الذكر المؤثر في معالجة حديث النفس :
رَوى هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جعفر بن محمد الصَّادِقِ ( عليه السَّلام ) أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله) :
" إِنَّ آدَمَ شَكَا إِلَى اللَّهِ مَا يَلْقَى مِنْ حَدِيثِ النَّفْسِ وَالْحُزْنِ ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ ( عليه السَّلام ) ، فَقَالَ لَهُ : يَا آدَمُ ، قُلْ : لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، فَقَالَهَا فَذَهَبَ عَنْهُ الْوَسْوَسَةُ وَالْحُزْنُ" [14] .
ورُوي عَنِ الإمام جعفر بن محمد الصَّادِقِ ( عليه السَّلام ) أنه قَالَ : " لَيْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ يَمُرُّ عَلَيْهِ أَرْبَعُونَ صَبَاحاً إِلَّا حَدَّثَ نَفْسَهُ ، فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ " [15] .
عوامل أخرى مؤثرة في إيجاد الخشوع :
وهناك عوامل أخرى تؤثر في إيجاد حالة التوجه والخشوع وحصول التركيز لدى المصلِّي نُشير إليها بإيجاز كالتالي :
1. الإهتمام بأوقات الصلوات .
2. إختيار المكان المناسب للصلاة من حيث الهدوء وعدم وجود ما يُصرف إنتباه المُصلِّي أمثال الأصوات والصور وحضور الآخرين والنافذة أو الباب المفتوح أمام المصلِّي وغيرها من الأمور .
3. تركيز النظر إلى محل السجدة في حال القيام والقراءة والتشهد والسلام .
4. التدبّر في معاني الكلمات والأذكار التي تُقال في الصلاة.
5. تعويد النفس على الرجوع إلى حالة الخشوع كلما عرض للإنسان شيء من العوامل الصارفة .
6. المواظبة على النوافل .
7. المواظبة على الأدعية والأذكار والتعقيبات الخاصة بكل صلاة .
8. أكل الرمان فإنه مفيد لمعالجة الوسواس وحديث النفس حسب ما جاء في الحديث:
فقد رَوى مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جعفر بن محمد الصَّادق ( عليه السَّلام ) أنه قَالَ :
" مَنْ أَكَلَ حَبَّةً مِنْ رُمَّانٍ أَمْرَضَتْ شَيْطَانَ الْوَسْوَسَةِ أَرْبَعِينَ يَوْماً " [16] .
و أخيراً :
وأخيراً نُذَكر بأن لحديث النفس أنواع وصور مختلفة ، فمنها ما هو من قبيل الشك في العقيدة بسبب ما يلقيه الشيطان ويسببه من وساوس في صدور الناس طمعاً منه في التغلُّب عليهم وإبعادهم عن جادة الحق والصواب ، فيلقي في نفوسهم الشبهات والتشكيكات ويبذل كل ما بوسعه من أجل تحقيق مآربه ونواياه ، ويتوسل بكل الأساليب والوسائل ، إلى غيرها .
نسأل الله عزَّ وجَلَّ أن يُبعد عنا الشيطان ووساوسه في جميع الحالات خاصة حال الصلاة والعبادة ، وأن يوفقنا ويوفِّقَ جميع المؤمنين للصلاة التامة والمقبولة بقلوب خاشعة ومنقطعة إلى رب العالمين ، إنه مجيب الدعاء .
*****************************************
الإجابة للشيخ صالح الكرباسي – الجزء الثاني والأخير
__________________
يامهدي ... فـ هذي أيادينا تعلّقتْ بـ حبلِ السماء تهزّ بابَ العطف والوجود
ليسّاقطَ ثمرُ الشفاعةِ رطباً جنيّاً يحيي قلوبَ السائلين
والباحثين في ليلة النصف عن سبلِ النجاة