التميز خلال 24 ساعة | |||
العضو المميز | الموضوع المميز | المشرف المميز | المشرفة المميزه |
قريبا |
بقلم : |
قريبا | قريبا |
|
المنتدى الإسلآمي العام كل مايختص بالدين الإسلامي الحنيف وعلوم وفضائل اهل بيت النبوة "عليهم السلام" |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
![]() ![]() أرض الجنة مفروشة بالمسك والعنبر
(ولمن خاف مقام ربه جنتان). يروى أن سعة الجنة الواحدة منهما تمتد إلى مسيرة مائة عام، وقد غطيّت أرضها بالمسك والعنبر، وهاتان الجنتان هما جزاء لمن خاف مقام ربه، ثم تسرد السورة ألوان النعيم في تينك الجنتين اللتين وهبهما الله لذاكره ومستحضره في نفسه ومراقبه في خلواته. ولقد أسلفنا القول حول وجهي المعنى لهذه الآية الكريمة وقلنا إن أحد الوجوه هو أن يكون معنى المقام الرباني عند نفس الإنسان، وقلنا أن الوجه الآخر هو أن يكون المعنى مقام الرب عند الحساب، والمعنى الأول أسمى وارفع. المطلوب هو الخوف الصادق: وبالتأكيد أن المراد من الخوف في هذه الآية هو الخوف الصادق المؤثّر الذي يجعل صاحبه يفر من الذنب فراره من الأفاعي والعقارب، فضلاً عن أنه لا يدنو منها، ولذلك يقول الإمام الصادق (ع) في معنى هذه الآية المباركة (من علم ان الله (تعالى يراه ويعلم ما يعمله ويسمع ما يقوله ثم يحجزه ذلك من القبيح فهو خائف من مقام ربه). إذاً ليس كما يزعم أولئك من أنهم يخافون الله عز وجل وهو لا يعرفون للحياء معنىً فتراهم عند ارتكابهم للمعاصي واحتمالهم للآثام لا يجدون للترك رادعاً من أنفسهم، بينما يقول الحديث المأثور (دليل الخوف الهرب، ودليل الرجاء الطلب) فلو خاف العبد عذاب ربه لما ارتكب ذنباً بالمرّة، ولكن الناس يتهيبون الفضيحة ولا يعملون ما يفضحهم أمام أمثالهم، وهذه الحالة من المراقبة كانت أجدر بهم لو أنهم خافوا الفضيحة أمام الله ففروا مما زيّن لهم الشيطان, إذاً حقيقة الخوف من الله وعذابه تكمن في الهرب والفرار من ما يستوجب سخط الله وعذابه، وحقيقة الرجاء تكمن في السعي والمثابرة خلف ما رجاه الإنسان من ربه في أداء الطاعات ولزوم الفرائض وتعاهد الأعمال الصالحة لا التفريط أو التقصير بها. مغالطة العالم مع هارون الرشيد: واؤكد ثانية ان دليل الخوف هو الفرار من الذنب قبل الدخول فيه، ولا يعد الخوف صادقاً عندما يزعم البعض أن قد تحصل له الخوف من الله بعد مباشرته للمعصية!! لأن الخائف لا يسعى خلف المعصية، ودواعي تأكيدي المكرر على هذا الأمر هو وجود مغالطات بعض علماء العامة من علماء السوء والضلالة التي لا يمكن للعاقل تصديقها، وخير شاهد على ذلك هذه القصة التي نقلتها بعض كتب تفسير العامة وبعض كتب التأريخ لتتضح الصورة لدى القارئ الكريم: حدّث هارون الرشيد يوماً زوجته الصالحة زبيدة (وهي امرأة صالحة ولعلها كانت من شيعة أهل البيت (ع) ظاهراً، وقد شبهها البعض بزوجة فرعون الصالحة، فهي تعيش في بيت طاغوت عصرها ولقد قدمت هذه الامرأة خدمات جليلة لأهل الاسلام أحدها أن نقلت الماء المشهور بماء زبيدة إلى مكة المكرمة من منطقة تقع على بعد عشرة أميال على طريق مكة، حيث كان سعر القربة الواحدة من الماء قبل النقل يعادل سعر مثقال من الذهب لندرة الماء وصعوبة نقله) فقال لها: إني إمام عادل، والإمام العادل مصيره الجنة دون ريب! فردت عليه زبيدة: كلاّ انك لحاكم جائر وقد افتريت على الله كذباً عندما حتّمت الجنة لنفسك وأنت تعلم ان من يتجاهر بالكذب على الله (تعالى) فقد خلع من رقبته ربقة الإسلام وعليه لم يعد لي مكاناً في قصرك بعد هذا. فتحير هارون من قولها ولم يحر جواباً، فاغتم كثيراً لذلك واستدعى على أثره حد علماء البلاط من الذين باعوا دينهم بدنانير، (ولعل مائة لون من الجهل يحمله اولئك افضل من حمل لون علم واحد يغوون به الناس)ن فبعث خلف عالم البلاط (محمد بن الحسن الشيباني)، فلما حضر بين يديه حدثه بما دار بينه وبين زوجته زبيدة، فرد عليه عالم البلاط قائلاً: أيها الخليفة، هل مرّ بك أن أصبت ذنباً ثم تحسست في قلبك مخافة الله من ارتكابك لذلك الذنب؟ فأجابه هارون بلى والله وكثيراً ما هو، هنا صاح عالم السوء: بشراك بشراك فلك بدل الجنة جنتان، وأنا لا أقول ذلك بزعمي بل هذا ما صرح به القرآن الكريم في قوله تعالى (ولمن خاف مقام ربه جنتان) فسر هارون من قوله ومنحه جائزة!! (لكي يزداد تملقّه فيما بعد عندما يفسر القرآن برأيه وتبعاً لرغبات ونزوات السلاطين وامراء السوء وخلفاء الجور). لقد باع ذلك الرجل آخرته بدراهم ودنانير، ألا فلعنة الله على علماء السوء ووعاظ السلاطين الذين لم يضلوا أنفسهم لوحدهم بل وأضلّوا من الناس جبّلاً كثيراً. تصوروا أن الشيباني يقول إن من يتعقّب المعصية ويسعى في طلبها ثم يقترفها ويلوّث نفسه بها، ثم يستشعر الخوف بعد ذلك في نفسه فيقول آه على تفريطي فله حينئذ جنتان! أيها الأحمق ان العبد لو خاف ربه حقاً لما بحث عن المعصية ليدنسّ نفسه بها، وهل تراه سيجد لله خوفاً في نفسه وهو مشغول بالبحث عن المعاصي ليفتك بها؟!!، يقول الإمام (ع) (ومن عرضت له فاحشة أو شهوة فأجتنبها مخافة الله عز وجل، حرم عليه النار، وآمنه من الفزع الأكبر، وأنجز له ما وعده في كتابه)[1] ولكن هارون الرشيد ومن فرط خوفه من الله ألقى بالإمام موسى بن جعفر (ع) في غياهب السجن!، ثم يعتمر قلبه بخوف الله وخشيته فيقتل ويسجن المئات من السادة العلويين والفاطميين الأبرياء! تصوروا ان هذا المجرم يخاف مقام ربه[2]، (من خاف ربه كف ظلمه)[3]. المريض يمسك عن الضار من الأطعمة: وعليه يتجلّى الخوف الصادق في ترك ارتكاب الذنب، لأنه بغير هذه الصورة لا يبقى للخوف معنىً سوى أنه مجرد مزاعم محضة. إذاً دليل الخوف هو ترك ما يوجب الضرر، فالخائف الوجل من سخط الله وعذابه حاله كحال المريض الذي يخشى تفاقم وحدة وشدة المرض عليه لئلاّ ينتهي به إلى الموت فيمسك عن تناول الأطعمة والاشربة الضارة، وهكذا حال الخائف من مقام ربه فهو يمسك ويمتنع عن ارتكاب ما يخالف أوامر ربه عز وجل، وهذه هي أدنى منازل الخوف ودرجاته، وكلما ازدادت درجات الإيمان صعوداً عند الفرد كلما ازداد معها مقدار الخوف. ولكي تتضح لدينا ماهية درجات الخوف نعمد الآن إلى نقل هذه الرواية المشفعة بحكاية تفيد مقصدنا: عبد الله لا يخشى أحداً إلا الله: نقل صاحب تفسير منهج الصادقين أن أمير المؤمنين علياً (ع) لما قتل الملعون عمرو بن عبد ود العامري في معركة الخندق المشهورة قفل راجعاً إلى عسكر المسلمين، فسأله المسلون كيف لم يعتريك الخوف من لقاء عمر يا علي؟! (لقد كان عمرو رجلاً شجاعاً يعد بألف فارس وله من غلظة البدن ورباطة الجأش وقوة الشكيمة ما أن يحمل فصيل الناقة لوحده فيجعل منه ترساً ويكرّ على الألف فارس وقد تدججوا بالسلاح! فكيف لم يهابه علي الفتى حينذاك؟) فرد عليهم الإمام (ع): كيف يخشى من سوى الله من لم يعبد إلاّ إياه؟!!. إذاً أحد عوامل التوحيد هو توحيد الله في مقام الخوف، أي أن العبد الموحّد هو من لا يخشى أحداً سوى ربه[4]. كما أن من عوامل التوحيد في مقام الرجاء هو أن لا يرجو العبد إلاّ ربه. فلا الزوجة ولا الأبناء ولا السلطان ولا الجاه ولا العلم ولا القلم ولا يفاعة الشباب ولا سلامة الأبدان هي التي تنتهي به إلى مناه وسعده لأن كل هذا زائل فان، وعليه كان لزاماً على المر ان يخاف ربه وحده ولا يعلق رجاءه إلاّ به لأن (كل من عليها فان* ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) (سورة الرحمن، الآيات: 27 ـ 28). بينما نجده في كل الموجودات أنها مصاديق لقوله تعالى (ما أغنى عنه ماله وما كسب) (سورة المسد، الآية: 2). وقوله عز وجل (يحسب أن ماله أخلده) (سورة الهمزة، الآية: 3). لأن الزائل بمنزلة السراب للظامئ من فرط العطش. حوار مؤمن الجن مع إبراهيم الأدهم: اما الحكاية المفيدة لموضوعنا فهي حكاية ابراهيم الادهم التي نقلها كتاب تفسير منهج الصادقين: يقول ابراهيم الادهم (وهو زاهد مشهور) كنت أقطع طريقي في وهد من وهاد الأرض بمفردي فإذا بشخص مهيب يتصور امامي بغتةً، فهالني أمره، ثم لم يلبث حتى اقترب مني فسارعت بالسؤال: أمن الانس أنت أم الجن؟ فرد علي قائلاً: أمن المؤمنين أنت أم من الكافرين؟ فأجبته بل أنا رجل مؤمن، فرد علي حينها وقال: لقد كذبت، لأنك لو كنت مؤمناً حقاً كما تزعم لما هبت أحداً غير الله!! ولعل ذلك النفر كان من مؤمني الجن على ما يبدو، المهم هنا ان المؤمن الكافل هو من لا يخشى أحداً إلاّ الله تعالى، وكما الإيمان لا يتأتى للمرء المسلم حتى يمتلك وحدة الخوف والرجاء لله تعالى!. المشرك الذي انفرد بالنبي (ص): ففي معركة أحد كان وضع المسلمين غير متكافئ مع وضع المشركين عدة وعدداً، بالاضافة إلى وجود عوامل أخرى سببت لحوق الهزيمة بجيش المسلمين واضابة عدد منهم بين قتيل وجريح ولائذ بالفرار بجلده، وكان الإمام علي (ع) وأبو دجانة الأنصاري حينذاك يذودان عن رسول الله (ص) الذي لحقته عدة جراحات أثناء المعركة، وقد بقيا يقاتلان قتالاً شديداً مع المشركين لابعادهم عن رسول الله (ص)، وبعد عدة محاولات يصل هذا المشرك إلى الرسول (ص) ويشهر عليه سيفه ويقول له: والآن يا محمد (ص) من تراه سينجيك منّي؟ فيرد عليه النبي (ص) بكل ثقة ووقار: إنه ربي (أي أن الله تعالى لو لم يشأ قتلي على يديك فلن يستطيع أحد أن يفعل شيئاً ولو اجتمع الكون معه) فعزم المشرك أن يهوي بسيفه على النبي (ص) ليقتله فإذا بيده ترتعش ويسقط السيف أرضاً فتناوله النبي (ص) وشهره بوجه المشرك وقال له: وأنت من ينجيك مني؟ فرد عليه المشرك (وقد كان صاحب دهاء): عفوك عني، فعفى عنه الرسول (ص) وتركه. رجوح كفّة الايمان على كفّة الحسنات: إذاً الجنتان لأهل الخوف من الله تعالى جاءت كثواب، الأول على ايمانهم بالله والأخرى لأدائهم صالحات الأعمال، ومن البديهي أن كل ما يوفق إليه المرء المسلم من صالحات انما هو بفضل وبركة ايمانه لذلك يقال إن جميع حسنات المؤمن توضع في كفة ميزان يوم القيامة ثم يوضع ايمانه المتجسد بالكلمة الطيبة (لا اله إلا الله) وهي شعار الايمان ورمز التوحيد في كفة أخرى، فيرجح الايمان على الحسنات، وسبب الرجوح هو اُصل التوحيد، فبالتوحيد يدرك خوف مقام الله عز وجل ويتحصل رجاؤه. أما لو أخذنا معنى الآية على الوجه الثاني حيث ان أحد هاتين الجنتين هي جزاء الأعمال الصالحة وأداء الفرائض، والاخرى جزاء ترك المعاصي والذنوب، فتكون هاتين الجنتين هما جزاء ما سيتحمله المؤمن في دنياه في ذات الله عز وجل من نصب وشقاء وأذى حينما يصون عينيه عن النظر إلى المحرمات ويصون نفسه عن الانزلاق في مهاوي الردى والهلكة ويؤدي الطاعات ويلتزم الفرائض وينكر الكذب ويكره الغيبة ويستهجن فعل السيئات. |
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
جمجمة الحوت الأزرق | الم الرحيل | منتدى الصور المنوعة وصور الاطفال | 11 | 11-14-2010 05:32 PM |
دعاء يدخلك الجنة | قلب مجروح | منتدى الدعاء اليومي | 6 | 08-02-2010 04:30 PM |
زهور من حدائق الجنة... | الم الرحيل | المنتدى الإسلآمي العام | 4 | 02-17-2010 06:16 PM |
فان خيرت بين الجنة وكربلاء أيهما تختار | الم الرحيل | منتدى أهل البيت | 1 | 02-06-2010 08:50 AM |
زفة القاسم على ايد امه الزهراء في الجنة | دموع الشرقية | منتدى أهل البيت | 4 | 12-25-2009 01:26 PM |
تطوير واستضافة: شبكة جنة الحسين (عليه السلام) للإنتاج الفني
الساعة الآن: 10:29 PM.