الفصام العقلي

[الم الرحيل]

الإضطرابات الذهانية

الفصام العقلي

هو اضطراب في التفكير والإدراك والعاطفة والسلوك والتواصل مع الآخرين . وأول من أطلق عليه اسم schizophreniaهو يوجن بلولير Eugene Bleuler عام 1911 والمصطلح مشتق من كلمتين ( schiz) ومعناها انفصام و(phrenia) ومعناها العقل أي انفصام العقل وكان يعتقد أن مرض الفصام ينتج عن عدم الترابط بين الوظائف النفسية المختلفة والمشاعر وكذلك الأفكار والقدرات الذهنية ويعد هذا المرض واحدا من أكثر الأمراض النفسية أهميه نظرا لصعوبته وتأثيره على المريض وعائلته , وهو مرض مزمن, يبدأ في مرحله مبكرة من العمر ويستمر مع المريض سنوات طويلة ويتطلب علاجا متواصلا ورعاية متكررة .
وعادة ما يتطور المرض ببطيء على مدى شهور أو حتى سنيين وفي أحيان أخرى يبدأ المرض بأعراض مثل القلق والتوتر وعدم التركيز أو وجود مشاكل في النوم , وتظهر بعد ذلك الأعراض الذهانيه وتزداد عزلة المصابون بهذا المرض وينسلخون عن الواقع ولا يستطيعون الاحتفاظ أو تكوين صداقات جديدة و يصبح أدائهم ضعيف في العمل .


مدى انتشار المرض :



ان نسبة حدوث الفصام بين أفراد المجتمع هي 1% وهي متساوية بين النساء والرجال , وعادة ما يصاب الرجال في سن مبكر عن النساء . وغالبا ما يبدأ هذا المرض في سن المراهقة عند الذكور , وفي أول العشرينات عند الإناث .



ويمكن تلخيص أعراض هذا المرض إلى :-

الأعراض النشطة أو الايجابية

الضلالات أو الأوهام : وهي اعتقادات خاطئه يقتنع بها الشخص اعتقادا شديدا على الرغم من غياب الدليل الواضح على صحتها ولا يعتقد بها الناس من حوله فهم يعتقدون بأنهم مضطهدون أو أن لديهم قدرات خاصة , أو ان هناك قوى خارجية تسيطر عليهم . وقد يشعر من يعتقد بهذه المعتقدات بخوف شديد من ان يتعرضوا للأذى أو قد يتعرضوا لصدمات غير مألوفة .


الهلاوس :

وهي اضطراب في الإدراك الحسي مثل الهلاوس السمعية والبصرية والحسية والتذوق أو شم المريض لروائح غير موجودة والهلاوس السمعية هي الأكثر شيوعا في مرض الفصام .


اضطراب التفكير : يعاني المرضى من تشوش في أفكارهم فلا يوجد ترابط بين القدرات أو قليل من الترابط المنطقي وقد يتوقف مسار التفكير فجأة وقد يعتقد المرضى بأن أفكارهم يتم بثها أو سحبها أو زرعها وفي الحالات الشديدة يكون الحديث مختلف وغير مترابط بحيث يستحيل فهمه .


اضطراب السلوك : يقوم المصابون بالفصام بتصرفات غير مناسبة وغريبة مثل خلع ثيابهم في
مكان عام ويتخذون أوضاع غريبة ولفترات طويلة .


الأعراض السلبية



تبلد العواطف : لا يستجيبون لما يحدث من حولهم وقد لا يستطيعون إظهار عواطفهم كما تبدوا
فقد لا يظهر المصاب أي استجابة للأحداث السارة أو الحزينة أو يستجيب بطريقه غير مناسبة .
- فقد يقلل الفصام من دوافع البعض فيصبح اقل قدره على العمل والمشاركة في النشاطات
الترفيهية وعدم الاهتمام بالنشاطات اليومية مثل الاعتناء بنفسه واكله .
- العزلة الاجتماعية : يكون لديهم القليل من العلاقات الحميمة وتتسم علاقاتهم بالآخرين بالقصور والسطحية , وفي الحالات الشديدة يتجنب المريض كل التفاعلات الاجتماعية
- فقر التفكير : فقر في كم ومحتوى التفكير ومن النادر ان يتكلموا بتلقائية ويردوا على الاسئله بردود مقتضبة وفي الحالات الشديدة يقتصر الحديث إلى مقاطع قصيرة مثل نعم ولا .


وفي بعض الأحيان يساء تأويل الأعراض السلبية من أفراد الاسره أو الآخرين على انه كسل أو أنها اكتئاب .
كما يعرض الدليل التشخيصي والإحصائي الرابع للاضطرابات العقلية DSM-IV أهم المحكات التشخيصية للفصام، وهي كالتالي:


أ ــ الأعراض المميزة: يجب توافر اثـنين أو أكثر على الأقل من الاضطرابات التالية، وذلك خلال شهر واحد أو اقل في حال نجاح العلاج
1 أوهام أو ضلالات Delusions
2 ــ هـلاوس Hallucinations
3 ــ حديث غير منتظم (Disorganized Speech)كتكرار نفس الجمل أو الحديث غير المترابط.
4 ــ السلوك الكتاتوني أو السلوك الحركي المتخشب.
5 ــ الأعراض السلبـية: كالتبلد الانفعالي،وقلة الكلام، و نقص الإرادة.

ويكفي وجود عرض واحد من المحك التشخيصي الأول فقط، إذا كان الشخص يعاني من هذاءات غريـبة وشاذة، أو إذا كانت هناك هلاوس سمعية بحيث يظن المريض ان هناك من يتحدث إليه ويعلق على تصرفاته وأفكاره، وإذا كانت الهلاوس السمعية عبارة عن سماع المريض لحوار يدور بـينه وبـين شخص أو أكثر.

ب ــ الاضطرابات المهنية والاجتماعية: فمنذ بداية نوبة الاضطرابات تبدأ المجالات المختلفة ذات العلاقة بالوظائف كالعمل والعلاقات الشخصية والعناية بالذات في الانخفاض إلى مستوى متدن مقارنة بالمستوى الذي كانت عليه هذه الوظائف قبل النوبة.

ج ــ فترة المرض: يجب ان تستمر علامات الاضطراب لفترة ستة اشهر على الأقل وهذه الفترة تشمل الأعراض التمهيدية والمترسبة،و على شهر واحد على الأقل تظهر فيه الأعراض المذكورة في الفقرة أ، أو اقل من الشهر في حالة نجاح العلاج .


أسباب الفصام : يلعب التفاعل بين العديد من العوامل الوراثيه ومضاعفات الحمل والولادة مع
الضغوطات النفسية والاجتماعية دورا في حدوث المرض .


- العوامل الوراثيه : يكون أقارب مرضى الفصام أكثر عرضه لحدوث المرض من الآخرين ,وبينت الأبحاث الحديثة بأن خطر حدوث الفصام على مدى الحياة بين الأقارب من الدرجة الأولى للمصاب بمرض الفصام هي 5-10% مقارنة ب0,2 –0,6% بين الأقرباء في الناس الغير مصابين , ويتضاعف الاستعداد بين الأقارب المتشابهين وراثيا مع المريض .

وان احتمالية ان يصاب الأبناء تكون من 40-50% عندما يكون كلا الوالدين مريضا بالفصام و 14-18% عندما يكون احدهم مصابا , واحتمالية ان يصاب الإخوة بالفصام هي 10% عندما يكون احدهم يعاني من الفصام .
التوائم : ان احتمالية أن يصاب احد التوأمين المتشابهين عندما يكون الآخر مصاب هي 50% وان يصاب احد التوأمين الغير متشابهين هي 12% .


نظرية النمو العصبي : تبين بأن السبب الرئيسي للخلل بالمخ أو العملية المرضية يحدث خلل فترة نمو المخ قبل ظهور المرض بوقت طويل . وان المصابين بالفصام قد يعانون من مشاكل , من الادله التي تدعم هذه النظرية هي ان مضاعفات الحمل والولادة تضاعف من احتمال حدوث الفصام مرتين أو ثلاث مرات بسبب حدوث تلف في المخ , وان احتمال تلف مخ الجنين داخل الرحم يزداد إذا أصيبت المرأه الحامل بمرض فيروسي , وقد لوحظ بأن عددا اكبر من المصابين بالفصام يولدوا في نهاية الشتاء أو الربيع أكثر منه في أوقات أخرى من العام . وان نسبة إصابتهم بالفصام بعد حدوث اوبئه فيروسيه مثل الأنفلونزا والحصبة والجدري المائي .


أسباب كيميائيه بالدماغ :



بينت الدراسات بأن مرضى الفصام يكون لديهم اختلال في الموصلات الكيميائية في الدماغ خاصة مادة الدوبامين
(Dopamine ) حيث تزداد هذه المادة في مرضى الفصام ويكون نشاطها أكثر وقد ساعدت بعض الشواهد هذه النظرية .
- فمادة الامفيتامين : وهي ماده منشطه تزيد من نشاط الدماغ وتزيد من افرازات مادة الدوبامين فيه وتسبب أعراضا تشبه مرض الفصام .
- إن أكثر الادويه التي تعالج مرض الفصام هي مواد تقفل الموصلات الكيميائية لمادة الدوبامين وتقلل مفعوله وحسب قوة الدواء في إغلاق مستقبلات مادة الدوبامين تكون فعالية تأثير العلاج لمرضى الفصام
- بينت الفحوصات التشريحية لأدمغة مرضى الفصام بعد الوفاة بأن مستقبلات مادة الدوبامين في الخلايا العصبية هي أكثر في مرضى الفصام من الناس العاديين, وكذلك فإن حساسية هذه المستقبلات لمادة الدوبامين أكثر لدى مرضى الفصام منها عند الإنسان العادي .
وكل هذه الدلائل تؤيد نظرية التغيرات الكيميائية التي تحدث في دماغ مريض الفصام .


* الضغوطات :

المشاكل الشخصية والعائلية والظروف المحيطة تؤدي إلى ظهور الأعراض لدى من لديهم الاستعداد الجيني للاصا به بالمرض .الضغوطات والأحداث في بيئة الشخص تحفز الفصام .


أشكال الفصام



يوجد أشكال مختلفة للفصام منها :
Paranoia schizophrenia الفصام الزوري
ما يميز هذا المرض هو انشغال المريض بتوهمات أو هلاوس تدور حول موضوع واحد ، ويبدأ في عمر اكبر من الأنواع الأخرى للفصام ويكون تأثيره على الأداء الوظيفي والتعليمي اقل من غيره.


الفصام التخشبي (الكتاتوني )



STUPER وجـود اضطـراب حـركي بـارز يأخذ شـكل ذهول
حيث يتوقف عن الحركة والكلام والأكل وقد يجلس ويتخذ وضعية لا يغيرها
لساعات طويلة، والهياج الحركي وهذا الشكل نادر الحدوث هذه الأيام لتوفر العلاجات الدوائية للفصام .

Disorganized Type التفككي الفصام
ويبرز في هذا المرض بعدم الترابط في الأفكار أو الكلام . والسلوك المضطرب وانعدام التعبير عن العواطف أو عدم توافقه مع محتوى التفكير ويبدأ هذا النوع في سن مبكر ويسير يبطئ وهو مزمن ولا تتخلله فترات تحسن.

Undifferentiatedالفصام غير المتميز
وهو نوع من الفصام توجد فيه أعراض مختلفة من المرض ولكن دون ظهور أعراض على الأخرى بحيث يمكن ان تقابل أي من الأشكال الأخرى للمرض.
Residual schizophrenia الفصام المترسب
نوع من أنواع الفصام لا تظهر فيه الهلاوس والأوهام بشكل بارز أو عدم ترابط في الأفكار ويغلب على هذا النوع الأعراض السلبية مثل: العزلة الاجتماعية، والجفاف العاطفي ، وقلة الكلام ، وقد تجد عرض أو أكثر من أعراض الفصام ولكن بطريقة خفيفة.


العلاج

[الم الرحيل]

العلاج



يتم علاج المريض داخل أو خارج المستشفى , ويعالج داخل المستشفى في حالة ان يعرض نفسه أو غيره للخطر ، أو أن يكون غير قادر على العناية بنفسه ، أو أن يعاني من مرض عضوي أو مشكلة نفسية تجعل من العلاج خارج المستشفى غير آمن وغير فعال.



يتكون العلاج من :



1 - العلاج الدوائي
2 - التثقيف للمرضى وأسرهم حول المرض ومضاعفاته ومساعدتهم على حل المشاكل والتعامل مع الضغوط.
3 – التأهيل النفسي والاجتماعي.

1- العلاج الدوائي :تستخدم مضادات الذهان لعلاج الأعراض الذهانية المصاحبة للفصام.ومنها : مضادات الذهان التقليدية والغير تقليدية والتي تعالج الأعراض الإيجابية والسلبية للفصام وتعمل هذه الأدوية على إنقاص مادة الدوبامين في خلايا الدماغ.
وعند استخدام مضادات الذهان يجب مراعاة ما يلي :
- عند محاولة إعطاء هذه الأدوية يوصي بأن تستخدم جرعات كافية ولوقت كاف .
- تكون الجرعات في المرحلة الحادة اكبر منها في المراحل المزمنة.
- يوصى بأن يعطى العلاج عندما يصاب المريض بالفصام لأول مره لمدة سنة إلى سنتين بعد النوبة الأولى.
- الادويه المضادة للذهان تقلل وبشكل قوي من خطر الانتكاس
- عند محاولة إيقاف أو تقليل الجرعات عليك ان توازن بين خطر احتمالية الانتكاس.
- يوصى باستخدام مضادات الذهان لفترة غير محددة للمرضى الذين حصلت معهم أكثر من نوبة خلال خمس سنوات.

3- التداخلات النفسية والاجتماعية ان لهذه التداخلات أهميه في
- تعزيز الأداء الاجتماعي والعلاقات مع الآخرين.
- الاعتماد على النفس وليس على الآخرين في المجتمع المحيط به.
- التخفيف من شدة الأعراض .
وتتضمن هذه التداخلات :.
- تعليم المريض حول المرض ، وخيارات العلاج ، والتدريب على المهارات الاجتماعية ومهارات الحياة الأساسية.
- تعليم العائلة لزيادة فهمها للمرض ، وخيارات العلاج ، وتقدم المرض ، وتطوير مهارات للتعامل مع الأعراض التي يعاني منها المريض.

• العلاج العائلي
• بينت الدراسات قدرة العلاج العائلي على منع حدوث الانتكاسات للمرضي أو على الأقل تأخير حدوثها. وأن العلاج العائلي يؤدي إلى تحسن جوانب نفسية عديدة في شخصية المريض لا يطلها التأثير الدوائي.ولهذا فإنا نرى ضرورة إقران العلاج الدوائي بالعلاج العائلي.
ويتضمن العلاج العائلي :
- تعليم العائلة حول المرض.
- زيادة التواصل الايجابي بين أفراد العائلة.
- تقليل ما يدعى بالتعبير الانفعالي السلبي المبالغ فيها والتي يقوم بها بعض أفراد العائلة
والتي تتكون من توجيه عبارات النقد للمريض والهجوم اتجاهه.
- تقليل ساعات الاتصال بينه وبين أفراد العائلة.



د فائق الزغاري استشاري الطب النفسي

[نور علي]

شكراا
الم الرحيل ,,

ع الطررح ..

[فوادالركابي]

[IMG]

[/IMG]

مشكورة على المواضيع المميزة