عرض مشاركة واحدة
قديم 01-07-2011, 03:35 PM   #1
الطريبيلي
 
الصورة الرمزية الطريبيلي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 1,072
معدل تقييم المستوى: 16
الطريبيلي is on a distinguished road

اوسمتي

المستوى : 28 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 695

النشاط 357 / 29175
المؤشر 82%

Icon27 التدبّر في القرآن

التدبّر في القرآن

قال الله سبحانه وتعالى : ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )(1) ولكن ماهي الأقفال التي تشير اليها الآية ؟ :
إنها اقفال الجهل ، والهوى ، والتهّرب من المسؤوليّات الثقيلة التي تصون الانسان والاجتماع من الهلاك ،
ولهذا نرى حاليا الأمّة الأسلامية غير موحّدة مع ان القرآن واحد والاسلام واحد والنبّي واحد .
وحكم الغرب سائدا على البلدان الاسلامية ومن آثارها الواضحة :
الحدود الجغرافية التي تحوم كلّ بلد اسلامي مع انّ الغرب بلدا واحدا والولايات المتّحدة الأمريكية بلدا واحدا .
وثانيا الحرّيات المشنوقة في بعض البلدان الاسلامية مثل :
« حريّة البيان والرأي
____________
(1) سورة محمد صلى الله عليه وآله ، الآية 24 .


« حرية القلم والكتاب
« حرية الجرائد والصحف والمجلات
« حرية التلفاز والراديو ولا يخفى أن جميع هذه تحت الاطار الاسلامي المشروع الذي بينه لنا الكتاب والسنة .
ثالثا : حاكمية الحزب الواحد في بعض الدّول الاسلامية أو بتعبير آخر حاكمية العائلة المالكة في إدارة شؤون البلاد والعباد ومعنى هذا ليس للشعب الا الطاعة سوى حكمت بعدل أو ظلم .
وقال سبحانه وتعالى : ( كتاب أنزلناه اليك مبارك ليدّبروا آياته وليتذكّر أُولو الألباب )(2) .
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : لا يعذّب الله قلبا وعى القرآن(3) .
وعنه صلى الله عليه وآله : ويلّ لمن لاكها بين لحييه ولم يتدبّرها(4) .
وعن علي ابن أبي طالب عليهما السلام : الا لا خير في قراءة ليس فيها تدبّر ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقّه(5) .
____________
(1) سورة محمد صلى الله عليه وآله ، الآية 24 .
(2) سورة ص ، الآية 29 .
(3) أمالي الطوسي : ج1 ص 5 .
(4) مجمع البيان : ج2 ص 554 .
(5) بحار الأنوار : ج92 ص 211 .


وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام :
تدبّروا آيات القرآن واعتبروا به ، فأنّه ابلغ العبر(1) .
وعنه عليه السلام : ايّاك ان تفسرّ القرآن برأيك حتى تفقهه عن العلماء « فأنّه ربّ تنزيل يشبه بكلام البشر وهو كلام الله ، وتأويله لا يشبه كلام البشر كما ليس شيء من خلقه يشبهه كذلك لا يشبه فعله تعالى شيئا من افعال البشر ،
ولا يشبه شيء من كلامه بكلام البشر ،
فكلام الله تبارك وتعالى صفته وكلام البشر افعالهم .
فلا تُشبّه كلام الله بكلام البشر فَتُهْلَك وتُضلّ(2).
وعن الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام :
آيات القرآن خزائن العلم فكلّما فتحت خزانة فينبغي لك أن تنظر فيها(3) .
وعن الإمام الصادق عليه السلام :
____________
(1) بحار الأنوار : ج92 ص 316 .
(2) غرر الحكم .
(3) التوحيد للصدوق الباب 36 كما في بحار الأنوار : ج92 ص 107 .


انّ هذا القرآن فيه منار الهدى ،
« ومصابيح الدجى ،
« فليجل جال بصره ،
« ويفتح للضّياء بصره ،
فأنّ التفكّر حياة قلب البصير ،
كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور »(1) .
ومن أدعية الإمام الصادق عليه السلام في هذا المجال :
اللهم نشرت عهدك وكتابك ، فأجعل نظري فيه عبادة ، وقرائتي فيه تفكّرا ، وفكري فيه اعتبارا ولا تجعل قرائتي قراءة لا تدبّر فيها ، ولا تجعل نظري فيه غفلة »(2) .
ولأهمية التدبّر في القرآن كرّرت هذه الآية الشريفة في سورة القمر اربع مرّات كرارا .
( ولقد يسّرنا القرآن للذّكر * فهل من مدّكر )؟(3) .
____________
(1) القمر : 17 ـ 22 ـ 32 ـ 40 .
(2) الكافي : ج2 ص 600 ح 5 .
(3) الاختصاص : ص 141 .


وقوله تعالى :
( فانّما يسّرناه بلسانك لعلهم يتذكّرون )(1) .
وقوله سبحانه وتعالى :
( فانّما يسّرناه بلسانك لتبشّر به المتّقين وتنذر به قوماً لذا )(2) .
والقرآن ليس ـ فقط ـ يدعوا النّاس الى التدبّر في آياته . .
وانّما : يطلب منهم ان يمارسوا التدبّر العميق أيضا . .
كما نفهم ذلك من قوله سبحانه :
أفلا يتدبرون القرآن ؟
( ولو كان من عند غير الله لو جدوا فيه اختلافا كثيرا )(3) .
ولا يخفى أنّ الآية نزلت في « المنافقين » و « المترددين » كما يظهر من الآيات السابقة .
« فالمراد ترغيبهم ان يتدبروا في الآيات القرآنية ويراجعوا في
____________
(1) النساء ، الآية 82 .
(2) الدخان : 58 .
(3) مريم ، الآية 97
.


كلّ حكم نازل ،
أو حكمة مبنيّة ،
أو قصّة ،
أو عظمة أو غير ذلك : جميع الآيات المرتبطة به مما نزلت مكّيتها ومدنيتها ومحكمها ومتشابهها ، ويضموا البعض الى البعض حتى يظهر لهم انّه لا اختلاف بينهما ، ويصدّق قديمها حديثها ،
ويشهد بعضها على بعض ، من غير ان يكون بينها أي اختلاف مفروض : لا أختلاف التناقض بأن ينفي بعضها بعض أو يتدافعا ، ولا أختلاف التفاوت بأن تتفاوت الآيتان من حيث تشابه البيان ، أو متانة المعاني والمقاصد . .
« فارتفاع هذه الاختلافات من القرآن يهديهم الى أنه كتاب منزل من الله ، وليس من عند غيره . . . »(1) .
عن الكافي والتهذيب والاستبصار ـ عن عبد الاعلى مولى آل سالم قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : عثرت فانقطع ظفري ،
____________
(1) الميزان في تفسير القرآن : ج5 ص19 ، الطبعة الثانية للعلامة الطباطبائي (ره) .


فجعلت على اصبعي مرارة(1) فكيف اصنع بالوضوء ؟
قال عليه السلام :
يعرف هذا واشباهه من كتاب الله عزّوجلّ . قال الله عزّوجلّ : ( ما جعل عليكم في الدين من حرج )(2) .
امسح عليه »(3) .
وفي قاعدة « المعسور يسقط بالميسور » مع أن التأمل الدقيق يقضى : بان المسح ـ بما هو مسح ـ لا حرج فيه ، وانّما الموجب للحرج هو اشتراط ( المباشرة ) في المسح .
إذن .. فالمنفي في الآية الكريمة [ المسح المباشر لقوله تعالى : ( وأمسحوا برؤسكم وأرجلكم الى الكعبين )(4) وليس ( أصل المسح ينفى ) .
للأسف هناك من يتصوّر التدبّر في القرآن معصية كبيرة تهوي بصاحبها في نار جهنم . . . وساءت مصيرا ؟!
____________
(1) المرارة : شحمه شبه كيس . لازقة بالكبد تكون فيها مادة صفراء هي المرّة [ المنجد : مادة . مرَّ .
(2) الحج ، الآية 78 .
(3) القواعد الفقهية للسيد ميرزا حسن البجنوردي : ج1 ص 209 .
(4) المائدة ، الآية 6 .


__________________
الطريبيلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس