أسند الحق الشح في آية: {ومنيوق شح نفسه} إلى النفس ، إذ من المعلوم أن الحركات الخارجية تابعة لحركات الباطن ..والشحّ الذي هو أشد من البخل - والذي يتجلى خارجا في منع المال - منشأه حالة فيالباطن ..ومن دون علاج هذا الشح ( الباطني ) ، يبقى الأثر ( الخارجي ) للشح باقيا ،وإن تكلّف صاحبه في دفعه - خوفا أو حياء - كما نراه عند بعض متكلفي الإنفاق ..وهكذاالأمر في باقي موارد الرذائل ، كمتكلفي التواضع والرفق وحسن الخلق ..فاللبيب هوالذي ( يجتثها ) من جذورها الضاربة في أعماق النفس ، بدلا من ( تشذيب ) سيقانهاالمتفرعة على الجوارح
__________________
يامهدي ... فـ هذي أيادينا تعلّقتْ بـ حبلِ السماء تهزّ بابَ العطف والوجود
ليسّاقطَ ثمرُ الشفاعةِ رطباً جنيّاً يحيي قلوبَ السائلين
والباحثين في ليلة النصف عن سبلِ النجاة