عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2011, 02:59 PM   #1
سبل النجاة
مشرفة المنتدى الإسلآمي العام
 
الصورة الرمزية سبل النجاة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 2,296
معدل تقييم المستوى: 17
سبل النجاة is on a distinguished road

اوسمتي

المستوى : 38 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 949

النشاط 765 / 40169
المؤشر 96%

افتراضي السفر السابع : الالتفات إلى فناء الدنيا وزوالها

إنّ الالتفات إلى فناء الدنيا وزوالها من الأسباب المهمة لقطع التعلق القلبي بها ، فإنّ المذموم هو حب شهواتها ، وإلا فإنّ ذات الدنيا مما لا تصف بحسنٍ ولا قبحٍ .. فإذا كان الله تعالى هو المزين لها فلا حقّ لأحدٍ في ذمّها ، فكيف وقد استنكر الله تعالى من حرّم زينتها .. وإذا كان المزين هو الشيطان حقّ للإنسان أن يحترز منها كما يحترز من الحيّة التي يلين مسّها وفي جوفها السمّ القاتل .ومن الضروري مخادعة النفس في هذا المجال فنمنّيها بالأجر الأعظم الأدوم لترفع اليد على الأقلّ المنصرم .. وقد روي عن علي (ع) انه قال : لو كانت الدنيا ذهبا والاخرة خزفا ، لأخذت خزف الآخرة على ذهب الدنيا ، فانه خزف باق وذهب الدنيا فان .. فكيف والآخرة ذهب باق والدنيا خزف فان ؟... شجرة طوبى 2-422

فيا أيها الأخ ! الأخت !.. اعلم أنّ طريقة أهل البيت (ع) على أن تعرف بأنها ليست شيئاً في نفسها ، فمهما رأيتها شيئاً وتريد أن تتركها لشيءٍ آخر أحسن منها ، فأنت لم تهتدِ إلى طريقة أهل البيت (ع) .

فأجمع فكرك وتضرّعك إلى ربّك في أن يعرّفك الدنيا على ما هي عليه عند أهل البيت ، لتكون في الذين يقتفون آثارهم ، ويتبعون منهاجهم ، وإلا فنحن بوادٍ والعذول بوادٍ.

وإذا تبدّه عندك بعض النظر الصحيح ، والفكر الثابت المليح أن الدنيا ليست شيئاً يطلب ، ولا مما يصح أن يتوجّه إليه القصد ، فلا مناص لك عن انحصار قصدك وتوجّهك فيما يرجع إلى الله ، وفيما يطلب الله.

فإذا اتفق أنه يصدر منك بعــد ذلك شيءٌ لا لله سبحانه بل لمقتضى الطبع ، أو لميل النفس ، أو لمخادعة الشيطان (لعنه الله) فهذا مما لم يكن داخلاً تحت قصدك ، ولا مندرجاً تحت إرادتك وعزمك ، بل أشبه شيءٍ بالكلام الذي يقع منك غلطاً ، أو الكلام الذي أوقعك فيه الغير بحيلةٍ ، أو خديعةٍ ، أو أنه وقع منك نسياناً لما أنت بانٍ عليه ، أو سهواً عما أنت عازمٌ عليه ، فيصحّ لك على هذا أن تقول في الزيارة الجامعة:
( مطيعاً لكم )
حيث أنك في حال القصد والتخلية لا تطيع إلا لهم ، ولا ترى غيرهم من أعدائهم أهلاً للطاعة إلا أن تُخدع ، أو تفرّ أو تسهو ، أو تغلط فتقع في غير مرادك ، وخلاف قصدك ، فيتأتى منك حينئذ التوبة الصادقة ، والاستغفار الصادق ، حيث إنك دائماً عازم على عدم العود في الإثم ، وعلى الاستمرار على الطاعة (8) .....
__________________
يامهدي ... فـ هذي أيادينا تعلّقتْ بـ حبلِ السماء تهزّ بابَ العطف والوجود
ليسّاقطَ ثمرُ الشفاعةِ رطباً جنيّاً يحيي قلوبَ السائلين
والباحثين في ليلة النصف عن سبلِ النجاة
سبل النجاة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس