عرض مشاركة واحدة
قديم 11-29-2009, 10:29 PM   #3
دموع الشرقية
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية دموع الشرقية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: ღღ في قلــــب مـــولاي ღღ
المشاركات: 2,286
معدل تقييم المستوى: 18
دموع الشرقية is on a distinguished road

المستوى : 38 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 947

النشاط 762 / 42621
المؤشر 90%

افتراضي رد: باب تأثير السحر والعين وحقيقتهما زائدا على ما تقدم في باب عصمة الملائكة

<h4>( 1 ) قوله تعالى : " يخيل " قال الطبرسي : الضمير ( 2 ) راجع إلى موسى عليه السلام وقيل : إلى فرعون ، أي يرى الحبال والعصي من سحرهم أنها تسعى ( 3 ) وتعدو مثل سير الحيات .
وإنما قال " يخيل إليه " لانها لم تكن تسعى حقيقة ، وإنما تحركت لانهم جعلوا داخلها الزئبق ، فلما حميت الشمس طلب الزئبق الصعود فحركت الشمس ذلك فظن أنها تسعى ( 4 ) .
" إنما صنعوا " أي إن الذي صنعوه أو إن صنيعهم " كيد ساحر " أي مكره و حيلته .
" ولا يفلح الساحر " أي لا يظفر ببغيته ، إذ لا حقيقة للسحر " حيث أتى " أي حيث كان من الارض ، وقيل : لا يفوز الساحر حيث أتى بسحره ، لان الحق يبطله ( 5 ) .



__________________________________________________ ____________
11 ) ( 1 ) تفسير الرازي 18 : 172 - 174 .
( 2 ) في المصدر : الضمير في " اليه " .
( 3 ) فيه : تسير وتعدو .
( 4 ) مجمع البيان : ج 7 ، ص 18 .
( 5 ) المصدر : ج 7 ، ص 20 .



</h4>[ 12 ]


وقال - قدس سره - في قوله تعالى " وإن يكاد الذين كفروا " : " إن " هي المخففة من الثقيلة ( 1 ) " ليز لقونك " أي ( 2 ) يقتلونك ويهلكونك ، عن ابن عباس وكان يقرأها كذلك .
وقيل : ليصرعونك ، عن الكلبي .
وقيل : يصيبونك بأعينهم ، عن السدي .
والكل يرجع في المعنى إلى الاصابة بالعين ، والمفسرون كلهم على أنه المراد في الآية ، وأنكر الجبائي ذلك وقال : إن إصابة العين لا تصح .
وقال الرماني : وهذا الذي ذكره غير صحيح ، لانه غير ممتنع أن يكون الله تعالى أجرى العادة بصحة ذلك لضرب من المصلحة ، وعليه إجماع المفسرين ، وجوزه العقلاء فلا مانع منه .
وقيل : إن الرجل منهم كان إذا أراد أن يصيب صاحبه بالعين تجوع ثلاثة أيام ، ثم كان يصفه فيصرعه بذلك ، وذلك بأن يقول الذي ( 3 ) أراد أن يصيبه بالعين : لا أرى كاليوم إبلا أو شاتا أو ما أراد ، أي كإبل أراها اليوم .
فقالوا للنبي صلى الله عليه وآله كما كانوا يقولون ( 4 ) لما أرادوا أن يصيبوه بالعين ، عن الفراء والزجاج .
وقيل : معناه أنهم ينظرون إليك عند تلاوة القرآن والدعاء إلى التوحيد نظر عداوة وبغض وانكار لما يسمعونه وتعجب منه فيكادون يصرعونك بحدة نظرهم ويزيلونك عن موضعك .
وهذا مستعمل في الكلام ، يقولون : نظر إلى فلان نظرا يكاد يصرعنى ونظرا يكاد ياكلنى فيه .
وتاويله كله أنه نظر لو أمكنه معه أكلي أو أن يصرعني لفعل ، عن الزجاج .
" لما سمعوا الذكر " يعني القرآن " ويقولون " مع ذلك " إنه لمجنون وما هو " أي القرآن " إلا ذكر " أي شرف " للعالمين " إلى أن تقوم الساعة ، أو مذكر لهم .
قال


__________________________________________________ ____________
12 ) ( 1 ) المثقلة ( خ ) .
( 2 ) فيه : ليزهقونك .
( 3 ) في المصدر : للذى يريد .
( 4 ) فيه : لما يريدون .





[ 13 ]


الحسن : دواء إصابة العين أن يقرأ الانسان هذه الآية انتهى ( 1 ) .
قوله " أي كإبل " كأنه حمل قوله " أوما أراد " على تغيير تركيب الكلام ، ولا يخفى بعده ، بل الظاهر أن المعنى : أو ما أراد أن يصيبه بالعين سوى الابل ، فيذكره مكانهما .
وقال رحمه الله في نزول سورة الفلق : قيل : إن لبيد بن أعصم اليهودي سحر ( 2 ) رسول الله صلى الله عليه وآله ثم دس ذلك في بئر لبني زريق ، فمرض رسول الله صلى الله عليه وآله فبينما هو نائم إذ أتاه ملكان ، فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه ، فأخبراه بذلك وأنه في بئر ذروان في جف طلعة تحت راعوفة والجف قشر الطلع ، والراعوفة حجر في أسفل البئر يقف عليه المائح ( 3 ) .
فانتبه رسول الله صلى الله عليه وآله وبعث عليا عليه السلام والزبير وعمارا فنزحوا ، ماء تلك البئر ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجف ، فإذا فيه مشاطة رأس وأسنان من مشطة ، وإذا فيه معقد فيه إحدى عشرة عقدة مغروزة بالابر ، فنزلت هاتان السورتان ، فجعل كلما يقرء آية انحلت عقدة ، ووجد رسول الله خفة ، فقام فكأنما انشط من عقال .
وجعل جبرئيل عليه السلام يقول : " بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من حاسد وعين ، والله يشفيك " .
ورووا ذلك عن عائشة وابن عباس .
وهذا لا يجوز ، لان من وصف بأنه مسحور فكأنه قد خبل عقله ، قد أبى الله سبحانه ذلك في قوله " وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا * انظر كيف ضربوا لك الامثال فضلوا " ( 4 ) ولكن يمكن أن يكون اليهودي أو بناته على ما روي اجتهدوا في ذلك فلم يقدروا عليه واطلع الله نبيه صلى الله عليه وآله على ما فعلوه من التمويه حتى استخرج وكان ذلك دلالة


__________________________________________________ ____________
13 ) ( 1 ) مجمع البيان : ج 10 ، ص 341 .
( 2 ) فيه : لرسول الله .
( 3 ) ماح يميح ميحا وميحوحة : اغترف الماء بكفه .





[ 14 ]


على صدقه صلى الله عليه وآله كيف يجوز أن يكون المرض من فعلهم ؟ ! ولو قدروا على ذلك لقتلوه وقتلا كثيرا من المؤمنين مع شده عداوتهم لهم ! وقال في قوله سبحانه " ومن شر النفاثات في العقد " معناه : ومن شر النساء الساحرات اللاتي ينفثن في العقد .
وإنما امر بالتعوذ من شر السحرة لايهامهم أنهم يمرضون ويصحون ويفعلون أشياء ( 1 ) من النفع والضرر والخير والشر وعامة الناس يصدقونهم ، فيعظم بذلك الضرر في الدين ، ولانهم يموهون ( 2 ) أنهم يخدمون الجن ويعلمون الغيب ، وذلك فساد في الدين ظاهر ، فلاجل هذا الضرر امر بالتعوذ من شرهم .
وقال أبومسلم : النفاثات النساء اللاتي يملن آراء الرجال ويصرفنهم عن مرادهم ويردونهم إلى آرائهن ، لان العزم والرأي يعبر عنهما بالعقد ، فعبر عن حلهما بالنفث ، فإن العادة جرت أن من حل عقدا نفث فيه .
" ومن شر حاسد إذا حسد " فإنه يحمله الحسد على إيقاع الشر بالمحسود ، فامر بالتعوذ من شره .
وقيل : إنه أراد من شر نفس الحاسد ومن شر عينه فإنه ربما أصاب بهما فعان وضر .
وقد جاء في الحديث أن العين حق .
وقد مضى الكلام فيه .
وروي أن العضباء ناقة النبي صلى الله عليه وآله لم تكن تسبق ، فجاء أعرابي على قعود له فسابق بها فسبقها ، فشق ذلك على الصحابة ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : حق على الله أن لا يرفع شيئا من الدنيا إلا وضعه ، وروى أنس أن النبيي صلى الله عليه وآله قال : من رأى شيئا يعجبه فقال : " الله الصمد ، ما شاء الله لا قوة إلا بالله " لم يضر شيئا .
وروى أنس أن النبي صلى الله عليه وآله كان كثيرا ما يعوذ الحسن والحسين عليهما السلام بهاتين السورتين انتهى ( 3 ) .



__________________________________________________ ____________
14 ) ( 1 ) فيه : شيئا .
( 2 ) فيه : يوهمون .
( 3 ) مجمع البيان : ج 10 ، ص 568 569 .





[ 15 ]


وأقول : قال في النهاية : في حديث سحر النبي صلى الله عليه وآله " بئر ذروان " بفتح الذال وسكون الراء ، بئر لبني زريق بالمدينة .

-بحار الانوار مجلد: 56 من ص 15 سطر 3 الى ص 23 سطر 3 وقال : الراعوفة هي صخرة تترك في أسفل البئر إذا حفرت تكون ناتئة هناك ، فأذا أرادوا تنقية البئر جلس عليها المنقي .
وقيل : هي حجر يكون على رأس البئر يقوم المستقي عليه ، ويروى بالثاء المثلثة بمعناها .
وقال : في حديث سحر النبي صلى الله عليه وآله أنه جعل في جف طلعة .
الجف وعاء الطلع ، وهو الغشاء الذي يكون فوقه ، يروى في جب طلعة أي في داخلها .
وقال : القعود من الدواب ما يقتعده الرجل للركوب والحمل ، ولا يكون إلا ذكرا ، والقعود من الابل ما أمكن أن يركب .
وقال البيضاوي : " ومن شر النفاثات في العقد " ومن شر النفوس أو النساء السواحر اللاتي يعقدن عقدا في خيوط وينفثن عليها .
والنفث بالفتح النفخ مع ريق ، وتخصيصه لما روي أن يهوديا سحر النبي صلى الله عليه وآله في إحدى عشرة عقدة في وتر دسه في بئر ، فمرض عليه السلام ، فنزلت المعوذتان وأخبره جبرئيل بموضع السحر ، فأرسل عليا عليه السلام فجاء به ، فقرأهما عليه ، فكان كلما قرأ آية انحلت عقدة ، ووجد بعض الخفة .
ولا يوجب ذلك صدق الكفرة في أنه مسحور ، لانهم أرادوا به أنه مجنون بواسطة السحر .
وقيل : المراد بالنفث في العقد إبطال عزائم الرجال بالحيل ، مستعار من تليين العقدة بنفث الريق ليسهل حلها .
" ومن شر حاسد إذا حسد " إذا أظهر حسده ، وعمل بمقتضاه ( 1 ) .
وقال الرازي : اختلفوا في أنه هل يجوز الاستعاذة المتقدم - وغيرها ومن الناس من منع من الرقى ، لما روي عن جابر ، قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن الرقى .
وقال عليه السلام :


__________________________________________________ ____________
15 ) ( 1 ) أنوار التنزيل : ج 2 ، ص 627 .


دموع الشرقية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس