رد: عاجل عاجل رحيل الشيخ علي المرهون
6- مع المنبر
كان لسماحة العلامة الشيخ علي المرهون منبره المعروف، يحدق به الصغير والكبير من مختلف الأعمار، في شهر رمضان والمناسبات الدينية المختلفة. وقد عرف باهتمامه في إحياء مناسبات أهل البيت - عليهم السلام- قبيل الصلاة أو بعدها في مسجده العامر بمنطقة المسعودية، حيث اتسمت خطابته بالتركيز على الموعظة وإنقاذ المجتمع من حضيض الأرض إلى سماء فكر وأخلاق أهل البيت . وقد بدأ سماحة الشيخ(حفظه الله) صعود المنبر في سن مبكرة برغبة وتشجيع والده(رحمه الله)
7- أخلاقه وصفاته
يلمس المتتبع لحياة العلامة الشيخ علي المرهون – أطال الله بقاءه- الزهد في جميع جوانب الحياة والابتعاد عن مغرياتها، فلا يعرف الكلفة ولا يعرف وضع الحواجز بينه وبين عامة الناس ويمتاز بالروحانية والتقوى والورع الشديد والاتكال على الله سبحانه وتعالى وتفويض الأمر إليه وتعلقه الشديد بأهل البيت – عليهم السلام- وأبرز الملامح التي تتميز بها شخصية هذا العالم الجليل تواضعه للجميع كباراً وصغاراً، فيلاعب الأطفال ويمازحهم ويقدم لهم المال ويسدي لهم النصيحة الأبوية بالأسلوب المناسب لإدراكهم. ويحس جليسه بشدة قرب منه كأنه أب أو أخ أو صديق حميم لما يتمتع به من تواضع جم في لباسه وهندامه، مع أناقة ظاهرة فيهما، لأنه كان يعرف أن الرسول القائد كان يحب المظهر الحسن والوجه الحسن ويطلب أن يكون كذلك، كما يبدو تواضعه في مسكنه وأثاث بيته، وهو ذو ذوق رفيع وإحساس مرهف وملاحظة دقيقة وذكاء حاد وفطنة وفصاحة وجرأة أدبية وشجاعة لا تعرف الخوف وهو ذو نشاط دؤوب لا يكل ولا يمل ولا يشتكي من تعب فتراه في أشد الحالات مبتسماً، يبدأ من يلقاه بالسلام.
وكان مؤمناً أشد الإيمان بالله تعالى وبرسوله وأهل بيته فكان في ليالي القدر يبكي عندما يقرأ قوله تعالى﴿ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴾ (الدخان:12) و سرعان ما تنهال دمعته بمجرد ذكر مصيبة أبي عبد الله الحسين . ولم يكن يفكر في نفسه اولاً وإنما انطلق إلى عالم الغير حاملاً هم المجتمع ومفكراً في سبل خدمته ليتحرر بذلك من طوق الأنانية والسيطرة الفردية. ومن الأمور التي كان يرفض تداولها في مجلسه الغيبة، إذ يرفضها بشكل مطلق ولايسمح لشخص أن يذكر آخر بسوء، ويرفض الطعن في المرجعيات الدينية والتقليل من شأن أي من طلبة العلوم الدينية والانتقاص من قدره فكان يحترم الجميع ويوقرهم فكان حصناً لأبناء مجتمعه، يجمعهم على كلمة واحدة ويحميهم من التمزق والتشرذم، كل ذلك لما تمتع به من تقوى وخوف من الله سبحانه وتعالى.
|