التميز خلال 24 ساعة | |||
العضو المميز | الموضوع المميز | المشرف المميز | المشرفة المميزه |
قريبا |
بقلم : |
قريبا | قريبا |
|
منتدى النقاش والحوار الحر كل مايخص بمناقشة قضايا الحياة السياسية والاجتماعية العامة (جميع المواضيع والمشاركات المطروحه في هذا المنتدى تعبر عن رأي أصحابها ولاتعبر عن رأي الإدارة) |
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-06-2010, 12:05 PM | #1 |
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ
البحث في هذه الآية المباركة مسألتين : · المسالة الأولى : إن الآية تبين لنا إن المسلمين ينقسمون إلى قسمين أو طائفتين : oالطائفة الأولى : هم الذين أمروا بالتقوى وان يكونوا مع الصادقين . oالطائفة الثانية : الصادقون . هذه الآية دالة على العصمة . {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }[1] وهنا نكته في الآية إن قوله " كونوا مع الصادقين " أمر الطائفة الأولى أمرا إن يكونوا مع الطائفة الثانية وهم الصادقين وان الصادقين ليسوا أنفسهم المؤمنين لو كانوا أنفسهم المؤمنين فلا معنى أن يقول كونوا مع الصادقين كان يفترض أن تقول الآية يأيها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا من الصادقين ولم تقل كونوا " مع " الصادقين . ومن قوله كونوا مع الصادقين نستكشف أن الذين امنوا أمِروا أن يكونوا مع الصادقين والصادقين من قبل " يا أيها الذين أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " ولا يمكن أن يكونوا أولي الأمر من الذين امنوا وبنفس درجتهم . وكذلك " إنما وليكم " الجمع هنا من نفس سنخية الجمع هناك " أولي الأمر " " كونوا مع الصادقين " هنا في هذه الآية يوجد ولي ويوجد " كم " وهو مولى عليكم أي عليكم انتم وهي راجعة إلى أن الولي غير المولى عليه ولا يمكن أن يكون الولي هو نفسه المولى وهذا يؤدي اتحاد الولي والمولى وهو محال فراجع تعرضنا لآية الولاية في كتابنا أهل البيت سفينة النجاة . والصادقين هم شيء والذين آمنوا شيء آخر ويجب إن يكونوا مع الصادقين . ·المسألة الثانية : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }[2] الآية قالت اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ولم تقول اتقوا الله وكونوا من الصادقين وهنا يستفاد من " مع " الأصل هم الصادقون وان المؤمنين يجب أن يكونوا مع هؤلاء ويفترض أن الصادقين هم الأصل في الآية المباركة وانه على المؤمنين أن يتبعوا الصادقين وان يكونوا مع الصادقين . لو كان " من " لاستفاد أن هناك صادقين والآية تأمر أن نكون منهم أي نكون في عرضهم وتبين أن هناك تميز للصادقين عن غيرهم . الشاهد على ذلك : {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً }[3] والمؤمنين هنا في هذه الآية بعد أن يلتزموا بطاعة الله ورسوله لم يكونوا من الصديقين إنما معهم أي لهم رفقة مع الصديقين " وحسن أولئك رفيقا " والرفقة تابعة للنبي والصديقين والشهداء وهم ليسوا في عرض وجود رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . هذه الإطاعة تعطي الإنسان المطيع المعية مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذه المعية التي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي نفسها المعية مع الصديقين معية مع الشهداء وحسن أولئك رفيقا . يقول السيد الطبطبائي ( قد ) وله تعالى ولهديناهم صراطا مستقيما قد مضى الكلام في معنى الصراط المستقيم في ذيل قوله اهدنا الصراط المستقيم : الحمد - 6 في الجزء الأول من الكتاب . قوله تعالى ومن يطع الله والرسول إلى قوله وحسن أولئك رفيقا جمع بين الله والرسول في هذا الوعد الحسن مع كون الآيات السابقة متعرضة لإطاعة الرسول والتسليم لحكمه وقضائه لتخلل ذكره تعالى بينها في قوله ولو أنا كتبنا عليهم إلخ فالطاعة المفترضة طاعته تعالى وطاعة رسوله وقد بدأ الكلام على هذا النحو في قوله وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول الآية . وقوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم يدل على اللحوق دون الصيرورة فهؤلاء ملحقون بجماعة المنعم عليهم وهم أصحاب الصراط المستقيم الذي لم ينسب في كلامه تعالى إلى غيره إلا إلى هذه الجماعة في قوله تعالى إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم : الحمد - 7 وبالجملة فهم ملحقون بهم غير صائرين منهم كما لا يخلو قوله وحسن أولئك رفيقا من تلويح إليه وقد تقدم أن المراد بهذه النعمة هي الولاية وأما هؤلاء الطوائف الأربع أعني النبيين والصديقين والشهداء والصالحين فالنبيون هم أصحاب الوحي الذين عندهم نبأ الغيب ولا خبرة لنا من حالهم بأزيد من ذلك إلا من حيث الآثار وقد تقدم أن المراد بالشهداء شهداء الأعمال فيما يطلق من لفظ الشهيد في القرآن دون المستشهدين في معركة القتال وأن المراد بالصالحين هم أهل اللياقة بنعم الله . وأما الصديقون فالذي يدل عليه لفظه هو أنه مبالغة من الصدق ومن الصدق ما هو في القول ومنه ما هو في الفعل وصدق الفعل هو مطابقته للقول لأنه حاك عن الاعتقاد فإذا صدق في حكايته كان حاكيا لما في الضمير من غير تخلف وصدق القول مطابقته لما في الواقع وحيث كان القول نفسه من الفعل بوجه كان الصادق في فعله لا يخبر إلا عما يعلم صدقه وأنه حق ففي قوله الصدق الخبري والمخبري جميعا .[4] ويقول السيد الطبطبائي ( قد ) : إذا عرفت هذا علمت أن الصراط المستقيم الذي هو صراط غير الضالين صراط لا يقع فيه شرك ولا ظلم البتة كما لا يقع فيه ضلال البتة ، لا في باطن الجنان من كفر أو خطور لا يرضى به الله سبحانه ، ولا في ظاهر الجوارح والأركان من فعل معصية أو قصور في طاعة ، وهذا هو حق التوحيد علما وعملا إذ لا ثالث لهما وما ذا بعد الحق إلا الضلال ؟ وينطبق على ذلك قوله تعالى : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) الأنعام - 82 ، وفيه تثبيت للأمن في الطريق ووعد بالاهتداء التام بناءا على ما ذكروه : من كون اسم الفاعل حقيقة في الاستقبال فليفهم فهذا نعت من نعوت الصراط المستقيم . ثم انه تعالى عرف هؤلاء المنعم عليهم الذين نسب صراط المستقيم إليهم بقوله تعالى : ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ) النساء - 68 ، وقد وصف هذا الإيمان والإطاعة قبل هذه الآية بقوله ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ولو إنا كتبنا عليهم إن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا ) النساء - 66 . فوصفهم بالثبات التام قولا وفعلا وظاهرا وباطنا على العبودية لا يشذ منهم شاذ من هذه الجهة ومع ذلك جعل هؤلاء المؤمنين تبعا لأولئك المنعم عليهم وفي صف دون صفهم لمكان مع ولمكان قوله : ( وحسن أولئك رفيقا ولم يقل : فأولئك من الذين .[5] العودة للفهرس [1] التوبة119 . [2] التوبة119 . [3] النساء69 . [4] تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج 4 - ص 407 . [5] تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج 1 - ص 30 الجزء الاول |
|
10-06-2010, 12:09 PM | #2 |
رد: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ
الجزء الثاني
ما هي المعية التي تكلمت عنها الآية " كونوا مع الصادقين " ؟ توجد عندنا معيتان في الآية : ·الأولى : المعية الجسمية وان الله عندما أمر في المعية قال " يأيها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " المراد من المعية هي المعية الجسمية . ·الثانية : المعية التبعية وهي التبعية في الأقوال والتبعية في الاعتقادات والتبعية في السلوك وبعبارة أخرى أن يجعل الصادقين قدوة للنفس . {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }[1] وقال عز وجل {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }[2] هنا في الآيتين القدوة والمعية هي المعية التبعية . إن الآية أمرت بالإتباع والمعية المطلقة للصادقين. والتبعية والإتباع والمعية المطلقة للصادقين لا يمكن إن ينسجم مع كون الصادقين قد يخطئون أو قد يسهون وقد يتعمدون الكذب , حيث في الآية الله أمر الذين امنوا أن يتبعوا وبان يكونوا مع الصادقين مطلقا لا مع الصادقين إذا صدقوا . ومن وجوب المعية المطلقة نستكشف أن الصادقين لا يخطأون . العودة للفهرس [1] الأحزاب21 . [2] آل عمران 31 الفخر الرازي من المصرين على أن هذه الآية دالة دلالة جازمة على عصمة الصادقين : والجواب عن الأول: إن قوله (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) أمر بموافقة الصادقين، ونهي عن مفارقتهم، وذلك مشروط بوجود الصادقين. وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. فدلّت هذه الآية على وجود الصادقين. وقوله: إنه محمول على أن يكونوا على طريقة الصادقين، فنقول: إنه عدول عن الظاهر من غير دليل. قوله: هذا الأمر مختص بزمان رسول الله عليه الصلاة والسلام قلنا: هذا باطل لوجوه: ·الأول: أنه ثبت بالتواتر الظاهر من دين محمد (عليه الصلاة والسلام) أن التكاليف المذكورة في القرآن متوجهة إلى المكلفين إلى قيام القيامة، فكان الأمر في هذا التكليف كذلك. ·الثاني: أن الصيغة تتناول الأوقات كلها بدليل صحة الاستثناء. ·الثالث: لما لم يكن الوقت المعيَّن مذكوراً في لفظ الآية، لم يكن حمل الآية على البعض أولى من حمله على الباقي، فإما أن لا يحمل على شيء من الأوقات، فيفضي إلى التعطيل وهو باطل، أو على الكلّ وهو المطلوب. ·الرابع: وهو أن قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ) أمر لهم بالتقوى، وهذا الأمر إنما يتناول من يصحّ منه أن لا يكون متقياً، وإنما يكون كذلك لو كان جائز الخطأ فكانت الآية دالة على أنّ من كان جائز الخطأ، وجب كونه مقتدياً بمن كان واجب العصمة، وهم الذين حكم الله بكونهم صادقين. فهذا يدلّ على أنه واجب على جائز الخطأ، كونه مع المعصوم عن الخطأ، حتى يكون المعصوم عن الخطأ مانعاً لجائز الخطأ عن الخطأ. وهذا المعنى قائم في جميع الأزمان، فوجب حصوله في كل الأزمان).[1] إذن لابد أن يكونوا صادقين على كل المستويات على مستوى الاعتقاد والأخلاق والأعمال ولو لم يكن الأمر كذلك لكان هناك اشتباه أو أخطا في الاعتقاد فانه يلازمه اشتباه وخطا في العمل والسلوك الخارجي فإن الأعمال ناشئة عن الملكات والملكات إنما توجد على أساس الاعتقادات فإذا كان هناك اعتقاد باطل ولو على نحو السهو والنسيان فينبغي إتباعهم في العمل والسلوك الخارجي حيث إن الآية المباركة أطلقت الوجوب بالأمر مع الصادقين نستكشف إن هؤلاء الصادقين لا يخطأون ولا ينسون ولا يشتبهون وعلى مختلف هذه المستويات . ووجوب الأمر بالكون مع الصادقين مطلق وهذا لم ينسجم إلا مع كون فرض أنهم لا يخطأون وهم من المعصومين . وهذا ما صرح به الفخر الرازي أن الآية المباركة توصلنا إلى الصادقين لابد إن يكونوا معصومين وهذا يستوجب أن الوجوب بالمعية مع المعصوم مخالف للخطأ فيلزم عصمتهم. العودة للفهرس [1] التفسير الكبير للفخر الرازي ج16 ص175 ط دار الكتب العلمية بيروت الطبعة الأولى 1421هـ - 2000م . |
|
10-06-2010, 12:14 PM | #3 |
رد: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ
الجزء الثالث
والسيد الطبطبائي يقول انه يتضح من هذه الآيات أن الإسلام مراتب: ·المرتبة الأولى : هو القبول بظواهر الأوامر والنواهي لتلك الشهادتين لسانا سواء رافقه اقلب أو خالفه القلب . ·المرتبة الثانية : ما يلي المرتبة الأولى وهو مرتبة التعلق والبيان القلبي لحمل هذه الاعتقادات الحقة التفصيلية . وقال تعالى {الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ }[1] هذا الإسلام هو ذاك الإسلام المتعارف ومن هذه الإسلام المتعارف يقول عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }[2] .. وهذه الآية " يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " الأمر المطلق بالكون مع الصادقين معيتهم بالإطلاق يدل على أنهم صادقين على كل المستويات على مستوى الاعتقاد على مستوى العمل وإلا لا يجوز أن يأمر بالكون معهم مطلقا . نرجع إلى القرآن لنعرف ما هي صفات وخصائص الصادقين في القرآن الكريم وعندما رجعنا إلى الآيات القرآنية وبالرجوع إلى بعض الآيات القرآنية في سور أخرى كالتي ذكرناها من سورة البقرة تبين أن الصادقين هم الإبرار {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }[3] إذن الأبرار هم هي صفاتهم والله بعد أن يؤمنوا الإيمان الخاص بهذه الأمور يصفها الله عز وجل "أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون " . من هم الأبرار في المفهوم القرآني ؟ القرآن أشار إلى الإبرار والذي بينها في هذه الآيات المباركة من أوصاف والأبرار هي التي ذكرها في غير هذه السورة المباركة حيث في سورة أخرى وفي آيات أخرى قال عز وجل {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورا}[4] {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً }[5] والعباد في القرآن تطلق بعدة معاني مرة يطلق العباد يراد بها كل العباد وتارة يطلق العباد يراد بها العباد الخاص والمعنى الخاص . والعباد واضحة تمام الوضوح يراد بها العباد بالمعنى الخاص حيث يقول عباد الله يفجرونها تفجيرا وهذه مختصة بسنخ خاص وهذه كما في الرحمة هناك رحمة خاصة ورحمة عامة َ" رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ " وكذلك المعية لها مراتب معية خاصة ومعية عامة ومن أمثلة المعية العامة يقول عز وجل " وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " وهناك معية خاصة قال عز وجل {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }[6] إذن توجد رحمة عامة ورحمة خاصة ومعية عامة ومعية خاصة وعباد عام وعباد خاص كما بينا في الآيات السابقة " يشرب بها عباد الله يفجرونها " وهذه الآية تتكلم عن العبودية الخاصة . َ{عيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً }[7] هؤلاء عبدوا الله عز وجل لا خوفا من النار ولا طمعا في الجنة إنما اطعموا لله لا يريدون لا جزاء ولا شكر والوجه الإلهي هو الداعي إلى هذه العبودية والعمل وهو المقام المكنون الذي لا يمسه إلى المطهرون " انه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون " ومن ذيل هذه الآية يتضح منهم مصداق الأبرار وهم سورة الإنسان التي نزلت في أهل البيت عليهم السلام إلى إن قال " وجزائهم بما صبروا جنة وحريرا " "إن الأبرار يشربون من كاس كان مزاجها كافورا عينا يشرب بها عباد اله يفجرونها تفجيرا " والذي يفجرونها هم " إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا " |
|
10-06-2010, 12:14 PM | #4 |
رد: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ
يقول السيد الطبطبائي ( قد ) :
قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) التوبة - 120 ، والحصر في قوله أولئك الذين صدقوا ، يؤكد التعريف وبيان الحد ، والمعنى - والله أعلم - إذا أردت الذين صدقوا فأولئك هم الأبرار . وأما ما عرفهم به ثالثا بقوله : وأولئك هم المتقون ، الحصر لبيان الكمال فان البر والصدق لو لم يتما لم يتم التقوى . والذي بينه تعالى في هذه الآية من الأوصاف الأبرار هي التي ذكرها في غيرها . قال تعالى : ( إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا . عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا . ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا . إنما نطعمكم لوجه الله - إلى أن قال - وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا ) الدهر - 12 ، فقد ذكر فيها الإيمان بالله واليوم الآخر والإنفاق لوجه الله والوفاء بالعهد والصبر ، وقال تعالى أيضا : ( كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدريك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون . إن الأبرار لفي نعيم - إلى أن قال - يسقون من رحيق مختوم - إلى أن قال - عينا يشرب بها المقربون ) المطففين - 28 ، بالتطبيق بين هذه الآيات والآيات السابقة عليها يظهر حقيقة وصفهم ومآل أمرهم إذا تدبرت فيها ، وقد وصفتهم الآيات بأنهم عباد الله وأنهم المقربون ، وقد وصف الله سبحانه عباده فيما وصف بقوله : ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) الحجر - 42 ، ووصف المقربين بقوله : ( والسابقون السابقون . أولئك المقربون في جنات النعيم ) الواقعة - 12 ، فهؤلاء هم السابقون في الدنيا إلى ربهم السابقون في الآخرة إلى نعيمه ، ولو أدمت البحث عن حالهم فيما تعطيه الآيات لوجدت عجبا . وقد بان مما مر أن الأبرار أهل المرتبة العالية من الإيمان ، وهي المرتبة الرابعة على ما مر بيانه سابقا ، قال تعالى : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) الأنعام - 82 .[8] الآية قالت الذين امنوا لم يلبسوا إيمانهم بظلم وحيث أن الظلم فيه ظلم كبير وظلم صغير وهي معاصي صغيرة ومعاصي كبيرة حيث أنهم لم يلبسوا بأي معصية . إن الآية قالت والآية بينت من هم الأبرار وهم الذين امنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أي الذين لم يلبسوا أعمالهم بمعصية . والآية تقول الصديق والصادق في عرض الأنبياء والمرسلين . {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً }[9] . يقول السيد الطبطبائي ( قد ) : وأما الصديقون فالذي يدل عليه لفظه هو أنه مبالغة من الصدق ومن الصدق ما هو في القول ومنه ما هو في الفعل وصدق الفعل هو مطابقته للقول لأنه حاك عن الاعتقاد فإذا صدق في حكايته كان حاكيا لما في الضمير من غير تخلف وصدق القول مطابقته لما في الواقع وحيث كان القول نفسه من الفعل بوجه كان الصادق في فعله لا يخبر إلا عما يعلم صدقه وأنه حق ففي قوله الصدق الخبري والمخبري جميعا . ‹ صفحة 408 › فالصديق الذي لا يكذب أصلا هو الذي لا يفعل إلا ما يراه حقا من غير إتباع لهوى النفس ولا يقول إلا ما يرى أنه حق ولا يرى شيئا إلا ما هو حق فهو يشاهد حقائق الأشياء ويقول الحق ويفعل الحق .[10] والقرآن الكريم يبين انه هناك صالح في العمل وصالح في الذات وصلاح في النفس . يقول السيد الطبطبائي ( قد ) : قوله تعالى : وإنه في الآخرة لمن الصالحين ، الصلاح ، وهو اللياقة بوجه ربما نسب في كلامه إلى عمل الإنسان وربما نسب إلى نفسه وذاته ، قال تعالى : فليعمل عملا صالحا ) الكهف - 110 ، وقال تعالى : ( وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم ) النور - 32 . وصلاح العمل وإن لم يرد به تفسير بين من كلامه تعالى غير أنه نسب إليه من الآثار ما يتضح به معناه . فمنها : أنه صالح لوجه الله ، قال تعالى : ( صبروا ابتغاء وجه ربهم ) الرعد - 22 ، وقال تعالى : ( وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله ) البقرة - 272 . ومنها : أنه صالح لان يثاب عليه ، قال تعالى : ( ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ) القصص - 80 . ومنها : أنه يرفع الكلم الطيب الصاعد إلى الله سبحانه قال تعالى : ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) فاطر - 10 ، فيستفاد من هذه الآثار المنسوبة ‹ صفحة 304 › إليه : أن صلاح العمل معنى تهيؤه ولياقته لان يلبس لباس الكرامة ويكون عونا وممدا لصعود الكلام الطيب إليه تعالى ، قال تعالى : ( ولكن يناله التقوى منكم ) الحج - 37 ، وقال تعالى : ( وكلا نمد هؤلاء ، وهؤلاء من عطاء ربك ، وما كان عطاء ربك محظورا ) الإسراء - 20 ، فعطائه تعالى بمنزلة الصورة ، وصلاح العمل بمنزله المادة . وأما صلاح النفس والذات فقد قال تعالى : ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين ، والصديقين ، والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا ) النساء - 69 ، وقال تعالى : ( وأدخلناهم في رحمتنا انهم من الصالحين ) الأنبياء - 86 ، وقال تعالى حكاية عن سليمان : ( وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ) النمل - 19 ، وقال تعالى : ولوطا آتيناه حكما وعلما إلى قوله وأدخلناه في رحمتنا إنه الصالحين ) الأنبياء - 75 ، وليس المراد الصلاح لمطلق الرحمة العامة الإلهية الواسعة لكل شيء ولا الخاصة بالمؤمنين على ما يفيده قوله تعالى : ( ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ) الأعراف - 156 ، إذ هؤلاء القوم وهم الصالحون ، طائفة خاصة من المؤمنين المتقين ، ومن الرحمة ما يختص ببعض دون بعض ، قال تعالى ( يختص برحمته من يشاء ) البقرة - 105 ، وليس المراد أيضا مطلق كرامة الولاية ، وهو تولي الحق سبحانه أمر عبده ، فإن الصالحين وإن شرفوا بذلك وكانوا من الأولياء المكرمين على ما بيناه سابقا في قوله تعالى : ( اهدنا الصراط المستقيم ) فاتحة الكتاب - 6 وسيجيء في تفسير الآية لكن هذه أعني الولاية صفة مشتركة بينهم وبين النبيين ، والصديقين ، والشهداء فلا يستقيم إذن عدهم طائفة خاصة في قبالهم .[11] وقد يكون الإنسان عمل الصالحات ولكن ليس له صلاح وذلك القرآن يقول " الذين امنوا وعملوا الصالحات " والقرآن يميز بين الذين عملوا الصالحات والصالحين فلذلك ميز بين الذين عملوا الصالحات وبين الذين امنوا وعملوا الصالحات فهؤلاء مصداق لهذه الآية المباركة {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ }[12] وأما الصالحون القرآن يعبر عنهم " والصديقين والشهداء والصالحين " هؤلاء لا يعبر عنهم الذين امنوا وعملوا الصالحات فيقول " وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ }النمل19 " ولم يقل من الصالحين إنما في الصالحين . {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }[13] يقول السيد الطبطبائي ( قد ) : ثم إنك إذا تأملت حال إبراهيم ومكانته في أنه كان نبيا مرسلا وأحد أولي العزم من الأنبياء ، وأنه إمام ، وأنه مقتدى عدة ممن بعده من الأنبياء والمرسلين وأنه من الصالحين بنص قوله تعالى : ( وكلا جعلنا صالحين ) الأنبياء - 72 ، الظاهر في الصلاح المعجل على أن من هو دونه في الفضل من الأنبياء أكرم بهذا الصلاح المعجل وهو ( ع ) مع ذلك كله يسأل اللحوق بالصالحين الظاهر في أن هناك قوما من الصالحين سبقوه وهو يسال اللحوق بهم فيما سبقوه إليه ، وأجيب بذلك في الآخرة كما يحكيه الله تعالى في ثلاثة مواضع من كلامه حيث قال تعالى : ( ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ) البقرة - 130 ، وقال تعالى : وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ) العنكبوت - 27 ، وقال تعالى : ( وآتيناه في الدنيا حسنة وأنه في الآخرة لمن الصالحين ) النحل - 122 ، فإذا تأملت ذلك حق التأمل قضيت بأن الصلاح ذو مراتب بعضها فوق بعض ولم تستبعد لو قرع سمعك أن إبراهيم ( ع ) سأل اللحوق بمحمد ( ص ) وآله الطاهرين ( ع ) فأجيب إلى ذلك في الآخرة لا في الدنيا فإنه ( ع ) يسأل اللحوق بالصالحين ومحمد ( ص ) يدعيه لنفسه . قال تعالى : ( قل إن ولي الله الذي نزل الكتاب بالحق وهو يتولى الصالحين ) الأعراف - 196 فإن ظاهر الآية أن رسول الله ( ص ) يدعي لنفسه الولاية فالظاهر منه أن رسول الله ( ص ) هو المتحقق بالصلاح الذي يدعيه بموجب الآية لنفسه وإبراهيم كان يسأل الله اللحوق بعده من الصالحين يسبقونه في الصلاح فهو هو .[14] العودة للفهرس [1] الزخرف69 [2] البقرة 208 [3] البقرة177 [4]الإنسان 5-8 . [5] الإسراء65 [6] العنكبوت69 [7]الإنسان 6 – 12 . [8] تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج 1 - ص 430 [9] النساء69 [10] تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج 4 - ص 407 - 408 [11] تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج 1 - ص 303 - 304 [12] فاطر10 . [13] يوسف101 . [14] تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج 1 - ص 305 |
|
10-06-2010, 12:15 PM | #5 |
رد: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }[1] المستفاد من هذه الآية المباركة عدة مسائل :·المسألة الأولى : إن هؤلاء الصادقين طبقة من المسلمين وهم المقرونون بهذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }[2] ويقول للذين امنوا يجب إن تكونوا مع هذه الطبقة وتلتحقون بهذه الطبقة . ·المسألة الثانية : هؤلاء الصادقين هم صادقون مطلقا على جميع المستويات على مستوى القول وعلى مستوى الفعل ونتيجة ذلك إن الصادقين يجب إن يكونوا معصومون وإلا لا معنى إن يكون معهم مطلقا . المسألة الثالثة : دوام وجود الصادقين في كل زمان أي لا يخلو زمان من وجود صادق لان الآية المباركة قالت كونوا معه الصادقين وهذا لابد إن يكون صادق حتى يكون معهم. والفخر الرازي يعترف انه يجب أن يكون في كل زمان معصوم عند تطرقه لهذه الآية . ويقول الفخر الرازي الكون مع الصادقين فيه شرط وهذا الشرط وجود الصادقين وإذا فرض إن هذا الشرط كالأمر أيضا غير موجود مع إن الآية ظاهرها مطلق في كل زمان ومكان ولابد إن يكونون في كل زمان ولا معنى إن يوجدون في زمان دون زمان آخر . العودة للفهرس [1] التوبة119 [2] التوبة 119 بعض الإشكالات نجيب إليها ونجيب عليها : ·الإشكال الأول : يقول أن المراد بقوله كونوا مع الصادقين أي كونوا على طريقة الصادقين. وان المراد كونوا على طريقة الصادقين لا يشترط أن يكون في كل زمان احد من الصادقين . يقول الفخر الرازي : فإن قيل : لم لا يجوز أن يقال : المراد بقوله : { كُونُواْ مَعَ الصادقين } أي كونوا على طريقة الصادقين ، كما أن الرجل إذا قال لولده : كن مع الصالحين ، لا يفيد إلا ذلك سلمنا ذلك[1] في مقام الجواب عن الإشكال : ·أولا : إن كونه كونوا مع الصادقين أمر بمرافقة الصادقين أي لابد أن تكون اعتقاداتكم وأقوالكم وأفعالكم موافقة للصادقين وهذا يجعل الصادقين قدوة كما يقول عز وجل " إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " أمر بموافقة الصادقين ونهي عن مفارقتهم وهذا أمر مشروط بوجود الصادقين وليس عدم ملاقاتهم . ·ثانياَ : أما قولكم كونوا مع الصادقين أي على طريقتهم فهذا خلاف ظاهر الآية فحمل الآية على قوله كونوا على طريقة الصادقين فهذا عدول عن ظاهر الآية من غير دليل فهو ممنوع . ·الإشكال الثاني : يقول الفخر الرازي :
__________________
السلام عليك يا أبا عبدالله الحُسينْ لعن الله امة قتلتك يا سيدي و لعن الله امة سمعت بذلك فرضيت التعديل الأخير تم بواسطة خالد الاسدي ; 10-06-2010 الساعة 12:16 PM |
|
10-06-2010, 12:18 PM | #6 |
رد: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ
لكن نقول : إن هذا الأمر كان موجودا في زمان الرسول فقط ، فكان هذا أمرا بالكون مع الرسول ، فلا يدل على وجود صادق في سائر الأزمنة سلمنا ذلك ، لكن لم لا يجوز أن يكون الصادق هو المعصوم الذي يمتنع خلو زمان التكليف عنه كما تقوله الشيعة ؟[2]
ويقول الفخر الرازي : أن هذا الأمر مختص بزمان الرسول نقول هذا باطل من وجوه : oالوجه الأول : انه ثبت بالتواتر الظاهر من دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن التكاليف المذكورة في القرآن مستوجب على المكلفين إلى يوم القيامة فكان هذا الأمر في هذا التكليف كذلك في كل زمان ولكل شخص. oالوجه الثاني : إن هذه الصيغة تتناول الأوقات كلها بدليل صحة عدم الاستثناء " كونوا مع الصادقين " أي لم يقل كونوا مع الصادقين إلا بالزمن الكذائي والشخص الفلاني وعدم الاستثناء دليل على الإطلاق . oالوجه الثالث : لما لم يكن الوقت المعين مذكورا على الآية لم يكن حمل الآية لبعض الأزمنة إذن حمله على باقي الأزمنة وأما الآية تحمل على التفصيل لك يوجد بل وجد الإطلاق فيجب حمله على كل الأزمنة فهو المطلوب في المقام. أقول: إذن حمل هذه الآية على ضرورة وجود الصادقين في كل زمان . وهذا نص قوله : قلنا : هذا باطل لوجوه : الأول : أنه ثبت بالتواتر الظاهر من دين محمد عليه الصلاة والسلام أن التكاليف المذكورة في القرآن متوجهة على المكلفين إلى قيام القيامة ، فكان الأمر في هذا التكليف كذلك . والثاني : أن الصيغة تتناول الأوقات كلها بدليل صحة الاستثناء . والثالث : لما لم يكن الوقت المعين مذكورا في لفظ الآية لم يكن حمل الآية على البعض أولى من حمله على الباقي ، فأما أن لا يحمل على شيء من الأوقات فيفضي إلى التعطيل وهو باطل ، أو على الكل وهو المطلوب ، والرابع : وهو أن قوله : * ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ) * أمر لهم بالتقوى ، وهذا الأمر إنما يتناول من يصح منه أن لا يكون متقيا ، وإنما يكون كذلك لو كان جائز الخطأ ، فكانت الآية دالة على أن من كان جائز الخطأ وجب كونه مقتديا بمن كان واجب العصمة ، وهم الذين حكم الله تعالى بكونهم صادقين ، فهذا يدل على أنه واجب على جائز الخطأ كونه مع المعصوم عن الخطأ حتى يكون المعصوم عن الخطأ مانعا لجائز الخطأ عن الخطأ ، وهذا المعنى قائم في جميع الأزمان ، فوجب حصوله في كل الأزمان . قوله : لم لا يجوز أن يكون المراد هو كون المؤمن مع المعصوم الموجود في كل زمان ؟ قلنا : نحن نعترف بأنه لا بد من معصوم في كل زمان ، إلا أنا نقول : ذلك المعصوم هو مجموع الأمة ، وأنتم تقولون : ذلك المعصوم واحد منهم ، فنقول : هذا الثاني باطل ، لأنه تعالى أوجب على كل واحد من المؤمنين أن يكون مع الصادقين ، وإنما يمكنه ذلك لو كان عالما بأن ذلك الصادق من هو لا الجاهل بأنه من هو ، فلو كان مأمورا بالكون معه كان ذلك تكليف ما لا يطاق ، وأنه لا يجوز ، لكنا لا نعلم إنسانا معينا موصوفا بوصف العصمة ، والعلم بأنا لا نعلم هذا الإنسان حاصل بالضرورة ، فثبت أن قوله : * ( وكونوا مع الصادقين ) * ليس أمرا بالكون مع شخص معين ، ولما بطل هذا بقي أن المراد منه الكون مع مجموع الأمة ، وذلك يدل على أن قول مجموع الأمة حق وصواب ولا معنى لقولنا الإجماع إلا ذلك .[3] يقول نحن نعترف إن الآية تقول لابد إن يكون هناك معصوم في كل زمان إلا أننا نقول ذلك المعصوم هو إجماع الأمة و أي انه يقبل الكبرى وهي وجوب وجود معصوم ولكن لا يقبل صغرى الشيعة وهم أهل البيت عليه السلام .[4] ·في مقام الجواب : ·الشيعة من الأمة ومع ذلك فلا يوجد إجماع بين الطوائف السنية في مسألة من المسائل ناهيك عن الإجماع بين السنة والشيعة فهذا باطل فلا يمكن أن يكون مصداق للآية لان الآية تقول كونوا جزما مع الصادقين والإطلاق يستوجب في كل زمان والإجماع مفقود في كل زمان , فيفضي تكليف المكلف ما لا طاقة له من الحكيم وهذا خلاف الحكمة وهو باطل بالضرورة . ·أما إن قالوا إجماع العلماء كما ذهب البعض : نقول : من يعين العلماء وما هي خصائص العلماء إن كان العلماء يعينوا العلماء نقع بدور مصرح وان تنازلنا عن هذا الدور المصرح الممتنع نقول أين إجماع العلماء ولا يوجد في أي زمان إجماع في أي مسألة وهذا ما صرحوا به . والآية أثبتت انه لابد من وجود معصوم في كل زمان وان ما تقرر في علم الأصول أن القضية لا تثبت موضعها وموضوع القضية انه من هم المعصومين وبالرجوع إلى القرآن والأدلة كثيرة تفوق حد التواتر في مجموعها وفوق حد الاستفاضة في أدلتها ومنها حديث الثقلين وحديث الكساء وحديث الغدير وحديث علي ولي كل المؤمنين وحديث المنزلة وغيرها راجع كتابنا أهل البيت سفينة النجاة . إذن في الآيات الأدلة القرآنية والروايات القطعية أن المراد من الصادقين هم أهل البيت عليهم الصلاة والسلام . ويكفي حديث الثقلين في وضوحه إن المعية معهم والتمسك بهم عصمة من الضلال وحديث على مع الحق والحق مع علي وحديث " يدور الحق مع علي حيثما دار " دليل واضح بأنه هو الصادق وهو المعصوم وإلا الحق لا يدور مع من يخطأ حتى لو سهوا ونسيانا لان الدائرة تنقطع فلا يدور معه الحق حيثما دار بل ينقطع . إذن معرفة من هم الصادقين والمعصومون الصادقين هم أئمة أهل البيت عليهم السلام من كثرة الروايات والآيات الدالة على ذلك وقد ذكرناها في كتابنا أهل البيت سفينة النجاة . إذن كونوا مع الصادقين كونوا مع الإمام علي عليه السلام ومع أهل بيته عليهم السلام . العودة للفهرس [1]التفسير الكبير للفخر الرازي ج16 ص226 ذيل الآية . [2]التفسير الكبير للفخر الرازي ج16 ص226 [3] تفسير االكبير للفخر الرازي - ج 16 - ص 221 . [4] تفسير االكبير للفخر الرازي ج20 ص166 . |
|
10-06-2010, 12:19 PM | #7 |
رد: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ
البحث الروائي :
روى الشيخ الكليني الأجل في الكافي بسند صحيح : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبي نصر ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : سألته عن قول الله عز وجل : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " قال : الصادقون هم الأئمة الصديقون بطاعتهم .[1] والقندوزي الحنفي قال : وتفسير ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) ( 2 ) . [ 15 ] أخرج موفق بن أحمد الخوارزمي : عن أبي صالح ، عن ابن عباس ( رضي الله عنهما ) قال : الصادقون في هذه الآية محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته . أيضا أبو نعيم الحافظ الحمويني أخرجاه عن ابن عباس بلفظه . أيضا أبو نعيم أخرجه عن جعفر الصادق رضي الله عنه . [ 16 ] أيضا أبو نعيم وصاحب المناقب : أخرجا عن الباقر والرضا ( رضي الله عنهما ) قالا : الصادقون هم الأئمة من أهل البيت .[2] وقال الشيخ الصفار ( رض ) : 14 - باب ( في الأئمة انهم الصادقون ) ( 1 ) حدثنا الحسين بن محمد عن الحسن بن علي عن أحمد بن عايذ عن ابن أذينة عن بريد العجلي قال سئلت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ( 3 ) قال إيانا عنى . ( 2 ) وعنه عن معلى بن محمد عن الحسن عن أحمد بن محمد قال سئلت الرضا عليه السلام عن قول الله تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين قال الصادقون الأئمة الصديقون بطاعتهم.[3] وأخرج الخوارزمي : عن ابن عباس ] في قوله تعالى: ( اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) قال هو علي بن أبي طالب عليه السلام[4] السيد علي الميلاني : عبد الله بن عمر: قال الحافظ ابن شهرآشوب السروي(1): «تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان: حدّثنا مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر، قال: (يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه)أمر اللّه الصحابة أن يخافوا اللّه. ثمّ قال: (وكونوا مع الصادقين) يعني: مع محمّد وأهل بيته». هذا السند صحيح بلا كلام. وقد أسنده الحافظ الحاكم الحسكاني، قال: «أخبرنا عقيل، قال: أخبرنا علي، قال: أخبرنا محمّد، قال: حدّثنا أبو علي الحسن بن عثمان الفسوي بالبصرة، قال: حدّثنا يعقوب بن سفيان الفسوي، قال: حدّثنا ابن قعنب، عن مالك بن أنس، عن نافع، عن عبد الله بن عمر، في قوله تعالى: (اتّقوا اللّه) قال: أمر اللّه أصحاب محمّد بأجمعهم أن يخافوا اللّه. ثمّ قال لهم: (وكونوا مع الصادقين) يعني: محمّداً وأهل بيته».[5] وقال السيوطي في الدر المنثور : وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله { اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } قال : مع علي بن أبي طالب . وأخرج ابن عساكر عن أبي جعفر في قوله { وكونوا مع الصادقين } قال : مع علي بن أبي طالب .[6] الثعلبي في الكشف والبيان : أخبرني عبد الله بن محمد بن عبد الله. محمد بن عثمان بن الحسن. محمد بن الحسين ابن صالح. علي بن جعفر بن موسى. جندل بن والق. محمد بن عمر المازني. الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في هذه الآية {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} قال : مع عليّ بن أبي طالب وأصحابه. وأخبرني عبد الله محمد بن عثمان. محمد بن الحسن. علي بن العباس المقانعي. جعفر ابن محمد ابن الحسين. أحمد بن صبيح الأسدي. مفضل بن صالح. عن جابر عن أبي جعفر في قوله تعالى {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} قال : مع آل محمد ( {صلى الله عليه وسلم} ).[7] قال ابن منظور : وعن أبي جعفر في قوله: " يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا الله وكونوا مع الصّادقين " قال: مع علي بن أبي طالب.[8] العودة للفهرس [1] الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 208 ح2 . [2] ينابيع المودة لذوي القربى - القندوزي - ج 1 - ص 358 [3] بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 51 [4]المناقب للخوارزمي ج1 ص248 . [5]تشييد المراجعات ج1 ص38 . [6]الدر المنثور ج5 ص186 . [7]الكشف والبيان للثعلبي ج6 ص247 . [8]مختصر تاريخ دمشق ج5 ص408 , تهذيب الكمال ج5 ص84 . اتمنى ان يعجبكم الموضوع ولا تحرمونا من ردود كم الذووووق نـــــــسألكم الـــــــــدعاء خالد الاسدي |
|
10-21-2010, 11:16 PM | #8 | |||||||||
مشرفة واحة منتديات الصور العامة
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,407
معدل تقييم المستوى: 17
المستوى : 39 [] |
رد: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بارك الله فيك على الطرح القيم والمميز سائلين البارىء أن يوفقكم بحق الصادقين وهم أهل البيت(عليهم السلام) جزاك الله خيراً
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة حنين الروح ; 10-15-2011 الساعة 07:44 AM |
|||||||||
10-22-2010, 12:26 AM | #9 |
رد: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ
لأقدم لكِ تعبيراً عن شكري وامتناني لردك الكريم ,,
أختي الفاضله حنين الروح ومداخلتك المفعمة بالورد والعطاء تحياتي لكِ و خالص احترامي نطلب من الله علي القدير ان يتقبلعمالكم باحسن القبول
__________________
السلام عليك يا أبا عبدالله الحُسينْ لعن الله امة قتلتك يا سيدي و لعن الله امة سمعت بذلك فرضيت التعديل الأخير تم بواسطة خالد الاسدي ; 10-22-2010 الساعة 12:27 AM |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
تطوير واستضافة: شبكة جنة الحسين (عليه السلام) للإنتاج الفني
الساعة الآن: 02:06 AM.