بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك عدوهم
محاولة فاشلة لإغتيال الإمام الحجة صلوات الله عليه
لقد سكن الإمام المهدي عليه السلام في مدنية سامراء بعد وفاة والده فترة لا نعلم مقدارها بالضبط
إلا أن الكثيرين تشرفوا بلقائه في سامراء وسلموا الأموال إليه هناك
ومن الطبيعي أن السلطة – يومذاك – كانت تعتبر وجود الإمام المهدي عليه السلام خطرا عليها
وما كانت تغفل عن وجود هذا الخطر وعن الخط الشيعي الذي لا يعترف بخلافة الجالسين على منصة الحكم من العباسيين
فقرر المعتضد اغتيال الإمام المهدي عليه السلام
فأرسل إلى ثلاثة من المقربين لديه
وأمرهم بالخروج إلى سامراء بصورة متفرقة
وأن لا يصحبوا معهم متاعا قليلا ولا كثيرا
ووصف لهم محلة في سامراء ودارا فيها
وقال : إذا أتيتموها – أي الدار – تجدون على الباب خادما أسود فاكبسوا الدار ومن رأيتم فيها فأتوني برأسه
والآن ... لنقرأ ما قاله أحد هؤلاء الثلاثة – واسمه رشيق – وهو يحكي محاولة الاغتيال :
قال : فوافينا سامراء فوجدنا الأمر كما وصفه وفي الدهليز خادم أسود وفي يده تكة ينسجها
فسألناه عن الدار ومن فيها ؟
فقال : صاحبها .
فوالله ما التفت إلينا وقل اكتراثه بنا
فكبسنا الدار كما أمرنا
فوجدنا دارا سريه ومقابل الدار ستر ما نظرت قط إلى أنبل منه كأن الأيدي رفعت عنه في ذلك الوقت
ولم يكن في الدار أحد فرفعنا الستر
فإذا بيت كبير كأن بحرا فيه ماء
وفي أقصى البيت حصير قد علمنا أنه على الماء
وفوقه رجل من أحسن الناس هيئة
قائم يصلي فلم يلتفت إلينا ولا إلى شيء من أسبابنا
فسبق أحمد بن عبد الله – أحد الثلاثة – ليتخطى البيت فغرق في الماء
وما زال يضطرب حتى مددت يدي إليه فخلصته وأخرجته وغشي عليه وبقى ساعة مغشيا عليه
وعاد صاحبي الثاني إلى ذلك الفعل فناله مثل ذلك
وبقيت مبهوتا ...
فقلت – لصاحب البيت – : المعذرة إلى الله وإليك فوالله ما علمت كيف الخبر ولا إلى من أجيء وأنا تائب إلى الله
فما التفت إلى شيء مما قلناه وما انفتل عما كان فيه
فهالنا ذلك وانصرفنا عنه
وقد كان المعتضد ينتظرنا وقد تقدم إلى الحجّاب – إذا وافيناه – أن ندخل عليه في أي وقت كان
فوافيناه في بعض الليل فأدخلنا عليه فسألنا عن الخبر ؟
فحكينا له ما رأينا .
فقال : ويحكم ! لقيكم أحد قبلي ؟
وجرى منكم إلى أحد سبب أو قول ؟
قلنا : لا .
فقال : أنا نفي (منفي ) من جدي وحلف بأشد أيمان له أنه إن بلغه هذا الخبر ليضربن أعناقنا !
فما جسرنا أن نحدث به إلا بعد موته .
======
قال المعتضد : أنا نفي من جدي
وهذا كأن يقول : لست ابن أبي أو لست ابن حلال إن كان الأمر هكذا
======
أنتظروني
في نفس المكان
تابع للموضوع
بعنوان " ملامح الدولة العالمية على يد الإمام عليه السلام "
أسألكم الدعاء
عاشقة الزهراء