل الوجود ومصيره ومنشأ الإنسان ومايمكن أن يلاقيه بعد الموت وما إلى ذلك فإذا توصل الإنسان إلى أفكار أو حلول بشأن مايدور في ذهنه من تلك التساؤلات واعتقد بصحة هذه الأفكار عقيدة
وبعبارة أخرى إذا وعى الإنسان وجوده الحاضر والحياة القائمة فيه ووعى وجود الطبيعة وما يجري فيها من تغيرات وأحداث فانه يندفع –بفطرته- إلى التفكير في الوجود لمعرفة أصل مصيره وفيما سوف يلاقيه الناس بعد الموت وما شابه ذلك تلذذا بالمعرفة وتحوطاَ من المخاطر والشرور التي قد يظفر بها بعد ذلك فإذا استطاع أن يكون فكرة حول مايدور في نفسه من تلك الأسئلة وأمثالها وصدق بتلك الفكرة تصديقا جازما وارتضتها نفسه سمية تلك الفكرة عقيدة
فالعقيدة لغة هي ما انعقد عليه القلب والوجدان وما يدين به الإنسان وفي الاصطلاح هي مجموع الأفكار الأساسية عن الوجود ومصدره ومصيره أو هي فكرة كلية عن الكون والإنسان والحياة وعما قيل في هذه الحياة وعما بعدها وعن علاقتها بما قبلها وما بعدها.
|