· كتب ( صلاح الصالح ) وهو وهابي من القصيم لكنه مثقف ، في شبكة هجر ،
· موضوعاً بعنوان (رحم الله أبا عبد الله الحسين .. ) ، قال فيه :
قبل أكثر من عقد . . قرأت في كتاب البداية والنهاية لابن كثير& مأساة سبط رسول الله "صلى الله وعلى آله وسلم . . ذلك الذي رسم بدمه الطاهر لوحةً من العزة والكرامة . . لوحةً رمزية رائعة خلدت تعلم الأمة أن طريق العدل والكرامة الذي بدأه جده عليه الصلاة والسلام ليس مفروشاً بالورود .. لوحةً أثبتت كم انحطت الأمة في أقل من خمسين عاماً إلى درك الطغيان والظلم .. !!
لا زلت أذكر تلك الليلة الحزينة وأنا أتصور حفيد الرسول الأكرم يمنع من الماء ! ويقتل أبناءه في حجره وأمام ناظريه !! وأستغرب كيف حوت هذه الأمة أمثال هؤلاء المتوحشين ؟! وكيف سكتت على هذا الظلم الصارخ ، وكيف جاملت الطغاة على حساب المظلومين البررة الأحرار ؟ !
أصدقكم القول بَكَيْتُ .. كأنما المأساة حدثت ذلك اليوم فقط ، وعدتُ لنفسي أسائلها .. إذا كان قلبي يحترق أسى ولوعة بعد 1400 سنة ، فكيف بمن قتل وظلم وتجبر وسكت ؟! هل قدت قلوبهم من الصخر ! ( وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار ) . .
وتتوالى المآسي لتستباح مدينة الرسول(ص) ! وتغتصب بنات المهاجرين والأنصار في بربرية متوحشة ، ترفعت عنها أخلاق عرب الجاهلية عباد الأوثان !!
وتستمر تلك السنوات العجاف.. لنرى ابن عمة رسول الله صلى الله وعليه وسلم تهدم الكعبة المشرفة فوق رأسه ، ويصلب في همجية صارخة ، وطغيان عجيب وصمت مطبق ..!
لكن عجبي يطول .. ممن يبرر ويلوي عنق التاريخ ! ويحاول الإلتفاف على الحقائق ليكرس الظلم والطغيان ، الذي خط خطه الأسود البهيم مذ تلك المآسي إلى يومنا هذا !!
ورحم الله الإمام أحمد بن حنبل حين يقول: وهل يحب يزيد مؤمن ؟!!
وللجميع أحر التعازي على أمة نحتت بيديها أصنام ورموز الطغيان .
( إنه لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع ) .
( إن الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب ) .
( ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ).