إن من أصعب الساعات التي تمر على المرء، هي تلك الساعة التي لا يجد عندها - في نفسه - خيراً ولا شراً.. بل يجدها في حالة من الشرود والذهول، مما يجعل الساعات تمَـرُّ على العبد، من دون أن يحصد فيها خيراً لدنياه أو لآخرته.. فمن الجـدير بالعبد تجنب هذه الساعات بتجنب مناشـئها ومنها : ( اللاّهدفية ) في الحياة، و( الانشغال ) المستغرق بلهو القول والفعل، وعدم حمل ( طموحات ) كبرى في الحياة، و( انتفاء ) النظم في أمر المعيشة والمعاد.. فالواجب على العاقل هو الخروج من هذا العبث الهادر للعمر، وذلك ( بالتفكير ) في محدودية عمر الإنسان، وعدم قبول دعوته للرجوع إلى الدنيا لتدارك الفائت بالعمل الصالح، و( استحضار ) المعـيّة الإلهية المتحققة من جانب الرب تعالى - وإن لم يستحضرها العبد - وهي التي تدعوه إلى الانشغال بما يرضي الحق في كل مرحلة من مراحل حياته، توقيراً لتلك المعية المستلزمة للمراقبة الدقيقة.
__________________
يامهدي ... فـ هذي أيادينا تعلّقتْ بـ حبلِ السماء تهزّ بابَ العطف والوجود
ليسّاقطَ ثمرُ الشفاعةِ رطباً جنيّاً يحيي قلوبَ السائلين
والباحثين في ليلة النصف عن سبلِ النجاة