عرض مشاركة واحدة
قديم 01-18-2011, 04:22 PM   #7
خالد الاسدي
 
الصورة الرمزية خالد الاسدي
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: العـــــراق
العمر: 64
المشاركات: 5,480
معدل تقييم المستوى: 21
خالد الاسدي is on a distinguished road

اوسمتي

المستوى : 53 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 130 / 1306

النشاط 1826 / 57547
المؤشر 26%

افتراضي رد: الرّوح قبل هذا العالم .

يـرى هـؤ لاء - كـمـا ذكـرنـا آنـفـا - انّ روح الانـسـان يـجـب ان تـصـل الى الكـمـال فـى إ طـار البـدن ، فـإ ذا حـلّت فـى جـسـم ولم تـصـل الى الكـمال المطلوب بعد مكوثها فيه مدّة فينبغى لها ان تعود الى الدنيا مرّة اخرى ، وتحلّ فى جسم آخر وتحيا حياة اخرى ؛ لكى تكتسب الكمال . فإ ذا رجح كمالها تماما وانعتقت من القيود تعرج - آنذاك - الى الفضاء الرحب . وقد اورد صـاحـب كـتـاب " الروح " - الذى يـعـدّ اشـدّ المـتـحـمـّسـيـن لهـذه النـظـريـة - عـدّة حـكـايـات حول هذا الموضوع .



حياة متكرّرة



يـطـلق عـلى مـن يـنـوَّم مـغـنـطـيـسـيـّا اسـم وسـيـط ( sujet ) . وقـد نـوّم العـقـيـد " روكـا " طـيـلة اشـتـغـاله فـى هـذا الحـقـل اشـخـاصـا ، اى وسـطـاء ذوى اسـتـعـداد وحـسّ مـرهف يعتمد عليهم ؛ لكى يصبحوا حينما ينوّمهم مغنطيسيّا رهن إ شـارتـه ، ويـكونوا فى هذه الحالة منقادين إ ليه . ومن الذين اجرى عليهم هذه العملية فتاة تبلغ من العمر ثمانية عـشـر عـامـا تـدعـى " جـوزفـيـن " ، وتـعـدّ افـضـل الوسـطـاء والانـمـوذج الامثل لتجارب الكونيل " روكا " .

وذات يـوم نـوّم " روكـا " الا نـسـة " جـوزفـيـن " وطـلب مـنـهـا التـحـدّث عـن ذكـريـات اوائل طـفـولتـهـا ، فـظـهـرت ردود فـعـل هـذا الامر على حالات " جوزفين " وروحيتها ؛ إ ذ شرعت فى سرد القصص الجـمـيلة التى قصّتها عليها امّها ايّام الطفولة حول الشياطين والملائكة . وكان " روكا " حاذقا فى هذا المضمار ، فقد حنّكته التجارب من خلال تنويمه لوسطائه وإ رجاعهم الى ماضيهم وايّام حداثتهم ، ممّا حفّزه على الطلب منهم التكلّم عن حياتهم منذ نعومة اظفارهم .

والامـر المـثـيـر هنا هو انّ كلاًّ من هؤ لاء واجه الحوادث الماضية فى التنويم المغنطيسى بنفس الحالة التى واجهها حـيـن مـرّت عـليه فى اليقظة خلال تاريخ حياته . فاءحد الوسطاء - وكان امراة - حينما عادت الى ايّام حملها ظهر عـليـهـا اثـر الحـمـل كـمـا يظهر على امراة ما خض ، فبدات تئنّ وتستغيث . وآخر عاد الى فترة كانت الاسقام المضنية تـعـصـف فـيـه ، فـبـانـت عـليـه نـهـكـة المـرض مـن تـوجـّع وشـحـوب . وعـاد ثـالث بـإ يـعـاز مـن الكـلونـيـل الى الايّام الاولى لتعلّمه القراءة والكتابة ، فمسك بدون وعى قلما وطفق يكتب ، والعجيب انه كتب خطّا يـشـبـه خـطـّه اثـنـاء الطـفـولة . وتـوغـّل " روكـا " فـى المـوضـوع اكـثـر ؛ إ ذ اوعـز يـومـا الى وسـيـطـه المـفـضـّل " جـوزفين " ان تعود الى اقدم ذكريات طفولتها ، وامعن فى تنويمها ، فانعكس ‍ اثره عليها ، فعادت الى ايّام طفولتها الاولى ، وغارت فى ذكرياتها اكثر فاءكثر حتّى عادت الى ايّام رضاعتها .

وفـجـاءة واجهت " روكا " ظاهرة عجيبة ، فعندما اوعز الى " جوزفين " بالعودة الى فترة ولادتها تاه وسط سكوت مـطـبـق فـى مـفـازة تـكـتـنـفـهـا الاسـرار ، ولم يـهـتـدِ الى اثـر اورسـم ، وبـقـى عـلى هـذا الحـال بـضـع دقـائق . ارتـبك " روكا " فى هذه الظاهرة ، واعتراه شعور غير طبيعى للفور باءنّ " جوزفين " قد طرقت عالما بعيدا فى القدم ، ويبدو انّها ولجت فى العالم الذى يسبق ولادتها .

مـرّت الحـادثـة بـسـرعـة خـاطـفـة اثـارت دهـشـة " روكـا " وحيرته ، وقد اعدّ إ بّان ذلك تقريرا جاء فيه :
اكتشفت خـلال هـذه التـجـربـة اثـرا جـديـدا مـن آثـار عـلم النـفـس ، لا اهـتـدى الى وصـفـه وتـحـليـل ظـاهـرتـه ، وآمـل فـى المـسـتـقـبـل القـريـب ان اشـخـّص ‍ مـاهـيـتـه وابـيـّن اعـراضـه مـن خلال مواصلة التجارب .

وهو كما يقول " روكا " ؛ إ ذ استطاع - لاوّل مرّة - ان يرجع إ نسانا الى مؤ تنف حياته ، ليجتاز من ميلاده الى ماوراء ذلك ؛ حـيـث ثـمـّة عـالم يـغـشـيـه الظـلام وتـكـتـنـفـه الاسـرار ، وإ نّ " جـوزفـيـن " قـد ولجـت هـذا العـالم المذهل .

وضـاعف " روكا " بدون وعى اثر القوّة المغنطيسية الى اقصى حدّ ، فخلدت " جوزفين " الى سبات عميق . وبينما كـانـت عـلى هـذه الحـال حـدث فـجـاءة حـادث عـجـيـب لم يـكـن بـالحـسـبـان ، فـقـد طـرق سـمـع الكـلونـيـل صـوت لانـسـان آخـر انـبـعـث مـن حـنـجـرة " جـوزفـيـن " ، وكـان الصـوت صـاخـبـا اجـشّ ، لرجل طاعن فى السنّ ، يبدو على نبرات صوته التذمّر والامتعاض ‍ .

وبـدا على " روكا " الاعياء والنصب ، ولكن حبّ الاطلاع كان ينعشه ويدفعه الى مواصلة البحث والتحقيق . فخاطب الرجل المسنّ بقوله :
من انت ؟ وما شاءنك ؟ ومـن البـديـهـىّ انّ صـوت الرجـل العـجـوز قـد انـطلق من عالم الاموات ، اى من ذلك العالم الا خر ، وإ ذا استطاع ان يـتـجاذب معه اطراف الحديث فسيحصل على اسرار كثيرة ، إ لاّ انّ المخاطب الذى ينبعث صوته من حنجرة " جوزفين " لم يـجـب اوّل الامـر عـن سـؤ اله ولزم جـانـب الصـمـت . وبـعـد ان كـرّر السـؤ ال اجاب بصوت ينتابه اللغط :
لبـّيـك ، هـا انـاذا بـيـن يـديك ، ولكنّى لا ارى شيئا ، فاءنا ملقى فى مكان مظلم . وهنا ضاعف " روكا " التاءثير المغنطيسى بكلّ ما اوتى من قوّة ، فاءضاف الرجل العجوز بصوت رخيم بعد ان لانت عريكته :
سل عمّا بدالك .

فبادر " روكا " للتوّالى سؤ اله عن شخصيته وحاله ، وانبرى الشيخ لاسئلة " روكا " مجيبا بصوت كنئيم الفهد :
اسـمـى " جـان كلود " ، ولدت فى " شانوان " ، دخلت المدرسة وواصلت الدراسة فيها حتّى السنّ الثامنة عشرة ، ثمّ ادّيت الخدمة العسكرية ، فانتسبت الى سريّة المدفعية الثانية .

وهـنـا تـذكـّر الرجـل العـجوز زملاءه اثناء خدمة العلم ، واصبح - وهو يستعرض ذكرياته - جذلان مسرورا . وكان " روكـا " يـقـف امـام " جـوزفـيـن " وهـى نـائمـة ، فـشـاهـدهـا تـمـدّيـدهـا الى طـرف فـمـهـا بـدون وعـى ، كـاءنـّهـا رجل ذو شارب غليظ منكبّ على فتله .

ومن الواضح انّ هذا الرجل المسنّ الساخط الذى ينبعث صوته من فم الفتاة ، والذى يسرد ذكريات شبابه هو روح " جـوزفـيـن " نـفـسـهـا ؛ إ ذ عـاشـت قـبـلهـا ردحـا مـن الزمـن بـشـكـل آخـر وفـى إ طـار آخـر بـصـورة رجـل ، وحـضـرت روحـه مـن عـالم الامـوات ، وتـمـثـّلت امـام " روكـا " تـحـكـى له قـصـّة حـيـاتـهـا .


تابـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
__________________
السلام عليك يا أبا عبدالله الحُسينْ



لعن الله امة قتلتك يا سيدي و لعن الله امة سمعت بذلك فرضيت

خالد الاسدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس