إن المعصية حالة من ( التمرّد ) المقصود أو غير المقصود مع الحق مباشرة ، ولهذا تنتاب العبد حالة منالخجل والوجل ، عندما يريد الحديث مع من عصى في حقه ، وخاصة عندما تكبر حجم المعصية ..ومن هنا كان من الطبيعي أن يخلق الحق شفعاء بينه وبين خلقه ، وهم المعصومون (ع) الذين أمر باتخاذهم الوسيلة إليه ..فإن المعصية وإن كانت ( مخالفة ) لهم أيضا ، إلاإنها ( متوجهة ) للحق قبل أن تتوجه إليهم ..ولهذا جعل الحق توبته متفرعة علىاستغفار الرسول (ص) ، كالأب الذي يشفع لابنه عند السلطان ، بطلب من السلطان نفسه .
قال الإمام الصادق (عليه السلام): )إن الرجل ليكون بينه وبيه الجنة أكثر مما بين الثرى والعرش لكثرة ذنوبه، فما هو إلا أن يبكي من خشية الله -عز وجل- ندما عليها، حتى يصير بينه وبينها أقرب من جفنه إلى مقلته(
__________________
يامهدي ... فـ هذي أيادينا تعلّقتْ بـ حبلِ السماء تهزّ بابَ العطف والوجود
ليسّاقطَ ثمرُ الشفاعةِ رطباً جنيّاً يحيي قلوبَ السائلين
والباحثين في ليلة النصف عن سبلِ النجاة