يقول أبوالفرج الاصفهانى: حدثنى أحمد بن عيسى، بسنده عن حميد بن مسلم، قال: خرج إلينا غلام كأن وجهه شقة قمر، في يده السيف، وعليه قميص وإزار ونعلان قد قطع شسع أحدهما، ما أنسى أنها اليسرى، فقال عمرو بن سعيد بن نفيل الأزدي: والله لأشدن عليه. فقلت له: سبحان الله! و ما تريد الى ذلك؟ يكفيك قتله هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه من كل جانب، قال: والله لأشدن عليه، فما ولى وجهه حتى ضرب رأس الغلام بالسيف، فوقع الغلام لوجهه، وصاح: يا عماه!!
ا
قال: فوالله لتجلى الحسين كما يتجلى الصقر، ثم شد شدة الليث إذا غضب، فضرب عمرو بالسيف فاتقاه بساعده فأطنها من لدن المرفق، ثم تنحى عنه، و حملت خيل
عمر بن سعد فاستنقذوه من الحسين، ولما حملت الخيل استقبلت عمرو بصدورها، و جالت فوطأته حتى مات.
ا
فلما تجلت الغبرة إذ بالحسين على رأس الغلام وهو يفحص برجليه، والحسين يقول: بعداً القوم قتلوك، خصمهم فيك يوم القيامة
رسول الله (ص) ـ و في رواية أخرى جدك ـ . ثم قال: عز على عمك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك ثم لا تنفعك إجابته، يوم كثر واتره و قّل ناصره.
ا
ثم احتمله على صدره، و كأنما أنظر إلى رجلي الغلام تخطان في الارض، حتى ألقاه مع ابنه علي بن الحسين، فسألت عن الغلام، فقالوا: هو القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
ا