عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-2009, 08:00 PM   #3
الم الرحيل
مشرفة منتدى لقاء مع عضو
 
الصورة الرمزية الم الرحيل
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 4,270
معدل تقييم المستوى: 20
الم الرحيل is on a distinguished road

اوسمتي

المستوى : 48 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 119 / 1196

النشاط 1423 / 53942
المؤشر 84%

افتراضي رد: وجوب الجهر بظلامة الزهراء عليها السلام‎

فما هي حلّة الكرامة، وما معنى أنّها معجونة بماء الحياة؟! هذا بحث له مكانه، ونكتفي هنا بالإشارة إلى كلمات وردت في هذا الحديث

أدخلوا ابنة نبيي الجنّة على أحسن صورة ... ونظام العدل في الوجود يقضي أن لا تعطى أحسن صورة لإنسان إلاّ إذا كان عمله أحسن عمل لله تعالى، فلابدّ أن يكون في الكمال العلمي أحسن العلماء، وفي الكمال العملي أحسن المتخلّقين بالفضائل، فإنّ دقّة القانون الإلهي تقول: ﴿فمن يعمل مثقال ذرّة خيراً يره. ومن يعمل مثقال ذرّة شرّاً يره﴾ (سورة الزلزلة: 7 _ 8)

في مثل ذلك اليوم العظيم، وذلك المشهد العظيم، لا يمكن أن يكون الإنسان الذي يضع قدمه مكان قدم سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله ويدخل أوّلاً إلى الجنّة إلاّ إنساناً فريداً، فالأُمور عند الله تعالى تخضع لحساب وكتاب!!

مقام فاطمة عند الله عزوجل

لابدّ من التفكير في مثل هذه الحقائق التي رواها الجميع، في أمثال هذه الأحاديث وذلك السلوك النبوي مع الصدّيقة الكبرى فاطمة عليها السلام فقد كان آخر من يودّعه النبي صلّى الله عليه وآله في المدينة فاطمة، وأوّل من يزوره إذا رجع من سفره فاطمة! (كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلّى فيه ركعتين، ثمّ يثني بفاطمة ثمّ يأتي أزواجه، وفي لفظ: ثمّ بدأ ببيت فاطمة، ثمّ أتى بيوت نسائه) (فتح الباري: 8/89، المعجم الكبير للطبراني: 22/225)، وكان يشمّها ويقبّلها ويقول أشمّ منها رائحة الجنّة (فاطمة حوراء إنسية، فكلّما اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت رائحة ابنتي فاطمة)

(أمالي الصدوق: 546)

إنّ هذا السلوك فضلاً عن أنّه عاطفة أبوية، له دلالته النبوية على مقام الصدّيقة الزهراء عليها السلام ومقامها عند الله تعالى! فليس أمراً بسيطاً من سيّد الخلق وأقربهم إلى الله تعالى صلّى الله عليه وآله، الذي يقبّل سيّد الملائكة جبرئيل غبار قدميه، أن يقبّل ابنته فاطمة، ويشمّ منها رائحة الجنّة!

وليس أمراً بسيطاً أن تكون أوّل شخص يدخل الجنّة، لا بمعنى أنّ النبي يرسلها أمامه إلى الجنّة، بل لأنّ الله تعالى يريد أن يري أهل المحشر من الأوّلين والآخرين أنّي عندما أنزلت على عبدي محمّد ﴿طه. ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى﴾ فإنّ فاطمة التي هي بضعة من أبيها كانت شريكة في هذه السورة لأنّها كانت شريكة لأبيها في عبادتي، ووقفت مثله في محرابها بين يدي حتّى تورّمت قدماها! فقد روت مصادرهم كالسيوطي في الدرّ المنثور 6/361 : قال: (وأخرج العسكري في المواعظ وابن مردويه وابن الدلال وابن النجّار عن جابر بن عبدالله قال: دخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على فاطمة وهي تطحن بالرحى وعليها كساء من وبر الإبل، فلمّا نظر إليها قال: يافاطمة تعجّلي فتجرّعي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غداً! فأنزل الله: ﴿ولسوف يعطيك ربّك فترضى﴾ (سورة الضحى:5). وفي نهاية الإرب للنويري: 3 جزء 5/264: (فلّما نظر إليها بكى وقال: يافاطمة تجرّعي مرارة الدنيا لنعيم الأبد.. الخ. وكذا في إحياء الغزالي: 4/233

فرآها وعليها كساء من وبر الإبل .. رأى حالتها، رأى ابنته التي أمضت ليلها في محراب عبادتها ولم تكد تنم، وفي الصباح بدأت بعملها، وهذا لباسها، فانكسر لها قلبه ودمعت عيناه! وانكسار قلب النبي صلّى الله عليه وآله ليس أمراً عادياً، وعندما يجري دمع النبي صلّى الله عليه وآله فإنّ دمع باطن الوجود يجري! فبكى رسول الله وقال لها: إصبري على مرارة الدنيا. ولا نعرف ممّا نقله السيوطي وغيره ماذا كانت القضية وماذا جرى؟ لكن نفهم أنّها كانت ملحمة في الصبر والعبودية، وأنّ النبي صلّى الله عليه وآله انكسر قلبه لحال فاطمة وبكى، وأنّ الله تعالى أنزل عليه جبرئيل شاكراً واعداً، بقوله تعالى: ﴿ولسوف يعطيك ربّك فترضى﴾!!

لماذا إعترضت الزهراء؟

إنّ ما يجب أن نقوله ونصرخ به، ونحن نواجه ظلماً لم تنصفه الدنيا! أنّ بشراً ملائكياً من نوع فاطمة عليها السلام هذه معيشتها، يستحيل أن تقف في وجه أبي بكر من أجل لقمة خبز، أو مزرعة نخل وزروع!

ألم يحن للدنيا أن تفكّر وتعرف أنّ أبا بكر بن أبي قحافة كان أُمّياً في مسائل الدين، وأنّ المحدّثين والنقّاد اتّفقوا على أنّه كان جاهلاً بإرث الجدّة هل ترث أم لا؟ فقال لا أدري! إلى هذا الحدّ كان علمه بأحكام الشرع، وقد حاول الذهبي أن يجد له عذراً بأنّه لم يكن يحفظ، وأنّه أراد الدقّة وأنّه لذلك منع الناس من جمع السنّة النبوية وتدوينها! ولكنّه عذر أقبح من ذنب!

أبو بكر الذي كان جاهلاً بإرث الجدّة فسأل عنه وتعلّمه لكن ممّن؟! من شخص متّفق عليه أنّه من أفجر الفجّار، هو المغيرة بن شعبة! لقد اعتمد أبو بكر على كلامه، وحكم للجدّة بما قاله المغيرة!
لكن عندما جاءته سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام واعترضت عليه لماذا منعتني حقّي من فدك؟! ردّها أبو بكر ولم يصدّقها! مع أنّه سمع ابنته عائشة قالت: (ما رأيت أحد كان أصدق لهجة من فاطمة، إلاّ أن يكون الذي ولدها) حلية الأولياء: 2/42، الاستيعاب: 2/751، ذخائر العقبى: 44، تقريب الأسانيد وشرحه: 1/150، مجمع الزوائد: 9/201، وقال: رجاله رجال الصحيح). (الغدير: 2/312)

أبو بكر يعرف من هي فاطمة، وقد سمع شهادة ابنته عائشة بحقّ فاطمة فلم يصدّقها! لكنّه صدّق المغيرة الفاسق الفاجر في إرث الجدّة!

إنّ الظلم الذي يحتاج إلى صيحة، والذي يجب على علماء المسلمين أن يجهروا به ولا يكتمونه أنّ مصادرهم وكبار مفسّريهم رووا أنّهم عندما نزل قوله تعالى: ﴿فآت ذا القربى حقّه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأُولئك هم المفلحون﴾. (سورة الروم: 38)، دعا فاطمة فأعطاها فدكاً، وبقيت في يدها حتّى صادرها أبو بكر!

لكن مطالبتها بفدك لم تكن من أجل فدك، فهذه حياتها التي رضيت بها، واختارت عن علم وعمد أن تتجرّع مرارتها من أجل حلاوة الآخرة، وهي أيضاً تعلم أنّها أسرع أهل البيت لحاقاً بأبيها رسول الله صلّى الله عليه وآله! فأي قيمة لفدك؟! إنّ غصّة الصدّيقة الكبرى عليها السلام لم تكن من أجل خبزها وخبز أطفالها! فالتي قال الله عنها وعن أُسرتها في كتابه

﴿ويطعمون الطعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً. إنّما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً﴾ (سورة الإنسان: 8 _ 9)

والتي تصوم مع أطفالها ثلاثة أيّام وتمنع اللقمة عن فمهم فيطعمونها للمسكين واليتيم والأسير .. لا تركض وراء مال الدنيا! إنّما يتصوّر ذلك خفاف العقول! وقد آن لهم أن يستيقظوا من نومهم ويفكّروا ماذا جرى، ويعرفوا أي تاريخ محمّل بالعار حرّف مسيرة الأُمّة الإسلامية وأوصلها إلى هذه المهاوي التي نراها اليوم؟!

فاطمة فضحت الباطل

إنّما كانت مطالبة الزهراء عليها السلام بفدك إيقاظاً للأُمّة، لتثبت لهم أنّ هؤلاء الذين سيطروا على الحكم يأكلون الحقّ الواضح لبنت النبي صلّى الله عليه وآله وينكرونه، فماذا سيفعلون في حقوق الأُمّة غداً؟!

كانت غصّتها أنّ الذي يجلس مكان النبي صلّى الله عليه وآله اليوم لا يعرف مسألة إرث الجدّة، ويدّعي أنّ الأنبياء عليهم السلام مستثنون من أحكام الشريعة!

وغداً سيجلس مكان النبي عمر بن الخطّاب، وهو لا يعرف حكم التيمّم! وبعده سيجلس أمثال الوليد بن عبدالملك، ثمّ هارون والمأمون! ثمّ يتقاتلون على كرسي النبي صلّى الله عليه وآله ويسفكون دماء الأُمّة، والأُمّة تسير بهم في الضلال والضعف والتفكّك، حتّى تنهار!!

هذه غصّة فاطمة عليها السلام، وليست مزرعة فدك! غصّتها أنّهم بفعلهم وبأساسهم الذي أسّسوه، يبطلون الهدف من بعثة الأنبياء عليهم السلام!

إنّ الذي صدع قلب الصدّيقة الزهراء عليها السلام وقتلها، أنّها لم تستطع أن تشكو مرارتها وغصّتها إلى عامّة الأُمّة، وتجعلهم يستوعبون ما حدث! لكنّها قالت لأبي بكر وعمر في نفسيهما قولاً بليغاً! وقالت لهما في آخر حياتها عندما جاءا لزيارتها، ما رواه ابن قتيبة وروته مصادرنا كما في البحار: 29/158، عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (بينما أبو بكر وعمر عند فاطمة يعودانها، فقالت لهما: أسألكما بالله الذي لا إله إلاّ هو هل سمعتما رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: من آذى فاطمة فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله؟ فقالا: اللهمّ نعم. قالت: فأشهد أنّكما آذيتماني)!

غضبها على أعداء الله

وقد اعترف البخاري أنّها بقيت ستّة أشهر بعد النبي صلّى الله عليه وآله، وهي مغاضبة لأبي بكر! قال: (فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتّى توفّيت، وعاشت بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ستّة أشهر) (البخاري: 4/42)، وعندما حضرتها الوفاة أوصت إلى علي فقالت: (ياابن عمّ ما أراني إلاّ لما بي، وأنا أُوصيك أن تتزوّج بنت أُختي زينب تكون لولدي مثلي، وتتّخذ لي نعشاً فإنّي رأيت الملائكة يصفونه لي. وأن لا يشهد أحد من أعداء الله جنازتي ولا دفني ولا الصلاة عليّ!

قال ابن عباس: فقبضت فاطمة من يومها، فارتجّت المدينة بالبكاء من الرجال والنساء، ودهش الناس كيوم قبض فيه رسول الله صلّى الله عليه وآله. فأقبل أبو بكر وعمر يعزّيان علياً ويقولان له: ياأبا الحسن لا تسبقنا بالصلاة على ابنة رسول الله ... فلمّا كان في الليل دعا علي العباس والفضل والمقداد وسلمان وأبا ذرّ وعمّاراً فقدّم العباس فصلّى عليها ودفنوها. فلمّا أصبح الناس أقبل أبو بكر وعمر والناس يريدون الصلاة على فاطمة عليها السلام فقال المقداد

قد دفنا فاطمة البارحة. فالتفت عمر إلى أبي بكر فقال: ألم أقل لك إنّهم سيفعلون؟ قال العباس: إنّها أوصت أن لا تصلّيا عليها! فقال عمر: والله لا تتركون يابني هاشم حسدكم القديم لنا أبداً! إنّ هذه الضغائن التي في صدوركم لن تذهب والله لقد هممت أن أنبشها فأُصلّي عليها! فقال علي: والله لو رمت ذلك يابن صهّاك لا رجعت إليك يمينك! والله لئن سللت سيفي لا غمدته دون إزهاق نفسك، فرم ذلك. فانكسر عمر وسكت وعلم أنّ علياً إذا حلف صدق. (كتاب سليم بن قيس: 392)

ودفنوها في جوف الليل! فما جواب هذه الأُمّة لمن سألها: لماذا دفنت بنت نبيّهم سرّاً وليلاً وأُخفي قبرها؟ إنّها ظلامة بعد ظلامة


ولأي الأُمور تدفن سرّاً

بضعة المصطفى ويعفى ثراها

بنت من أُم من حليلة من

ويل لمن سنّ ظلمها وأذاها



لعن الله ظالمي الزهراء وأهل البيت عليهم السلام من الأولين للآخرين الى قيام يوم الدين





نسألكم الدعاء








الم الرحيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس