الربو الشعبي (القصبي) والفيروسات

[دموع الشرقية]

يعتبر الربو القصبي مرضاً مزمناً شائع الحدوث، وهو يصيب ما يقارب 5% من الناس في أي عمر. ويتميز بحدوث تشنج أو تضيق بالقصبات يؤدي إلى صعوبة في التنفس، خاصة عند الزفير والسعال.

وتشير الأبحاث العلمية إلى زيادة في حدوث هذا المرض مع مرور الزمن، وفي الغالب يكون بسبب زيادة التلوث الجوي بدخان المصانع والسيارات ودخان السجائر.

ويبدأ هذا المرض عند الأطفال قبل بلوغهم 8 سنوات ويصيب عادة الذكور أكثر من الإناث.

ويكثر حدوث المرض لدى بعض العائلات مما يؤكد وجود استعداد وراثي له، خاصة لدى العائلات التي تشكو من أمراض تحسسية أخرى، مثل التهاب الأنف التحسسي والتهاب الجلد التحسسي (الأكزيما)، ويلاحظ لدى معظم الأشخاص المصابين بهذا المرض ارتفاع بنسبة الأجسام الضدية من نوع ige في الدم.

ويظهر الربو على شكل نوبات، ولاسيما عند التعرض أو استنشاق مواد محسسة قد تكون داخل المنزل (الدخان والبخور)، أو داخل وخارج المنزل كالغبار، والروائح العطرية، وشعر الحيوانات...إلخ، هذا وقد تترافق النوبات مع أداء التمارين الرياضية أحياناً.

وتشير العديد من الدراسات الحديثة إلى وجود علاقة أكيدة ما بين الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي ذات المنشأ الفيروسي (أحياناً، بعض أنواع الجراثيم مثل جرثومة المايكوبلازما والكلاميديا الرئوية) وتحريض حدوث نوبات الربو، ولقد تم إثبات هذه العلاقة عن طريقة عزل العديد من الفيروسات من المفرزات التنفسية لمرضى الربو المصابين بالتهابات رئوية مثل فيروس الرينوفيروس RSV والأنفلونزا. ولقد تمكن البروفيسور ساندرز الباحث في كلية الطب في جامعة جورج هوبكنز من توضيح آلية تحريض الفيروس لنوبات الربو عن طريق إحداث تشنج في القصبات، يرافقه زيادة في عدد الخلايا الالتهابية في الغشاء المخاطي المبطن للقصبات.

ومنشأ التشنج هو تحريض الفيروس للخلايا على إفراز مواد مشجعة على الالتهاب تؤدى إلى ظهور أعراض مبكرة للنوبة الربوية لمدة 1 إلى 2 ساعة، يتلو ذلك تكرر أعراض الربو مع وصول التفاعل الالتهابي إلى أوجه خلال 24 ساعة، ويشكو الطفل آنذاك من سعال وضيق في التنفس وصفير.

و رغم عدم وجود علاج نوعي للعديد من فيروسات الجهاز التنفسي فهناك العديد من الأدوية المثبطة للفيروسات من المتوقع توفرها في المستقبل.

أخيراً ننصح مرضى الربو بأخذ اللقاح الواقي من فيروس الأنفلونزا بشكل سنوي والتقيد باستعمال موسعات القصبات ومركبات الكورتيزون التي تعطى عن طريق الرذاذ وذلك حسب تعليمات الطبيب، مع تجنب التعرض لمحرضات النوبة وخصوصاً الدخان والبخور.