الموضوع: الرضا بالقضاء 2
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-2011, 10:48 PM   #1
سبل النجاة
مشرفة المنتدى الإسلآمي العام
 
الصورة الرمزية سبل النجاة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 2,296
معدل تقييم المستوى: 17
سبل النجاة is on a distinguished road

اوسمتي

المستوى : 38 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 949

النشاط 765 / 40747
المؤشر 96%

افتراضي الرضا بالقضاء 2

(2)إنّ مشكلة الهموم والغموم من موجبات الضنك في المعشية ، وخاصةً في هذا العصر الذي كثرت فيه متطلبات الإنسان ، مع الخيبة في تحقيق أكثرها ، مما يوجب انتكاسةً بعد كلّ خيبةٍ ومجموع هذه الانتكاسات يوقع الإنسان في حالة من الكآبة المزمنة والقلق الدائم والحلّ الوحيد لذلك ما ذكره المصنف من تــــرك الحرص ، وعدم الالتفات إلى ما يورث الهمّ والغمّ ، وذلك بعدم الالتفات إلى ما سوى الله تعالى ، الذي إذا عَظُمَ في قلب العبد صَغُرَ ما دونه في عينه وعندئذٍ يتحقق الاطمئنان الذي يوجبه الذكر ، بالمعنى الذي أراده القرآن الكريم( المحقق )

--------------------------------------------------------------------------------
وأما مع الالتفات إلى حفرته الأحدية التي كل بعيد عندها قريبٌ ، وكلّ صعبٍ عندها سهلٌ ، ونسبة الأشياء إليها على سواء ، ومقتضاها الرأفة والرحمة فأين الهمّ والغمّ ؟.. ولماذا يكون الأسف والحزن؟..

فإن كان على ما فات لا يعود ، فهو يخلفه بأضعافٍ مضاعفة ، فربما كان فوته تجارة لا خسارة ، حيث فاتك واحد وعُوّضت عنه بألف ، أو بالآلاف ، أو بما لا عداد له ولا نهاية.

فيا أخي !.. لا راحة للقلب حقيقة إلا عند ذكر الله ، ولا اضطراب له إلا عند التفات النفس إلى عالم الضيق ، والحرص والبخل ، واليأس من الروح والراحة.
فالإعراض عن الهموم يكون باعثاً على التوجّه إلى الحيّ القيوم ، أو يكون منبعثاً عن التذكر الفارج للهموم ، والكاشف للغموم.

فأقلّ ما يتوسّل به إلى تحصيل الرضا بالقضاء ، هو إلقاء الهموم والغموم عن القلب ، وتفريغ البال للتوجّه إلى حضرة ذي الجلال.
فعند ذلك نشاهد ألطافه الخفية والجليَّـة ، وضمانه لعبده الكفاية في الأمور الكلية والجزئية ، وهو قوله عزّ وجلّ :
{ أليس الله بكافٍ عبده } . الزمر/36..

فلا تجد مناصاً عن إيكال الأمور إلى قضائه ، فإنّ الله عزّ وجلّ وإن أمر بالأسباب ، لكنه لم يأمر مطلقاً ، بل بشرط عدم الاعتماد عليها ، وترْك الاتكال عليها ، فيكون الإتيان بالأسباب حينئذٍ امتثالا لأمره ، فإن أثّرتْ فبأذنه عز وجل ، وأن لم تؤثّر فالعبد قد امتثل ، وفرغ عن عهدة التكليف ، وعلى الحكيم أن يفعل ما تقتضيه حكمته ، وعلى العبد أن يَكِل الأمر إلى قضائه ، فيصبر له ، أو يسلّم ، أو يرضى.

فالقضاء إن كان بالمحبـوب فهو المحـبوب ، وإن كان بما تكـره النفس فالواجب على العبد أن يسلّي نفسه بأنـه ربما اتسع المضيـق ، ورب للتكفير في هذا المقام بقرينة المقام ، وربما ضاق الفضاء وهو أيضاً كثير.

فالحكيم لا بدّ أن يقلّب على عبده الأحوال ، لئلا يطمئن إلى حال ، ومراده أن يكون منقطعاً إليه في كل الأحوال .
حيث أنه في حال اليسر لا يأمن تبديله في كل دقيقة ، فلا بد في كل دقيقة من الانقطاع إليه في تلك الدقيقة ، وهكذا. (3)
__________________
يامهدي ... فـ هذي أيادينا تعلّقتْ بـ حبلِ السماء تهزّ بابَ العطف والوجود
ليسّاقطَ ثمرُ الشفاعةِ رطباً جنيّاً يحيي قلوبَ السائلين
والباحثين في ليلة النصف عن سبلِ النجاة
سبل النجاة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس