عرض مشاركة واحدة
قديم 01-07-2011, 03:37 PM   #2
الطريبيلي
 
الصورة الرمزية الطريبيلي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 1,072
معدل تقييم المستوى: 16
الطريبيلي is on a distinguished road

اوسمتي

المستوى : 28 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 695

النشاط 357 / 29175
المؤشر 82%

افتراضي رد: التدبّر في القرآن

ويستدل بالروايات الشريفة التي نهت ( التفسير بالرأي ) .
منها قوله عليه السلام : « من فسّر القرآن برأية ان أصاب لم يؤجر ، وان اخطا فهوى ابعد من السّماء »(1) .
وقوله عليه السلام « من فسّر برأيه آية من كتاب الله فقد كفر »(2) .
وقوله عليه السلام : « من فسّر القرآن برأيه فيتبّوا مقعده من النار »(3) .
مع انّ هناك فرقا شاسعا بين المفهومين لأنّ التدبّر هو عبارة عن التروّي والتمعّن والتفكّر في آيات الله بحيث يتفاعل مع القرآن ولكن التفسير بالرأّي هو عبارة عن ابراز رأي جديد خارجا عن نطاق الدليل الشرعي العقلي العرفي وهو امّا فسره بآرائه الشخصية بهواه بمسبقاته الفكرية اي حمل اللفظ القرآني على خلاف الظاهر أو على احد احتمالين دون دليل كما صنع يحيى ابن اكثم في ايات جمّة منها هذه الآية الشريفة ( أو يزوّجهم ذكرانا واناثا )(4) .
____________
(1) مقدمة ( البرهان في تفسير القرآن) ص 16 طبعة دار الكتب العلمية ـ ايران .
(2) البرهان : ج1 ص19 .
(3) تفسير الصافي : ج1 ص 21 الطبعة الخامسة .
(4) الشورى ، الآية 49 و 50 .


فكان « يدين » عمله الشائن ... ويتمسك بآية من القرآن في مشروعية اباحة الزواج واباحة اللواط وكان هو محبوب المأمون العباسي ( الملعون ) فقال له يوما : لمن هذا الشعر :

قاض يرى الحدّ في الزنا ولا
يرى على من يلوط من بأس


فأجابه : الذي قال :
ما أحسب الجور ينقضي وعلى
الأمة وال من آل عبّــاس !


لعل يحيى بن اكثم يستفاد من الآية استحباب هذا العمل الشائن ايضا وليس بعيدا لأرضاء أهواءه وشهواته .
هلاّ لو لاحظنا الآية وتدبّرنا فيها جيدا لو جدنا المعنى الكمين فيها وهو الناس تجاه ( انجاب الذريّة ) على اربعة اقسام ..
فقسم لا يولد الاّ الاناث .
وقسم لا يولد الاّ الذكور .
وثالث : يولد له الاثنان معا .
ورابع : لايولد له أي واحد منهما ، بل يظل عقيما . والله يزوج الاناث ذكرانا والذكور اناثا ويجعل من يشاء عقيما وهذا



يفهم بعد التدبّر في هذه الآية الشريفة قوله سبحانه وتعالى : ( يهب لمن يشاء اناثا * ويهب لمن يشاء الذكور * أو يزوّجهم ذكرانا واناثا * ويجعل من يشاء عقيما انّه عليم قدير )(1) .
فيحيى ابن اكثم اراد ان يبرّر اعماله ويرضي اهواءه وشهواته بأستخدام هذه الآية الشريفة لأنه كان يعاني من الشذوذ الجنسي حتى قال عنه ابن خلكان : « الوط قاض بالعراق نعرفه » !
وهذا التجويز المحرم سائد لحدّ هذا اليوم نرى له اثرا خارجيا فضيعا .
وهناك من يفسّر آيات القرآن حسب ( الفكر الصوفي ) و( الذوق العرفاني ) فمثلا ابن العربي بأعتبار مذهبه هو ( وحدة الوجود ) ، لذلك فهو يفسّر ـ قول هارون لأخيه موسى عليهما السلام :
( يابن أُم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي )(2) .
يفسّره بانّ موسى : بعد ان عاد من « الطور » ورأى قومه قد عبدوا العجل . . عاتب اخاه هارون قائلا له :
____________
(1) الشورى ، الآية 49 و 50 .
(2) طه ، الآية 94 .


ـ : لماذا لم تدع الناس يعبدون العجل ؟
الا تعلم انّ الله سبحانه وتعالى يجب ان يعبد ـ في آية صورة كان المعبود ! هذا القول يستلزم هذا الكلام
انّه لا يوجد كافر ولا مشرك حتى يوبّخا لأنّ كل طائفة منهما يعبدان الله ولكن على اسلوب متفاوة وهذا معنى وحده الوجود والموجود وهو كفر والحاد وهناك من العرفاء من يفسّر قوله تعالى : ( اذهب الى فرعون انّه طغى ) بانّ المقصود من ( فرعون ) ليس شخصا معيّنا . . . بل المقصود به ( القلب القاسي . . ) . . وهذه الآية تشير ـ الى مجاهدة هذا اللّقب (1) .
والحال نرى خلاف ما يتصوّره العرفاء عرفا وعقلا وشرعا .
وهناك اصحاب الفكر المادي اخذوا يفسرّون القرآن بطريقة خاصة فالملائكة والجن ، والشياطين فسّروها بـ « القوى الطبيعية » التي تسيّر الانسان والكون ..
أو فسّره بما يظنه أو يخمّنه أو بعض الاستحسانات العقلية الفارغة وهذا نوع آخر للتفسير بالرأي الذي تشير الآية اليه ( انّ الظن لا يغني من الحق شيئا )(2) .
____________
(1) تفسير الصافي ـ المجلد الأول : ص 22 .
(2) النجم ، الآية 28 .

ومما يجدر ذكره في هذا المجال :
ان أمرأة على عهد عمر بن الخطاب كانت تمارس الجنس مع مملوكها وهذا بالطبع امر محرّم في نظر الاسلام .
فذكر ذلك لعمر . فأمر ان يؤتى بها . . .
ولّما جاءت سألها :
ـ : ما حملك على ذلك ؟ !
فقالت : تأوّلت آية من كتاب الله . وهي : ( والذين هم لفروجهم حافظون الاّ على أزواجهم أو ما ملكت ايمانهم )(1) .
وفي بعض الروايات :
« كنت اراه يحلّ لي بملك يميني كما يحلّ للرجل المرأة بملك اليمين »(2) .
____________
(1) المؤمنون ، الآية 8 .
(2) الغدير للعلامة الأميني : ج6 ص 118 ، الطبعة الثالثة .



















من كتاب كيف نقرأ القرآن
محمد جعفر الهاشمي
__________________
الطريبيلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس