التميز خلال 24 ساعة | |||
العضو المميز | الموضوع المميز | المشرف المميز | المشرفة المميزه |
قريبا |
بقلم : |
قريبا | قريبا |
|
منتدى الإمام المهدي "عليه السلام" كل مايختص بحياة صاحب العصر والزمان وعلامات الظهور |
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-21-2011, 10:07 AM | #1 |
آثار الفهم السليم لحقيقة الانتظار
آثار الفهم السليم لحقيقة الانتظار
لعقائد الإنسان ظاهر وباطن ، ولا يكون المؤمن مؤمناً حقيقياً ما لم يحمل العقيدة ظاهراً وباطناً ، ومعرفة الظاهر أمر سهل ، ولكنّ الجانب المهم هو أنْ تكون العقيدة راسخة عند هذا الإنسان باطناً ، ويمكن معرفة ذلك من انعكاس عقائده على سلوكه العام ، فأنّ المُتَدَيِّن يكون الطابع العام لسلوكه موافقاً لعقيدته ، وتظهر آثار اعتقاده على حياته بشكل بيّن وواضح . وانتظار ظهور الإمام عليه السلام من الأمور العقائدية المهمّة ، والتي عمل النبي والأئمّة عليه وعليهم السلام على ترسيخها في نفوس أبناء المجتمع ، فمَن اعتقد بهذه الحقيقة وفهمها الفهم السليم لابدّ وأنْ تظهر عليه آثارها كنتائج عملية يسطّرها في الواقع الحياتي اليومي ، ونحن نحاول أنْ نشير إلى بعض هذه الآثار المتوخّى تحققها فيمن عاش الانتظار عقيدةً ، وفهمه فهماً سليماً ، لنميّز المنتظر الحقيقي من غيره أوّلاً ، وثانياً ليتّضح أنّ الإيمان بظهور الإمام ( عجّل الله فرجه ) ليس أمراً لا فائدة من وراءه ، بل الخير كلّه فيه ، وهذه الآثار يمكن أنْ نبيّنها في المحاور التالية : * الأوّل : الآثار الشخصية : الفرد هو اللَبِنَة الأولى في بناء المجتمع الإنساني ، فبناءه بناءً سليماً يعني بناء المجتمع السليم ؛ لذلك أكّد الإسلام كثيراً على الاهتمام ببناء الفرد طفلاً ويافعاً وكهلاً وشيخاً ، وجعل للعقيدة الأثر الأكبر في بناءه ، ومن مفردات العقيدة التي تؤثّر في بناء الفرد والمجتمع عقيدةُ انتظار الإمام المهدي عليه السلام ، فإنّها سوف تترك آثاراً جمّة على هذا الكيان الشخصي ، منها : 1 ـ إنّ الاعتقاد بضرورة ظهور الإمام (عج) المبني على الأدلّة القاطعة بمعرفته وتشخيصه روحي فداه ، يُخْرِج المعتقد قبل الظهور وبعده من الحيرة والضلال . 2 ـ إنّ الفهم الصحيح للانتظار يزرع في النفس الاستعداد الكامل لتطبيق الأطروحة الإلهية العادلة والكاملة عليه كواحد من البشر على أقلّ تقدير ، إنْ لم يكن من الدعاة إليها والمضحّين في سبيلها . وهذا يتطلّب منه أنْ يكون عادلاً في سلوكه وتعامله مع الآخرين لتعتاد نفسه على العدالة ، فلا ينفر منها إذا ما جاء أوان تطبيقها العام التام على يد الإمام عليه السلام ؛ لأنّ المنتظر للإمام عليه السلام منتظر للعدل والحق ، والنفس ذات الأفق الضيّق لا تستطيع تحمّل الحق ، لذلك ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله المشهور : ( مَا تَرَكَ لِي الحَقّ مِنْ صَدِيْقٍ ) (1) ، فإذا علم المؤمن أنّه ينتظر دولة الحقّ والعدالة ، فسوف يعمل على ممارسة الحقّ لجهتَين : الأولى : أداءً للتكليف ، والثانية : لتعتاد نفسه على الانصياع للحق ، فلا تستوحش منه ، بل يكون الإنسان من المستبشرين به ، الطالبين لتحقيقه . إذنْ الانتظار السليم يخلق الإنسان العادل في المجتمع ، الذي يحافظ على حرمة الآخرين وحقوقهم . 3 ـ الالتزام الكامل بتطبيق الأحكام الإلهية السارية في كلّ عصر على سائر علاقات الفرد وأفعاله وأقواله ، حتى يكون متّبعاً للحقّ والهدى الصحيح ، فيكتسب الإرادة القوية والإخلاص الحقيقي الذي يؤهّله للتشرّف بتحمّل طرف من مسؤوليّات اليوم الموعود ، وعليه فلابدّ أنْ يعمل على تزكية نفسه من الرذائل وتحليتها بالفضائل ، وفي ذلك ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام حيث قال : ( مَنْ سَرَّهُ أنْ يَكُوْنَ مِنْ أَصْحَابِ القَائِمِ ، فَلْيَنْتَظِرْ وَلْيَعْمَلْ بِالوَرَعِ وَمَحَاسِنِ الأَخْلاَقِ وَهُوَ مُنْتَظِرٌ ، فَإنْ مَاتَ وَقَامَ القَائِمُ بَعْدَهُ كَانَ لَهُ مِن الأَجْرِ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ أَدْرَكَهُ ، فَجِدُّوا وَانْتَظِرُوا هَنِيْئَاً لَكُمْ أَيَّتُهَا العِصَابَة المَرْحُوْمَة ) (2) . ويترتّب على ذلك أنْ يكون الإنسان من الذين يجلبون الخير إلى الأمّة الإسلامية عامّة ، بل والبشرية جمعاء ؛ باعتبار أنّ إعداد نفسه إعداداً صالحاً يشارك في تهيئة شرط اليوم الموعود بمقدار تكليفه وقدرته ، وإيجاد شرط الظهور خيرٌ عامٌّ للبشرية جميعاً . 4 ـ إنّ الفرد بمساهمته في توفير شرط الظهور ( وهو وجود النخبة الصالحة القادرة على تحمّل المسؤوليّات ) يساهم في إرضاء الإمام عليه السلام وجلب راحته ، وذلك بزيادة المؤمنين وقلّة العاصين ، والمشاركة الحقيقية في الإعداد للهدف الكبير . هذه بعض الأمور التي يتركها الفهم السليم لحقيقة الانتظار على الفرد ، والتي تجعل منه عنصراً فعّالاً ومؤثّراً في المجتمع ، فتنفعه دنياً وآخرة ، فالإنسان المنتظِر إذن إنساناً صالحاً وعاملاً لِمَا فيه خير البشريّة . * الثاني : الآثار الاجتماعية : ممّا لا شكّ فيه أنّ صلاح الفرد وتأثير فهم الانتظار على سلوكه ينعكس بالنتيجة على المجتمع ككل ، فإذا صلح الأفراد صَلُحَ المجتمع ، وانتشار هذا الفهم الايجابي تكون له ثمار اجتماعية مهمّة ، منها : 1 ـ لا شكّ أنّ الأُمّة مجموعة أفراد ، فإذا كانت الأفراد بالصورة التي تقدّمتْ سوف تكون هذه الأُمّة أُمّة قويّة مرتبطة بمصدر القوّة الحقيقي ، ومِن خلال تفاعل أفرادها سوف تعيش هذه الأُمّة بصورة راقية اجتماعياً ؛ لأنّ صورة المجتمع سوف تكون مأخوذة من خصوصيات أفراده ، الذي يغلب عليهم طابع حب الخير والانشداد للكمال والنور والسعي في تحصيله ، فسيكون مجتمعاً نورانيّاً قائماً على توفير السعادة والرُقِيّ ، ويسعى كلُّ فرد فيه إلى خدمة مجتمعه ومعاونة الأفراد الآخرين للوصول إلى غايتهم في المشروع الاجتماعي الأكمل . مِن هنا يظهر أنّ الانتظار الحقيقي يغذّي الأُمّة بالطاقة لبلوغ أهدافها ، ووصول المجتمع إلى سلوك اجتماعي أرقى يؤهّلهم لقبول النظرية الإلهية الكاملة . 2 ـ تكاتف المجتمع وتوحّده ورصّ صفوفه أمر مهمّ في عملية التغيير المرتَقَبَة ، فإنّ المجتمع المتفكّك والذي تنخره الخلافات ، وتعبث فيه الأهواء ، مجتمع خاوٍ لا يستطيع دَفْع الذباب عن أنفه ، فكيف بإقامة الدولة العالمية الكبرى ، فالمنتظِرون يجب أنْ يتّصفوا بالتكاتف والتحابّ فيما بينهم ، ولأهمِّيّة هذا التكاتف في عملية التغيير يعمل الأعداء ليل نهار من أجل القضاء على أيّ تكاتف يمكن أنْ يحصل بين المسلمين. 3 ـ العمل الجادّ بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهذا الأمر مِن أهمّ العوامل المؤثّرة في صلاح المجتمع ، فالإنسان الصالح لابدّ أنْ يدعو للصلاح ، والأُمّة الصالحة أيضاً لابدّ أنْ تدعو الأُمم للصلاح : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (3) ، مع مراعاة شرائط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، المبيَّنة في كتب الفقه . 4 ـ السعي الدائم للظلم والظالمين بالإمكانيات المتوفّرة وحسب القدرة الآنيّة ، ليكون مستعدّاً للتضحية من أجل إقامة العدل متى ما أعلن قيامها ؛ لأنّ مَن يعتاد الراحة والدعة والاستسلام لا يمكنه التحرّك إذا اقْتَضَتْ الضرورة . 5 ـ ومن فوائد الإيمان الصادق بالإمام عليه السلام والفهم السليم لانتظاره على الأُمّة ، شعورُ أبناءها بالعزّة والكرامة والاطمئنان النفسي، بأنّ الكافرين والفاسقين مهما أتوا مِن قوّة وعاثوا في الأرض فساداً، فإنّ العاقبة للمتّقين ، وسوف يذهب الزَبَد جُفَاء ، ويمكث في الأرض ما ينفع أهلها في النَشْأَتَيْنِ وعداً إلهيّاً غير مكذوب . وهذا الشعور من أهمّ خصائص الانتظار ؛ لأنّ المهدي عليه السلام هو القوّة الغيبيّة المدّخرة لإصلاح العالم ، فَمَن ارتبط به فسوف يستمدّ القوّة من إمامه الذي تجلّتْ له حقيقة الذِكْر : ( لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم ) ، حقيقةً ، فصار هو المصداق الذي تجلّتْ فيه القوّة الإلهية ؛ لذلك نجده عليه السلام يصف نفسه في بعض فقرات دعاء الندبة بالمعدّ لقطع دابر الظلمة ، والمنتظر لإقامة الأمْتِ والعِوَج ، والمرتجى لإزالة الجوَر والعدوان ، والمدّخر لتجديد الفرائض والسُنَن ، إلى غير ذلك من الأوصاف التي تَنمّ عن قوّته عليه السلام الملائِمة للمهمّة التي اختاره لها ربّ العزة والجلال . فالفرد إذا ارتبط بهذه القوّة معنويّاً سوف يستشعر القوّة حقيقة ، فتتحوّل هذه القوّة إلى طاقة تحرك مفاصل حياته وتنقله من عالم الضعف نتيجة الضغوطات التي يتعرّض لها سياسية أو اقتصادية أو غيرها ، إلى عالم القوّة والفاعلية ، فيكون عنصراً مؤثّراً في تهيئة لوازم الخريطة الإلهيّة لمستقبل العالم ، والأُمّة التي يكون أفرادها من هذا النوع تعيش القوّة والعزّة والكرامة والصمود أمام الضغوطات ، لتخرج من جميع الامتحانات مرفوعة الرأس . 6 ـ ومن النتائج العظيمة لهذا الفهم السليم لحقيقة الانتظار الشعور بالمسؤولية تجاه بعضنا البعض ، وتجاه الهدف الذي سيظهر الإمام من أجله ، وهذا الشعور يدعونا قطعاً إلى التفاهم والتشاور لمعرفة صحّة خطواتنا وكيفية الرُقِي بها إلى المستوى المطلوب ، الأمر الذي يوفّر للمجتمع وحدة الكلمة ورصّ الصفوف من جهة ، ودقّة الحسابات في التعامل مع المتغيرات من جهة أخرى ، ممّا يعود على الأُمّة بتوفير النظم في جميع مجالات حياة المؤمنين ، ويتصرّفون ضمن الحدود المطلوبة في الاقتصاد والاجتماع والسياسة وغير ذلك . * الثالث : الآثار الاقتصادية : إنّ للانتظار الإيجابي الحقيقي خصوصية أُخرى عجيبة وهي أنّه يعطي للفرد والمجتمع رؤية فريدة من نوعها تتقوّم في أنّ النظر يكون أوّلاً إلى المصلحة العامّة للمجتمع ، وتحقيقها من خلال تضافر جهود الأفراد المخلِصة ، ويترتّب على ذلك تربية الفرد على نكران الذات وبذل الغالي والنفيس من أجل تحقيق الهدف والحصول على القوّة الاقتصادية للأُمّة ؛ لأنّ هذه الأُمّة سوف تكون مهمّتها مستقبَلاً مهمّة كبيرة جدّاً في إصلاح العالم ونشر العدل ، وهذا المشروع يجب أنْ يُدعم مادّيّاً ، وتتوفّر عناصر القوّة كالتسلّح والتقنية الحديثة ، وكل ذلك يحتاج بطبيعة الحال إلى القدرة الاقتصادية ، والأُمّة التي ترى أنّ رُقِيّها الاقتصادي يؤهّلها إلى خدمة هدف إمامها الموعود عليه السلام ، تندفع إلى سدّ ثغراتها الاقتصادية أوّلاً ، وثانياً تسعى إلى أنْ يعيش الفرد فيها قوّة اقتصادية من خلال القضاء على الفقر والتخلّف الاقتصادي ، فيكون الفهم السليم بذلك دافعاً على العمل والحيوية في مجال الاقتصاد أيضاً . وهذه جولة سريعة في النتائج التي تترتّب على الفهم الصحيح للانتظار ، ومنها نتوصّل إلى حقيقة الغاية والهدف من الاعتقاد بالغيبة والانتظار ، فبالإضافة إلى التسليم لله وأولياءه ، فإنّ الهدف خَلْق الفرد الناجح والأُمّة الفاعلة الحيّة المتحرّكة بنجاح على كل الأصعدة ، فعقيدة الانتظار ليست عقيدة تخدير واسترخاء ، بل هي عقيدة عمل ونشاط وحيوية إيجابية تصنع الروح العالية عند أبناء الأُمّة ، وتتجاوز بهم حدود الذات والأنانية إلى حدود الأُمّة والجماعة . وختاماً نتوجّه إلى المولى الجليل سبحانه وتعالى ليمنّ علينا بالتوفيق ، لأنْ نكون من الذين فهموا وعملوا وأخلصوا ، وأنْ يكتبنا من الممهّدين للظهور المقدّس للإمام عليه السلام ، وأنْ لا يحرمنا رؤيته والفوز بصحبته وشفاعته ، إنّه أرحم الراحمين . ـــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ الدر المنثور : السيوطي : 293 . [ الشبكة ] 2 ـ نفس المصدر السابق : ج25 ، ص 145 . 3 ـ آل عمران : الآية : 104 . [ الشبكة ] |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
السفر الثامن : من آثار التقاء المؤمنين | سبل النجاة | منتدى المناجاة والإبتهال إلى الله سبحانه وتعالى | 4 | 10-14-2011 07:48 PM |
تقوية الفهم والحافظة | سبل النجاة | منتدى المناجاة والإبتهال إلى الله سبحانه وتعالى | 14 | 04-30-2011 01:20 PM |
آثار التوفيق ومعناه | الطريبيلي | المنتدى الإسلآمي العام | 4 | 11-11-2010 05:23 PM |
كلمات في الصميم | السيدة باسمية | منتدى المواضيع العامة | 2 | 10-01-2010 11:20 PM |
آثار سرعة الاعتذار | زهرة اللوتس | منتدى المواضيع العامة | 3 | 03-04-2010 11:40 PM |
تطوير واستضافة: شبكة جنة الحسين (عليه السلام) للإنتاج الفني
الساعة الآن: 06:47 PM.