عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-2009, 08:52 PM   #1
دموع الشرقية
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية دموع الشرقية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: ღღ في قلــــب مـــولاي ღღ
المشاركات: 2,286
معدل تقييم المستوى: 18
دموع الشرقية is on a distinguished road

المستوى : 38 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 947

النشاط 762 / 43476
المؤشر 90%

افتراضي عيوب المرحلة الفميّة وعاداتها


عيوب المرحلة الفميّة وعاداتها

لقد رأينا أنّ الطفل الصغير يمرّ بالمرحلة الفميّة ، وهي الفترة التي يكون فيها أهم جزء من جسمه هو فم الطفل وحواسه . وتستمر بعض مظاهر المرحلة الفميّة بعد السنة الأولى من حياة الطفل ، فالأم تلجأ إلى الحلمة الصناعية ( المصّاصة ) مثلاً تهدئة لطفلها حتى يكفّ عن البكاء أو يمتنع عنه . ولكن ينبغي عدم إعطاء الحلمة الصناعية للطفل فوراً إذا لم يكن محتاجاً إليها . ولا بأس في أن يستعملها الطفل بديلاً عن مصّ إبهامه حتى السنة الثانية من عمره على الأقل ، وبصورة عامّة ، تتناقص حاجة الطفل إلى الحلمة الصناعية مع الزمن ، ويتناقص كذلك اهتمامه بجسمه . ولكن الأطفال يغرمون بالمصاصة أحياناً ويطلبونها حتى بعد فترة الفطام . أمّا التفسير النفسي لحاجة الطفل إلى المصّ فترتبط بشكل من السلوك الطفولي المصحوب عادة بأشكال أخرى من عدم الأمان ، فالطفل الذي يبقى متعلقاً بالحملة الصناعية لمدّة طويلة جدّاً ، يحتمل أن يكون استعماله إياها بديلاً عن اهتمام والديه به . وهنا ينبغي البحث عن سبب هذا الشعور بعدم الأمان . والشيء نفسه يقال عن مص الطفل لأصابعه ، وهي طريقة طبيعيّة لارضاء الحاجة الأساسية للمصّ لدى الطفل في أثناء الشهور الأولى من حياته ، فإذا استمر الطفل في ممارسة عمليّة المصّ حتى السنة الثانية أو الثالثة تقريباً ، فليس ذلك في معظم الأحوال على الأقل سوى عرض من أعراض اضطراب عاطفي . والطفل يلجأ إلى هذه الحركات المتوافرة ليسلّي نفسه بها فبعضها يمتعه ، وبعضها الآخر يذكره بطفولته الأولى .



ويمارس الطفل عادة مصّ الابهام عندما يشعر بالاكتئاب والتعب والتضايق ، أو عندما يتوجس خيفة من الوسط الذي يعيش فيه ، أو من الغرباء . وهو يحتاج إلى مناخ عاطفي معيّن لا يصحّ تجاهّله أو اهماله ، فإذا لم يحط بالإهتمام والرعاية وبقي لمدة ساعات طويلة مع دمية يلعب بها ، تعذّر على الأبوين منعه من مصّ إبهامه . ولكن إذا لقى تجاوباً وعطفاً ومزيداً من المؤانسة تضاءل تعلّقه بطفولته الأولى وزادت اهتماماته ورغباته . ومن الضروري ألاّ يتدخّل الأبوان بطريقة آمرة لقمع هذه النقيصة غير المهّمة لدى الطفل والتي تزول مع الزمن ، فتدخلهما يؤثّر فيه تأثيراً سلبياً ويزيد من قلقه ، وربّما كان من المستحسن اللجوء إلى وضع شيء بين يديه بغية حمله على الاقلاع عن عادة مصّ إبهامه . ومهما يكن من أمر فإن من الضروري معرفة سبب هذه العادة وإيجاد حلّ صحيح لها . ومن المفيد في الوقت نفسه إطراء الطفل عند امتناعه عن مصّ إبهامه ، فذلك يشجعه على الاقلاع عن هذه العادة . وفي السنة الثالثة تقريباً ينزع الطفل غير الآمن إلى قضم أظافر يديه ، وهذا ردّ فعل طفولي على القلق والتوتر اللذين يصيبان الكبار كذلك . وعن طريق هذه العادة الذميمة ينفس الطفل عن عدوانيته ، ويخفف من وطأة القلق الذي يعانيه ، ويشعر بالسرور في الوقت نفسه . وعند محاولة حمل الطفل على الاقلاع عن هذه العادة ، ينبغي للأبوين تقصي الأسباب الداعية إليها ، وهي ترجع عادة إلى التربية التي ينشأ الطفل عليها .
دموع الشرقية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس