عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-2009, 02:36 PM   #2
ابو بسام قصار
مشرف المنتدى الإسلآمي العام
 
الصورة الرمزية ابو بسام قصار
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
العمر: 53
المشاركات: 2,888
معدل تقييم المستوى: 18
ابو بسام قصار is on a distinguished road

المستوى : 42 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 103 / 1036

النشاط 962 / 46569
المؤشر 44%

افتراضي رد: هل حقا الامام علي لم يطالب في الخلافة

<B>
2- زهد الإمام علي (عليه السلام)
لأن الإمام (عليه السلام) كان زاهداً بكل ما يتعلق بأمور الدنيا فأنه زهد بالخلافة لأنها من تلك الأمور الدنيوية. وكان يجهز نفسه (عليه السلام) في الدنيا لأخرته وقد اعتبرها جسراً يمر الإنسان من خلاله إلى عالم الديمومة والبقاء. وكان (عليه السلام) دائم الذم للدنيا وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في زهد علي (عليه السلام) (يا علي إن الله قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إليه منها هي زينة الأبرار عند الله: الزهد في الدنيا).
وقد قال (عليه السلام) في الدنيا (ما أصف من دار أولها عناء وأخرها فناء في حلالها حساب وفي حرامها عقاب)(7).
(دارٌ بالبلاء محفوفةٌ وبالغدر معروفةٌ لا تدوم أحوالها، ولا تسلم نزّالها، أحوالٌ مختلفةٌ، وتاراتٌ متصرّفةٌ العيش فيها مذمومٌ والأمان فيها معدومٌ وإنما أهلها فيها أغراض مستهدفة ترميهم بسهامها، وتغنيهم بحمامها).
فلم يتعايش الإمام (عليه السلام) معها أبداً.. بل قسى عليها من خلال قسوته على نفسه بكل أنماط العيش المتواضع من لباس وطعام. وهو تأكيدٌ لفلسفة الإمام بدنياه التي لا أطماع له فيها ومنها الخلافة التي اختلف الناس عليها إلا هو.
3- نبذ العصبية القبلية واستبدالها بالإسلام دستوراً للحياة
(التقوى) هي الدالة الوحيدة على إيجاد الفرق بين المسلمين في المجمع الإسلامي الجديد فالأكرم بين صفوفهم أكثرهن تُقى وأحسنهم عمقاً ورسوخاً في مبادئ الدين الحنيف وقد قال الله عز وجل (إن أكرمكم عند الله اتقاكم) لذا شهرت أمام حامل الرسالة محمد (صلى الله عليه وآله) سيوف الشر لمقاومة دعوته عندها جاءه الأمر الرباني برفع السيوف الإسلامية أمام تلك السيوف الجاهلية دفاعاً عن مبادئ الإسلام فشهرت وكان على رأسهم علي بن أبي طالب الذي حزّ سيفه رقاب المشركين من الرؤساء والوجوه والشجعان حتى لم تسلم أية قبيلة من سيفه إلا من أسلم منها فتجسدت روح العصبية التي أنهاها الإسلام ونهى عنها بعد أن انتقل المصطفى إلى الملأ الأعلى، فكانوا يضمرون لعلي (عليه السلام) الحقد والحسد والضغينة بسبب سيفه الذي هشم أَبائهم عند صدر الدعوة للإسلام.
* لقد تركوا جسد الرسول ندياً ليحسموا أمر الخلافة لصالحهم بغياب الإمام علي.
* وكان الإمام قد أبى مبايعة عمه له مخافة الفتنة.
* لقد حافظ الإمام في صمته وصبره على الأسس والقواعد التي قام عليها الإسلام.

نعم تجسد ذلك بإبعاده عن الخلافة ومحاولة تهميش دوره فيها وطمس مكانته أو موقعه في قيادة المسلمين وكاد أن يدب الخلاف فيما بينهم لولا عبقرية وكلمة الإمام وسعة أفقه.
واستغل القوم نتائج السقيفة لينالوا منه بسبب ما كان كامناً في نفوسهم وهذا عندهم أكثر ما استطاعوا أن ينالوا منه.. وعنده أقلّ ما نالوه منه!
بقيّ الإمام في دائرة صغيرة محيطها أهل بيته والمتقوّن من المسلمين الأوائل ونفرٌ من الأنصار والمهاجرين ولم يفرط بهم حفظاً على مبادئ الإسلام ولذا كان هذا وذاك سبباً أخر يضاف إلى أسباب سكوته عن حقه في الخلافة.
4- والسبب الرابع:
لقد أوصاه الرسول الكريم بالصبر على كل الأحداث وأصعب الأمور التي ستجابهه بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى. حيث قال له: (يا علي إني اعلم أن لك ضغائن في صدور قوم سوف يظهرونها لك بعدي، فأن بايعوك فأقبل، وإلا فأصبر حتى تلقاني مظلوماً(8).
وورد في (مستدرك الصحيحين)(9) للحاكم روى بسنده عن أبي إدريس الاودي.. عن علي (عليه السلام) قال (إن ما عهد إليّ النبي (صلى الله عليه وآله) إن الأمة ستغدر بي بعده).
لذا فالإمام علي صبر تنفيذاً لأوامر رسول الله والإمام خير المسلمين في تنفيذ أوامر الله ورسوله فصبره وسكوته كانا حكمة وتدبيراً لأنهما أمران أمر بهما معلمه العظيم رسول الله من اجل وحدة المسلمين والحفاظ على دينهم القويم.. فقدم الإمام حقه قرباناً لحياة الإسلام وإيثاراً للصالح العام.
لقد حافظ الإمام في صمته وصبره ورده على الأسس والقواعد التي قام عليها الإسلام، فصان
الكيان الإسلامي من عوامل الضعف والوهن التي كادت أن تعتريه والتي كان ذلك بوهن بنانه.
5- الحفاظ على القرآن:
ويمكن أن نضيف إلى ما تقدم: إن الإمام كان يرى نفسه مسؤولاً عن الرسالة حتى لو كان بعيداً عن منصب الخلافة وتعامل مع الأحداث بهذه الروح الايجابية فكان أول عمل قام به هو جمعه للقرآن الكريم فالقرآن قد نزل منجّماً (أي على شكل دفعات) فكانت الآيات نزل حسب الحاجة إلى ذلك وكان بعض الصحابة يكتبون ما ينزل من الآيات من تلقاء أنفسهم أو بأمر الرسول (صلى الله عليه وآله) كانوا يكتبونه على سعف النخل والرقاع وقطع الأديم وعظام الشاة والإبل وأضلاعها.. فأصبحت بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) عرضةً للتحريف إن لم يسرع احدٌ ويبادر بجمع القرآن فصيانة القرآن من الضياع يعني صيانة للإسلام. فعكف في داره مشغولاً بهذه المهمة .. وكتب في آدابه وأشار إلى أسباب النزول وأملى ستين نوعاً من أنواع علوم القرآن وذكر لكل نوعٍ مثالاً يخصه(10) وبهذا العمل الجبار استطاع الإمام إن يحافظ على أهم أصل من أصول الإسلام وأن يوجه العقل نحو البحث عن العلوم التي يزخر بها القرآن ليصبح المنبع الرئيس للفكر والمصدر المباشر الذي يستمدّ منه كل ما يحتاجه الإنسان في حياته من قوانين وبرامج الحياة.
وبعد أن فرغ الإمام علي من تدوينه حمله على جمل منبهاً الناس بأنه قد جمع لهم القرآن ثم توجه إلى عمل آخر وهو تدوينه للأحكام الدينية في كتابٍ واحدٍ وقد أصبح (عليه السلام) مرجعاً للناس في أمور دينهم ودنياهم.
</B>
الهوامش:
1- الإمام علي جدل الحقيقة، محمود محمد العلي.
2- علي إمام المتقين، عبد الرحمن الشرقاوي.
3- الزخرف: الذهب.
4- الزبرج: الزينة والجواهر والذهب.
5- الفتنة الكبرى طه حسين ج 2.
6- المراجعات: السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي.
7- نهج البلاغة شرح محمد عبده.
8- الرياض النضرة للطبري.
9- ج 3 مستدرك الصحيحين.
10- الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي.
ابو بسام قصار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس