مشرف المنتدى الإسلآمي العام
تاريخ التسجيل: Nov 2009
العمر: 53
المشاركات: 2,888
معدل تقييم المستوى: 18
|
أسلوب أئمة أهل البيت في المحكم والمتشابه :
أسلوب أئمة أهل البيت في المحكم والمتشابه :
ما نفهمه من ملخص ما أثر عن ائمة اهل البيت عليهم السلام هو نفي وجود آية متشابهة لا يمكن معرفة مدلولها الحقيقي ، بل الآيات التي لم تستقل في مداليلها الحقيقة يمكن معرفة تلك المداليل بواسطة ايات اخرى ، وهذا معنى ارجاع المتشابه الى المحكم . فان ظاهر قوله تعالى : ( الرحمن على
العرش استوى ) (1) وقوله ( وجاء ربك ) (2) يدل على الجسمية وان الله تعالى مادة ، ولكن لو ارجعناهما الى قوله ( ليس كمثله شيء ) (3) علمنا ان الاستواء والمجيء ليس بمعنى الاستقرار في مكان او الانتقال من مكان الى مكان اخر .
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يصف القرآن الكريم : ( وان القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضاً ، ولكن نزل يصدق بعضه بعضاً ، فما عرفتم فاعملوا به وما تشابه عليكم فآمنوا به ) (4) .
وقال علي عليه السلام : « يشهد بعضه على بعض وينطق بعضه ببعض » (5) .
وقال الامام الصادق عليه السلام : « المحكم ما يعمل به والمتشابه ما اشتبه على جاهله » (6) . ونقل عن الامام الرضا عليه السلام انه قال : « من رد متشابه القرآن الى محكمه
____________
(1) سورة طه : 5 .
(2) سورة الفجر : 22 .
(3) سورة الشورى : 11 .
(4) الدر المنثور 2 / 8 .
(5) نهج البلاغة ، الخطبة 131 .
(6) تفسير العياشي 1 / 162 .
هدي الى صراط مستقيم » ثم قال : « ان في اخبارنا متشابهاً كمتشابه القرآن فردوا متشابهها الى محكمها ولا تتبعوا متشابهها فتضلوا » (1) .
ان هذه الاحاديث وخاصة الاخير منها صريحة في ان الآيات المتشابهة هي الآيات التي لا تستقل في مدلولها بل لا بد من ردها الى الآيات المحكمة ، ومعنى هذا ـ كما اسلفنا ـ انه ليس في القرآن آية لا يمكن معرفة معناها بطريق من الطرق .
في القرآن التأويل والتزيل :
« تأويل القرآن » وردت في ثلاث آيات هي :
1 ـ ( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله ) (2) .
2 ـ ( ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون * هل ينظرون الا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق ) (3) .
____________
(1) عيون الاخبار 1 / 290 .
(2) سورة آل عمران : 7 .
(3) سورة الاعراف : 52 ـ 53 .
3 ـ ( وما كان هذا القرآن ان يفترى ) الى قوله تعالى ( بل كذبوا بما لم يحبطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين ) (1) .
التأويل مأخوذ من الاول بمعنى الرجوع ، ويراد من التأويل الشيء الذي ترجع الآية اليه . والتنزيل يقابل التأويل ، وهو المعنى الواضح للاية الذي لا يحتاج الى ارجاعه الى شيء آخر .
|