عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2011, 10:07 AM   #1
سبل النجاة
مشرفة المنتدى الإسلآمي العام
 
الصورة الرمزية سبل النجاة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 2,296
معدل تقييم المستوى: 17
سبل النجاة is on a distinguished road

اوسمتي

المستوى : 38 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 949

النشاط 765 / 40013
المؤشر 96%

افتراضي (تاثير المزاج على الاخلاق)


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاه والسلام على أشرف الخلق
محمد وعلى آله الطيبيين الطاهرين
واللعنه الدائمه على أعدائهم الى قيام يوم الدين

للمزاج مدخلية تامة في الصفات: فبعض الامزجة في اصل الخلقة مستعد لبعض الاخلاق، و بعضها مقتض لخلافه، فانا نقطع بان بعض الاشخاص بحسب جبلته، و لو خلى عن الاسباب الخارجية، بحيث‏يغضب و يخاف و يحزن بادنى سبب، و يضحك بادنى تعجب، و بعضهم بخلاف ذلك.

و قد يكون اعتدال القوى فطريا بحيث‏يبلغ الانسان كامل العقل، فاضل الاخلاق غالبة قوته العاقلة على قوتي الغضب و الشهوة، كما في الانبياء و الائمة عليهم السلام. و قد يكون مجاوزتها عن الوسط كذلك بحيث‏يبلغ ناقص العقل ردي الصفات مغلوبة عاقلته تحت‏سلطان الغضب و الشهوة، كما في بعض الناس.

الا ان الحق-كما ياتي-امكان زوالها بالمعالجات المقررة في علم الاخلاق، فيجب السعي في ازالة نقائضها و تحصيل فضائلها. و عجبا لاقوام يبالغون في اعادة الصحة الجسمانية الفانية، و لا يجتهدون في تحصيل الصحة الروحانية الباقية، يطيعون قول الطبيب المجوسي في شرب الاشياء الكربهة و مزاولة الاعمال القبيحة، لاجل صحة زائلة، و لا يطيعون امر الطبيب الالهي لتحصيل السعادة الدائمة.

و بقاء النفس على النقصان اما لعدم صرفها الى طلب المقصود لملابسة العوائق و الموانع، او مزاولة النقيض لتمكن موجبه، او لكثرة اشتغالها بالشواغل المحسوسة، او لضعف القوة العاقلة، فان لم تدركها العناية الالهية فلا يزال يتزايد النقصان و يبعد عن الكمال الذي خلق لاجله، الى ان تدركها الهلاكة الابدية و الشقاوة السرمدية، نعوذ بالله من ذلك و ان ادركته الرحمة الازلية، فيصرف همه في ازالة النقائص، و اكتساب الفضائل، فلا يزال يتصاعد من مرتبة من الكمال الى فوقها، حتى يصير من اهل مشاهدة الجلال و الجمال، و يتشرف بجواز الرب المتعال و يصل الى السرور الحقيقي، الذي لا عين رات، و لا اذن سمعت، و لا خطر على قلب بشر و الى قرة الاعين التي يشير اليها في قوله سبحانه:

«فلا تعلم نفس ما اخفى لهم من قرة اعين‏» (24) .



__________________
يامهدي ... فـ هذي أيادينا تعلّقتْ بـ حبلِ السماء تهزّ بابَ العطف والوجود
ليسّاقطَ ثمرُ الشفاعةِ رطباً جنيّاً يحيي قلوبَ السائلين
والباحثين في ليلة النصف عن سبلِ النجاة
سبل النجاة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس